Saturday, January 21, 2006

جمال عبد الناصر قلتم؟


جمال عبد الناصر قلتم؟
GMT 16:15:00 2006 السبت 21 يناير
. إيلي الحاج
خطاب الأسد في المحامين بعيون لبنانية جمال عبد الناصر قلتم ؟

إيلي الحاج من بيروت: لا يمكن المرء إلا أن يتبسم بمرارة لمشهد المحامين العرب خلال مؤتمرهم في دمشق يطلقون مواقف خشبية ويصفقون ويهتفون بحماسة لأحد المتكلمين، الرئيس السوري بشار الأسد وهو يدافع عن نفسه ونظامه بمنطق محام مبتدىء تنقصه موهبة الإقناع ويستند إلى حجج وأفكار بسيطة انتهت مدة صلاحيتها منذ سبعينات القرن الماضي وقبلها، خصوصا أنه حصر الجزء الأكبر من كلمته بلبنان حيث اختار أن يبعد عن الواقع محاولاً تطويعه وفق ما يتمنى ويرغب.
هكذا يعلّل النفس بأن إسرائيل قتلت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ولم يحقق معها المجتمع الدولي، فلماذا يحققون معه في قضية اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري؟ يتناسى الرئيس السوري أن عائلة عرفات لم تتهم إسرائيل بقتله ، ولا حركته "فتح" فعلت ولا منظمة التحرير ولا "السلطة الفلسطينية ولا فرنسا حيث تعالج. ثم يقفز إلى القول إن إسرائيل مستفيدة من اغتيال الحريري ليستنتج بالتالي أنها هي التي قتلته ، فيصفق المحامون العرب. ليضيف أن لجنة التحقيق الدولية تتستر على فعلة إسرائيل الشائنة هذه وخلفها المجتمع الدولي ، ومن هو المجتمع الدولي ؟ مجموعة أشخاص حاكمين في بعض الدول! فيرتفع التصفيق مجدداً. يتجاهل الرئيس الأسد أن كل الأدلة والإفادات التي جمعت في قضية اغتيال الحريري أشارت إليه وإلى نظامه ولم يشر أي منها إلى إسرائيل، المستفيدة حتما ودوما من القرارات والتصرفات الرعناء والأخطاء القاتلة التي يرتكبها أي نظام، أو تنظيم عربي وإسلامي على غرار نظامه في لبنان.
كان الجو الخطابي في المؤتمر باعثا على الإنتشاء إلى حد استحضار أحد الحضور الهتّافين ذكر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، ليعلو التصفيق مجدداً. وشتان في الواقع بين عبد الناصر وبشار الأسد .
ففي الشكل لم يرث العملاق المصري السلطة عن والده ، وفي الوقائع كان يعني ما يقول . بشار على النقيض خطب بأن قيمة السيادة الوطنية أعلى من قرارات مجلس الأمن ولا يهم نظامه أن يعزله المجتمع الدولي وأنه مستعد للقتال وإلخ، عارفا أنه بعد مدة طالت أم قربت، ومن يعش يرَ، سيسأله المحقق الدولي وجهاً لوجه "سيدي الرئيس هل هددت فعلاً الضحية الحريري بأنك ستسحب أمعاءه؟ هناك عشرات الشهود وأحدهم نائبك السابق يؤكدون أنك فعلت". طبعاً سيقول إعلام حزب "البعث" أن الأسد استقبل المحققين كزوار وأبواب قصره مفتوحة للضيف انطلاقاً من التقاليد العربية الأصيلة وما شابه. ثم ان عبد الناصر عرف أن يخرج من مستنقع اليمن وبشار الأسد غرق في لبنان ولا يزال يتخبط في أوحاله. والأسد الابن لا يواجه إسرائيل ولا الغرب، إلا بالكلام وبالتفجير والتخريب لا أكثر في لبنان الذي ابتهج سيادته عندماقارنه بالبلد الذي يحكمه قائلاً "نحن الأكبر والأقوى" ولم يكمل كيف خرج جيشه منه مذلولاً .
عبد الناصر غير. يكفي أنه كان حقيقياً في حسناته وسيئاته . الآخرون الذين خرجوا من رحم "البعث" خصوصا مقلدون زائفون سيئو الأداء، والقول إن أحدهم يذكَر به لا يصح إلا إذا جاء في سياق أن شارلي شابلن مثلاً كان شبيها بهتلر في فيلمه الكاريكاتوري "الديكتاتور". مجرد تشبيه الرئيس الحالي في سورية بالزعيم العربي الأسمر اعتداء على الذاكرة والتاريخ.
ولتكتمل المهزلة المؤلمةعلى وقع الهتاف والتصفيق يخطب بشار الأسد أن قلة في لبنان ترفض سورية- أي نظامه الفاسد الموروث ورموزه المخابراتية – وهذه المجموعات "موقتة". كل الناس على وجه الأرض موقتون في النهاية ، لكن الدائم في هذا الرجل أنه لا يعتبر، بدليل استخفافه بنزول جموع اللبنانيين الهائلة التي ملأت ساحات بيروت وفرضت عليه بين ليلة وضحاها سحب جيشه من وطنهم بعدما احتله سحابة ثلاثين عاماً وقلبت الموازين في مجلسي النواب والوزراء اللذين كان يسيطر عليهما. قلة قال، أي يمكن اغتيالهم واحداً تلو آخر بعبوة تحت سيارة هنا وبسيارة مفخخة هناك لتستقيم مع الوقت مقولته إنهم "حالة عابرة". المهم في الانتظار أن يخرسوا إعلامهم لأن الاحتجاجات المنقولة صوتاً وصورة وكتابة على قتل زعمائهم وقادة الرأي من بينهم تسيء إلى العلاقات بين البلدين الشقيقين، كذلك الحديث عن المقابر الجماعية التي خلفها وراءهم رجال الاستخبارات السورية، وأيضاً المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية الذين اختفت آثارهم ولا يليق أن تسأل عائلاتهم عن مصيرهم وأين هم .
ولعل قضية مزارع شبعا، التي قال الرئيس السوري أن مساحتها لا تتجاوز مساحة المكان الذي أقيم فيه مؤتمر المحامين العرب تقدم الصورة الأقرب إلى أسلوب تعامله مع اللبنانيين . فترسيم الحدود فيها، على ما خطب، يحتاج إلى آلية قانونية بتقديم مستندات إلى الأمم المتحدة، وآلية تقنية من خلال وضع علامات هندسية على الأرض. بالنسبة إلى الشق الأول على صاحب الملكية أن يثبت ملكيته أمام الأمم المتحدة وليس من لا يمتلك. وبالنسبة إلى الشق الهندسي ، إسرائيل تحتل المزارع وبالتالي يستحيل وضع الإحداثيات فيها. ليستنتج أن المطالبة بترسيم الحدود عند المزارع هي خدمة لمصلحة إسرائيل، ولإيقاع الضرر بمقاومة "حزب الله" المتحالف معه.
بمعنى آخر حرروا المزارع وبعد ذلك نرى إذا كانت لبنانية أو سورية. والحال أن لبنان الرسمي ممثلاً برئيس جمهوريته المتحالف مع النظام السوري، إميل لحود لا غيره، سلم عام 2000 إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان رسالة بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان إلى ما وراء "الخط الأزرق" ( حدود لبنان التي رسمتها الأمم المتحدة بالتعاون مع الجيش اللبناني) مفادها أن القرار الدولي رقم 425 والذي ينص على الانسحاب الإسرائيلي من لبنان قد طبق بالكامل، بعد ذلك تنبهت سورية إلى حاجتها لإبقاء "مسمار جحا" في البيت اللبناني فكان اختراع قضية المزارع ، وهي أراض شاسعة وخصبة احتلتها سورية في معظمها عام 1957 وخيرت أصحابها بين الرحيل عنها أو حمل الهوية السورية، ولم يقدم لبنان شكوى في حقها ذلك الوقت لاعتبارات داخلية وحرصاً على العلاقات بين البلدين. وعندما احتل الجيش الإسرائيلي الجولان كانت في المزارع قوة عسكرية سورية فاعتُبرت من ضمن الأراضي السورية وليس في حوزة الأمم المتحدة أي وثيقة تثبت لبنانية بل مجرد كلام متناقض سوري ولبناني على غرار ما نطق به اليوم الأسد . والقصد الذي بات مفضوحاً منذ سنوات أن يبقى "حزب الله" محتفظاً بسلاحه جاهزاً لتوتير الأوضاع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية كلما اقتضت الحاجة السورية أو الإيرانية، وليظل هذا الحزب مالكاً مقدرات القوة على طائفته وبقية اللبنانيين تالياً في خدمة المحور الشهير والبائس الممتد من طهران إلى دمشق . لا يهم إذا كان هذا السلاح الذي انتفت جدواه يضع لبنان في مواجهة المجتمع الدولي. فما هو المجتمع الدولي؟ "مجموعة أشخاص حاكمين" نكتة بائخة أطلقها الأسد وصفق لها المحامون العرب.
عبد الناصر قالوا ؟ حرام تشويه صورة الزعيم العربي التاريخي بهذا القدر!

Friday, January 13, 2006

قوات الحرس الجمهوري ستنال


قوات الحرس الجمهوري ستنال
نصيب الأسد في أي ضربة تأديبية
خارطة "تكتيكية" أميركية لـ 20 موقعا
مخابراتيا وعسكريا سوريا معدة للتدمير
بروكسل ¯ الوكالات: كشفت مصادر في المعارضة السورية ان الولايات المتحدة الاميركية وضعت خططا لضربات عسكرية »جراحية« ضد سورية تطال اكثر من 20 موقعا حيويا للمخابرات السورية وقوات الحرس الجمهوري وعقد الاتصالات العسكرية مشيرة الى ان خرائط عملياتية لضرب هذه المواقع قد جهزت بالفعل.ونقلت نشرة »الحقيقة« الالكترونية السورية المعارضة عن مصادر مقربة من حلف شمال الاطلسي في بروكسل تأكيدها ان وزارة الدفاع الاميركية وضعت عددا من الخطط العسكرية التي تتضمن ضربات " جراحية" لعدد من المواقع الامنية والعسكرية و المدنية السورية في دمشق ومناطق اخرى عند الضرورة.وتعكس »الخارطة التكتيكية« العقيدة القتالية" التي سنتها واشنطن لكي تكون " مرشدا" لها في اي مواجهة محتملة مع نظام دمشق. فالخارطة , وكما يلاحظ من المواقع التي تم تثبيتها عليها كأهداف محتملة لاي قصف صاروخي او بواسطة الطيران , اقتصرت على المواقع العائدة لاجهزة المخابرات العسكرية والجوية والعامة (امن الدولة) , والحرس الجمهوري.كما ويلاحظ ايضا انها اعتبرت عقد الاتصالات السلكية واللاسلكية " اهدافا عسكرية ", بينما وضعت دائرة زرقاء كبيرة حول القصر الرئاسي (قصر الشعب) الواقع على احدى تلال جبل قاسيون شمال غربي دمشق. الامر الذي يفترض ضمنا , وحسب ما يمكن استنتاجه من المصطلحات العسكرية المتعارف عليها دوليا , ان واضعي الخارطة " الاميركيين " ليس لديهم حتى الان خطط " عسكرية " لقلب النظام في سورية بالقوة على غرار ما حصل في العراق , وان اي ضربة عسكرية محتملة سيكون الهدف منها " معاقبة النظام وارغامه على الاستجابة لمطالب معينة ".ونقلت »الحقيقة« عن محلل ستراتيجي فرنسي قوله ان الخارطة ومضمونها, لا يعنيان بالضرورة ان واضعيها لا يملكون خرائط اخرى اكثر شمولا يمكن وضعها على طاولة الاستخدام في اي لحظة.واضافت ان واضعي الخارطة عمدوا الى استخدام لونين , الزهري والبرتقالي, للاشارة الى الاهداف المحتملة. ولم يتسن معرفة مغزى هذا التمييز , وما اذا كان يعني تصنيفا لهذه الاهداف حسب درجة الاولوية التي تحتلها في قائمة الاستهداف , ام حسب السلاح الواجب استخدامه لضرب كل منها في اي عملية عسكرية يفترض القيام بها مستقبلا. الا ان الخبير العسكري البلجيكي سيرج فلامانك رجح الاحتمال الثاني , بالنظر لان الاهداف الموضوعة باللون الزهري تقع في مناطق سكنية مكتظة , وبالتالي يجب استخدام اسلحة تمتاز بحزمة انفجار ضيقة جدا وبدرجة ذكاء اكثر حدة للحيلولة دون ايقاع اصابات في اوساط المدنيين , حسب تعبيره.في السياق نفسه , وحسب اجزاء مكملة للخارطة تتضمن مواقع اخرى في سورية لوحظ ان الاهداف المحتملة تنتشر في محيط دمشق وعلى الطريق الممتدة ما بين حمص ودمشق. الا انها جميعا اقتصرت على الاهداف الخاصة بالحرس الجمهوري واهداف اخرى اقل عددا تشير الخارطة الى انها تابعة للاستطلاع الجوي. الامر الذي يفترض ان قصفها , في حال حدوث ذلك , سيكون " وقائيا" للحيلولة دون اعتراض سوري متوقع لاي عملية قصف من هذا النوع. واوضحت »الحقيقة« ان »سجن المزة العسكري« قد تمت الاشارة اليه بوصفه احد مقرات " الحرس الجمهوري". الامر الذي يؤكد ان السجن , وفور اغلاقه بتاريخ 13 سبتمبر 2000 , تم تحويله الى مكتب خاص للعقيد ماهر الاسد.ويتضح من صورة خاصة منفردة للسجن السابق ان تغييرات " جغرافية " و انشائية كبيرة قد ادخلت اليه بعد تحوله الى مكتب لشقيق الرئيس , القائد الفعلي للحرس الجمهوري. حيث يلاحظ ان شبكة من الطرق الداخلية العريضة , والبوابات الكبيرة , فضلا عن انشاءات اخرى تقع شمال غرب حرم " السجن" , قد اضيفت الى البناء الاصلي ولم تكن موجودة فيه سابقا. كما ويلاحظ ان الطريق الاساسي الذي كان يوصل الى " السجن" سابقا عبر " حي المزة 86 " ومن خلف " حي المزة ¯ بنايات ال¯ 14" ,قد استبدل بطريق عريض يوصله الى منطقة " المزة ¯ فيلات غربية " و " المزة جبل " حيث كان معسكر " التوجيه السياسي " التابع ل¯ " سرايا الدفاع" التي تحولت بعد حل هذه الاخيرة الى معسكر للحرس الجمهوري.واضافت ان المواقع التي اشارت اليها الخارطة كأهداف في دمشق ومحيطها في مقر شعبة المخابرات العسكرية (الجديد ) في البرامكة, وثلاثة فروع تابعة لها وتقع قبالتها تقريبا , هي »فرع المنطقة« و »فرع التحقيق العسكري« و »فرع فلسطين« و»الفرع الاداري« في شعبة المخابرات الذي يحمل اسم " السرية 215 ". ¯ مقر ادارة المخابرات العامة الى الشرق من مستديرة كفر سوسة وبمحازاة شارع ابن عساكر والفرع 251 ( الفرع الداخلي في المخابرات العامة الواقع خلف مشفى الهلال الاحمر في منطقة جادة الخطيب ومقر قيادة المخابرات الجوية قرب ساحة التحرير وعلى تخوم حي باب توما ومواقع للحرس الجمهوري في التلال المطلة على محيط »سجن المزة« سابقا وعقدة اتصالات في جبل قاسيون بالقرب من محطة البث التلفزيوني ومقر الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون في ساحة الامويين وسنترال الهاتف الالي في شارع النصر وسنترال الهاتف الالي في شارع بغداد وسنترال الهاتف الالي في المزة.اضافة الى مواقع اخرى في الغوطة الغربية لم تعرف هويتها. المواقع التي اشارت اليها الخارطة كأهداف في محيط دمشق وحددت كأهداف ايضا مقرات اللواء 82 (استطلاع جوي ) في غوطة دمشق الشرقية ( بالقرب من قرية مرج السلطان) ووحدة الاستطلاع الجوي " م 1" في شنشار ¯ جنوبي حمص ووحدة الاستطلاع الجوي " م2 " في برج اسلام ¯ شمالي اللاذقية.

من أجل إنقاذ النظام وإبرام التسوية


من أجل إنقاذ النظام وإبرام التسوية
الناجحة بين زوجتي الشقيقين أسماء
ومنال وإنصاف الأخت بشرى
أم الأسد تطالبه بالتنازل
عن الحكم لأخيه ماهر
دمشق ¯ باريس ¯ »السياسة«:وفق اعتبار ان الحكم في سورية مصلحة عائلية, وان شؤونه تدار وفق أهواء أبناء العائلة, بما فيها الاهواء المتداخلة والمتنافسة, والادوار التي يجب ان تكون موزعة من أول أرومة الشجرة التي هي الأم السيدة أنيسة مخلوف, حتى افرع الأصهار وزوجات الأبناء فإنه لا توجد سلالم التراتبية التي نراها في العائلات الحاكمة العريقة, بل توجد الارتجالية في ابداء الرغبة, وهذه هي الارتجالية الطاغية في الوقت الراهن, والتي تشكل انطلاقة الدوافع نحو الحوارات المصلحية الضيقة, والتي تستجر خلفها النزاعات والعداوات, وربما الصراعات الخطرة المفضية الى تكوين مراكز قوى, وكل مركز منها لديه ما يكفي من ادوات القوة ولوازمها للدفاع عن نفسه.وتقول المصادر المقربة, وشديدة الخصوصية, في هذا المجال ان عائلة الحكم السوري المكونة من الأم السيدة أنيسة مخلوف, ومن ابنيها بشار وماهر, ومن ابنتها بشرى, ومن صهرها اˆصف شوكت, ومن اخيها محمد مخلوف, تعيش هذه الأيام مظاهر متعددة من التوتر, واجواء حاكمة من الشكوك والظنون, وحسابات مغلقة, كل فرد من ابناء عائلة الحكم, يحتفظ بها لوحده وداخل عقله المغلق, وصدره الذي تحول الى مستودع نوايا, غير معلومة, ولا يملك تفاصيلها إلا صاحبها.وطبيعي, حسب هذه الاجواء والظروف السائدة ان يستشعر كل فرد من ابناء عائلة الحكم السوري, انه لا يعيش وسط شبكة امان منضبطة, وبالتالي عليه ان يستنبط شبكة خاصة به تشعره بالاطمئنان, وتمكنه من النوم دون ان يكون هناك مسدس موضوع تحت رأسه. وقالت المصادر ان اكثر من يعاني من هذه الظروف غير الملائمة هو رئيس النظام السوري نفسه بشار الأسد الذي أصبح يقضي لياليه نائما في اماكن متعددة, هذا اذا جاءه النوم. فيوما ينام في سكنه الخاص وفي اليوم التالي ينام في القصر الجمهوري, وفي اليوم الذي يليه ينام في قصر المهاجرين الذي بناه لأبيه الراحل رفيق الحريري.وأمس أفادت المصادر المقربة, ان عائلة الحكم عقدت اجتماعات موسعة بعد ان تناهت اليها معلومات فشل جولة رئيس النظام على الرياض وشرم الشيخ وفشل محادثاته مع العاهل السعودي الملك عبدالله والرئيس المصري حسني مبارك والى جانب فشل »جولة اللحظات الاخيرة«, فان العائلة ارتأت عقد الاجتماعات هذه من اجل ترتيب الخطوات الواجب اتباعها لاحقا في ضوء ادراك الجميع ان شخص رئيس النظام اصبح هو المطلوب, عربيا ودوليا, في هذه المرحلة, وانه بالامكان, من اجل بقاء النظام, البحث في مصير الرئيس نفسه بحيث يمكن اخراجه من المسرح السياسي, وابعاده عن كرسي الحكم, والتجانس مع الرغبات العربية والدولية, الذي سيمكن العائلة من الاستمرار في التحكم بالسلطة وبمقاليد سورية. وعندما انعقد اجتماع تحت هذا العنوان بحضور السيدة أنيسة وابنيها بشار وماهر, وابنتها بشرى وزوجها آصف شوكت وشقيقها محمد مخلوف, عرضت الام أنيسة اقتراحا على الحضور وقالت على النحو التالي, موجهة كلامها الى بشار: لقد مضت عليك الان ست سنوات في الحكم اوصلتنا فيها الى ما نحن فيه الآن من مخاطر وتهديدات واستمتعت فيها بالحكم. واخذت خلالها اموال والدك حافظ, وشقيقك باسل, وتربحت بما فيه الكفاية. وحتى تنقذ نفسك واموالك عليك الآن ان تتنازل عن الحكم لشقيقك ماهر, وتذهب بعدها الى لندن لتعيش هناك مع زوجتك واولادك. ورغم المفاجأة الصارخة التي تضمنها الاقتراح الا ان خال الاسد محمد مخلوف ايده بشدة, باعتبار انه يمثل مخرجا انقاذيا له ولابن اخته, وفي الوقت نفسه يحقق قسمة عادلة بين الاخ وشقيقه ويطفئ نيران الغيرة المشتعلة بين اسماء الاخرس زوجة الرئيس ومنال جدعان زوجة ماهر, والاخت بشرى التي لا تطيق زوجة اخيها اسماء وتكرهها وتعتبرها دخيلة على العائلة ولا تنتمي الى اصولها المعتقدية.وفي الوقت الذي يتم فيه تداول اقتراح الام انيسة تقول المصادر ان وجهاء الطائفة العلوية سيرحبون به, لانهم يعتبرون ان الاسد وخاله محمد مخلوف, وابنه رامي مخلوف, قد اساؤوا بجشعهم, ورغبتهم الجامحة بالاستحواذ الى سمعة الطائفة كلها, خصوصا انها لم تتربح من النظام, واكثرية المنتمين اليها مازالوا فقراء وعلى اوضاعهم الاجتماعية السابقة والمتواضعة. وكذلك يعتبر هؤلاء الوجهاء, وقد اصبحوا مطلعين على مجمل الاسرار العليا ان رئيس النظام الحالي وخاله وابن خاله قد يضيعون الطائفة كلها بسلوكياتهم, ويحرمونها من فرصة حكم سورية الى الأبد. وبناء على هذه المشاعر السلبية المتراكمة لدى الطائفة العلوية اصبح الأسد يخشى أن يأتيه الخطر من داخل البيت, لذلك أمر بتشديد الحراسة عليه, وأجرى مناقلات بين قادة الفرق العسكرية العلويين , ونشر حواجز التفتيش في شتى أنحاء العاصمة دمشق, وتؤكد المصادر أن هذه الاجواء الطائفية الضاغطة, إلى جانب ضغوطات ومتفجرات عبد الحليم خدام المعروفة , أساءت كثيرا إلى علاقة الأسد بأخيه ماهر وصهره اˆصف شوكت , وأصبح الجميع يضمر المشاعر السلبية تجاه الآخر, مما ادى الى قيام صراع خطر داخل بيت الحكم نفسه , ربما ادى الى خط النهاية, أو اسهم في وضع مواعيد هذه النهاية. وفي سياق ازدياد دائرة الضغط على عائلة الحكم في سورية تم أخيراً, بحسب المصادر, الكشف عن حسابات بنك »المدينة« في بيروت, والذي اشتهر بالفضائح المالية, فاكتشفوا ان هناك بليون دولار اميركي تم سحبها لصالح رئيس النظام , وماهر الأسد وصهرهما آصف شوكت . وتمت العملية بواسطة طه قليلات , شقيق المتنفذة السابقة في البنك رنا قليلات: والذي سبق أن وعده ماهر بالمجيء به الى كرسي رئاسة الوزراء في لبنان بديلا من الحريري, واكدت المصادر ان يوم السادس عشر من هذا الشهر سيكون الموعد الذي على احد البنوك اللبنانية ان يقدم فيه كشوفات بموجودات رستم غزالي وجامع جامع ومحمد خلوف الى لجنة التحقيق الدولية للتثبت من مصادرها ومنشئها. وعلى جانب آخر ذي صلة كشفت المصادر عن ان الاسد عرض على الرئيس المصري , اثناء اجتماعه به في شرم الشيخ الاسبوع الماضي. ان يسلم رستم غزالي , وجامع جامع , ومحمد خلوف, ولما نقل مبارك العرض الى الرئيس الفرنسي جاك شيراك , رفض قبوله, واصر على ان يبدأ التحقيق الدولي الوجاهي مع رئيس النظام السوري شخصيا. وقال شيراك لمبارك في سياق الرد: »قل لصاحبك بأن عليه, ان يتعلم , اللغة الصربية«, في اشارة واضحة منه الى الرئيس الصربي السابق ميلان ميلوسيفيتش , والى المصير الذي انتهى اليه وفي السياق الموصول نفسه قالت المصادر المقربة وشديدة الخصوصية, إن أوساط النظام السوري ودوائره الضيقة قد جن جنونها من التصريحات الأخيرة لعبد الحليم خدام, نائب الرئيس السوري السابق,واعتبرت هذه الدوائر أن التصريحات قد أصابتهم بنكبة حقيقية, إذ أغلقت تقريبا كل بوابات الأمل على الأسد في النفاذ من تحمل مسؤولية اغتيال الحريري. وأكثر الأوساط هلعا من التصريحات أوساط ماهر الأسد الذي يحاول الابتعاد عن تداعيات الجريمة, لكنه لا يستطيع. وتضيف المصادر أن أوساط الحكم السوري محقة في مشاعرها إذ أن خدام أعطى معلومات للجنة التحقيق الدولية لم تكن في توقعاتهم, أو توقعات أحد, خصوصا عندما أكد خدام أن الأسد هو الذي أمر بقتل الحريري, بعد الاجتماع العاصف المشهور الذي وجه فيه إليه التهديدات والكلام القاسي إذا لم يقبل بالتمديد لولاية لحود ثلاث سنوات أخرى في الرئاسة. وأضاف خدام للجنة معلومة مدوية أخرى وهي أن الأسد هو الذي قتل غازي كنعان مسؤول الأمن السياسي السابق ووزير الداخلية, لأنه كان حاضرا الاجتماع, وشاهدا على كل ما دار فيه. وتضيف المصادر أن خدام أعطى ما لديه من المعلومات الكاملة إلى الرئيس الفرنسي شيراك, وبالذات تلك المتعلقة بالأموال المنهوبة من بنك المدينة اللبناني, وكمياتها ومن نهبها. وكذلك أعطى تفاصيل عن ثروة محمد مخلوف خال الأسد, وعن الكيفيات التي استحوذ بها عليها, وكذلك عن ثروة ابنه رامي التي هرب نحو 75 في المئة منها إلى دبي, واشترى بالباقي عقارات في لندن وباريس. وتؤكد المصادر أن خدام أيضا أعطى معلومات أخرى للجنة التحقيق الدولية عن كميات الأموال التي أخذها رستم غزالي من بنك المدينة, عندما كان رئيسا لجهاز الاستخبارات العسكرية أيام احتلال سورية للبنان.

Friday, January 06, 2006

خدّام .. والمعارضة السورية .. والنظام الآفل


خدّام .. والمعارضة السورية .. والنظام الآفل
موقع الجماعة www.jimsyr.com 5/1/2006 – د. محمد بسام يوسف :
من العاصمة الفرنسية باريس التي لجأ إليها (عبد الحليم خدام) نائب رئيس الجمهورية السوريّ السابق.. يبدأ التسارع المدهش في تدحرج النظام السوري إلى القاع.. وقد كانت باريس منذ ست سنواتٍ، في عهد حافظ الأسد.. أول عاصمةٍ عالميةٍ تستقبل بشار الأسد استقبال رؤساء الدول قبل أن يُنَصَّبَ رئيساً، حين رحّب به الرئيس شيراك في قصر (الإليزيه)، ليؤكّد له بلسان فرنسة : إننا مع نظام الأقلية، مع حافظ الأسد، مع تحويل الجمهورية إلى جمهوريةٍ وراثية.. طالما أنكم على العهد تحفظون الودّ والجميل التاريخيّ الذي قدّمته فرنسة لكم، وأخذت على عاتقها حماية ذلك الوضع الشاذ الطارئ في حياة سورية !..
لم يكن فارس فرنسة الجديد عبد الحليم خدام مخطئاً فيما ذهب إليه، وصرّح به، وفضحه على رؤوس الأشهاد.. بل إنّ ما قام به حتى الآن هو غيض من فيضٍ لا نهاية له، أبطاله تلكم العصابة الأقلية الفاسدة الفاجرة، التي أسَرَتْ سورية وراء قضبان طائفيتها وأنانيتها وجريمتها وغبائها السياسي والاقتصادي، وانحطاطها الأخلاقي والثقافي، تحت التغطية الكاملة الأميركية والفرنسية والغربية والإسرائيلية.. وذلك طوال أربعة عقودٍ مريرةٍ من عمر الوطن، لم تمرّ عليه مثلها حتى في أصعب ظروف الاحتلالات للشام عبر التاريخ !..
ما الذي دفع ثعلباً محنّكاً تتراكم في شخصه خبرة العقود السياسية.. إلى أن يتخذ موقفه الجديد، ويتخطى كل الخطوط الحمر، ويفتتح طريقاً استثنائيةً لم تألفه سورية منذ شؤم انقلاب الثامن من آذار لعام 1963م ؟!.. هل هي الرجولة ؟!.. أم الكيل الذي طفح ؟!.. أم الانحياز للوطن كما يقول خدام ؟!.. أم دوافع النجاة من المستقبل المظلم الذي صار محتوماً للنظام ؟!.. أم المصلحة الشخصية ودوافع الانتقام لفقدان السلطة ؟!.. أم التوبة والتكفير عن الماضي المتخم بالاستبداد وذيوله ؟!.. أم تأثيرات حاسّة الشم السياسي لخدام الثعلب العتيق ؟!.. أم صحوة الروح والضمير ؟!.. أم كل ذلك أو بعضه ؟!..
لا يهم، كل ما ذكرناه من تساؤلاتٍ أعلاه لا تهمنا الآن.. المهم أنّ خداماً تجاوز محرّمات النظام، ولفظ الحصاة من تحت لسانه، وافتتح عهداً جديداً متسارعاً لسورية، تحكمه إرادة تكسير حواجز الخوف، لا الخوفُ نفسُهُ من عصابة الأسد وزبانيته ومَن والاه.. ومَن منا ينكر أنّ ثقافة الخوف التي كرّسها النظام الجائر.. كانت السبب الرئيس لامتداد عمره طوال هذه العقود الظلامية الطويلة ؟!..
كان خدّام واضحاً صريحاً، واثقاً من كل كلمةٍ قذفها بوجه النظام الفئويّ الذي كان عبد الحليم جزءاً مهماً منه !.. ولن نقف عند التفصيلات والإسهابات التي شرحها نائب رئيس الجمهورية السابق، لكننا نقف حتماً عند نقاطٍ محدّدةٍ بالغة الأهمية، غفل عنها الغافلون، وفاتت على المتسرّعين في الحكم على هذا المنعطف من القضية السورية، التي ما تزال مالئة الدنيا وشاغلة الناس :
- هل أتى خدام بجديدٍ من المعلومات التي بات حتى الإنسان العادي في سورية يعرفها ؟!.. لا لم يأتِ بالكثير من المعلومات الجديدة، لكن أن يبوح مثله بمثل هذه المعلومات على الملأ، فالأمر عندئذٍ سيكون مهماً جداً، بل بالغ الأهمية !.. وإلا ما معنى أن يكشف كيف كان الرئيس الأب حافظ يُعدّ ابنه بشاراً ليرث عرش سورية : (أنا تعرّفت على الرئيس بشار الأسد في عام 1998م في المرحلة التي كان والده يُعدّه بها لوراثته)؟!.. وهل بعد هذه المعلومة يحق لإمّعةٍ أو مسؤولٍ أو طائفيّ، أن يستغفل الناس، بأن بشاراً اختاره شعب سورية بنسبةٍ قاربت المئة بالمئة؟!.. وهل نفهم كيف تُدَار المهازل السياسية في سورية، بدءاً من مجلس المحنَّطين (مجلس الشعب) الذي هيّأ البيئة الدستورية زوراً لتنصيب الوريث غير الشرعي، وانتهاءً بأصغر صحفيٍ أو بوقٍ روّج للسطو على الجمهورية وتحويلها إلى وراثية، مروراً بخدام نفسه الذي صادق على تعديلات الدستور وقَبِلَ أن يكون بشار الأسد رئيس سورية.. بشار الذي يصفه خدام بأنه الشخص الانفعالي غير الحكيم، الجاهل الذي لا يفهم الحقائق ولا يستوعب السياسة ولا يمتلك الخبرة، بشار الانتهازيّ الباطنيّ الكذاب الذي يضحك على الذقون، بشار المتقلّب في آرائه وأهوائه وأحكامه، بشار الأخرق الذي وضع سورية في مهب الريح، وما يزال مصرّاً على نهجه الأحمق، وعلى استمرار بطانته العائلية الطائفية السيئة التي تحيط به ؟!..
- هل نستشفّ أمراً مهماً من تسويف بشار الأسد في قضية الإصلاح ؟!.. عندما تتنقّل حججه وذرائعه البهلوانية، من زعم الإصلاح السياسي إلى الاقتصادي إلى الإداري إلى إصلاح فكر الحزب (كما يذكر خدام).. ثم لا يتخذ أي خطوةٍ إصلاحيةٍ في أي بابٍ وعلى أي صعيد، فيضيع الإصلاح كله، ويتحوّل خطاب القسم الشهير إلى يمينٍ غَموس، وينعم بشار، وتنعم العائلة والبطانة والوصوليون والطائفيون.. باستمرار المأزق الداخليّ الفاسد الخانق ؟!..
- لم يكن خدام رجلاً عادياً، حين عرض فهمه لقضايا مفصليةٍ تهم الوطن، من مثل : القومية والأمة، والاشتراكية، والديمقراطية، والحرية، والمعارضة، والأحزاب، والانتخابات الصحيحة.. وفي ثنايا نظرياته ومواقفه نكتشف شهادةً طالما طمسها الطائفيون الحاقدون، وخدعوا بها الشعب والعالَم كله.. شهادةً للرجل الثاني في سورية النظام والبعث تقول حرفياً : (إنّ جميع أطراف قوى المعارضة هي أطراف وطنية ومخلصة للبلاد، فهي لم تتخِذ أي موقفٍ بشأن الإضرار بمصالح البلاد، بمن في ذلك الإخوان المسلمون.. وليس هناك من سبيلٍ لحماية سورية إلا بتعزيز الوحدة الوطنية، وبالحوار مع كل الأطراف حتى الذين كانت بيننا وبينهم خصومات دامية "الإخوان المسلمون")!.. ألم نقل إن خداماً تجاوز في انتفاضته كل الخطوط الحمر التي وضعتها الطغمة الطائفية الحاكمة، وسارت عليها، وسيَّرت الأمة عليها، وأدخلت البلاد والعباد بذلك في المآزق المتلاحقة ؟!..
- ثمة رسالة مهمة يبثّها خدام إلى المكابرين من رجال النظام أو داعميه، الذين قد يكونون ما يزالون يملكون بعض الشرف : (اخترت الوطن لأنه هو الحقيقة الثابتة، والنظام هو حالة عارضة في تاريخ البلاد كغيره من الأنظمة في البلدان الأخرى) !.. وحين اختار خدام –كما يقول- الوطن، وضّح كيف تُحكَم سورية حالياً حُكماً ديكتاتورياً فردياً، لا يحقق إلا مصلحة الرئيس وبطانته الطائفية التي تُحيط به من الأقرباء والأصدقاء : (لقد تمركزت السلطة بشكلٍ غابت فيه المؤسسات الدستورية تماماً، وأصبح دورها جميعاً هو تغطية القرار الذي يصدر عن الرئيس، فأصبح القانون غائباً، والحاضر هو مصالح الدائرة الضيقة التي تحيط بالحكم وبالرئيس، وهي دائرة الأقرباء والأصدقاء)!.. فهل بعد ذلك يجرؤ لُكَع بن لُكَع أن ينبئنا بأنّ الحكم في سورية ليس طائفياً، كما زعم بشار نفسه في حديثه منذ أيامٍ إلى شبكة (سكاي نيوز) التركية ؟!.. وما يؤكّد هذا البعد الطائفيّ للنظام على حساب الأكثرية الكاثرة تحديداً في سورية.. تلكم الحملة الشعواء من قِبَل النظام نفسه، على الراحل رفيق الحريري، بسبب تجمّع طائفته السنية حوله، مع تجاهل كل التجمعات الطائفية اللبنانية الأخرى الموالية للنظام ولاءً طائفياً أيضاً : (طيب لماذا رفيق الحريري خطر على سورية إذا تجمّعت طائفته حوله.. و"حسن نصر الله" و"نبيه برّي" لا يشكّلون خطراً إذا تجمعت طائفتهم حولهم) ؟!..
- لقد شرح خدّام من غير أن يقصد أو يدري (على ما نعتقد) كيف كان النظام يحتل لبنان الشقيق احتلالاً كاملاً، وكيف يصادِر قرارَه السياسي، وكيف يسرح ويمرح في ربوعه، وكيف تُطبَخ القرارات السياسية اللبنانية في دمشق، وكيف يتم تنصيب رئيس الوزراء اللبناني، وكذلك تنصيب رئيس الجمهورية والوزراء والنواب و.. وكيف تُسَنّ القوانين والدساتير الوطنية اللبنانية في أروقة المخابرات السورية، وكيف يُستَعبَد اللبنانيون، وكيفَ يُطاحُ برؤوس الأبرياء في سورية ولبنان بناءً على تقارير المخبرين المتخلّفين الكذابين.. و.. !..
- لا يهمّنا من قضية (أبي عدس) التي فبركتها المخابرات الغبية إلا أمر واحد هو : لماذا قامت المخابرات السورية بهذه الفبركة باستماتة ؟!.. الجواب واضح : لأنها متورطة في عملية اغتيال الحريري، من رأس النظام الحاكم الفرد، إلى أجهزة الأمن التي لا يمكن (برأي خدام) أن تنفّذ أي عمليةٍ من غير أمرٍ واضحٍ صادرٍ عن رئيس الجمهورية!..
- أما الفضيحة الكبرى، فهي سلسلة تنازلات النظام أمام أميركة وإسرائيل، ليس من أجل مصلحة الوطن، بل من أجل الحفاظ على كرسي الحكم، ثم الوجه الباطني للنظام في التعامل مع شعبه وأمته، فهو يحارب أميركة في الإعلام وعبر أبواقه، ويتعاون معها مخابراتياً، وكذلك ميدانياً فيما يخص القضية العراقية : (لكن كيف تكون هناك ممانعة للسياسة الأميركية.. ويبقى التعاون مستمراً ونشطاً بين أجهزة المخابرات السورية وأجهزة المخابرات الأميركية حتى تموز 2005م، يعني كيف؟!.. ممانعة من هنا وتعاون مع أجهزة المخابرات من هنا؟!.. وكذلك : لماذا تم تسليم شقيق صدام حسين.. وعدي وقصي لماذا طلبوا منهما الرحيل إلى العراق بعد دخولهما سورية؟!.. ولماذا ردّوا طارق عزيز عند الحدود السورية العراقية؟!.. كلها كانت إجراءات لاسترضاء الأميركان)!.. وقد كان ذلك كله بناءً على قراءةٍ خاطئةٍ للسياسة الأميركية، مع أنّ أميركة كانت قد بدأت بتنفيذ عقوباتٍ على سورية!.. وبالمقابل، الإصرار على الصدام مع السياسة الفرنسية لأجل عيون أميركة، علها تصفح عن النظام، ما أدى لتوحيد الموقف الفرنسي مع الموقف الأميركي ضد سورية، فهل هناك غباء أشد من هذا يمكن أن يقوم به النظام المقامر الأرعن، الذي يسوق سورية إلى هاوية ؟!..
* * *
لأول مرةٍ في تاريخ النظام يخرج عليه رجل من طينته، بل رجل يُعتَبَر عميداً له، ومستودعاً لأسراره.. ولأول مرةٍ في تاريخ النظام يفضحه مَن كان تحت إبطه، ويتجاوز حدوده الحمراء.. لذلك فقد هبّت على النظام العواصف، وارتدت ردّات الفعل الهوجاء، والتصرفات الرعناء.. فخرجت الأبواق من أوكارها، وسقطت الأوراق عن العورات، وانكشف في أيامٍ قليلةٍ ما تعذّر كشفه في عقودٍ طويلة، وصارت سورية النظام مَسخرة العالَم، ومَهزلة أهل الأرض !..
أول المستنفرين كان (مجلس الروبوتات) المسمى بمجلس الشعب، الذي لا يستنفر إلا لمثل هذا الأمر، بواسطة الريموت كونترول الذي بحوزة الحاكم الفرد، والويل له إن لم يستنفر كما يجب.. وانطلقت المهازل من أروقة المجلس، فإذا به مجلس من السوقيين الفاجرين الحمقى، حاكموا نظامهم قبل أن يحاكِموا نائب الرئيس السابق، وعندئذٍ فحسب، ظهرت حقائق النفايات النووية المدفونة في الصدور (أي الحقائق) بأمر ولي الأمر منذ عشرين عاماً.. وعندها فحسب، اكتشف عتاة النظام وأبواقه أن خداماً سارق ومرتشٍ وفاسد ولصّ وانتهازي!.. فقَبْلَ مقابلة باريس بدقيقةٍ واحدة.. كان خدام رجل النظام من الطراز الأول، الشريف العفيف الوطني الطاهر، القوي الذي لا يجرؤ أيتام النظام على النظر بوجهه، وكلهم يصفّقون له.. لكن بعد المقابلة بدقيقةٍ انقلبت الأمور، واهتزت المعايير، وارتجّت الأرض تحت الأقدام، فإذا بخدام الذي كان جزءاً أساساً من النظام المستبدّ.. قد أصبح خائناً عميلاً فاسداً صهيونياً أميركياً.. والمعيار كله ليس لأنه انتهك سورية الوطن والشعب من داخل النظام الجائر طوال أربعين عاماً.. بل لأنه تجرأ وانتقد المافيا الأسدية المتربّعة على عرش سورية، المتسلّطة على رقاب الشعب والناس والعباد !..
هل يختلف الخطر وشدته على سورية وشعبها، من النفايات النووية المدفونة في صحراء تدمر.. عنه من نفايات (مجلس الروبوتات).. الذي تآمر على الوطن كله، بتعديله الدستور الدائم خلال خمس دقائق، لتفصيله على مقاس بشار الأسد، وتحويل سورية إلى جمهوريةٍ وراثية ؟!..
هل خدام الفاسد، أشد فساداً من الذين شرّعوا، باسم الشعب، للحاكم الفرد.. قانونَ العار القاتل رقم 49 لعام 1980م، الذي أزهِقَت بسيفه أرواح آلاف السوريين الشرفاء الوطنيين ؟!..
هل الشياطين الخُرس الذين تجري على ألسنتهم اليوم بلا إرادةٍ ولا رغبة.. تجري أنباء كل مخازي النظام وأعمدته ومفاسده وانتهاكاته.. هل هؤلاء الشياطين (الذين كانوا خُرساً طوال أربعة عقود).. أقل فساداً من عبد الحليم خدام ؟!..
لقد أطلق خدام اتهاماتٍ واضحةً محدّدةً للنظام وأركانه، لماذا لم يردّوها بشكلٍ محدَّدٍ دقيق ؟!.. قال خدام : إن بشاراً هدّد الحريري.. وإنّ موظفاً أمنياً بسيطاً امتلك ثروةً من مال الدولة والشعب تقدر بأربعة ملياراتٍ من الدولارات.. وقال : إنني عرضت على بشار الأسد دراساتٍ مفصَّلةً للإصلاح في كل النواحي ورفضها.. وقال : إنّ غزالة كان يتصرّف تصرّفات الحاكم بأمره في لبنان، وكان بحماية الرئيس الساكت على فساده.. وقال : إن قصة (أبو عدس) فبركتها المخابرات السورية.. وقال : إنّ النظام تنازل لأميركة تنازلاتٍ خطيرةً وكبيرةً على حساب الوطن.. وقال : إن الرئيس انفعالي غير ناضج، متقلّب غير حكيم.. وقال : إنّ السياسة الخارجية أغرقت سورية في المآزق.. وقال : إن الوحدة الوطنية التي تجمع كل أبناء الشعب السوري هي القوة الوحيدة التي تنقذ البلاد.. وقال : إنّ الإخوان المسلمين جزء من نسيج المجتمع السوري يجب عدم إغفاله.. وقال : إنّ المناقصات التجارية والصناعية والثروة الوطنية مجمّعة بيد الطائفيين من أقرباء الرئيس وأصدقائه وبطانته.. وقال.. وقال.. فلماذا لم يجرؤ أحد من أشخاص النظام أو الأبواق الأسديين على ردّ هذه الأقوال، وانشغلوا بسفاسف الأمور والشتائم والصراخ والضجيج، والتهديد والوعيد.. كالعادة ؟!..
بل كلهم في العار سواء !.. وكلهم في الخزي سواء !.. وكلهم من شَرٍّ وبلاء !..
* * *
لقد أكّدت لنا تصريحات (خدام)، أن المعارضة الإسلامية والوطنية كانت على حقٍ كاملٍ منذ اليوم الأول لاحتدام الصراع في سورية، فالنظام فئوي حزبي ضيق النظرة شمولي المنهج، والعصابة الحاكمة ما تغيّرت، وإنما بدّلت وجوهها وجلودها فحسب.. والفساد بشتى أنواعه لم يكن وليد الساعة أو وليد حكم بشار، لقد كان مستشرياً قبل ذلك بكثيرٍ من السنين، ثم استفحل في عهد الوريث واتسعت دوائره.. والحكم فردي يمنع كل نسمةٍ للحرية، ما أدى إلى الانفصام الكامل بين النظام والشعب، وبالتالي تعريض الوطن للمخاطر الكبيرة، فالنظام الفئوي لا يسعى إلا لتحقيق مصالحه الأنانية على حساب الوطن، ولا يعمل إلا للاحتفاظ بمكاسبه التي سلبها، وليس لتقوية جبهة الدفاع الداخلية والوحدة الوطنية لسورية التي يحكمها !.. إنها شهادات تجري على لسان الرجل الثاني في النظام.. فهل بعد ذلك ستستمر الأبواق بتزوير الحقائق والتاريخ ؟!..
لقد تفاوتت آراء المعارضة السورية بشأن انشقاق عبد الحليم خدام.. في الوقت الذي يجب فيه ألا تختلف.. على أنّ انشقاقه كان عملية دفعٍ قويةٍ باتجاه إسقاط النظام الجائر، ولا نعتقد أنّ أحداً من رجال المعارضة وفصائلها وأحزابها وشخصياتها.. لا يسعد بهذه الحركة الخدامية، كما نعتقد أنّ الوقت الآن ليس مناسباً للتشهير بصاحبها أو محاكمته أو الهجوم عليه، فقد كفانا النظام وأبواقه هذه المهمة، وبانت عورات كل أركانه وكل مَن شارك في الحكم، وسقطت الأقنعة، وتكشّفت الوجوه سافرةً عن نظامٍ لن يكون استمراره إلا كارثةً لسورية وللمنطقة بأسرها، ولعلنا نلاحظ في ذلك الحقائق التالية :
- لقد عرض الرجل المنشق صورةً متكاملةً عن رؤيته للتصحيح والإصلاح في سورية، وهي رؤية ناضجة تفصيلية يمكن أن تُحَلَّ بها كل المآزق الوطنية والسياسية والاقتصادية والإدارية والأمنية، وهي تعكس خبرة الرجل المتراكمة لقضية الإصلاح الشائكة التي يعرضها، كما أنها لا تختلف في خطوطها العريضة عن رؤية المعارضة السورية بكل أطيافها الوطنية، لا سيما رؤية المعارضة الإسلامية .
- إنّ خداماً انشق بقرارٍ شخصي، وأطاح بهيبة النظام بقرارٍ شخصي، وعرض رؤيته الكاملة لسورية التي يجب أن تكون بمبادرةٍ شخصية.. أي أنّه لم يقع انقلاب على حكام سورية المستبدين فتغيّر نظام الحكم، ولم يُعتَقل خدام أو يُضبَط في موقع المسؤولية متلبّساً بجريمة المضي مع النظام الفاسد حتى الرمق الأخير .
- لم يكن عبد الحليم خدام في موقع الرجل القوي الذي يفعل ما يشاء بالوقت الذي يشاء، فقد كانت مهماته مدنيةً غير أمنيةٍ ولا عسكرية، في نظامٍ يحكمه العسكر وتتحكّم به أجهزة المخابرات والرئيس الفرد الفئوي وبطانته الطائفية.. لذلك فالفرق كبير بين خدام، وبين أي ضابط مخابراتٍ أو عسكريٍ مارس جرائم القتل والتعذيب وانتهاك حقوق الإنسان السوري بشكلٍ بشع.. وربما كان خدام غطاءً لكل ذلك استفاد منه النظام، واستفاد هو منه، ثم عمل النظام على تحجيمه وتحجيم دوره في أواخر سنوات عهد حافظ الأسد.. وبهذا يختلف عن عتاة الحكام الفعليين الذين مروا على سورية، من أمثال حافظ الأسد وأبنائه وشقيقه رفعت، ومن مثل : آصف شوكت وعلي حيدر وكنعان وغزالة.. وأشباههم .
إنها مرحلة عصيبة مفصلية، تتطلب من المعارضة السورية نضجاً سياسياً، وحنكةً وحكمةً.. فمَن تحرّكه العاطفة وبواعث الثأر والانتقام ليس سياسياً، ولن تكون المعارضة سياسيةً حكيمةً إذا احتكمت لتلك الدوافع، وهذا لا يعني أن يغفل المعارِضون أو يُسقِطوا ما ارتكبه الرجل الثاني السابق في الحكم الاستبدادي، ولا يعني أيضاً إيجاد صيغة تحالفٍ مع المنشق خدام.. بقدر ما يعني أن يُحسِن المعارِضون التعامل مع ملفاته.. وذلك كله خاضع لمصلحة الوطن العليا أولاً، وللظروف الملائمة ثانياً.. فلندع خداماً يكشف كل الحقائق والأسرار، ولندع النظام المنفعل على وقع ضربات خدام.. لندعه لطيشه يكشف عن الطغمة الحاكمة حقائق أخرى.. والشعب السوري هو وحده المخوّل في المحاسبة ودرجاتها، والقول الفصل في ذلك للقضاء العادل النـزيه المستقل الذي لا يظلم أحداً !..
ولعل نائب رئيس الجمهورية السابق يعي حقيقةً مهمةً لإثبات حُسن النيّة، هي ألا يعود إلى حضن شعبه بشخصه ، بل بفكره التصحيحيّ الحقيقيّ الذي عرضه عن إصلاح سورية وتطويرها الشامل، وبصيغٍ عمليةٍ لوضعها موضع التنفيذ العمليّ في الوقت المناسب، والباب سيبقى مُشرَعاً لكلِّ العائدين إلى الوطن من رجال النظام، الذين وضعوا أيديهم على الحقيقة ولو مؤخراً .
* * *
الأمر جلل، وسورية على مفترق طُرُقٍ خطير، وبقاء النظام متسلطاً كارثة، وزواله يحتاج إلى المزيد من الحكمة والحنكة، وثقتنا بشعبنا لا تتزعزع بأنه سيكون أهلاً للمسؤولية، وأهلاً لبتر الفتنة التي يروّج لها النظام.. في مهدها، لتتحرّر البلاد من العبودية لهذه الطغمة الفاسدة المستبدّة، ولتنعم بالأمن المنشود، وبالعزة والكرامة والحرية، والوحدة الوطنية المفقودة منذ أربعة عقودٍ عجاف !..
خدام «قبل» و«بعد» التجميل
د. هشام العوضي - القبس 5/1/2006 :
كثيرة هي مدلولات ما قاله الحكومي سابقا والمعارض حاليا السوري عبدالحليم خدام، وكثير ما اثاره للجدل. ما لفت انتباهي هو انه وسم المعارضة السورية بأنها وطنية «بما في ذلك الاخوان»، وانتباهي تحديدا هو انه وسم الاخوان بالـ «المعارضة الوطنية»، مما يعد ارتدادا وانتكاسة عن الخطاب السوري الرسمي التقليدي الذي شن حملة على «الاخوان المسلمين» منذ احداث حماة الشهيرة وحتى امد قريب، طالت اعضاء الجماعة وقيادتها تشهيرا بالخيانة وسجنا.
وتذكرني تصريحات خدام بتصريحات شخصية قالها لي وزير داخلية مصري سابق استقال من منصبه، او بالاحرى اضطرته السلطة المصرية للاستقالة، وهي ان «الاخوان المسلمين» في مصر لا علاقة لهم بجماعات التطرف والارهاب، ولا علاقة لهم، كما يقول الاعلام المصري واجهزة الامن، بجماعة «الجهاد» او «الجماعة الاسلامية». والمفارقة ان هذا الوزير السابق اشتهر في عهده بتصريحات ساخنة كان يطلقها دوما في الصحافة يتهم فيها «الاخوان» بالارهاب، وان «الجهاد» هي جناح التنظيم العسكري، وان «الاخوان» هي الوجه السياسي لمخالب الارهاب. لكنه في حواري معه وقد ضممت تصريحاته في رسالتي للدكتوراه عن السلطة و«الاخوان» في مصر 1982 - 2000 (ونشرتها I.B Tauris البريطانية) اكد لي ان التحقيقات مع «الاخوان» والجماعات الارهابية لم تسفر عن وجود اي علاقات تنظيمية بين الاثنين. والطريف ان الوزير السابق (لن استطيع نشر اسمه امانة لعهد بيني وبينه) قال كلاما شبيها بكلام خدام عن السلطة وعن الديموقراطية وعن الفساد، يعد في فحواه ارتدادا عن تصريحاته «الوطنية» عندما كان في السلطة.
ركزت هنا على «الاخوان» باعتبارها خيطا مشتركا في تصريحات الرجلين، لكن الخيط الاكبر والاوضح بينهما يظل هذه الشفافية و«المعلوماتية» ان صح التعبير في كلام الرجلين بعد ترك السلطة. هل السلطة مخدر ومسكر بحيث تغيب عقل المسؤولين عن قول الحقيقة فلا تسمع سوى كلام عام يقع في خانة الدبلوماسية العربية» التي لا تسمن ولا تغني من جوع؟ وهل المعارضة او فقط الخروج من السلطة هو حالة الوعي واستعادة الذاكرة والفصاحة في قول الحقيقة بمعلومات وارقام؟
ان تصريحات الرجلين «قبل» و«بعد» اشبه ما تكون بصور عمليات التجميل الدعائية للزبون «قبل» و«بعد» عملية التجميل. طبعا صور «قبل» تكون غير حلوة (ولا اريد ان اقول كريهة) وصور «بعد» جميلة وجذابة ومثيرة. هل وجود المسؤول العربي في السلطة يمثل صورة الزبون «قبل» وخروجه للمعارضة يمثل «بعد»؟ اذا كانت اي سلطة عربية تطمح لان تحسن من صورتها التجميلية فيجب ان تفك القيود، لا بل تذيبها من على معاصم المسؤولين وألسنتهم حتى يقول كلهم وهم في السلطة ما سيقولونه لو كانوا في المعارضة، عندئذ لن يكون هناك خدام «بعد» و«قبل» او وزير داخلية «سابق» ومتقاعد او مغضوب عليه «حاليا»، وسيكون الوجه جميلا دائما من قبل ومن بعد! هل هذا ممكن؟
رستم غزالي من قرفة إلى عنجر .. سلاسل من ذهب ووسائد من ريش نعام
السياسة 5/1/2006 - غسان المفلح :
قرفة: هي اسم القرية التي ينتمي اليها السيد رستم غزالي في حوران جنوب سورية.
الرجل الان بالتأكيد في حالة من التوتر والخوف على مصيره في ان يتحول الى كبش فداء, ولا اظن انه ينام الان جيدا,يذكرني بمساجين سجن عنجر مقر المخابرات العسكرية السورية في لبنان الذين يراد ترحيلهم الى دمشق حيث يستقبلهم فرع فلسطين بالاحضان ¯ الفرع القوي سابقا في المخابرات العسكرية السورية ¯ وساعات انتظارهم الطويلة من الخوف الذي ينتظرهم بعد الترحيل او قبله, الخوف حول مصيرهم المجهول يعودون او لايعودون من دمشق ¯ قلب العروبة النابض ¯ كما يذكرني لحظات انتظار المساجين في تدمر , انتظار احكام المحاكم الميدانية والعسكرية.رستم غزالي هو القاعدة وليس الاستثناء :
من تلك القرية الصغيرة جدا كتلك القرى السورية المنتشرة في اصقاع سورية الجميلة , في حوران وجبل العرب والساحل السوري ووسط البلاد وشمالها..خرج اناس بسطاء اما من اجل لقمة العيش او الدفاع عن الوطن ذهبوا للتطوع في الجيش العربي السوري , لم يحلموا مطلقا ان يصبحوا من اصحاب المليارات بسرعة صاروخية كالذي حصل معهم في سورية بعد التصحيح المجيد 1970 , والمجيد مصطلح اظن انه من ابتكار لغوي سوري محترف. وكي لانبقى ندور في فراغ الاسئلة والاجوبة ولعب الالغاز في الاعلام المحترف ندخل الان على حدين :
الحد الاول والذي يشكل سقف النظام في سورية والذي من المفترض انه ثابت لايتزحزح, والذي هو رئيس الجمهورية العربية السورية.
الحد الثاني وهو رستم غزالي ومن مثله والذي يمكن ان يشكل في مرحلة ليست بعيدة حدا ادنى رجراجا وقلقا ¯ لسقف النظام يمكن التضحية به على مذبح التحقيق الدولي واغتيال الشهيد الحريري..
مابين الحدين يقبع الالاف المؤلفة من الضباط والمسؤولين المدنيين في حالة من اللاشرعية والفساد المفرط, واللاشرعية قانونيا وسياسيا. ويحتفظ هؤلاء مع ابنائهم وعائلاتهم واقربائهم بثروة الشعب السوري الاقتصادية مع قسم من الثروة اللبنانية بالتقاسم مع فساد النظام الطائفي في لبنان وبقراره الحر والسيادي المغتصب من قبل هؤلاء منذ ذلك العام 1970.
بين هذين الحدين تقبع شبح المرحوم الرئيس الراحل حافظ الاسد. شبحه في ادارة البلاد والعباد والاوطان بدء من سورية وانتهاء بلبنان.
بين هذين الحدين اعطوني واحدا لنرفع له القبعة بان وجوده في موقعه قانوني , وبانه ليس فاسدا ولم ينهب الشعب السوري. وانا اتحدث عن عشرات لابل مئات الالاف من السوريين المسؤوليين والمنتشرين في اصقاع سورية والعالم. وغير التجار واثرياء السوريين في المدن السورية الرئيسية المتواطئين منذ ذلك العام مع الرئيس الراحل وشبحه.
الشبح الذي بات غير مرئيا لكنه هو المؤسسة الحقيقية والوحيدة للنظام :
الفساد والقمع واللاقانون والعصبية الطائفية والعسكر هي المكونات الحقيقية لهذا الشبح..انها تعد عدديا بالملايين من السوريين, والضحايا هم الملايين المتبقية..انه انقسام المجتمع بين فاسد ومستفيد من الفساد وبين ضحايا الفساد.. رستم لم يكن عمودا من اعمدته بل كان احد الفاسدين المهمين في التاريخ السوري نتيجة لموقعه في لبنان.. من ¯ خشة طينية في قرفة الى قصور تشبه قلاع الف ليلة وليلة من شروال اسود الى بذلات التوكسيدو من باريس او واشنطن انها اختصار مكثف لمسيرة التصحيح المجيد..وهو في النهاية من هؤلاء الملايين..والسؤال الذي به نختم هذه العجالة المأساوية :
ملايين تحاكم ملايين..انها اشبه بفيلم اميركي من الخيال العلمي..والسؤال : كيف الخروج من هذه الشرنقة الدموية والقانونية والاخلاقية والسياسية , كيف الخروج وسورية موحدة وبلا نقطة دم واحدة ? بلا ثار ولا انتقام ولا اقصاء ? الى سورية حرة ديمقراطية ومدنية.. وهل سيتخلى كل هؤلاء عن 90% من ثرواتهم بسهولة..? انها اسئلة حارقة يمكن ان تكون ملحة في عام 2006 ومابعد على كل السوريين والمجتمع الدولي..

عبد الحليم خدام: النظام السوري لم يبق سوى إسقاطه


عبد الحليم خدام: النظام السوري لم يبق سوى إسقاطه
GMT 10:15:00 2006 الجمعة 6 يناير
الشرق الاوسط اللندنية
قال إن المسؤوليات في اغتيال الحريري «لا يمكن أن تقف عند مستوى معين»
باريس ـ ميشال أبو نجم
صعد نائب الرئيس السوري السابق، عبد الحليم خدام، لهجة انتقاده للرئيس السوري بشار الاسد، ردا على الحملات التي تعرض لها من اركان النظام بعد مقابلته التلفزيونية مع قناة «العربية».
وفي حوار مع «الشرق الاوسط» في باريس أمس قال خدام ان بشار الاسد أتاح لعائلته وأصحابه «ان ينهبوا» سورية فيما وصل الفساد في لبنان (ابان الوجود السوري فيه) «الى حد العهر».
وقال خدام، ردا على الحملات السورية التي تخوِّنه، ان «الخائن هو رأس النظام» مضيفا انه «اذا كان هناك من تجب محاكمته فهو بشار الاسد». واعتبر ان النظام السوري «لا يمكن اصلاحه ولم يبق سوى اسقاطه». وفيما اعتبر ان التغيير في سورية يجب ان «ينضج من الداخل» أكد انه لا يسعى الى اسقاط النظام بانقلاب عسكري.
* كيف كان تقويمك لردود الفعل السورية الرسمية على تصريحاتك الأخيرة وإزاء الاتهامات التي وجهت إليك بالخيانة والفساد والبدء بإجراءات لمحاكمتك؟
ـ الحقيقة أن الإدارة السورية أسدت لي خدمة كبيرة، فقد كشفت زيف المؤسسات الدستورية وتغييب القيادات الحزبية تماما، وتبين أن دورها هو أن تكون فقط غطاء لما يقوله بشار الأسد . مشهد مجلس الشعب كان محزنا للسوريين الذين تساءلوا : هل هذا المجلس يمثلنا ؟ كانوا يرددون الشتائم كالببغاوات. كانت الشتائم تنهال على شخص كان له الدور الأساسي في رفع شأن سورية خلال 30 عاما، فحتى العام 1998 كانت سورية في الأوج وكل السوريين كانوا يتحدثون عن السياسة الخارجية ويشيدون بها فيما كانوا ينتقدون السياسة الداخلية. وأنا أسأل : من كان يخطط ويدير السياسة الخارجية طيلة هذه الفترة ؟ السوريون يعرفون الخدمات التي قدمتها للبلد. وأنا أسأل: هل أصبح نقد بشار الأسد الذي دفع بالبلد الى هذه الحالة كفرا ؟ لقد أتاح لعائلته وأصحابه أن ينهبوا البلد. هل نقدهم كفر؟
البلد يئن من الجوع وبشار الأسد أعطى أحد اقاربه امتياز الخليوي وامتيازا لصديقه وبموجبه تخسر الميزانية مبلغ 700 مليون دولار. وأتحدث أيضا عن الفساد في لبنان. وصل الفساد الى حد العهر: أمثلة؟ بنك المدينة. رستم غزالي أؤكد أنه أخذ 35 مليون دولار من هذا البنك.
* لكنه نفى أن يكون أخذ قرشا واحدا؟
ـ أنا أعرف حقيقة الأمر من شخص موثوق به جدا. ثم لماذا الإصرار على لحود؟ لأنهم أقنعوا بشار الأسد أن مجيء رئيس آخر يعني فتح الملفات. لقد سعيت أربع مرات لإقناع بشار الأسد بإزاحة رستم غزالي ولكن لم أنجح.
* أعود الى السؤال الأول، النظام يخونك وبدأت إجراءات محاكمتك.
ـ الخائن هو الذي يلحق الضرر بشعبه ووطنه. انظروا ماذا فعل بشار الأسد بالشعب السوري؟ زاد الفساد ونهب الأموال العامة من غير حدود. ثم انظروا أين أصبحت الأوضاع الاقتصادية. أكثر من نصف الشعب السوري يعيش تحت خط الفقر. عشرات الآلاف من المتخرجين من الجامعات لا عمل لهم. في السياسة الخارجية: انظروا الكارثة التي وصلنا إليها. اتخذ قرار التمديد للحود ونبهته من أن سورية لا تستطيع تحمل تبعات هذا القرار. وهنا أكشف أنه جاءته فرصة قبل صدور القرار 1559 لتفادي ذلك ولكنها ضيعت. فقد طلب بشار الأسد من الشرع أن يتصل بوزير خارجية اسبانيا، موراتينوس، لمساعدة سورية على تفادي صدور القرار المذكور مقابل التخلي عن التمديد للحود. وطلب موراتينوس أن يتصل بشار برئيس الوزراء الإسباني. هذا ما تم. ومن جهته قام موراتينوس بمشاورة شيراك وبلير وشرويدر وبوش وتم التوصل الى اتفاق على أن يصرف النظر عن القرار شرط أن يلغي رئيس البرلمان اللبناني الدعوة لاجتماع البرلمان. وأبلغ موراتينوس هذا الموقف للشرع الذي أصر على أن يقوم موراتينوس شخصيا بالاتصال ببري. وعندما فعل أجابه هذا الأخير: لبنان بلد مستقل وسورية لا تستطيع أن «تمون» علينا. ولم يلغ الاجتماع. وبعد ساعتين اجتمع مجلس الأمن وصدر القرار المذكور. وهنا أنا أسأل: لماذا غير الأسد موقفه؟ وانظر نتائج التمديد: صدر القرار 1559، قتل الحريري، أخرجت القوات السورية من لبنان بمهانة، ضربت العلاقات مع لبنان ووجدت سورية نفسها في عزلة عربية ودولية. وأنا أقول: أليس ذلك إضرارا بالمصالح السورية؟ أليست هذه الخيانة؟ إذا كان هناك من تجب محاكمته، فهو رأس النظام.
* عم تسعى اليوم؟ هل تريد إصلاح النظام أم تغييره وإسقاطه؟
ـ هذا النظام لا يمكن إصلاحه فلا يبقى سوى إسقاطه.
* ولكن كيف ستسقطه؟
ـ الشعب السوري هو الذي سيسقط النظام. هناك تيار ينمو في البلد سريعا. المعارضة تنمو بسرعة. أنا لا أسعى الى التغيير عبر انقلاب عسكري، الانقلاب أخطر أنواع التغيير. لكن أنا اعمل لإنضاج الظروف من أجل أن ينزل السوريون الى الشارع وأن يتخذوا ما يجب اتخاذه من أجل إسقاط النظام وهذا الأمر يسير بشكل جدي.
* هل تسعى الى تشكيل جبهة معارضة؟ ـ قبل مقابلتي التلفزيونية، كانت المشكلة أنه لم يكن هناك شخص ذو وزن يمكن أن يقف بوجه النظام. المعارضة السورية تعرف مواقفي وأنا كنت على اتصال بها حتى يوم كنت في سورية. المقابلة زادت من ثقة المعارضة بنفسها وهي ستلتحم مع بعضها البعض بكل أطرافها وأنا أسعى الى ذلك.
* هل في سعيك لتوفير العوامل التي تنضج التغيير تقوم باتصالات عربية وأجنبية؟ ـ لم أتصل بأحد لأنني أعتقد أن التغيير يجب أن ينضج في الداخل.
* لكن هناك عوامل مساعدة ـ اسمها عوامل مساعدة. الأساس هو الداخل. إذا كان العامل الرئيسي للتغيير خارجيا سيكون مضرا بمصلحة البلد ومقيدا لحركته. الخارج إذا ما تدخل للتغيير فسيفرض شروطه على البلد وأنا أرفض ذلك.
* هل طلب لجنة التحقيق الدولية مقابلة الرئيس بشار الاسد من العوامل التي تضعف النظام، وما هو تأثيرها عليه؟ ـ نعم من الطبيعي أن تكون عامل إضعاف. مشكلة بشار ومن حوله أنهم سيقرأون الأمور بشكل خاطئ. لقد فسروا القرار 1644 بأنه انتصار لسورية وأشاعوا أنهم قادرون على التفاهم مع الأميركيين حول العراق وإرسال 50 الف جندي عربي الى هذا البلد. بشار الأسد سيكون مضطرا لاستقبال اللجنة والا ستقوم مشكلة مع مجلس الأمن. أميركا تريد سورية ضعيفة وإسرائيل ضد التغيير في دمشق.
* هل قمت باتصالات عربية أو أجنبية؟ حكي عن اتصال الرئيس مبارك بك؟ ـ كلا الرئيس مبارك لم يتصل بي. وأنا أركز في الوقت الحاضر على الداخل السوري والعمل فيه.
* ما الذي يسعى اليه الرئيس مبارك؟
ـ الرئيس مبارك بحسب تقديري لا يعمل لتجنيب بشار الأسد الاجتماع بلجنة التحقيق. ولكن فقط من أجل مراعاة الشكليات المتعلقة بكرامته كرئيس. المشكلة أن حدود المسؤوليات في اغتيال الحريري لا يمكن أن تقف عند مستوى معين لأن اتخاذ قرار بحجم اغتيال الرئيس الحريري لا يمكن أن يتم من غير معرفة الرئيس. القرار يأتي من رأس الهرم. لماذا يريد رستم غزالة أن يقتل رفيق الحريري؟ هل ينافسه على رئاسة الوزارة؟
* هل تريد ان تضيف شيئا حول اغتيال الحريري؟ ـ لجنة التحقيق هي مولجة بالقول من قتل الحريري.
* قلت إنك تعلم أشياء خطيرة ستعلن عنها في وقت لاحق، ما هي طبيعة هذه المعلومات؟
ـ منها ما يتناول اغتيال الحريري ومنها يتناول الوضع في سورية.
* متى ستلتقي لجنة التحقيق الدولية ؟ ـ سأراها في الأيام القليلة المقبلة. أنا أعطيت إشارات وسردت بعض الوقائع. أنا لا أستطيع الاتهام. هذا دور لجنة التحقيق. أنا ذكرت وقائع يعود للجنة أن تقدر قيمتها. جريمة اغتيال الحريري سياسية. يجب البحث عن الدوافع ثم عن القرائن. ـ اغتيال الحريري عملية تطلبت 1000 كلغ من المتفجرات، ولا أقل من 20 شخصا لعمليات الرصد والمراقبة، وأجهزة عالية التقنية لتعطيل تجهيزات الحريري لكشف المتفجرات. هل هناك شخص أو تنظيم قادر على تأمين كل ذلك؟ هذه عملية لا تستطيع تنفيذها سوى دولة. فمن هي هذه الدولة؟ هذه مهمة التحقيق. عليه ان يأخذ الدوافع والقرائن والأدلة المادية على اختلافها.
* هل تعتبر ان الدولة السورية انقلبت عليك، ام انك انقلبت عليها؟
ـ علينا التمييز بين الدولة والنظام، أنا تركت النظام أيام الرئيس الاسد، كنت متفقا معه على كل المسائل الخارجية، وكنت اختلف معه في الامور الداخلية. الرئيس حافظ الأسد كان رجلا مهما في تاريخ سورية، لكنه كان ضعيفا أمام عائلته، ترك الفرصة لآل الأسد في الساحل وغير الساحل لكل الممارسات الشاذة، فكر بالتوريث وهذا يتعارض مع كل القيم السياسية التي عرفتها سورية.
* ولكنك شخصيا ساعدته في ذلك؟
ـ ساعدته لأنه كان هناك وضع لم يكن فيه أمامنا خيار. ساعدته بعد أن مات، قبل ان يتوفى لم يناقش الامر معنا، رتب الأمور من جانبه، الأجهزة الأمنية والمواقع العسكرية التي تشكلت بالطريقة التي يورث ابنه فيها بالقوة رئيسا في الدستور.
كانت لنا خلافات في مؤتمرات الحزب المختلفة، وفي اجتماعات القيادة القطرية، حيث كنت أطرح باستمرار الوضع الداخلي ووجهات نظري المختلفة، لكن الرئيس الأسد كان متميزا في تفكيره الوطني والقومي المرتبط بالسياسة الخارجية.
الآن هناك سياسة خارجية لتخريب البلد. من أتى بالقرار 1559، لقد طبخ في واشنطن وباريس ولندن وبرلين، لكنه أخرج في دمشق.
بشار الاسد لو لم يتراجع عن مبادرته، لما صدر القرار المذكور ولم تكن سورية تعاني، ولم يكن قتل رفيق الحريري، ولا خرج الجيش السوري بهذا الشكل المذل.
* هل أنت خائف على نفسك؟ هل تلقيت تهديدات؟
ـ هناك إشارات، وجهات عديدة أوصلت رسائل حتى أنتبه للوضع. لكن مسألة الخوف عندي غير واردة. فأنا رجل مؤمن بقضاء الله. الأمر الآخر، من المفترض أن أكون مقتولا منذ عام 1976، حيث تعرضت لأول محاولة اغتيال. المحاولة الثانية كانت عام 1977، والثالثة العام نفسه في لبنان، والرابعة في سورية عام 1984، والخامسة في دولة أوروبية. لم يكتب لي الموت وعندما يكتب لي، قد اموت وأنا جالس على كرسي في منزلي.
وصلتني إشارات لإمكانية تعرضي لمحاولة اغتيال.
* هل ترى نفسك رئيسا للدولة السورية؟
ـ هذا الأمر لا يشغل بالي. أنا عندي مشروع سياسي ولكن ليس لأصبح رئيسا للجمهورية، بل من أجل إنقاذ البلد.
* في لبنان درج تعبير «مصالحة وطنية»، هل في سورية يمكن الحديث عن مصالحة وطنية تشمل الاخوان المسلمين؟
ـ وجهة نظري هي التالية: اليوم هناك إحباط في سورية، ثمة تصدع في الوحدة الوطنية بسبب سياسة العزل التي يتبعها النظام. سورية في خطر، وعندما يكون البلد في خطر يجب السعي الى الوحدة الوطنية وتعزيز الجبهة الداخلية مع كل القوى. كل القوى التي تبدي استعدادا لمواجهة الخطر يجب أن تتفق مع بعضها البعض، سواء أكان الخطر داخليا أم خارجيا.
* تقول كل القوى؟
ـ نعم كل القوى: يجب الاستفادة من كل طاقات البلد بغض النظر عن الخلافات الفكرية أو السياسية.
أنا أسأل: هل نحن مختلفون على حماية البلد من الخارج؟ هل نحن مختلفون على وجوب إقامة نظام ديمقراطي، او حول حق الشعب السوري في تقرير مصيره؟ هل نختلف حول انه يعود للشعب اختيار قادته؟ كل هذه الامور الوطنية في سورية، نحن متفقون عليها.
الاساس هو التغيير، وأهلا وسهلا بكل الناس الذين يريدون السير في هذا التغيير. في سورية تيار إسلامي واسع جدا، وهذا التيار يتضمن قوى متعددة. الآن كل هذا التيار معزول. وأنا أسأل: سورية بلد مسلم وبين السوريين مسلمون ومسيحيون متدينون غير متعصبين. فهل يجوز استبعاد مدرسة لأنها تلبس غطاء للرأس؟ سياسة العزل تهز الوحدة الوطنية. يفترض أن نأتي بسياسة نقيضة، سياسة توحيد التيارات والاتجاهات لهدف واحد هو إنقاذ البلد وتطويره.
* وماذا عن حزب البعث؟
ـ الحزب بالعقلية التي تديره الآن لا يستطيع مسايرة العصر، ولا أن يخطو خطوة واحدة باتجاه تحقيق اهدافه البعيدة، لا بد من تغيير جذري في الفكر والنهج. ولكن حزب البعث يضم عشرات الالوف من الاشخاص القيمين، والى جانبهم مجموعة متحجرة في القيادات. قواعد الحزب تتضمن شرائح واسعة من العناصر الجيدة، ويفترض ان يكونوا جزءا من عملية النهوض بسورية.
* النظام في سورية قائم على ولاء الأجهزة الامنية وعلى الحزب. هل يمكن ان تحصل انشقاقات داخل هذه الاجهزة؟
ـ الأمن هو الذي يمسك بالسلطة، وللأجهزة الأمنية مصالحها ولقادتها مصالحهم، وبالتالي دور الأمن يضعف مع استقواء شعور الناس بالقدرة على مواجهة الاخطاء التي ارتكبت. لا أتصور أن تحصل انشقاقات بمعنى حركات تمرد لأن هذه الأجهزة لا حيلة لها، هي قادرة فقط على فرض سطوتها على الناس.
* والمؤسسة العسكرية في ذلك؟
ـ هي كبيرة جدا، ولكنها أصبحت خارج دائرة الفعل في ما يخص السياسة الداخلية. ثم نحن لا نحبذ إطلاقا اي تغيير عبر العمل العسكري. لقد عانينا كثيرا من الانقلابات العسكرية، ولا نريد تكرار التجربة.

Thursday, January 05, 2006

سقوط القناع الدبلوماسي عن النظام الأمني


سقوط القناع الدبلوماسي عن النظام الأمني
الكاتب: إحسان طالب
المصدر:
في خضم السجال السياسي والثقافي الدائر بين أفراد المعارضة السورية حول مفاهيم الوطن والوطنية والمصلحة والوحدة تطفو على السطح آثار انفجار واحد من الألغام الموقوتة محدثاً دوياً هائلاً لم تعرف أو تحصى آثاره وضحاياه بعد، ولا يعرف أيضاً عدد تلك الألغام المدفونة والمؤقتة تنتظر الإعلان عن نفسها في الوقت الذي تراه مناسباً.السيد خدام غني عن التعريف فهو شخصية سياسية ( وحالياً اقتصادية ) مشهورة جداً سورياً وعربياً وحتى دولياً . والنظام السوري لم يعرف واجهة دبلوماسيةً حقيقية إلا من خلاله ثم الشرع من بعده. واستقرار خدام في مناصب ريادية وقيادية في حزب البعث والدولة السورية لما يربو على ثلاثين عاماً يعطيه بدون شك الحق في الحديث عن الداخل السوري ويسمح له بشرح رؤيته ووجهة نظره الخاصة فيما جرى وما يجري على الساحة السورية والإقليمية. ومن حق رفاق الأمس وأعداء اليوم الدفاع عن أنفسهم فيما أدلى به وما خاض غماره خاصة وأنه انطلق من قمة الهرم نزولاً إلى أطفال الحاويات الذين لا تصعب رؤيتهم حول تجمعات القمامة في كبرى المدن السورية يلتقطون منها أشياء توضع في الفم مباشرة وأخرى تجنى بأكياس يعاد استخدامها لاستكمال وجبة يعز الحصول عليها كاملة في جوار آمن تحت سقف دافيء.مأساة حقيقية أن يتحدث المحافظ وزير الاقتصاد رئيس الدبلوماسية ونائب الرئيس الرجل الفعال في القيادة والحزب لعقود طويلة ، يتحدث عن نتائج حكم نظام أمني تسلطي فردي كان أحد أركانه وواحداً من أشرس المدافعين عنه إبان إمساكه بتلابيب الشعب ومقدراته ، يتحدث عن الآخرين وهو مسئول مباشرة كغيره عن أزمات وكوارث ساهم معهم في صنعها .مأساة حقيقية أن يقف رئيس مجلس الشعب السوري ليتحدث بلغة ركيكة وأسلوب سوقي مباشرة على الهواء والعالم يتابع بذهول أحداث مسرحية يفترض أن أبطالها منتخبون وممثلون لما يزيد على سبعة عشر مليون سوري .أيها الصم البكم العمي بقيتم طرشاً وخرساً وعمياً طيلة عقد ونصف وأنتم تعرفون تفاصيل حدث إجرامي كوني تجلى بدفن نفايات نووية سامة في أرض مأهولة ظهرت نتائجه المدمرة على البشر والحيوان والشجر .أقول لذلك البدوي الذي قال بأنه يعرف التفاصيل كاملة عن تلك الجريمة ــ ولا يشرفني أن أعرف اسمه ــ أين كان ضميرك ووجدانك وإنسانيتك ووطنيتك وأنت ترى المصابين بالسرطان من أبناء بلدتك يذهبون لتلقي العلاج في دمشق ويعودون أمام مرأى عينيك وما زال المرض يفتك بهم.وأقول للشيخ حبش لقد أطحت بأسهم كثيرة كانت في رصيدك الشخصي والمهني عندما أدليت بخطبتك العصماء بتشنج وانفعال لتتهم رمزاً لنظام تدافع عنه بكل ما أوتيت من قوة، ورغم ذلك عندما رأوا أنك خرجت عن الدائرة المرسومة لك أو تطاولت عن الحبل المربوط بعنقك قطعوا عنك الكلام ثم أعادوه عندما عدت . لقد كان حريا بك أن تربأ بنفسك عن الخوض في حقل شائك تعلم قبل غيرك أن ما يعانيه أبناء بلدك جزء منه يعود لخدام وما زال أمثاله والأشد منه فساداً يقتاتون على لحوم أطفالنا ودماء أكبادنا.إجماع.. إجماع.. إجماع.. أليس بينكم رجل رشيد ! ألا يوجد واحد اثنان ثلاثة كانوا قادرين على الحديث عن مأساة شعب كان الرجل الثاني في قيادته كما تزعمون " الجبان . الكذاب . الوضيع . الانتهازي . الوقح . النتن . البعير الأجرب. الباعر الجرب. الساقط . والعدو . وفاقد العقل . وأبو القبح . ومن لا يصح أن يطلق عليه السيد . وأبو لهب العصر. وكما قال الفصيح البجيح عمران الزعبي المرتد ".هذه كلمات خرجت من قاموس السادة أعضاء الشعب المفترض أنهم نخبة النخبة من الشعب السوري ! فيا أسفي عليك يا سوريا.أحد النواب أشاد بالوطني الأكبر والمناضل الأعظم عميل المخابرات لثلاثة عشر سنة والحلاق النصاب المحتال والكذاب على رؤوس الأشهاد والمتلون الذي اتهم اللبنانيين بالخيانة والعمالة للعدو باستثناء من أعطاهم صك البراءة وهم قليل.إذا كانت الدول تسعى لتجميل صورتها أمام العالم بوجه دبلوماسي نظيف لبق مثقف محترم تختاره من الصفوة وعاده ما يستمر طويلاً في منصبه نجد أن ذلك الوجه تحقق بعبد الحليم خدام الذي قال عنه رفاق الأمس ما قالوا ، ثم جاء فاروق الشرع الذي استطاع بحرفيته البالغة استعداء العالم أجمع وإقحام نفسه في دائرة الشبهات أمام لجنة التحقيق الدولية ، أمام تلك الحالة لا يراود الخاطر سوى القناع الذي كان يظهر في سلسلة أفلام الرعب الشهيرة سكريم ذلك القناع الذي يوحي رعباً وخوفاً في نفس المشاهد وهو في الحقيقة أقل بشاعة من الوجه المتواري خلفه .ختاماً أيها السادة أعضاء مجلس الشعب لقد جسدتم المقولة الشهيرة : من يأكل على مائدة السلطان يجب أن يضرب بسيفه فهنيئاً لكم بالنظام وليس مهماً أنكم خسرتم الشعب الذي تقتاتون باسمه.

نوّاب المرسيدس السوريون: من منبر للتشريع إلى "بازار" للشتائم والتشنيع!


نوّاب المرسيدس السوريون: من منبر للتشريع إلى "بازار" للشتائم والتشنيع!
الكاتب: الطاهر ابراهيم
المصدر: أخبار الشرق
قبل أقل من عشرة أيام انعقد أول مؤتمر للبرلمانيين العرب في القاهرة. وكان قبل ذلك قد ‏تم تحديد مدينة "دمشق" مقراً دائماً للمؤتمرات القادمة. وفي تعليق تلفزيوني لأحد أعضاء ‏مجلس الشعب السوري حول ذلك، قال: هذا الاختيار تحصيل حاصل لأن سورية شهدت ‏أول برلماني عربي منتخب في بداية القرن العشرين المنصرم. هذه المعلومة التي أدلى بها ‏‏- مفتخراً - عضو مجلس الشعب الهمام ليست الشهادة الوحيدة التي يمكن أن تعلق تحت ‏قبة مبنى البرلمان السوري بدمشق.ولعل أهم شهادة يفتخر بها البرلمانيون السوريون، هي ذلك "البيان الوطني" الذي صدر رداً ‏على إنذار جيش الاحتلال الفرنسي، الذي حوى قائمة طلبات إذعان طويلة، رفضها جميعها ‏البيان الذي أصدره أعضاء البرلمان. وقد قام جيش الاحتلال الفرنسي في 29 أيار 1945 ‏بعدوان غاشم على المباني الحكومية، كان مبنى البرلمان في رأس قائمة الأهداف، وقد ‏استشهد عدد من أفراد الدرك السوري الذين كانوا يحرسون مبنى البرلمان.عندما يتذكر المواطن السوري تلك المواقف المشرفة، فإنه يشعر بالأسى يعتصر فؤاده وهو ‏يرى أعضاء مجلس الشعب في سورية،على مدى ثلث قرن، لم يقدموا للوطن عملاً يمكن ‏أن يسجل في سجل مبنى البرلمان على أنه إنجاز وطني.‏بل إن أعضاء مجلس الشعب هؤلاء لا يُعرفون عند المواطن السوري إلا بأنهم "نواب ‏المرسيدس". فكل عضو من هؤلاء النواب لا يدرج اسمه في قائمة أعضاء مجلس الشعب، ‏إلا ويكون قد اندرج اسمه بشكل موازٍ في قائمة الذين يسمح لهم بشراء سيارة "مرسيدس" ‏جديدة، معفاة من ضريبة الجمارك.وللعلم فقط، فإن ضريبة الجمارك هذه لا تقل بحال من الأحوال عن مائة ألف دولار، أي أن ‏النظام السوري يدفع أكثر من مائة ألف دولار ثمناً لعضو مجلس الشعب - من خزانة الدولة ‏التي يمولها الشعب - أو ثمناً لإصبعه التي ترتفع بشكل أوتوماتيكي عند كل تصويت على ‏القضايا التي يطرحها النظام السوري، في الأوقات العصيبة التي يمر بها، مثل جلسة يوم ‏السبت 31 كانون أول/ ديسمبر المنصرم أثناء حفلة السباب التي انعقدت لشتم "عبد الحليم ‏خدام"، الذي كان لنصف سنة مضت نائباً لرئيس الجمهورية.جلسة يوم السبت الماضي، لم تكن الجلسة التاريخية الأولى في تاريخ مجلس الشعب، ولن ‏تكون - للأسف الشديد- الأخيرة، طالما أن نظام حزب البعث لا يحسن إلا تمجيد من كان ‏في الحكم، ثم شتمه عندما يصبح خارج الحكم.ومع أن "بازار" الشتائم الذي عقده رئيس المجلس "محمود الأبرش"، في هذه الجلسة، ليس ‏مما يفتح النفس ويشجعها على الكتابة في هذا الشأن، فإننا سنبدي بعض الملاحظات التي لا ‏بد منها حول ما ذكر في هذا "البازار":أولاً: لم يكن المواطن السوري ليستغرب إدانة نائب رئيس الجمهورية السابق "عبد الحليم ‏خدام" بالخيانة العظمى، حسب ما قاله الأبرش في نهاية الجلسة: "إن مجلس الشعب صوت ‏بالإجماع على الطلب من وزير العدل "محمد الغفري" تحريك دعوى على عبد الحليم خدام ‏بتهمة الخيانة العظمى"، لأن هذا المواطن يعرف أن أعضاء المجلس جيء بهم إلى هذه ‏الجلسة ليقولوا ما سمعناه منهم بحق من كانوا يتمسحون به ويطمعون بنظرة منه قبل أقل ‏من سنة. ومع عدم استغرابه، فإن المواطن يأسف إلى ما وصل إليه الحال بعد أن غدا هذا ‏المجلس "منديل زفر"، يمسح به النظام السوري ما يتلطخ به وجهه من سوء تصرفه داخلياً ‏وعلى المستوى الإقليمي والدولي. ‏ثانياً: ما ذكره بعض أعضاء مجلس الشعب عن سيرة "عبد الحليم خدام" هو بعض الحقيقة. ‏وبعضها الأهم أنه كان الشريك الأصغر للرئيس الراحل "حافظ الأسد" في كل ما فعله خدام. ‏ولم يكن الراحل لتفوته أية شاردة أو واردة مما كان يفعله "خدام".ثالثاً: ذكر أحد النواب أن "الخدام" كان محافظاً لمدينة القنيطرة عام 1964، مذكراً بشكل أو ‏بآخر بأن ذلك قد يكون له علاقة باحتلال هذه المحافظة في عام 1967. والصحيح أن خدام ‏كان محافظاً لها عام 1967. ولا نستطيع أن ننفي أو نثبت علاقة مزعومة حول دور له في ‏ما وجهه وزير الصحة "عبد الكريم الأكتع" إلى وزير الدفاع حافظ الأسد بأنه تسبب بسقوط ‏‏"القنيطرة" في البلاغ العسكري الذي أعلن فيه عن سقوط القنيطرة بيد الإسرائيليين، قبل ‏يومين من دخولهم إليها، ما أثار أزمة داخل الحكومة السورية البعثية ".وعندما جاء "حافظ الأسد" إلى السلطة بانقلاب تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1970، كان "عبد الحليم خدام" ‏واحداً من أربعة أيدوا الأسد في انقلابه في مواجهة ثمانين من أعضاء المؤتمر القومي الذي ‏انعقد في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1970. وفي هذا إشارة إلى ما قاله بعض البعثيين بأن القنيطرة ‏قد تم بيعها قبل سقوطها.رابعاً: كل ما اتهم به عبد الحليم خدام من قبل أعضاء مجلس الشعب كان معروفاً للمواطن ‏السوري، بما فيها النفايات النووية التي جاءت عبر الساحل السوري واتهم بها أحد أبنائه، ‏وأنه قد قبض ثمن دفن تلك النفايات في سورية. فأبناؤه، على كل حال، اتهموا بالفساد، ‏مثلهم مثل غيرهم من أبناء المسئولين البعثيين، لأن الفساد كان "الماركة المسجلة" لمعظم ‏المسئولين وأبنائهم منذ استلم حزب البعث السلطة في عام 1963.خامساً: غير أن القضية الأبرز في المحاكمة التلفزيونية التي أجراها أعضاء مجلس الشعب ‏بحق نائب الرئيس السابق، أن النواب "الأشاوس" لم يتنبه أي واحد منهم إلى ما ذكره "خدام" ‏من تهم خطيرة بالفساد بحق المقربين من الرئيس السوري، حيث زادت ثروات بعضهم عن ‏بضع مليارات دولار. وكان يجب عليهم أن يطالبوا بتشكيل لجان قضائية تحقق فيما زعمه ‏‏"خدام" على الأقل إبراء لذمة الرئيس وأقربائه.وأخيراً وليس آخراً نتساءل: أين أنت يا لجنة التحقيق السورية التي شكلوك للتحقيق في التهم ‏التي وجهت إلى بعض المسؤولين السوريين بشأن مقتل "الحريري"؟ ألا يثير كلامُ نائب ‏الرئيس عندك أيَّ إشارة استفهام يمكن أن تحققي فيها، على الأقل، درءاً للتهمة؟عبد الحليم خدام صاحب دور مشهود في قمع الحرية وملاحقة المعارضين السوريين. وكان ‏سيفاً أدّب به الرئيس الراحل الكثير من اللبنانيين والفلسطينيين في ثمانينيات القرن العشرين ‏في لبنان. أما في سورية فلعل آخر بطولاته تلك الحرب الشعواء التي شنها على ناشطي ‏المجتمع المدني من ربيع دمشق في عام 2001، عندما اتهمهم بالجزأرة.ومع كل ما قيل عنه، مما نعرفه ولم يُذكره النواب في حفلة الشتائم، وكان فيه شريكاً للرئيس ‏الراحل، فقد يكون الرجل قد صحا ضميره مما كان يثقله من آثام، فأحب أن يبرئ ذمته. ‏ومن يستطيع أن يحول بين العبد المثقل بالخطايا وبين التوبة؟ومهما كانت ملاحظاتنا على عبد الحليم خدام، فإن هذا لا يجعلنا ننسى أنه كان أول من حاول ‏أن ينهي "الفصام النكد" بين عروبة البعثيين وبين الإسلام. ومن يدخل إلى موقع حزب البعث ‏على الإنترنت يجد بعضاً من الطروحات الهامّة التي حاول فيها خدام التوأمة بين العروبة ‏والإسلام، حيث كان محرماً قبل ذلك في عقيدتهم البعثية الفاسدة.

سادتنا في الجاهلية، سادتنا في الإسلام


سادتنا في الجاهلية، سادتنا في الإسلام
الكاتب: نبيل فياض
المصدر: إضاءات
قبل سنوات، وقت كان عبد الحليم خدّام " سيّداً " ونائباً" أوّل " لرئيس الجمهوريّة، تحدّث مستشهداً بمعاوية بن أبي سفيان، وقال إنه سيأتي بقوم لا يفرّقون بين الناقة والجمل. لكن التلفزيون السوري،المشهود له بالعبقريّة والمهنية التي لا سابق لها، ناقل هذا التصريح الهام، لم يحاول تكرار هذا القول المأثور مرّة أخرى: ربما أن أحد مشايخ الشيعة الإثني عشريين انتبه للتصريح-الفضيحة، فنبّه التلفزيون الذكي إلى زلّة لسان الأستاذ، فسارع إلى لملمة ما يمكن لملمته!!! بالمناسبة، يعلّق قيس بن سعد بن عبادة، الذي قتل أباه خالد بن الوليد لأنه خرج عن بيعة أبي بكر في " السقيفة "، إنه لم يكن مع معاوية إلاّ طليقاً إعرابيّاً، أو يمانيّاً مستدرجاً، وكان معه مائة ألف ما فيهم من يفرّق بين الناقة والجمل. – وربما أن الأستاذ ما يزال يعتقد أن شعب الشام ما فيه من يفرّق بين الناقة والجمل.# # #قبل سنوات، وكان خدّام وقتها سيّداً، كتبنا فيه أشياء كثيرة؛ والسيّد خدّام، كما يقول نزار قبّاني، كلّ ما فيه أمير، أمير!! ثم كتبنا أشياء أخرى، ونشرناها، وقت كان أيضاً أستاذاً...إلخ!!! ولأن السيّد خدّام ديمقراطي بطريقة لا مثيل لها، راح كما قيل لي وقتها، يتصل بالأخوة رؤساء الأفرع، يشكو لهم " بديمقراطيّة " بالغة خدش مشاعره عبر الحديث عن المرتديلا بلحم البقر المجنون – وكنت وقتها التقيت بشخص يقوم بتهريب لحم البقر المجنون من لبنان عبر رأس المعرّة فيبرود فالقسطل فدمشق إلى أولاد خدّام ليطعموها هذا الشعب الذي لا يفرّق بين الناقة والجمل – والنفايات النوويّة والباتشي واللانوازيت والـ KFC ( المطعم الأمريكي الذي افتتحه أولاد خدّام بضجّة مربكة في المزّة وقت كان البابا يشتم أميركا من على محطة المستقبل اللبنانيّة، وأقفل بصمت القبور بعدها مباشرة، وأسماه السوريّون بسخرية هائلة، خدّام K ، فرّوج F، سنتر C )!!! ولم يتجاوب معه أحد باستثناء الـ boy friend، صديق النصب في لبنان، الـ suicide ، غازي كنعان. وأرسل الغازي قواه المظفّرة لمصادرة كمبيوتري ونبش أوراقي بما في ذلك ما كان تحت مخدّتي وسحبي بكل سؤدد إلى الأمن السياسي، فرع مدينة دمشق، لصاحبه آنذاك العميد البطل رفيق شحادة.وقفة مع الـ suicide الكاميكاز الغازي:مع هذا الكائن الشريف، كانت لي أكثر من موقعة؛ فقد التقيته مرّة في حمص، وكنت مراهقاً مهووساً بالأديان ودراستها، وكانت لي علاقة جميلة مع جماعة من شهود يهوه في محلّة بستان الديوان في المدينة. أراد الغازي أن أعمل مخبراً له على الأصدقاء من الشهود: رفضت! استدعاني إلى أمنه العسكري في ساحة عاطف الأتاسي في حمص، وقال لبعض غلمانه: السيف والنطع!! فأمسكني إثنان بيديّ، وساقاني إلى سطح المبنى، بعد أن قال لهما الغازي: هذا عميل للكتائب! خذاه واعدماه!! وضع أحدهم البندقيّة على بعد سنتمترات من صدري، وأمسك آخران بيديّ! وانتهت المسرحيّة بأن جاء مدير مكتبه – اسمه سهيل على ما أذكر – وقال: اتركوه! سوف يتعامل معنا حتماً! وضعت في زنزانة تحت الأرض رقمها 1 لساعات؛ وقبيل منتصف الليل طلبني الغازي الكاميكاز إلى مكتبه؛ وقال: أنا ملك حمص! ليس من نملة تحرك هنا إلا بمعرفتي! ... وأطلق سراحي... ذهبت بعدها مباشرة إلى الصديق المطران الراحل ملاطيوس برنابا، وحكيت له ما حصل؛ وقلت له إن هذا المجرم لن يكتفي حتماً بأن يشغّلني جاسوساً لصالحه على شهود يهوه، فغداً سيقول لي: السريان، وبعد غد: الروم، وربما بعده: الموارنة. فأخذني المطران الأب إلى بيروت، إلى مطرانيّة السريان الأرثوذكس في السبتية، حيث عشت في كنف المطران جورج صليبا، قبل أن أنتقل إلى الموارنة... وما زلت! الطريف أن المطران برنابا كان يحمل تصريح " خط عسكري " من الغازي ذاته!!!# # #مجلس فاتحة الشعب: اذكروا محاسن موتاكم!!في أحدى المقالات السياسيّة التي تناولت السيّد خدّام، قلت إنه لا بدّ من حذف الفقرة 8 من الدستور، التي تنصّ على أن حزب البعث هو القائد للدولة والمجتمع. بعدها أجرى السيّد خدّام لقاء مع " السفير " قال فيه ما معناه إن حزبه – وقتها – سيظل ّ قائداً للدولة والمجتمع. فرددت عليه بمقالة سألته فيها: إلى أين ستقود الدولة والمجتمع؟ أذكر تماماً أن السيّدة بهيّة مارديني، مراسلة " إيلاف " في دمشق، اتصلت بي لتقول إن الأستاذ محمود الأبرش، رئيس ما يسمى بمجلس الشعب السوري، يرد عليّ مدافعاً عن السيّد خدّام، بلغة أقرب ما تكون إلى التخوين: تماماً كما حكى عن السيّد خدّام ذاته في الجلسة إياها. ورغم أن معلوماتنا حول السيّد الشيشاني لا ترقى إليها الشكوك، خاصّة وأنها مستمدّة من أهم وأرفع رجالات سوريّا في الثمانينات، إلا أننا، عملاً بالقول المأثور، " اذكروا محاسن موتاكم "، آثرنا عدم الرد بعنف على الرجل!من كان منكم بلا خطيئة؟؟وكان الرد في مجلس الفاتحة إياه الدليل الأهم على أن السيّد خدّام حقق ما أراد الوصول إليه. كانت اللغة المتداولة وقتها، المنقولة – واذلاّه – على الفضائيّات، لا تسيء إلاّ إلى هذا الشعب، الذي يفرّق بين الناقة والجمل، لكن العين بصيرة واليد قصيرة! وانظروا من كان ينظّر ضدّ السيّد خدّام! شعبان شاهين وزير " العدل " سابقاً – والله!!! فقط أقول: نحن أصلاً من حمص! وآخر من السلميّة، التي يشكو أهلها من أن النفايات النووية مطمورة قربهم في الصحراء منذ أكثر من خمس عشرة سنة!!! وثالثة محجّبة، لا تشبه غير أم هريرة ( رض )، تتفاصح بأن سوريّا أمثولة الديمقراطية في هذا العالم! أحمد كل الآلهة بأن أهل النرويج والسويد والدنمارك لا يفهمون العربيّة، ويقرفون من رؤية المحجّبات: وإلا كانت فضيحتنا بجلاجل!!!رغم كل ما رأيته على يد السيّد خدّام والغازي، فهذا لم يمنع أن أطالب، في بداية أيّار الماضي، من على شاشة الحرّة، بطردهما ومصادرة أموالهما، مع كل العصابة الفاسدة إياها: وكانا على رأسي عملهما.- بمعنى أني لم أضرب قطّاً ميتاً، يا مجلس الفاتحة.# # #وثالثة الأثافي:وكان الحق ناقص بق...ولأن حسن عبد العظيم، الأب الفخري للمعارضة السنيّة السوريّة استذوق الشهرة بعد إعلان دمشق، ولأن السيّد خدّام دغدغ مشاعره الطائفيّة بحديثه عن مار حريري الذي مُنع أن يكون رئيساً للطائفة السنيّة، فقد دسّ الأفندي أنفه في المولد إياه، وراح يكيل المديح لبائع المرتديلا الفاسدة والشوكولا الفاسدة والضمير الفاسد، لبائع البلد وصحة أبنائه، باعتباره أكبر داعية للإصلاح في التاريخ السوري الحديث؛ بل إن أرخميدس عبد العظيم هذا، اكتشف فجأة أن السيّد خدّام إياه كان صاحب رؤيا ديمقراطيّة، نشرها في إحدى المجلات التي منعتها الدولة – واذلاّه يا تغلب – من دخول سوريّا!! لكن أرخميدس عبد العظيم، ربما لأننا علمانيّون ولا نشتري الطوائف ولا الطائفيين بقشرة بصلة، تناسى أن خدّامه سجننا فقط لأننا أشرنا إلى جرائمه بحق الناس، الذين يقول عبد العظيم إنه يدافع عنهم!!# # #هل سنشهد قريباً حلفاً من عواجيز الفرح، يضم أخوتنا من الطائفة السنيّة الكريمة – هل هنالك أسخى من هذه الطائفة التي تتحفنا في كل موسم بابن لادن جديد؟ - من أمثال حسن عبد العظيم والسيّد خدّام إياه، إضافة إلى أكبر لصوص العسكر في سوريّا، الذي رأيت بأم العين سرقاته في لوس أنجلوس، أقصد عمو حكمت الشهابي؟ النمامون يقولون إن الشهابي لا يشعر أنه من المناسب لسنّه ومكانته الجلوس مع كائنات من نمط السيّد خدّام وأرخميدس التلّي؛ لذلك يرجّح أن يرسل إليهم ابنه حازم!!!قبل سنوات، وفي تلفزيون المستقبل، استقبلوا ذات يوم المرحومة " بإذنه تعالى "، الأخت تحيّة كاريوكا، بعد أن عجّزت ولم يعد أحد يقول لها " بكام "، وكانت محجّبة، كأختنا " عضو " مجلس الفاتحة إياه، حيث راحت تطرب أسماعنا وتؤذي أعيننا بحديثها عن الأخلاق والالتزام وكفر الدروز، الطائفة الوحيدة التي ربما لم تستمتع مع أحد من رجالها؛ واليوم تستقبل محطة العربيّة الأستاذ عبد الحليم خدّام ليمتعنا في سهرة رأس السنة بحديثه المشوّق عن الديمقراطيّة!يا قلبي لا تحزن!!!عين التينة:يحكى أن قرية عين التينة في منطقة القلمون السوريّة كانت مسيحيّة أرثوذكسيّة، قبل نحو مئتي عام. وكان عندهم " خوري " لا يشبه غير الأب خدّام؛ فذهب وجهاء عين التينة إلى البطريرك وقالوا له: إن لم تغيّر لنا هذا الخوري، فسوف نشهر إسلامنا! ولأن تغيير الدين لقرية بكاملها أسهل على نيافة البطريرك من تغيير الخوري، فقد تمسّك قداسته بابنه الروحي، وقال لهم: أسلموا! اذهبوا إلى الجحيم! فذهبوا إلى المفتي – ليس كفتارو طبعاً – وأسلمت الضيعة كلها عنده؛ ثم طلبوا منه أن يرسل لهم شيخاً يكون إمامهم وراعيهم! فوعدهم سماحته أن الشيخ سيصلهم بعد ثمانية أيام وثلث! وفي الثلث الثاني من اليوم التاسع، وقف أهل عين التينة في عز البرد على صخور جبال القلمون الجرداء، كانوا يرون رجلاً يركب أتاناً بيضاء، قادماً باتجاه الضيعة! ولمّا رأوا العمامة من البعيد؛ صاحوا بفرح: الشيخ! الشيخ! واقترب الرجل بقامته الطويلة وصوته الأجش الفخم! وارتمت أم مطانيوس في أحضان أبي بطرس من هول المفاجأة! إنه خورينا؛ وحياة الصليب...!!!ما يعزّينا في هذه المسرحيّة التراجيدية القاتلة، أن خدّام وبقيّة الشلّة إياها وفّروا على الناس عناء البحث عن مكان للسهر أو مطعم محترم غير ملتهب!تعليق أخير:لا أعتقد أن الآلهة ستوفّق السيّد خدّام في العام الجديد، لأن الأخوات إليسا وهيفا ونانسي ومي... الحريري، كشفن عن شعورهن ودعون عليه، لأنه ضرب شغلهن في الليلة الأهم – لا نامت أعين الجبناء!!!!!!!!!

خدام ينشق عن النظام


خدام ينشق عن النظام
GMT 19:15:00 2005 الجمعة 30 ديسمبر
إيلاف
خدام وبشار الاسد في دمشق في منتصف العام 2005 إيلاف من بيروت: اتهم عبد الحليم خدام في حديث لقناة العربية الفضائية مساء امس الرئيس بشار الاسد بالانفراد بالسلطة، بعد اعلانه استقالته من منصبه كنائب للرئيس السوري. وقال خدام "تشكلت لدي القناعة ان عملية التطوير والاصلاح سواء كان سياسيا او اقتصاديا او اداريا لن تسير". واضاف "فقررت الاستقالة وراجعت نفسي ووضعت نفسي امام احد خيارين فاما ان اكون مع الوطن واما مع النظام، واخترت الوطن لانه الحقيقة الثابتة والنظام حالة عارضة في تاريخ البلاد كغيره من الانظمة".
وردا على سؤال، اوضح خدام "لم اتعرض لاساءة او لتهديد وخرجت وعلاقاتي مع الرئيس بشار الاسد حسنة وودية، الخلاف في وجهات النظر لا يغير شيئا". وقال خدام "قبل مغادرتي بيومين استقبلني وكان الحديث وديا وشاملا وبالتالي هناك اختلاف في وجهات النظر ولكن، هناك احترام متبادل". وتابع يقول "ودعت الاسد ويعرف انني سافرت للكتابة وما يقال عن تهديد ومضايقات غير صحيح".
واضاف "لقاءاتي مع الاسد ودية وهو يتصف بأدب رفيع في حديثه مع الناس ويبدي لي مودة واحتراما نظرا لمعرفته بطبيعة العلاقة بيني وبين والده (الرئيس الراحل حافظ الاسد) لم اسمع منه اي كلمة تؤذي مشاعري او تسيء الي. قبل مغادرتي كان الحديث وديا وشاملا".
الحريري وخدام في بيروت في صورة من العام 2001 وشدد خدام "لست مبتعدا ولست مبعدا جئت الى باريس ليتسنى لي كتابة مرحلة مهمة من تاريخ سورية والمنطقة، في هذه المرحلة كنت احد القياديين الاساسيين في التخطيط وفي التنفيذ في مجال سياستنا الخارجية ورأيت ان من واجبي الوطني ان اؤرخ هذه المرحلة لتطلع الاجيال وليطلع الناس على الحقائق والوقائع الصحيحة حيث استطعنا ان نحقق لسورية مكانة مرموقة في المجالين او الساحتين العربية والدولية".
محاولات اغتيال
وبدأ خدام حواره مع "العربية" بأنه لم يغادر سورية بسبب تلقيه تهديدات أو مضايقات، وإنما لرغبته في التفرغ لكتابة تاريخ جديد للبلاد و"تأريخ المرحلة للاطلاع على الوقائع الصحيحة" في سياق ما أسماه بالواجب الوطني.
وأكد خدام في حوار العربية الجمعة أن وجوده في باريس يعود إلى رغبته في الكتابة بهدوء "بعيدا عن الضجيج السياسي" وأنه غادر سورية وعلاقته مع الرئيس بشار الأسد "ودية"، مؤكدا أنه لم يتلق تهديدات بشأن وجوده في باريس "حتى الآن".
الشرع (الى يمين) وخدام (الى يسار) بشار الاسد صورة من العام 2002 وأوضح خدام انه تعرض لخمس محاولات اغتيال "ليس لاختلاف في كازينو ولكن لأني مدافع عن سمعة سورية"، مهددا من سيحاول إيذاءه بأنه سيكون في قفص الاتهام، وقال "لدي الشيء الكثير مما أقوله ولكنني لن أقوم بذلك لمصلحة البلاد، ومن يحاول أو يفكر في ذلك يعرف جيدا ما لدي ويعلم ان لدي الكثير والخطر".
وأقر عبد الحليم خدام بأنه ترك سورية في الزمن الصعب، لأنه يريد كتابة تاريخ سوري جديد، مؤكدا أنه كانت له عدة لقاءات مع الرئيس بشار الأسد كان محورها الوضع الداخلي والعربي والدولي، ودعا خلالها إلى وجوب إحداث إصلاحات جذرية في البلاد في ما يتعلق بتوسيع مساحة المجال الديمقراطي عن طريق الأحزاب السياسية وإصلاح الوضع الاقتصادي مما يوفر لسورية فرص الرفع من قيمة المعيشة ومحاربة البطالة.
دراسة لتطوير النظام السوري
وأكد خدام انه قدم دراسة مستفيضة -بعد اداء الرئيس بشار الأسد القسم الرئاسي- حول تطوير الحزب والنظام السياسي، من قبيل قضية الحريات العامة والديمقراطية والوضع الاقتصادي، وكيفية الخروج من الأزمة التي تواجه سورية، وأضاف خدام أنه لو تم تبني ما جاء في الدراسة "لما وقعت سورية في هذه الحقول من الألغام، ولما واجهنا هذه الصعوبات الخارجية والداخلية، لأن المشكل هو أن الدولة التي لا سياسة لها تسير في حقول من الألغام، وفي ظلام دامس".
وأوضح عبد الحليم خدام أنه تم اتخاذ قرارات مهمة بخصوص الإصلاح الاقتصادي من قبل حزب البعث عام 2000م تم إرسالها إلى الحكومة إلا أنها لم تر النور، موضحا أنه طلب من الرئيس الفرنسي جاك شيراك الاستعانة ببعثة من الخبراء الفرنسيين لدراسة سبل تطوير الإدارة في سورية، و هو ما تم فعلا حيث قدم هؤلاء الخبراء مقترحات عديدة "إلا أنها نامت في أدراج الحكومة، ولم ينفذ منها شيء".وقال خدام إن اتخاذه قرار الاستقالة من منصبه، جاء بعدما تكونت لديه قناعة أن الإصلاح سياسيا وإداريا لن يتحقق، و"بعد مراجعة نفسي كنت أمام خيارين إما ان أكون مع الوطن أو مع النظام، فاخترت الوطن، لأن النظام حالة عابرة".
موظف يموت عن ثروة 4 مليارات
وأكد خدام انفراد الرئيس بشار الأسد وفريقه بالسلطة، بشكل غابت فيه المؤسسات الدستورية حسب قوله، "وأصبح على الحزب تغطية القرارات الصادرة من الرئيس"، مشيرا إلى أن توقف الإصلاح أدى إلى ارتفاع حالات الفساد "لدرجة أن موظفا في الأمن عام 1970كان يتقاضى 200 ليرة توفي عن ثروة 4 مليارات دولار، وان محاسبا في شركة للطيران يملك ثروة لا تقل عن 8 مليارات دولار في الوقت الذي يزداد فيه الفقر، وهذا الأمر ظاهرة ملفتة وغير مسبوقة في تاريخ سورية".
واتهم خدام الدائرة الضيقة في الحكم، بتراكم الثروة في أيديها "في الوقت الذي لا يجد فيه ملايين السوريين ما يأكلون، ويبحثون عن الطعام في القمامة، ونصف الشعب تحت خط الفقر والآخر في خط مواز له، والقلة القليلة تعيش في بحبوحة من العيش" مؤكدا ان الشعب السوري مصادر في حريته.وأكد خدام أنه اخذ على عاتقه الدعوة إلى إصلاح الحزب الحاكم، ولم يفوت فرصة خلال اجتماعات القيادة القطرية، إلا واستفاد منها للمطالبة بالإصلاح، "كنت حريصا على إجراء إصلاحات سياسية داخلية، في البلاد وكثيرا ما طرحت الأمر في اجتماعات القيادة القطرية، حتى لو كان الاجتماع يتعلق بمناقشة الأمور الاقتصادية".
ونفى نائب الرئيس السوري السابق أن يكون قد اتخذ موقفا متطرفا ضد إصلاحات داخلية بحسب ما تردد عموما من الحرس القديم في سورية أعاق جهود الرئيس الأسد الإصلاحية، وقال "أجهزة الأمن أرادت أن تغطي تقصيرها الواضح، في تسيير عملية الإصلاح في السلطة، عندما روجت عن موقفي ضد الإصلاح بسبب رغبتها في الانفراد بالسلطة".
الرئيس أخطأ فهم الموقف الأميركي
وأضاف خدام أن القيادة السورية لم تفلح في قراءة الوضع الدولي والظروف المحيطة، وأن الرئيس بشار الأسد جانبه الصواب، عندما راهن على وقوف الولايات المتحدة الأميركية مع سورية في لبنان، بحجة أن واشنطن ستفاوض المسؤولين السوريين، بخصوص العراق التي تهم الأميركيين بدرجة اكبر، ولن تهتم بلبنان.
وانتقد خدام عدم قدرة الرئيس بشار الأسد على التعامل مع الأحداث بسبب انفعاله الدائم، الذي يفقده استخلاص القرار المناسب، مضيفا الرئيس بشار يتحمس وينفعل ثم يتخذ قرارا خاطئا قبل أن يتراجع لاحقا، بعدما يكتشف أنه لم يتخذ القرار السليم ... من المؤسف أن هناك من المحيطين به، من يحاول أن يزرع به أنه على صواب بصفة دائمة، وهو ما أضاع الحقيقة، وغيب العدل.
وعن علاقته بوزير الخارجية فاروق الشرع قال نائب الرئيس السوري الأسبق لا أشعر بالغبن من الشرع، ولا اقبل أن أضعه في مواجهتي، وليس صحيحا أن خدام الرجل الثاني في سورية ، لأنه ليس الثاني، ولا حتى العاشر.ونفى خدام أن تكون لديه معلومات عن انتحار غازي كنعان وقال بأن أحدا من المحيطين به لم يتصل به، ولكن لو أخذنا بالظروف النفسية الصعبة التي وضع بها كنعان يمكننا ترجيح أن يكون قد أقدم على الانتحار، وأضاف خدام أنه حتى الآن لا يعلم ما إذا كان قد حصل تحقيق جاد في انتحاره.
وقال خدام عن علاقته بكنعان إنه لم يجتمع به منذ عام ونصف واقتصرت علاقته به على بعض الاتصالات الهاتفية، معبرا عن اعتقاده بأن هناك من طلب من غازي كنعان عدم الاجتماع به.وتحدث خدام عن تجاوزات رستم غزالي في لبنان، وأنه طلب كثيرا من الرئيس بشار الأسد معاقبته، مشيرا إلى أن غزالي كان يتصرف كحاكم للبنان وكثيرا ما شتم مسؤولين مثل الحريري وجنبلاط ونبيه بري وغيرهم، مؤكدا أنه طلب من الرئيس بشار الأسد أن يستدعي رستم إلى دمشق وأن "يقطع رقبته"، لأن غزالي رجل فاسد وساهم في قيادة العلاقات السورية – اللبنانية إلى أسوأ حال، وعلى الرغم من ذلك بدا واضحا أنه يحصل على حماية خاصة لأنه لم يعاقب حسب ما قال خدام.







غزالي
وحمل نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام رئيس جهاز الاستطلاع السوري السابق في لبنان رستم غزالي مسؤولية الاوضاع التي سبقت الانسحاب السوري في لبنان، ورجح خدام من جهة ثانية ان يكون رئيس جهاز الاستطلاع الاسبق وزير الداخلية غازي كنعان توفي منتحرا. وقال خدام ان "رستم غزالي تصرف وكأنه الحاكم المطلق في لبنان"، موضحا انه "شتم في احدى المرات بما علمت الرئيس (رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق) الحريري وشتم نبيه بري وشتم وليد جنبلاط". واوضح انه حاول اقناع الرئيس السوري بتعيين مسؤول آخر في مكان غزالي الذي اتهمه بالفساد لكن الاسد لم يفعل لا بل انه وسع مهامه. وقال خدام انه ابلغ الاسد عن اهانة غزالي للمسؤولين اللبنانيين وانه "اخذ من بنك المدينة 35 مليون دولار"، مشيرا الى المصرف اللبناني الذي اعلن افلاسه ووجه مسؤولون لبنانيون اتهامات بان اموالا من هذا المصرف استخدمت في تمويل اغتيال الحريري. من جهة اخرى، قال خدام انه يرجح انتحار كنعان. موضحا ان "الوضع اللبناني انعكس عليه (...) وحملوه مسؤولية التراكمات في الوضع اللبناني".
لم يخطر ببالي ان تقوم سورية باغتيال الحريري
واكد عبد الحليم خدام انه تمت تهديدات كثيرة للحريري من قبل سورية، وعندما يقول رئيس جهاز الامن للزوار وهو يلهو بمسدسه سافعل واترك وكذا وكذا، كان هناك تهديدات خطرة سواء في دمشق او غيرها، وكان هناك كلام خطر للرئيس الحريري، ومرة استدعي إلى دمشق، وهو كلام سمعته من عدة مصادر من الاسد وغيره، واسمع الحريري كلاما قاسيا جدا جدا جدا، وعلمت الأمر من قبل الرئيس بشار الاسد، وقلت له انت تتحدث مع رئيس وزراء لبنان.
وكان هذا الكلام بحضور رستم غزالي وغازي كنعان، وعندما قلت له ذلك ادرك ان هناك خطأ ارتكب، وطلب مني الاتصال بالحريري وازالة السلبية معه .القساوة تكمن في انني سأسحق من سيخرج عن قرارنا، وخرج الحريري ومن شدة الضغط حصل معه نزيف في الانف، وحاولت انا ان اهدئ من الأمور، وهذه حقيقة معروفة.
واحيانا كان يحصل كلام في القيادة السورية عن القرار 1559، وجرت حملة على الحريري، وهو انه يجمع طائفته ضد سورية في لبنان وهو امر غير مسبوق وانا اتصلت بالرئيس لنزع هذا الحديث من القيادة السورية لان هذا الحديث سينتشر.
والوضع في لبنان قائم على الطوائف، كل الجهات هي اتجاهات طائفية، فلماذا رفيق الحريري يشكل خطرا على سورية بحال تجمعت طائفته حوله ونصرالله لا يشكل خطرا اذا تجمعت طائفته حوله. وبعد ايام اتاني محسن دلول ونصحته بأن يغادر ابو بهاء يريد مغادرة لبنان لان وضعه معقد في سورية، ولم يخطر ببالي بلحظة من اللحظات ان تقوم سورية باغتيال رفيق الحريري، ولذلك فان الأمر خلق مناخا عند الناس، وما يعززه او ينفيه نتائج لجنة التحقيق
من حيث المبدأ لا يستطيع أي جهاز امني في سورية ان يتخذ قرار (الاغتيال) منفردا بمعزل عن الرئيس، وبشار قال ان كان في سورية متورطون فهذا يعني انا المتورط.
انا ذهبت للتعزية بصفتي الشخصية، وبحكم علاقتي الشخصية وعلاقة المودة للتعزية في الحريري، وللمشاركة بجنازته، وهو صديق وخدم سورية، واريد ان اشير إلى العلاقة معه التي مرت بمرحلة العلاقة مع الرئيس حافظ وهي كانت جيدة جدا، واذكر في احد الاضطرابات العمالية ان الرئيس الاسد قال ان الحريري حاجة سورية.
وعندما انتخب لحود رئيسا للجمهورية سأله حافظ من هو رئيس الحكومة، فقال له الحص، فقال لا يجب ان يأتي الحريري لانه حاجة لبنانية وسورية، وقد وضعت عقبات من قبل لحود ادت إلى اعتذار الحريري.
والمرحلة التالية أي مرحلة بشار كان التعامل مختلفا، وكانت الحملات من قبل اجهزة الاستخبارات ضد الحريري شديدة وكان يتأثر بها بشار، وكانت التوترات مستمرة بين الرجلين وكان الحريري يتعامل بكل ايجابية ويقبل بالتنازلات حتى لا يغضب القيادة السورية.
وقال ان التحريض ضد الحريري كان يأتي من الجانب اللبناني اضافة إلى لحود وجميل السيد وغيرهم، ومثلا فان جان عبيد كان صديقا لسورية، فيأتي تقرير يقول ان عبيد اجتمع مع السفير الاميركي في السيارة ويتآمر معه، وصدقنا التقرير وجرت القطيعة مع جان عبيد، والصور التي كانت تجري حقيقة كان هناك تخطيط لدى جهات لبنانية لجر سورية للوقوع في ما وقعت به، والمحرضون في سورية كانوا افرادا قلائل، وفي لبنان كان هناك اضافة إلى ذلك بعض الافراد الذين ليس لهم تأثير فعلي يحاولون الضغط.
وحول موضوع احمد ابو عدس قال ان من طرح هذه الفرضية هو في غاية الغباء وكذلك من طرح فرضية الحجاج، فالتفجير تطلب امورا تقنية عالية فهل يستطيع احمد ابو عدس ان يأتي بألف كيلو من المتفجرات، واذا كان في السيارة فاين اشلاؤه، ولا اعتقد ان هناك عاقلا يقبل بهذه النظرية.
وتساءل اي منظمة تستطيع ان تأتي بالف كيلو من المتفجرات لا احمد ابو عدس ولا احمد ابو حمص، هذه عملية كبيرة وراءها جهاز ومن وراءه سنعرف عبر التحقيق، وانا اتحدث عن جهاز لانني لا اريد ان اتهم، وهناك لجنة تحقيق لي ثقة بها، وكل الاطراف في لبنان تثق بها، وما يصدر عنها سيمكننا من معرفة هذه الجهة او تلك، ولكن هناك جهاز قوي ولديه امكانيات كبيرة.
وحول تقرير ميليس قال ان الحملة على الحريري من قبل بعض اصدقائنا كانت قائمة، من سليمان فرنجية إلى عمر كرامي إلى طلال ارسلان إلى وئام وهاب وعاصم قانصو.
واضاف ان التقرير اعطى خلاصة ما لديه، وميليس رجل مهني وقاض معروف وتقريره تقرير مهني جيد، وهو تجنب تسييس التحقيق رغم ان الجريمة جريمة سياسية ومن سيس التحقيق هم المشتبه بهم.
وحول وقع جريمة اغتيال الحريري قال انه صعق عندما سمع الخبر في القيادة السورية، ولكن اذا اردنا ان نأخذ الصور فلنأخذها من فاروق الشرع الذي سأله الصحافيون عن رأيه بالانفجار الذي اودى بحياة الحريري فقال ان انفجارا وقع في لبنان واودى بحياة عدد من اللبنانيين، بينما موراتينوس الذي كان في زيارة الشرع لحظتها تحدث عن رفيق الحريري، وهذا التصريح يعكس الشعور الباطني عند الشرع من رفيق الحريري.
وقال انه عندما طرح اسم لحود لرئاسة لبنان قلت لحافظ الاسد ان لبنان لا يتحمل حكما عسكريا، وكنت اعارض الاختيار الاول والتمديد، وبالنسبة الى التمديد للحود اجتمعت مع بشار لأودعه، وسألته هل هناك تمديد للحود فقال اطلاقا، وكان في 18 اب (اغسطس) 2004، وقلت لبشار انتبه لا يجرك احد إلى التمديد فلا انت ولا سورية تحتملان التمديد، فقال لي انه امر غير وارد، وبعد ايام اتصل بي الحريري وقال لي ان جماعتك غيروا رأيهم، واستدعيت إلى دمشق لربع ساعة والرئيس بشار يريد التمديد، وسألني ما هو رأيك، فقلت له مدد واستقل فلا يمكنك تحمل رفضك للتمديد، فهناك ضغوط كبرى سيتعرض لها من كل النواحي، وسألته عن موقف وليد جنبلاط فقال انه قدم لي نصيحتك نفسها. وبعد عودتي من الاجازة استقبلني بشار الاسد، وبدأ الحديث عن الوفد الاميركي الذي سيأتي بعد ايام، وقال ان الاميركيين لا يهمهم لبنان بل العراق، وسألني ان كنت اتابع الاخبار فقلت نعم وسألني عن رأيي فقلت له سورية كانت في دائرة الخطر وانت وضعتها في مركز دائرة الخطر، فماذا فعلت، وحتى اللبنانيين والعرب ضدنا واوروبا واميركا ضدنا، فهل يعقل ان سورية بعد 30 سنة في لبنان ليس لها من تتبناه كرئيس الا لحود وسليمان فرنجية.
واضاف خدام ان اصلاح الأمر يجب ان يتم مع الجانب المسيحي ومع جنبلاط، وحول عدم اجراء الحوار خلال وجوده في الحكم قال ان الأمر غير صحيح، وان عمر كرامي شكل ثاني وزارة في عهد الهراوي، ومن اقنع عمر كرامي بان يقبل بسمير جعجع وزيرا في وزارته وهو متهم بقتل اخيه رشيد كرامي، هذا لم يأت من فراغ، بل كان نتيجة حوار مع القوات ومع اطراف مسيحية اخرى، وحتى عون عندما كان محاصرا اقترحنا على الهراوي ان يقترح عليه ان يكون وزير دفاع في الحكومة التي كان يشكلها.
واذكر انني اتصلت بعمر كرامي وزارني في دمشق، وسألته ما رأيك بتحمل رئاسة الوزارة، فوافق وقلت له ان عليك ان تأخذ بالاعتبار ان الحكومة هي حكومة وفاق وطني وسيكون فيها اشخاص تكرههم كسمير جعجع، فقال ماذا اقول للرئيس رشيد كرامي اذا التقيته أمام الله؟ فقلت له تقول انني قبلت به بحجة وقف القتل في لبنان، فقلت له عد إلى بيروت وفكر بالامر، وبعد ساعتين اتصل بي وقال لي ماشي الحال، وتشكلت وزارة فيها سمير جعجع وايلي حبيقة، وسورية بذلت جهدا كبيرا، ولكن الحوار لا يكون من طرف واحد، ووضع سمير روجيه ديب وبدأت الخلافات بينه وبين الاطراف في الحكومة اللبنانية وخرج روجيه ديب ولكن ليس بطلب من سورية، وكان موقفنا ان يأتي قادة الحرب إلى السلطة لنزع سلاح الميليشيات.
واضاف اما موضوع الاتفاق الثلاثي فهو شأن اخر، وقرار اجتياح مواقع عون هو قرار لبناني مئة في المئة والياس الهراوي كان يرسل خليل الهراوي واندريه شديد لاسقاط عون، وطلبنا قرارا من مجلس الوزراء فجمع المجلس واصدر قرارا، نحن كنا بحالة تردد ولكن وصل الهراوي إلى مرحلة الاستقالة، طالبنا بالتدخل، وكان قرار التدخل، وبعد التدخل حاولنا وضع عون وزيرا للدفاع ولم نترك فرصة بالعكس.وتابع، اما سجن سمير فلم اطلع عليه ولم يكن لسجنه قرار على المستوى السياسي في سورية.
وحول اتهامه بتجميد اتفاق الطائف خلال امساكه بالملف اللبناني قال ان الطائف لم يجمد ولكن لم يطبق كما يجب، ويعود بشكل اساسي إلى الادارة اللبنانية، والطائف وضع صيغة لادارة الحكم في لبنان وطبق بشكل جزئي، والطائف نص على تنظيم العلاقات السورية اللبنانية وتم توقيع معاهدة الاخوة بين البلدين، فهل طبقت؟ هناك تقصير من الجانبين، هل كانت هناك تجاوزات؟ نعم نحن قمنا ببعضها والجانب اللبناني قام ببعضها. والحديث عن حكومة وحدة وطنية تشكلت هذه الحكومة العام 1991، وكان فيها كل الاطراف وبعدها جرت انتخابات وجرت اخطاء نعم ولكن جاء مجلس نيابي فيه اقلية واكثرية واخذ تشكيل الحكومات منحى التوجهات السياسية للكتل في المجلس، وكانت معظمها قريبة من سورية، واتت الصورة بان سورية لعبت في تنفيذ الطائف، ونعم كنا نتدخل في تشكيل الحكومات بطلب من رئيس الجمهورية والحكومة.
وقال ان الانسحاب من لبنان لم يجر لسببين اولا ان الحكومة اللبنانية كانت تخشى من الموضوع الامني، والسبب السوري ان اسرائيل موجودة في جنوب لبنان، وكان يجب على سورية ان تنسحب بعد الانسحاب الإسرائيلي، وهي مرحلة كنت قد خرجت فيها من الملف اللبناني لاني تركت القيادة في العام 1998.

اتهم نظام "البعث" بالوقوف وراء مسلسل


اتهم نظام "البعث" بالوقوف وراء مسلسل
الاغتيالات الإرهابية في لبنان لإشاعة الفوضى
خدام: على الأسد الرحيل إلى البيت...
أو السجن لإنقاذ سورية
الرئيس السوري مستقبلا المبعوث الخاص للرئيس الليبي أحمد قذاف الدم
بيروت ¯ »السياسة«:عواصم ¯ الوكالات:شن نائب الرئيس السوري المنشق عبدالحليم خدام هجوما عنيفا اˆخر على النظام الحاكم في دمشق, مؤكدا ضرورة ان يرحل الرئيس بشار الاسد الى البيت ... أو الى السجن.وقال خدام في حديث لقناة »فرانس 3« العامة مساء أمس ردا على سؤال عن مستقبل الرئيس بشار الاسد »يجب ان يرحل الى البيت.. الى السجن « مضيفا »المهم هو انقاذ سورية من هذا النظام«.&واوضح خدام »الذين يقفون وراء الاغتيالات الاخيرة في لبنان سيستمرون في القتل لان هدفهم هو اشاعة الفوضى في هذا البلد«.واضاف خدام الذي يعيش في حي فاخر في باريس ان حياته باتت »في خطر« الا انه »غير خائف«.ويأتي الهجوم الجديد لنائب الرئيس المنشق في الوقت الذي كشفت مصادر مطلعة ان الاسد نجا من انقلاب عسكري »عائلي« قاده صهره ورئيس استخباراته اللواء اˆصف شوكت وشقيقته بشرى, وبالتزامن مع الحديث عن عرض سعودي ¯ مصري ¯ فرنسي على »الطريقة الفرنسية« لانقاذ الرئيس السوري ويتضمن الابتعاد عن ايران وتقديم وزير الخارجية فاروق الشرع وجميع المتورطين في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري الى العدالة.ونقل موقع »إيلاف« الإلكتروني عن هذه المصادر قولها ان سبب عدم مشاركة الرئيس السوري في اجتماع القمة الطارئ, الذي استضافته مدينة جدة السعودية بين الرئيس المصري والعاهل السعودي, يرجع الى نصيحة تلقاها بالبقاء في دمشق لمتابعة الاوضاع هناك, إثر تلك الانباء التي اشارت الى »انقلاب قصر«, قادة مقربون من الرئيس السوري, في صدارتهم السيدة بشرى شقيقة الرئيس بشار الأسد, وزوجة اˆصف شوكت رئيس الاستخبارات العسكرية, التي قادت احتجاجا صاخبا داخل القصر ضد توجه نحو موافقة بشار الاسد على السماح بالتحقيق مع صهره, الذي أشار اليه تقرير ميليس باعتباره متهما في اغتيال الحريري.وتزامنت هذه المعلومات مع انباء عن إجبار طائرة مدنية على الهبوط في دمشق بعد تحليقها فوق القصر الرئاسي.وافادت المعلومات ان اربع طائرات من سلاح الجو السوري أجبرت الطائرة المدنية على الهبوط في مطار دمشق الدولي بعد ان حلقت فوق القصر الجمهوري.من جهة اخرى, اطلقت وحدة الإنذار الشمالية إشارة الإنذار القصوى بدخول طائرة من شمال سورية مجهولة الهوية الى الاراضي السورية, من دون ان يرد المزيد من التفاصيل بهذا الشأن.وحسب المصادر الديبلوماسية فإن الانقلاب الفاشل حصل بعد محاولات الرئيس المصري والعاهل السعودي اقناع الرئيس السوري بأهمية الإقدام على خطوة قوية وحاسمة تكفل استمراره على رأس السلطة, وتعزز مكانته كحاكم قوي في البلاد, من خلال ضرب بعض »مراكز القوى«, التي وصفت بأنها اصبحت عبئا على النظام أكثر مما تشكل دعما له في هذه الظروف الدقيقة التي يمكن ان تعصف بالبلاد وربما تمتد تداعياتها الى المنطقة برمتها.من جانبها نقلت صحيفة »لوفيغارو« الفرنسية عن مصدر ديبلوماسي قوله ان مصر والسعودية وفرنسا »لا تتصور ان يقبل بشار الاسد غدا بالخضوع لاستجواب رسمي... ولكن البلدان الثلاثة تأمل ان »تغير سورية سلوكها, ويمكن ان يكون الإعلان في دمشق عن الموافقة على استجواب وزير الخارجية فاروق الشرع مؤشرا على ان سورية تتجاوب مع مطالب الدول الثلاث«.واضافت: »أنه يبدو ان المجتمع الدولي لا يزال يسعى لحل »على الطريقة الليبية«, اي الى »تشخيص« للملف يؤول الى إدانة شخص ما في هذه القضية نيابة عن النظام السوري. ويمكن ان تكون التصريحات الاخيرة لرستم غزالي مؤشرا الى تفكير سوري بالانخراط في هذا المسار. فقد أعلن الاخير انه »إذا طلبت مني حكومتي ان اموت شهيدا, فأنا مستعد«.وأوضحت الصحيفة انه »كما في قضية طائرة لوكربي, فان تسليم مسؤول, حتى لو كان رفيع المستوى, ينبغي ان يترافق مع اعتراف رسمي بمسؤولية الدولة (السورية). ولكن الوضع لم يتطور الى هذه النقطة بعد. وما تسعى اليه فرنسا والسعودية ومصر, حاليا هو الحؤول دون حدوث تصعيد خطر للوضع وتخشى الرياض والقاهرة من دخول سورية بصورة متزايدة في الفلك الإيراني.وكان الاجتماع الذي انعقد في شهر نوفمبر بين بشار الاسد والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قد شكل نقطة انطلاق لمرحلة مجابهة منسقة بين سورية وإيران من جهة, والغرب من جهة اخرى. ويمر خط المجابهة عبر لبنان, حيث وقعت اغتيالات تنسبها المعارضة الى سورية, وحيث خرجت الاحزاب الشيعية المتحالفة مع سورية عن التضامن الحكومي. كما تشمل المجابهة اسرائيل, التي تعرضت للقصف من جانب مجموعة فلسطينية موالية لسورية للمرة الاولى منذ العام .2001وحسب مصدر ديبلوماسي فإن فرنسا ومصر والسعودية ستقترح على سورية نوعا من تطبيع العلاقات بين سورية ولبنان »ولكن, ليس واضحا بعد ما إذا كانت الامور ستتطور فعلا في هذا الاتجاه«.وكان الاسد تلقى امس اتصالا هاتفيا من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لم يكشف النقاب عن مضمونه, كما تسلم الاسد امس رسالة من نظيره الليبي معمر القذافي تناولت آخر التطورات في المنطقة.وذكر بيان رئاسي سوري امس ان الاسد تسلم الرسالة خلال استقباله منسق العلاقات الخارجية في اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي في ليبيا احمد قذاف الدم بحضور امين اللجنة الشعبية لمكتب العلاقات العربي الليبي بدمشق جمعة الفزاني.واشار البيان الى ان الحديث خلال اللقاء تناول القضايا التي تهم الجانبين والعلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين.وتعد رسالة القذافي هي الثانية للرئيس السوري في اقل من شهرين وتأتي في اطار التشاور والتنسيق المشترك بين البلدين حيال تطورات الاوضاع في المنطقة.الى ذلك كشفت وكالة انباء »المركزية« اللبنانية امس ان الرئيس المصري اجتمع في قصر »الماريني« في باريس بنائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام واحيط الاجتماع بسرية مطلقة بحيث لم تتسرب اية معلومات حول مضمون اللقاء والمواضيع التي تناولها.وكانت ترددت في باريس معلومات ترافقت مع وصول الرئيس مبارك اليها مفادها ان اللواء عمر سليمان سيزور خدام في مقر اقامته للبحث معه في التطورات التي استجدت بفعل المعلومات التي ادلى بها عبر قناة »العربية« الجمعة الفائت في محاولة لاحتواء مفاعيلها وتأثيراتها على النظام السوري.وعلم ان المقابلة التلفزيونية التي كان مقررا ان يجريها مساء الاربعاء على شاشة الجزيرة ارجئت بناء على تدخل اقليمي بعد التحرك المصري السعودي الفرنسي لايجاد مخرج للموقف السوري وحمل سورية على التعاون مع لجنة التحقيق.وفي المعلومات ايضا ان خدام ادلى بأحاديث صحافية عدة الى وسائل اعلامية عربية وغربية وتمنى عليها عدم نشرها قبل يوم الاحد المقبل لإضافة بعض الفقرات عليها.

رستم غزالي يتحدث من( الجنه الاسديه)

رستم غزالي يتحدث من( الجنه الاسديه) تحدث المدعو رستم غزاله ( الملاك في جنة الاسد ) امس عبرقناة الجزير ه وكان يرد على اشاعات راجت حول اقدامه على الانتحار ، ولكي يبرهن على انه بخير ونعمه قال : (أنا أتحدث من الجنة، جنة سورية، وجنة عرين القائد الأسد.. أنا في الجنة وأتحدث معكم من الجنة) .ولتقريب الصوره الى الاذهان ساقدم لكم الان وصفا موجزا (لجنة الاسد ) التى تحدث عنها( الملاك الرائع ) رستم غزالي .انها جنه رائعه جدا فيها القصور الفارهه جدا والتى تبدو من خلال تصاميمها فنون الحضاره البعثيه ، قصور واسعه وفسيحه فيها ملاعب وحدائف ونافورات وماء زلال يتنعم بها اشخاص ابرار تماما مثل ( الملاك ) رستم غزالي حصلوا على تلك القصور نتيجة ( لتضحياتهم ) العظيمه ودفاعهم عن شرف وعزة وكرامة سوريا ، وفيها الخدم والحشم والعزوه ، ولكنها قصور مسروقه بنيت من مال حرام ومال عام كان يجب ان تبنى به المدارس والمعاهد والمستشفيات ولكن الرفاق المناضلين فضلوا ان يبنوا ( جنتهم الاسديه ) في الزبداني وبلودان .ان( الجنه الاسديه ) التى تحدث عنها غزالي فيها سجون كبير وفسيحه قتل فيها عشرات الاف من السوريين الشرفاء الذين رفضوا الظلم ، وفيها اشعاعات نوويه رفعت نسبة الاصابه بالسرطان كما اجمع نواب الشعب امام الكاميرات وعلى الهواء ، وفيها مستشفيات رائعه ولكن ينقصها كل شيء من النظافه الى الاعتراف بانسانية الانسان ، وفي جنة غزالي ملايين البؤساء المحرومين الذين يعيشون تحت خط الفقر وعلى خط الفقر وفوق خط الفقر بدرجه ومنهم من ياكل من نفايات ( الجنه ) التى يخلفها ( الحواريين ) ليستفيد منها الفقراء من سكان (الجنه الاسديه ) . وفي (الجنه الاسديه ) بيوت كبيره جدا ومضاءه وتنير طوال الليل ليس لاستقبال الضيفان ولكن لاستقبال الشاذين جنسيا لتقدم لهم المتعه الحرام ، في كل جهة من الجهات التى تحيط بدمشق يملكها ( حواريون) من ضباط الجيش الذي يحمي( جنة الاسد) من اي عدوان لا سمح الله .وفي جنة غزالي اكثر من 15 جهاز متخصصا بحفظ الامن ، ويقدمون خدمة رائعه لسكان ( جنة الاسد ) عندهم زنازين رائعه وكرابيج ممتازه ودواليب نظيفه كلها مخصصه للتعذيب ولخدمة سكان( جنة الاسد ) اذا حاول اي منهم ان يخالف تعليمات (الملاك ) غزالي خازن ( جنة الاسد) .في( جنةالاسد) طرق واسعه جدا (هاي وي ) يموت عليها كل شهر المئات من سكان ( جنة الاسد ) بسبب عدم وجود تقاطعات ولا جسور للعبور ولا خدمات صحيحه توفر لهم الوصول السليم الى بيوتهم في (الجنه).السرقه والرشوه في جنة غزالي شيئ متعارف عليه ولا يناقش فيه احد ، ولكل واحد من المسؤولين في ( جنة الاسد ) تسعيره حسب مرتبته لكي يمرر اي صفقه غير مشروعه او اي عمل غير قانوني .كل شيء ممتاز ويعمل بدقة مثل الساعه في( جنة الاسد ) ، لا يوجد بطاله ولا عطاله ولا تسكع في الطرقات ، كل مواطن من سكان ( جنة الاسد ) يعرف ما له وما عليه بشكل ممتاز ويقوم بواجبه ويحصل على حقوقه في احسن ما يكون .وفي( جنة الاسد ) جيش عظيم مهمته الدفاع عن ( الجنه) من اي شيطان تسول له نفسه التطاول عليها ، وهو جيش مشهود له القدره والكفاءه والخبره ، ويعمل( الملاك) غزالي كقائد لجهاز الامن والاستطلاع حيث يراقب سكان ( الجنات ) المجاوره ويستطلع نواياهم الشريره ضد جنته ويصطاد اي شخص منهم يحاول ان يسيئ او يتطاول على( جنة الاسد) التى تكلم عنها ، وخلال الشهور الماضيه قام ( الملاك ) غزالي يتصفية عدد كبير من الاشرار في جنة مجاوره كانوا ينوون السوء ضد جنته . ( جنة الاسد ) التى تحدث منها الملاك غزالي رائعه جدا ينعم سكانها بالخيرات والانهار والياقوت والحور العين ، فيها ما لا عين رات ولا اذن سمعت من اصناف التعذيب والظلم والبشاعه والفظاعه ، وقد كانت صورة حوارييها ( نواب الشعب ) مشرقة وبهية امام العالم عندما تحدثوا جميعا من مقر الحواريين ( مجلس الشعب ) ووصفوا ما ينعمون به من النعم ، وما حباهم ( ربهم ) الاسد الصغير من مزايا تفوق اي شيء يحصل عليه سكان الجنات الاخرى .هذه هي ( الجنه الاسديه ) التى تحدث عنها (الملاك ) غزالي اليوم وعين الحسود تبلى بالعمى ، واي شخص لا يصدقه فما عليه الا ان يتوجه فورا الى تلك( الجنه) الرائعه ليرى صدق وعفة وطهارة (الملاك) غزالي قدس الله سره ورفع ذكره في الاولين والاخرين وفي الملأ الاعلى الى يوم الدين امين امين وسلام على (الحواريين ) جميعا الذين شاهدناهم قبل يومين في ( الجنه الاسديه ) .علي الاحمد لندن