Friday, September 30, 2005

موظفون في الهاتف النقال متورطون في اغتيال الحريري


موظفون في الهاتف النقال متورطون في اغتيال الحريري
GMT 3:45:00 2005 السبت 1 أكتوبر
إيلاف
الهاتف النقال كان يموّل النظام الأمني في لبنان
الأمن اللبناني يداهم شركة الهاتف النقال الثانية
رسالة تعاطف من شيراك الى مي شدياق
وزير الاتصالات تحدث عن تشويش هائل على الموكب: موظفون في الهاتف النقال متورطون في اغتيال الحريري
بيروت : أكد وزير الاتصالات اللبناني مروان حمادة في حديث تلفزيوني ليل الجمعة حصول عملية تشويش على التجهيزات التي كانت تحمي موكب رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري بين وسط بيروت حيث مجلس النواب ومنطقة فندق السان جورج حيث اغتيال في 14 شباط/ فبراير الماضي.وسئل عن العلاقة المباشرة بين قطاع الهاتف النقال وجريمة الاغتيال، فأجاب: "اكتشفت فور دخولي وزارة الاتصالات ان الهدف من وضع اليد عليها عام 1998 وما تلاه من مناورات ونسف العقود ووضع اليد عليها، كان له أكثر من هدف، منها الهدف المالي للشركات، والهدف المالي عبر الشركات، والهدف المالي بتوزيع الأرقام، والهدف المالي بتخصيص أشخاص نافذين برخص بيع مختلف القطع والبطاقات إلخ... وبالنسبة إلى الهدف الثاني، قلت سابقا أننا فتحنا طريقاً سريعاً للجنة التحقيق الدولية، وقد استعملت هذه العبارة بعدما تبيّن انه من خلال تصرفات المسؤولين الأمنيين- ولا أتهم مباشرة موظفي النقال فلربما منهم من نفذ أوامر من دون علمه ومنهم من ليس له أي علاقة بالموضوع - تجمّعت شكوك كبرى لدى السلطات الأمنية، ليست الدولية فحسب ولكن اللبنانية ايضاً، بعدم إعطاء المعلومات بالنسبة إلى خطوط الاتصال وخصوصاً في الأوقات التي سبقت والتي واكبت والتي تبعت عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكذلك الأمر بالنسبة لعملية التشويش الكبير الذي حصل على بعض قنوات الاتصال.وثالثاً وهذا الاخطر، السؤال الكبير: لماذا حذفت بعض مواقع الإنترنت أو مراكز الاتصال على الخرائط التي سلمت إلى قوى الأمن عند التحقيق في هذا الموضوع؟".أضاف: "كل هذه الأمور مجتمعة كوّنت لدى المحققين اللبنانيين والدوليين شكوكاً كبيرة بأن شيئاً ما حصل في هذا القطاع في هذا المضمار وفي هذا اليوم المشؤوم بالنسبة إلى عملية اغتيال الرئيس الحريري. أي إما استعمال قنوات معينة وإما التشويش على آلاته وتجهيزاته التي كانت تحمي موكبه بالإضافة إلى إخفاء الأرقام التي كانت تتصل ببعضها بين منطقة مجلس النواب ومنطقة سان جورج.الأكيد انه كان هناك انقطاع في عدد من شبكات الاتصال، وليس كلها، بين الساعة التاسعة صباحاً والساعة الثانية بعد الظهر. المنطقة التي كانت تحت التأثير الأساسي كانت منطقة مجلس النواب والسوليدير".وقال: "الآن يعمل الخبراء ولن ادخل في تفاصيل تقنية عن ذلك، لمحاولة اكتشاف كلّ أسباب ومصادر هذا التشويش الهائل".وعن هدف التوقيفات في شركتي الهاتف النقال وعلاقة الموظفين بالجريمة، أجاب: "تمّ توقيفهم ثم أطلق سراحهم بسندات إقامة لمعرفة من أعطى الأوامر، من تدخل في هذا الموضوع، من حذف معلومات في 14 شباط / فبراير أو بعده، لأن في ذلك استكمالا للتحقيق ودلالة على من كان يخفي الجريمة. ومن يخفي الجريمة كان إما على علم بها أو كان ينفذ تعليمات من الجانب الذي قام بهذه الجريمة".وعن الأرقام المميّزة التي نشرتها صحيفة "الرأي العام" الكويتية قال: "هناك أرقام مميزة في شركة النقال وتبيعها بثمن اغلى أو تحفظها لزبائنها المميزين، ولكن تبين ان الزبائن المميزين كانوا زبائن الجهات الأمنية والمخابراتية والرئاسية إذ تبين ان الخزينة اللبنانية لم تستفد، ولا شركات الخلوي التي تحول إلى الخزينة اللبنانية، بل أشخاص محظوظون ممن قرأنا أسماءهم في الرأي العام".وأضاف: "هذه أرقام لم تكن كلّ فواتيرها موجودة، ولكني قطعت مئات الأرقام التي كانت لا تدفع فواتير، وكانت سجلت هذه الفواتير على وزارة الاتصالات، أي على المواطن اللبناني، ومنها فواتير تصل أرقامها الشهرية لهاتف واحد إلى 39 ألف دولار".سئل: أوردت الصحيفة ايضاً شركات توزيع لخطوط الخلوي وبطاقات التعبئة وزعت رخصها لنافذين، هل هذه الرخص شرعية وهل ستتخذون خطوات ما لسحب هذه الرخص؟، فأجاب: "هذه الأسماء والشركات موجودة من العهد السابق ومعهم رخص. ليس كلّ الرخص سننسفها ولكن سنبحث اذا كانت كل هذه الرخص بشروطها وظروفها التقنية موجودة ومتوافرة، إضافة إلى ذلك قد تكون هذه الرخص مجرد هدايا لتباع من قبل أصحاب النفوذ والخطوط لغيرها من الشركات بأسعار عالية، وهذا نوع من الإثراء غير المشروع".

رئيس لجنة التحقيق الدولية قد يصبح المدعي


رئيس لجنة التحقيق الدولية قد يصبح المدعي
العام في محكمة خاصة للنظر في اغتيال الحريري
تقرير ميليس النهائي: دمشق
خططت وبيروت نفذت الجريمة
دمشق ¯ »السياسة«:نقلت المصادر المقربة وشديدة الخصوصية الاجواء التي يعيشها اركان النظام السوري هذه الايام, وبالذات بعد محاولة احياء علاقات قديمة مع روسيا, وكأنها لا تزال الاتحاد السوفياتي السابق, وبعد عودة رئيس النظام من زيارة خاطفة الى مصر, احتسبت في عداد محاولة للخروج من العزلة, والهروب من استحقاقات الديمقراطية والحرية التي يضغط في تلبيتها الشعب السوري, قبل المجتمع الدولي.في هذا الاطار تشيع بين اركان النظام السوري حالة من الاحباط لا يجري اخضاعها للتفسير, بقدر ما تجري ادانة اسبابها, وهم الاخرون العرب والاطراف الدولية, التي يقال هنا في دمشق انها تتآمر على آخر قلعة في مواجهة »العدو الاسرائيلي«.ونقلت المصادر عن رئيس النظام بشار الاسد الكثير من مشاعر الخيبة والندم اثر عودته من القاهرة. وقد قال »ليتني لم اقم بهذه الزيارة.. لقد عاملني حسني مبارك (الرئيس) وكأنني آت إليه لأطلب زكاة او صدقة«. واثر هذا الموقف اندلعت الحملات في اوساط النظام والحكم ضد الرئيس المصري. وقيل في هذا النطاق ان مبارك لا يستطيع مخالفة اميركا, وهو وقف معها ضدنا لانها نجحته في انتخابات الرئاسة, ومكنته من ولاية خامسة, وانه يجامل دولا عديدة عربية واوروبية, وبالذات فرنسا.وقد كال اركان النظام السوري الشتائم لمصر والمصريين الذين تعاملوا مع الاسد كالفراعنة والطواويس كما يقول اركان النظام انفسهم.وتذكر المصادر في هذا الجانب ان الاسد عرض على الرئيس مبارك التعهدات التي قدمها الى فرنسا في وقت سابق, ونقلها الى باريس زوج اخته بشرى ورئيس استخباراته العسكرية آصف شوكت. وقال له كما ترى , لقد قدمنا لهم كل ما يريدون , مقابل رفع الضغوط عنا وابعاد مسؤوليتنا في قضية اغتيال الحريري التي يقوم لاجلها تحقيق دولي بواسطة لجنة يترأسها القاضي الالماني ديتليف ميليس ومرجعيتها الامم المتحدة. وقد استمع الرئيس مبارك الى عروض الاسد وتعهداته, ووعده باجراء ما يرغب به من اتصالات, سواء مع اميركا, او فرنسا, لكنه استدرك متشائما وقال له: لا استطيع ان افعل لك شيئا اكثر من ذلك, ولا اضمن النتائج فالاميركيون والاوروبيون لا يثقون بالنظ¯ام السوري الذي لم يفعل شيئا تجاه ما تطلبه الاسرة الدولية, ولا يتحرك, ولو خطوة واحدة في اتجاه الاصلاح. ولقد نصح الرئيس مبارك الاسد بوجوب التعاون التام مع لجنة التحقيق الدولية, وقال عليك ان تستقبل رئيس اللجنة ميليس انت واخوك ماهر , وان تتعاونا معه, وتستمعا الى اسئلته.وبموجب هذه الحصيلة المخيبة, عاد الاسد الى دمشق لتبدأ الحملة على الرئيس المصري, وهي حملة مكتومة حتى الان, ولا تتعدى مفرداتها الشتائم والكلام البذيء.وتجدر الاشارة الى ان الرئيس المصري لفت انظار الاسد الى ان المجتمع الدولي, والدول الكبرى, ممتنعة عن البحث في اي شيء يتعلق بالنظام السوري قبل ظهور التقرير النهائي للقاضي ميليس, الذي سيصدر في الواحد والعشرين من هذا الشهر, والذي من المتوقع ان يحدد المسؤولية عن جريمة اغتيال الحريري, ويشير بالاسم الى الجهة التي خططت ونفذت الجريمة بكل دم بارد.من ناحية اخرى توقعت المصادر ان يحتوي التقرير النهائي على حقيقة ان التخطيط سوري والتنفيذ لبناني وان يتضمن ادلة كثيرة من شهادات الشهود الذين تعاونوا مع ميليس, وكذلك بعض المعلومات التي جاءت من جهات تراقب من بعيد قبل وبعد اغتيال الحريري, ومثل هذا الاتهام سيدخل سورية في نفق مزعج, الامر الذي دفع الاسد لاستشارة مبارك في هذا الموضوع في حال اتهمت سورية بالضلوع بالجريمة, ومعروف ان الرئيس الاسد وشقيقه رفضا الاجتماع الى ميليس حسب طلبه.وقالت المصادر ان ميليس سيطلب تشكيل محكمة دولية ربما أصبح فيها المدعي العام بكل ما لديه من مستندات وشهادات وتقارير.والمعروف ان ذهاب ميليس الى دمشق اعتمد اسلوب التخطيط نفسه الذي جرى في بيروت حيث اوصى للمشبوهين بالطمأنينة وقد فوجئ المستجوبون بكثافة الاسئلة وعمقها. وكانت جرت تمارين في دمشق على الاستجواب لمطابقتها مع ما سيفعله ميليس عندما يبدأ التحقيق فيكون المستجوب مستعدا.

Saturday, September 17, 2005

تنفيذاً لـ "سيناريو دولي . عربي" يجبر الأسد

تنفيذاً لـ "سيناريو دولي . عربي" يجبر الأسد على التخلي عن الحكم طوعاً ومغادرة البلاد عبدالله الدردري رئيس انتقالي لسورية "الحرة"! د. عبدالله الدردري
»السياسة« ¯ خاص:لندن ¯ من حميد غريافي:كشفت مصادر موثوقة وشديدة الخصوصية ل¯ »السياسة«« أمس عن سيناريو دولي ¯ عربي يتم الإعداد له حاليا لتغيير نظام الحكم في سورية بشكل هادئ وبأقل قدر ممكن من الخسائر, وأكدت المصادر ان ثمة اتفاقا بين فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة على ان يتولى نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية عبدالله الدردري قيادة المرحلة الانتقالية عقب تخلي الرئيس بشار الأسد عن الحكم ومغادرته سورية, بناء على نصائح معظم قادة الدول العربية الذين اتصل بهم.وتؤكد المعلومات ان اختيار الدردري لقيادة المرحلة الانتقالية بعد الاطاحة بحكم »البعث« سلميا, جاء لانه لا ينتمي لحزب البعث وهو من إحدى أرقى العائلات الدمشقية المعروفة ووالده هو اللواء عبدالرزاق الدردري الذي تولى رئاسة غرفة العمليات العسكرية المشتركة خلال حرب أكتوبر عام .1973والمعروف أن الدردري عاش في أوروبا فترة طويلة, وهو يعرف تماما أسلوب وتوجهات التفكير الغربي ثم عمل في إطار الأمم المتحدة, وتسلم منصبا في إحدى دوائر الهيئة الدولية في دمشق, لكن صعوبات كثيرة واجهته ناجمة عن الفساد المستشري ما دفعه ليتخلى عن منصبه ويغادر الى دبي للعمل هناك.. وبعد تسلم الرئيس بشار الأسد زمام القيادة استدعاه مجددا الى سورية ليسلمه منصب نائب رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية.وتوضح المعلومات ان من أسباب اختيار الدردري ايضا, كون المحادثات السرية الجارية مع حكم الأسد اتجهت نحوه كمسؤول يستطيع قيادة المرحلة الانتقالية بعقلانية.. وأكدت المعلومات ان الدردري اتصل بمسؤولين أوروبيين مؤكدا استعداده لهذا الأمر شريطة عدم حصول انتقامات في صفوف حزب »البعث« وتأمين انتقال هادئ للسلطة.وكانت مجموعات مما يسمى بالحرس القديم في دمشق عملت في الاˆونة الاخيرة على محاربة الدردري وقامت إحدى الصحف اللبنانية التي يشارك مجد بهجت سليمان في رأسمالها بنشر أخبار مسيئة للدردري واˆخرها انه قد يصبح رئيسا للحكومة بعدما رضي بأن ينتمي لحزب »البعث« ..وسارع الدردري نفسه في اليوم التالي الى نفي اي نية لديه للانتماء الى هذا الحزب.وفي هذا المجال, كانت »السياسة« كشفت في العاشر من الشهر الجاري العدد (13227) ان السيدة السورية الأولى اسماء الأسد التي تحمل الجنسية البريطانية ارسلت الى لندن ما مقداره 14 حقيبة سفر تضم اغلى مقتنياتها من الملابس واثمن المجوهرات من باب الاحتياطات من حدوث تطورات قد لا تكون سارة في المستقبل.وتقاطع خبر »السياسة« امس مع معلومات متداولة في بريطانيا ان اسماء الأسد وصلت بالفعل الى العاصمة البريطانية مع ولديها وانها تقيم في منزل شقيقها. وعزز هذه المعلومات وجود حارسين من شرطة سكوتلانديارد أمام المنزل.في تطور متصل استبعد ديبلوماسي بريطاني عمل طوال نيف وعقدين من الزمن في دول عربية من بينها لبنان, ان يكون لرفعت الاسد, عم الرئيس السوري بشار الاسد, »أي حظوظ ولو في المشاركة بنظام سوري جديد يقوم على انقاض نظام البعث الراهن لأن انظمة عربية مثل دول الخليج ومصر والاردن والعراق ولبنان, ترى في استمرار البعث في قيادة سورية خطرا داهما عليها ولها معه تجارب ثلاثين سنة من الاضطرابات والقلاقل والمؤامرات«.وقال الديبلوماسي ل¯ »السياسة« في لندن ان قول صحيفة »فايننشال تايمز« اللندنية هذا الاسبوع أن »الاميركيين يفتشون عن بديل للنظام السوري القائم, ويفكرون بالاتصال برفعت الاسد« ليس دقيقا, ولا حتى »قريبا من الواقع, اذ ان الاميركيين هؤلاء الذين يسعون بالفعل الى الخلاص من هذا النظام, باتت حساسيتهم ضده تفوق حساسية الدول العربية, وبالتالي هم بالفعل يبحثون عن بديل ولكن ليس داخل عناصر البعث الفاسدة والمفسدة التي تلطخت ايديها بدماء مجازر حماه (السورية) في الثمانينات ومجازر صيدا وطرابلس والمناطق المسيحية خلال احتلالهم طوال 29 عاما«.وكان فلينت ليغريت مؤلف كتاب »محاكمة بشار الأسد بالنار« ذكر للصحيفة البريطانية ان »الادارة الاميركية عازمة على اطاحة نظام بشار الاسد وتعمل مع معارضين سوريين في الخارج, ويبدو أن لرفعت الاسد امكانية لتحقيق ذلك«.. لكن الديبلوماسي البريطاني اكد ل¯ »السياسة« ان الجناح المتطرف ضد سورية داخل الادارة الاميركية والذي »يجتاح اليوم سياستها في الشرق الاوسط«, يرى في رفعت الاسد, كما يرى في ابن اخيه بشار »الوجه الكالح لنظام البعث الدموي والقمعي, ويضعه في الكفة نفسها مع قادة حزب البعث من الحرسين القديم والجديد«.وقال الديبلوماسي البريطاني ان الاميركيين وحلفاءهم الاوروبيين والعرب »يدركون جيدا ان معارضة رفعت الاسد لنظامي اخيه حافظ وابنه بشار ليست الا بسبب استبعاده لانه بلغ حد تلطيخهما بارتكاباته الدموية وبأعماله في تجارات غير قانونية, ولو أنهما سمحا له بالعودة لكان اليوم أحد أخطر قادة النظام البعثي القمعي القائم«.وفي بيروت, كشفت أوساط لبنانية حليفة لدمشق النقاب ل¯ »السياسة« عن »تعديل وشيك في الحكومة السورية الراهنة«, وقالت ان الرئيس الاسد »انتهى من اختيار سبعة او ثمانية اسماء لوزراء جدد سيخلفون وزراء الوزارات السيادية, وفي مقدمهم الوزيران الراهنان للداخلية غازي كنعان وللاعلام مهدي دخل الله, مع الابقاء على وزير الدفاع العماد حسن توركماني في منصبه«.واعربت الاوساط عن اعتقادها ان »يكون الهدف من التعديل الحكومي السوري المزمع اجراؤه في اي لحظة هو احدى المحاولات الاخيرة للتقارب مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي عبر الاتيان بوجوه جديدة, وابعاد الوجوه الملطخة مثل غازي كنعان قبل ان يخضع للتحقيق من قبل القاضي ديتليف ميليس في جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق رفيق الحريري«.

الاستخبارات الفرنسية تؤكد ما انفردت بنشره "السياسة": الحريري سجل تهديدات الأسد بقتله وتدمير لبنان
أكدت نشرة »انتيلجانس أون لاين« الالكترونية الفرنسية المتخصصة في المعلومات الاستخباراتية أمس ما كانت »السياسة« انفردت بنشره في عددها رقم (13727) في العاشر من الشهر الجاري من أن رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري القاضي الألماني ديتليف ميليس سيواجه الرئيس السوري بشار الأسد بتسجيل كامل لآخر لقاءاته مع الحريري والذي أجبر فيه الأخير على قبول التمديد للرئيس اللبناني إميل لحود بعد أن هدده الأسد بالقتل هو وحليفه الرئيسي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وتدمير لبنان إذا أجبر السوريون على مغادرته.وتتطابق رواية النشرة الاستخباراتية واسعة الاطلاع مع ما ذكرته »السياسة«. فقد نقلت »انتيلجانس أون لاين« عن مصادر خاصة ان الحريري الذي كان يشعر بالتهديد حصل على قلم خاص من جهاز استخبارات غربي يرجح انه »الادارة العامة للأمن الخارجي الفرنسي« (DGSE) مكنه من تسجيل آخر مقابلة له مع الأسد مشيرة الى أن نسخاً من التسجيل سلمت الى الرئيس الأميركي جورج بوش ونظيريه الفرنسي جاك شيراك والباكستاني برويز مشرف.ووفق نص الحوار الذي أوردته النشرة »قال الأسد للحريري: من المفيد أن تعرف أن لحود سيمدد له مهما حصل. ولن أسمح لك باستبداله بأي شخص آخر. عليك أن تفهم انني قادر على تدمير لبنان وأنت معه, وإذا أجبرت على مغادرة لبنان فسأتركه خراباً.. حليفك وليد جنبلاط عليه أن يعلم المصير الذي ينتظره..«وأضافت النشرة انه »لدى المحقق الدولي ديتليف ميليس أدلة دامغة, منها بصمات أصابع تم الحصول عليها من شقة في بيروت حيث خطط للهجوم (على موكب الحريري) ونسخ من تسجيلات هاتفية اعترضها قبل وبعد اغتيال الحريري مركز التنصت الأميركي في قاعدة اكروتيري البريطانية في قبرص«.وذكرت النشرة المتخصصة بشؤون الاستخبارات »أن ميليس حصل على الكثير من الأدلة القاطعة لدعم إفادة الهارب من الاستخبارات العسكرية السورية العقيد محمد صافي الذي استجوبه ميليس في مناسبتين في جنيف«.

الاستخبارات الفرنسية تؤكد ما انفردت بنشره "السياسة":

الاستخبارات الفرنسية تؤكد ما انفردت بنشره "السياسة":
الحريري سجل تهديدات الأسد بقتله وتدمير لبنان
أكدت نشرة »انتيلجانس أون لاين« الالكترونية الفرنسية المتخصصة في المعلومات الاستخباراتية أمس ما كانت »السياسة« انفردت بنشره في عددها رقم (13727) في العاشر من الشهر الجاري من أن رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري القاضي الألماني ديتليف ميليس سيواجه الرئيس السوري بشار الأسد بتسجيل كامل لآخر لقاءاته مع الحريري والذي أجبر فيه الأخير على قبول التمديد للرئيس اللبناني إميل لحود بعد أن هدده الأسد بالقتل هو وحليفه الرئيسي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وتدمير لبنان إذا أجبر السوريون على مغادرته.وتتطابق رواية النشرة الاستخباراتية واسعة الاطلاع مع ما ذكرته »السياسة«. فقد نقلت »انتيلجانس أون لاين« عن مصادر خاصة ان الحريري الذي كان يشعر بالتهديد حصل على قلم خاص من جهاز استخبارات غربي يرجح انه »الادارة العامة للأمن الخارجي الفرنسي« (DGSE) مكنه من تسجيل آخر مقابلة له مع الأسد مشيرة الى أن نسخاً من التسجيل سلمت الى الرئيس الأميركي جورج بوش ونظيريه الفرنسي جاك شيراك والباكستاني برويز مشرف.ووفق نص الحوار الذي أوردته النشرة »قال الأسد للحريري: من المفيد أن تعرف أن لحود سيمدد له مهما حصل. ولن أسمح لك باستبداله بأي شخص آخر. عليك أن تفهم انني قادر على تدمير لبنان وأنت معه, وإذا أجبرت على مغادرة لبنان فسأتركه خراباً.. حليفك وليد جنبلاط عليه أن يعلم المصير الذي ينتظره..«وأضافت النشرة انه »لدى المحقق الدولي ديتليف ميليس أدلة دامغة, منها بصمات أصابع تم الحصول عليها من شقة في بيروت حيث خطط للهجوم (على موكب الحريري) ونسخ من تسجيلات هاتفية اعترضها قبل وبعد اغتيال الحريري مركز التنصت الأميركي في قاعدة اكروتيري البريطانية في قبرص«.وذكرت النشرة المتخصصة بشؤون الاستخبارات »أن ميليس حصل على الكثير من الأدلة القاطعة لدعم إفادة الهارب من الاستخبارات العسكرية السورية العقيد محمد صافي الذي استجوبه ميليس في مناسبتين في جنيف«.

تنفيذاً لـ "سيناريو دولي . عربي" يجبر الأسد


تنفيذاً لـ "سيناريو دولي . عربي" يجبر الأسد
على التخلي عن الحكم طوعاً ومغادرة البلاد
عبدالله الدردري رئيس انتقالي لسورية "الحرة"!
د. عبدالله الدردري
»السياسة« ¯ خاص:لندن ¯ من حميد غريافي:كشفت مصادر موثوقة وشديدة الخصوصية ل¯ »السياسة«« أمس عن سيناريو دولي ¯ عربي يتم الإعداد له حاليا لتغيير نظام الحكم في سورية بشكل هادئ وبأقل قدر ممكن من الخسائر, وأكدت المصادر ان ثمة اتفاقا بين فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة على ان يتولى نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية عبدالله الدردري قيادة المرحلة الانتقالية عقب تخلي الرئيس بشار الأسد عن الحكم ومغادرته سورية, بناء على نصائح معظم قادة الدول العربية الذين اتصل بهم.وتؤكد المعلومات ان اختيار الدردري لقيادة المرحلة الانتقالية بعد الاطاحة بحكم »البعث« سلميا, جاء لانه لا ينتمي لحزب البعث وهو من إحدى أرقى العائلات الدمشقية المعروفة ووالده هو اللواء عبدالرزاق الدردري الذي تولى رئاسة غرفة العمليات العسكرية المشتركة خلال حرب أكتوبر عام .1973والمعروف أن الدردري عاش في أوروبا فترة طويلة, وهو يعرف تماما أسلوب وتوجهات التفكير الغربي ثم عمل في إطار الأمم المتحدة, وتسلم منصبا في إحدى دوائر الهيئة الدولية في دمشق, لكن صعوبات كثيرة واجهته ناجمة عن الفساد المستشري ما دفعه ليتخلى عن منصبه ويغادر الى دبي للعمل هناك.. وبعد تسلم الرئيس بشار الأسد زمام القيادة استدعاه مجددا الى سورية ليسلمه منصب نائب رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية.وتوضح المعلومات ان من أسباب اختيار الدردري ايضا, كون المحادثات السرية الجارية مع حكم الأسد اتجهت نحوه كمسؤول يستطيع قيادة المرحلة الانتقالية بعقلانية.. وأكدت المعلومات ان الدردري اتصل بمسؤولين أوروبيين مؤكدا استعداده لهذا الأمر شريطة عدم حصول انتقامات في صفوف حزب »البعث« وتأمين انتقال هادئ للسلطة.وكانت مجموعات مما يسمى بالحرس القديم في دمشق عملت في الاˆونة الاخيرة على محاربة الدردري وقامت إحدى الصحف اللبنانية التي يشارك مجد بهجت سليمان في رأسمالها بنشر أخبار مسيئة للدردري واˆخرها انه قد يصبح رئيسا للحكومة بعدما رضي بأن ينتمي لحزب »البعث« ..وسارع الدردري نفسه في اليوم التالي الى نفي اي نية لديه للانتماء الى هذا الحزب.وفي هذا المجال, كانت »السياسة« كشفت في العاشر من الشهر الجاري العدد (13227) ان السيدة السورية الأولى اسماء الأسد التي تحمل الجنسية البريطانية ارسلت الى لندن ما مقداره 14 حقيبة سفر تضم اغلى مقتنياتها من الملابس واثمن المجوهرات من باب الاحتياطات من حدوث تطورات قد لا تكون سارة في المستقبل.وتقاطع خبر »السياسة« امس مع معلومات متداولة في بريطانيا ان اسماء الأسد وصلت بالفعل الى العاصمة البريطانية مع ولديها وانها تقيم في منزل شقيقها. وعزز هذه المعلومات وجود حارسين من شرطة سكوتلانديارد أمام المنزل.في تطور متصل استبعد ديبلوماسي بريطاني عمل طوال نيف وعقدين من الزمن في دول عربية من بينها لبنان, ان يكون لرفعت الاسد, عم الرئيس السوري بشار الاسد, »أي حظوظ ولو في المشاركة بنظام سوري جديد يقوم على انقاض نظام البعث الراهن لأن انظمة عربية مثل دول الخليج ومصر والاردن والعراق ولبنان, ترى في استمرار البعث في قيادة سورية خطرا داهما عليها ولها معه تجارب ثلاثين سنة من الاضطرابات والقلاقل والمؤامرات«.وقال الديبلوماسي ل¯ »السياسة« في لندن ان قول صحيفة »فايننشال تايمز« اللندنية هذا الاسبوع أن »الاميركيين يفتشون عن بديل للنظام السوري القائم, ويفكرون بالاتصال برفعت الاسد« ليس دقيقا, ولا حتى »قريبا من الواقع, اذ ان الاميركيين هؤلاء الذين يسعون بالفعل الى الخلاص من هذا النظام, باتت حساسيتهم ضده تفوق حساسية الدول العربية, وبالتالي هم بالفعل يبحثون عن بديل ولكن ليس داخل عناصر البعث الفاسدة والمفسدة التي تلطخت ايديها بدماء مجازر حماه (السورية) في الثمانينات ومجازر صيدا وطرابلس والمناطق المسيحية خلال احتلالهم طوال 29 عاما«.وكان فلينت ليغريت مؤلف كتاب »محاكمة بشار الأسد بالنار« ذكر للصحيفة البريطانية ان »الادارة الاميركية عازمة على اطاحة نظام بشار الاسد وتعمل مع معارضين سوريين في الخارج, ويبدو أن لرفعت الاسد امكانية لتحقيق ذلك«.. لكن الديبلوماسي البريطاني اكد ل¯ »السياسة« ان الجناح المتطرف ضد سورية داخل الادارة الاميركية والذي »يجتاح اليوم سياستها في الشرق الاوسط«, يرى في رفعت الاسد, كما يرى في ابن اخيه بشار »الوجه الكالح لنظام البعث الدموي والقمعي, ويضعه في الكفة نفسها مع قادة حزب البعث من الحرسين القديم والجديد«.وقال الديبلوماسي البريطاني ان الاميركيين وحلفاءهم الاوروبيين والعرب »يدركون جيدا ان معارضة رفعت الاسد لنظامي اخيه حافظ وابنه بشار ليست الا بسبب استبعاده لانه بلغ حد تلطيخهما بارتكاباته الدموية وبأعماله في تجارات غير قانونية, ولو أنهما سمحا له بالعودة لكان اليوم أحد أخطر قادة النظام البعثي القمعي القائم«.وفي بيروت, كشفت أوساط لبنانية حليفة لدمشق النقاب ل¯ »السياسة« عن »تعديل وشيك في الحكومة السورية الراهنة«, وقالت ان الرئيس الاسد »انتهى من اختيار سبعة او ثمانية اسماء لوزراء جدد سيخلفون وزراء الوزارات السيادية, وفي مقدمهم الوزيران الراهنان للداخلية غازي كنعان وللاعلام مهدي دخل الله, مع الابقاء على وزير الدفاع العماد حسن توركماني في منصبه«.واعربت الاوساط عن اعتقادها ان »يكون الهدف من التعديل الحكومي السوري المزمع اجراؤه في اي لحظة هو احدى المحاولات الاخيرة للتقارب مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي عبر الاتيان بوجوه جديدة, وابعاد الوجوه الملطخة مثل غازي كنعان قبل ان يخضع للتحقيق من قبل القاضي ديتليف ميليس في جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق رفيق الحريري«.

Friday, September 16, 2005

صفقة سورية إلى باريس من 11 تعهداً قدمها


صفقة سورية إلى باريس من 11 تعهداً قدمها
آصف شوكت إلى رئيس الاستخبارات الفرنسية
دمشق تعترف بإسرائيل مقابل
تبرئة الأسد من دم الحريري
بنود الصفقة: نشر 50 ¯ 100 ألف جندي سوري على الحدود مع العراق والتوقف عن إدخال مقاتلين إلى الأراضي العراقية عدم استقبال أي مقاتلين يأتون إلى سورية المساعدة على ضبط الأمن على الحدود مع العراق سحب ما تبقى من رجال المخابرات السريين غير المعروفين من لبنان تجنيس اللاجئين الفلسطينيين إقامة علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل التنازل عن المطالبة بالجولان تسليم الإرهابيين المعتقلين إلى بلدانهم تسليم كل من تطلبه قائمة المحقق الدوليباريس ¯ دمشق ¯ »السياسة«:يبدو ان زيارة ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري الى دمشق قد فجرت أوضاعا كثيرة داخل النظام دفعته الى التحرك واتخاذ المبادرات التي كان يتغافل عنها في السابق.وافادت مصادر مقربة وشديدة الخصوصية »السياسة« ان ما زاد ارباك النظام السوري, في اعقاب عمليات التحقيق التي اطلقها ميليس في سورية, وطلب اربعين يوما اضافيا لانجازها, هو طلب القاضي الألماني, اثناء التنسيق مع رياض الداوودي رئيس الدائرة القانونية في وزارة الخارجية التحقيق مع اكثر من ثمانية مسؤولين سوريين كبار كان على رأسهم ماهر الاسد شقيق بشار الاسد رئيس النظام وقالت المصادر ان الداوودي اعترض على ادراج اسم ماهر في القائمة متذرعا ان استجوابه يمس بالسيادة الوطنية لسورية, وهو أخ الرئيس. فأجابه ميليس ان موضوع السيادة لا يعتمد كعائق يمنع التحقيق الدولي الذي لا يأخذ بهذه المفاهيم, والتي سبق وسقطت اثناء تفتيش الفريق الدولي عن الاسلحة في قصور صدام حسين والتي حاول منعهم من تفتيشها بذريعة انها من رموز السيادة الوطنية العراقية, ودخل المفتشون هذه القصور من دون الاخذ بالذرائع العراقية, ثم افهم ميليس الداوودي انه سيقابل رئيس النظام نفسه, حسب ما هو موضوع على أجندة التحقيق.في اعقاب ذلك رفع الامر الى المراتب العليا, فأجرى الأسد اتصالات بعدة رؤساء عرب وخليجيين يطلعهم على الامر ويستشيرهم فيه, فأجمعت اراؤهم جميعا على ان عليه التعاون مع لجنة ميليس وتسليمها حتى اخاه ماهر.وأوضحت المصادر المقربة ان رأي الرؤساء العرب شكل جدارا اضافيا في وجه الاسد, واحكم عليه, تقريبا, جميع الأبواب المفضية الى اماكن تخرجه من هذه الورطة الكبرى, ورغم ذلك, تضيف المصادر, لم ييأس الأسد, فأرسل صهره ورئيس استخباراته العسكرية اˆصف شوكت الى باريس قبل يومين في محاولة لطرق الباب الفرنسي, حاملا معه صفقة كبيرة قيل انه اذا قبلت بها فرنسا وأميركا فان شبهة التورط والاتهام ستنزاح عن ظهر بشار الأسد في قضية مقتل الحريري.وبوصوله الى باريس نزل اˆصف شوكت في فندق »بلازا اتينيه«, وشوهد برفقته وزير الإعلام اللبناني السابق الموالي لسورية ميشال سماحة.وفي مجال مباشرة النشاطات والاتصالات, قام آصف شوكت بالاجتماع مع مسؤول في مكتب الرئيس الفرنسي شيراك, ثم بعد ذلك انتقل الى الاجتماع برئيس الاستخبارات الفرنسية.وكشفت المصادر عن تفاصيل الصفقة السورية التي وضعها آصف شوكت أمام المسؤول الأمني الفرنسي الرفيع, وعما تضمنته من تعهدات, هي التالية:1- نشر 50-100 ألف جندي على طول الحدود السورية -العراقية لضبط حركة التسلل والعبور.2- تتعهد سورية التوقف عن ادخال مقاتلين سوريين وعرب الى الأراضي العراقية.3- منع دخول أي مقاتلين عرب ومسلمين الى أراضيها عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية وعدم استقبالهم.4- المساعدة على ضبط الأمن على الحدود مع العراق.5- سحب جميع من تبقى من رجال المخابرات السريين غير المعروفين من الاراضي اللبنانية, وضبط حركة العبور على الحدود مع لبنان, ومنع أي سوري من الدخول عشوائياً الى لبنان, والمساعدة على استقرار أوضاع هذا البلد أمنياً.6- تجنيس كل اللاجئين الفلسطينيين المقيمين على الأراضي السورية.7- الاعتراف بإسرائيل وإقامة علاقة ديبلوماسية كاملة معها.8- التنازل عن المطالبة بهضبة الجولان المحتلة, وجعلها منطقة منزوعة السلاح إسرائيلياً وسورياً وتشرف عليها الأمم المتحدة.9- تسليم جميع الإرهابيين المعتقلين في السجون السورية الى دولهم.10- تسليم جميع الضباط الموضوعة أسماؤهم على لائحة ميليس مهما كانت مراكزهم رفيعة ورتبهم عالية.11- تنفيذ كل ما سبق ذكره أعلاه مقابل عدم زج اسم رئيس النظام السوري بشار الأسد وشقيقه ماهر في قضية مقتل الحريري وابعادهما عن الشبهة في هذه المسألة.وأفادت المصادر ان رئيس الاستخبارات الفرنسية تسلم العرض ولم يعد آصف شوكت بشيء قبل إجراء الدراسات والاتصالات اللازمة مع الأطراف الدولية المعنية.وكان آصف شوكت طلب مقابلة شيراك, إلا أن الرئيس الفرنسي رفض مقابلته, كما طلب الاجتماع بعبد الحليم خدام وحكمت الشهابي المتواجدين في باريس إلا أنهما, بدورهما, رفضا استقباله.وقد غادر شوكت عائداً الى دمشق بعد الزيارة التي استغرقت 48 ساعة فقط.على صعيد آخر ذي صلة تمكن رامي مخلوف, ابن خال الأسد وشريكه في أعماله, من ابرام صفقة في لندن اشترى بموجبها بنايتين في حي ماي فير الراقي, ومازال يساوم على شراء بناية في باريس بالدائرة ,16 تقع بالقرب من بناية رفعت الأسد عم الرئيس السوري الذي يعيش في المنفى الأوروبي.

إيلاف تكشف مهمة شوكت


إيلاف تكشف مهمة شوكت
GMT 10:00:00 2005 الخميس 15 سبتمبر
إيلاف
قدم رواية مضادة لرواية الصديق عن اغتيال الحريري "إيلاف" تكشف مهمة آصف شوكت في باريس
إيلاف من باريس: ماذا يفعل اللواء آصف شوكت رئيس شعبة المخابرات العسكرية السورية في باريس؟ مصادر ثقة في العاصمة الفرنسية أكدت ل"إيلاف" أن الغاية من زيارة الضابط السوري الكبير هي تقديم معلومات إلى الدوائر الفرنسية المعنية مضادة للمعلومات التي قدمها الرائد السوري المنشق زهير محمد سعيد الصديق إلى لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري، والتي تورط مسؤولين كبارا في النظام السوري في جريمة اتخذت أبعاداً دولية لم تكن لتخطر ببال .
وأضافت مصادر "إيلاف" أن شوكت طلب من مسؤولين فرنسيين التقاهم السعي إلى الحؤول دون تسييس التحقيق الدولي في القضية بطريقة تشتم منها الرغبة في الاقتصاص من النظام السوري بسبب مواقفه من قضايا أخرى، كما نبه إلى احتمال أن تكون غاية الإدارة الأميركية ضرب النظام بسوريا، محذراً من أخطار اعتماد هذا التوجه على مستوى يتجاوز النطاق السوري. ولمحت المصادر نفسها إلى أن شوكت أراد أن يعرف ماذا يفعل في باريس نائب رئيس الجمهورية السورية السابق عبد الحليم خدام، وكذلك رئيس الأركان السوري السابق العماد أول حكمت الشهابي.
لكن ثمة رؤية أخرى لزيارة شوكت قدمها "المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية"، إذ نشر في موقعه الإخباري الذي يحمل اسم "الحقيقة "، ويترأس تحريره الصحافي نزار نيوف، أن صهر الأسد الذي يصطحب زوجته الدكتورة بشرى وأولادهما يزور باريس بدعوة من جهة فرنسية رسمية لم يتسن تحديدها، وأكد عن مصدر فرنسي ارتباط الزيارة بالتحقيق الدولي في جريمة اغتيال وتداعياتها على الساحة السورية ، لكنه أضاف أنها ترتبط كذلك باجتماع " ترويكا " تحدثت عنه نشرة " الحقيقة " قبل أيام، وضم كلا من زعيم "تيار المستقبل" اللبناني النائب سعد الحريري وخدام والشهابي " .
وأشارت النشرة الإلكترونية إلى أن اللواء شوكت هو أحد المدرجين في قائمة المحقق الدولي ديتليف ميليس التي قدمها إلى السلطات السورية خلال زيارته إلى دمشق الاثنين الماضي. أماعلى الصعيد الرسمي فقد أعلن مصدر ديبلوماسي سوري في باريس لوكالة "فرانس برس" أن اللواء شوكت قام بـ"زيارة خاصة وقصيرة الى باريس وهو على وشك العودة الى دمشق". ولم يشأ المصدر ذكر اسمه ولا تحديد تاريخ وصول المسؤول السوري الى باريس.
ورداً على سؤال عن سبب وجود شوكت في باريس، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية دوني سيمونو إن الوزارة لا تملك "معلومات خاصة" عن هذا الموضوع. وأضاف: "في شكل عام، نحن لا نعلق على الزيارات الخاصة التي تقوم بها شخصيات أجنبية من أينما أتت".جدير بالذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد عينه صهره رئيساً لشعبة المخابرات العسكرية بالتكليف في 14 شباط /فبراير الماضي، أي يوم اغتيال الحريري، خلفاً للواء حسن خليل الذي كان يشغل هذا المنصب منذ نهاية التسعينات وبلغ سن التقاعد. وتم تثبيت شوكت في منصبه في حزيران (يونيو) الماضي.
عن زيارة ميليس لدمشق
ولا تزال المعلومات التي يصعب التأكد من دقتها تتوالى في هذا الوقت عن زيارة ميليس إلى دمشق واجتماعه نحو أربع ساعات مع المستشار القانوني لوزارة الخارجية السوريين رياض الداوودي وبعض المسؤولين الأمنيين الذين تضاربت مواقفهم حيال بعض النقاط بحسب ما ذكرت جريدة "النهار" البيروتية الثلثاء الماضي.
وبعدما حرصت وكالة الأنباء الرسمية " سانا " على تأكيد أن المباحثات بين الداوودي وميليس أسفرت عن اتفاق على " اجراءات الاستماع الى الشهود السوريين وترتيباته " ، نقل موقع "الحقيقة" عن مصادر دبلوماسية غربية في دمشق أن " ميليس أخفق في إقناع السوريين بتوقيع اتفاق يحدد إجراءات الاستماع إلى الشخصيات السورية التي يرغب في استجوابها ،إذ أصر الجانب السوري على أن يكون الاتفاق شفويا ، أو ما يعرف باتفاق جنتلمان ". وعزت المصادر سبب الفشل إلى خلاف نشب بين ضباط المخابرات السوريين الذين كانوا يقودون ويوجهون محادثات الداوودي من غرفة مجاورة للغرفة التي اجتمع فيها مع ميليس . وأشارت إلى أن رئيس لجنة التحقيق الدولية "رفض طلبا سوريا تقدم به الداووي بحضور قضاة و / أو محامين عرب من مصر أو السعودية جلسات الاستجواب التي سيجريها مع المسؤولين السوريين العسكريين والمدنيين " . ونسبت النشرة إلى مصدر غربي في بيروت تأكيده هذه المعلومات ، وإشارته إلى أن الزيارة المقبلة التي اتفق ميليس مع المستشار الداوودي على القيام بها إلى دمشق "ستكون لاستكمال المحادثات حول الآليات الإجرائية ، مما يعني أن استجواب المسؤولين السوريين المعنيين قد يتأخر بضعة أيام أخرى " . إلا أن المصدر رجح الوصول إلى اتفاق حول الآليات الإجرائية عبر اتصالات غير مباشرة خلال اليومين المقبلين . ونقلت " الحقيقة " عن مصادر قريبة من لجنة التحقيق الدولية في بيروت أن ميليس قدم " قائمة غير مكتملة بالضباط والمسؤولين المدنيين السوريين الذين ينوي استجوابهم ، وحرص على الإشارة إلى أنها قائمة غير نهائية لاعتقاده بأن التحقيقات التي سيجريها ستؤدي إلى زيادة عدد الأسماء التي تضمنتها ".
ضباط سوريون يطلب ميليس مقابلتهم
وطبقا لمصدر سوري "شبه رسمي" اتصل بـ " الحقيقة " عبر البريد الإلكتروني ، ضمت القائمة التي سلمها ميليس لرياض الداوودي كلا من :1ـ محمد سعيد بخيتان ، الأمين القطري المساعد لحزب " البعث" بصفته رئيسا لمكتب الأمن القومي في سورية وقت حدوث جريمة اغتيال الحريري .2ـ اللواء هشام الاختيار ( بختيار) رئيس مكتب الأمن القومي حاليا ، ومدير إدارة المخابرات العامة وقت حدوث الجريمة . وكانت " الحقيقة " قد تحدثت في وقت سابق عن وجود اسمه على اللائحة .3 ـ اللواء آصف شوكت رئيس شعبة المخابرات العسكرية.4 ـ اللواء حسن خليل ، رئيس شعبة المخابرات العسكرية السابق ، الذي أحيل على التقاعد بقوة " قانون خدمة الضباط " أواسط شباط / فيراير الماضي .5 ـ اللواء غازي كنعان ، وزير الداخلية والرئيس السابق لجهاز المخابرات العسكرية السورية في لبنان .6 ـ العميد رستم الغزالي ، آخر رئيس لجهاز المخابرات العسكرية السورية في لبنان .7 ـ العميد جامع جامع ـ فرع بيروت .8 ـ العميد محمد خلوف ـ فرع بيروت .9 ـ المقدم عبد الكريم عباس الذي كانت نشرة " الحقيقة " ذكرت قبل يومين أشارت أن " شقة معوض " في الضاحية الجنوبية من بيروت ، المشتبه بأنها كانت " غرفة عمليات التخطيط للجريمة " ، استؤجرت باسمه. 10 ـ المقدم ناظم يوسف ، ضابط متخصص في الاتصالات الإلكترونية ، وشريك عباس في " الغرفة المشبوهة " .11 ـ العقيد سليمان شبلاق ، المسؤول السوري السابق عن مطار بيروت .12 ـ العقيد فريد الحكيم ( مسؤول سابق عن جهاز الأمن السوري في منطقة الحمرا في بيروت ، ويتعلق التحقيق معه بطبيعة العلاقة التي تربطه بالجهاز الأمني للحزب السوري القومي الاجتماعي في عين المريسة التي وقعت فيها الجريمة ، والمسؤوليات الأمنية التي كان ينيطها بجهاز الأمن في الحزب المذكور ) .13 ـ اللواء بهجت سليمان : رئيس الفرع 251 في المخابرات العامة إلى حين عزله من هذا المنصب أخيراً . ويتمحور التحقيق على حول قضية أحمد أبو عدس الذي ظهر في شريط " الجزيرة " وادعى مسؤوليته ومسؤولية التنظيم الأصولي الذي ينتمي إليه عن تنفيذ الجريمة . وكان " المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية " قد ذكر في مطلع آذار / مارس الماضي أن " أبو عدس " كان معتقلا لدى بهجت سليمان بتاريخ 6 شباط / فبراير الماضي ، ومن المعتقد أنه سلمه في تلك الليلة إلى جهاز أمن الحرس الجمهوري.14 ـ ضباط الحرس الجمهوري : للتحقيق معهم في القضية " أبو عدس " . وليس معروفا حتى الآن عدد هؤلاء الضباط . ففيما ذكر مصدر ل "الحقيقة" إن قائمة هؤلاء تضم أربعة ( ماهر الأسد ، العميد مناف طلاس ، العميد محمد سليمان ، العميد بشير قره فلاح ) ، أشارت إلى معلومات أخرى مفادها أن التحقيق مع ماهر الأسد لا يزال أحد أوجه الخلاف بين ميليس والسلطات السورية .15 ـ اللواء مدير إدارة التسليح : وموضوع التحقيق معه يتعلق بتقرير نشره"المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية " في 3 آذار / مارس الماضي عن اختفاء ما يزيد على طن من المتفجرات من أحد مستودعات السلاح السورية في البقاع اللبناني العام الماضي .16 ـ " العقيد " جهاد الصافتلي : ويدور حول هذا الاسم لغط كبير . ففيما تؤكد السلطات السورية أنه توفي في حادث سيارة منذ سنوات ، أشارت أوساط لجنة التحقيق الدولية إلى أنها تملك مستندات تثبت أنه لم يزل حيا ، وأنه " متوفى على الورق " فحسب ، وأن عملية " تمويته الصورية مع ضباط آخرين " كانت بهدف قطع الخيوط المتعلقة باغتيال رئيس الجمهورية اللبنانية السابق رينه معوض عام 1989 ، بالنظر إلى أنه ، وفق المعطيات المتوافرة ، هو من قاد تنفيذ جريمة اغتياله.
رؤية دبلوماسية من دمشق
ومن العاصمة السورية، نقلت وكالة "فرانس برس" عن دبلوماسيين يتمركزون في دمشق قولهم ان "الوضع السياسي متوتر للغاية، والشائعات تعزز التوتر"، خصوصا في ضوء الاسئلة الصعبة التي تواجهها دمشق في اطار التحقيق باغتيال الرئيس الحريري.وقال أحد الدبلوماسيين للوكالة طالباً عدم الكشف عن اسمه: "تضاف الى التوتر والشائعات هفوات ترتكب في إدارة الملفات التي تهم الأسرة الدولية، إن لم تكن هذه الهفوات سوء نية من السلطات" السورية. وأضاف: "الواقع هو أنه حتى لو كانت دمشق محقة في بعض المسائل، إلا أنها تتصرف في شكل غير مناسب". وتضاف الى هذه العزلة الآفاق الاقتصادية غير المشرقة. وقال رجل أعمال ثري يدعى حسن حسن إنه "منذ 30 عاماً، لم نعرف أوضاعاً أسوأ من اليوم".
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قالت في مقابلة مع محطة "سي بي اس" إن "على سوريا أن تشرح كيف يمكن ضباطاَ أمنيين لبنانيين رفيعي المستوى ولهم علاقات وثيقة بالأجهزة الأمنية السورية أن يصبحوا متورطين في اغتيال الرئيس الحريري". وكانت رايس تشير الى مهمة ميليس الذي حضر الى سوريا الاثنين للتحضير لجلسة الاستماع الى "شهود" سوريين. الى ذلك، أكد الأسد أمس أن سوريا كانت ولا تزال متمسكة بحقوقها والحقوق العربية المستندة الى قرارات الشرعية الدولية وسعيها الى السلام العادل والشامل في المنطقة.
جاء ذلك خلال استقباله أمس أعضاء المكتب التنفيذي الجديد لاتحاد الكتاب العرب السوريين برئاسة رئيس الاتحاد حسين جمعة. وتطرق الحديث خلال اللقاء الى الأوضاع في المنطقة وبخاصة في العراق وفلسطين والتهديدات ضد سوريا. واعتبرت اذاعة دمشق أن "التصعيد الأميركي غير المبرر ضد دمشق يأتي مع عمق المأزق الأميركي في العراق وهبوط شعبية الرئيس الأميركي جورج بوش الى أدنى مستوياتها بعد اكتشاف السياسة الأميركية بعد اعصار كاترينا والفشل الذريع الذي أصاب هذه الإدارة في إدارة أزمة داخلية بينما تقدم نفسها على أنها راعية لحقوق الإنسان والديموقراطية".وانتقدت الاذاعة في تعليقها السياسي "الاتهامات الباطلة التي وجهها الرئيس الأميركي بوش الى سوريا وادعاء بوش أن سوريا لا تتعاون مع الحكومة العراقية في ما يتعلق بالأمن والاستقرار".
وذكرت صحيفة "تشرين" السورية بما اسمته "فبركة الأكاذيب" الأميركية حول أسلحة الدمار الشامل في العراق، محذرة من تكرار التجربة مع سوريا.وكتبت الصحيفة أنه "لم يعد لدى الإدارة الأميركية من هم يؤرقها وخطر يتهددها إلا سوريا لذا جندت كل فريقها السياسي والديبلوماسي والإعلامي لشن حرب ضروس ضد دمشق". وتابعت أن "السفير الأميركي في بغداد (زلماي خليل زاد) لم يقدم أي دليل ملموس على الاتهامات الخطيرة (التي وجهها الى سوريا) لسبب بسيط هو أنه فعلاً لا يملك أي دليل، اللهم إلا إذا لجأت إدارة بوش الى أسلوبها المحبب في فبركة الأكاذيب وترتيب الأدلة المصورة عبر الأقمار الصناعية والمعالجة على الفوتوشوب".

الأخ


الأخ
مروان علي - الحوار المتمدن 15/9/2005 :
.. الى سمير قصير ...
ظل النظام السوري طوال فترة وجوده في لبنان - اقصد احتلاله،قبل ان يشحط من هونيك - يكرر نفس العبارات والمقولات" شعب واحد في وطنين" و" الاخوة السورية - اللبنانية" و " المصير المشترك" بالنسبة للعبارة الاخيرة هي لاتعني غير ان اللبنانيين سيذوقون مرارة النظام الشمولي الدكتاتوري وهيمنة المخابرات حتى على الهواء ، اسوة باشقائهم السوريين اما الاخوة فلها مدلول آخر لاعلاقة له لا بالاخوة ولا "بهم يحزنون" .
فالاخ لم يدق الباب وانما نط من الشباك ، آخر موديل من موديلات الاخوة العربية ( تذكروا الاخ صدام كيف دخل الكويت، تكرار لسيناريو الدخول السوري الى لبنان ولو مع تغيير طفيف بسبب استعجال الاخ صدام حسين) .
وصار الكل في الكل يتدخل في الشاردة والواردة ، الطالع والنازل في حين الاخ اللبناني صار غريب في لبنان او معتقل في فرع فلسطين في دمشق او مهدد بالاغتيال في اية لحظة ولا حول له ولا قوة ..
وكان وجود الاخ هناك ليس لتحرير الجنوب( جنوب الاخرين كما يقول الشاعر نزيه ابو عفش ) ولا لتحرير فلسطين وبالتأكيد ليس لتحرير الجولان وانما لتحرير لبنان من اهله ليكون ملكا شخصيا للطغمة الحاكمة في دمشق ومرتعا للمخابرات السورية العسكرية والمدنية ونبعا لاينضب للتهريب وغسل الاموال والذمم .
خلال وجودي في بيروت في نهاية الثمانينات وبينما كنت عائدا الى الفندق الذي اقيم فيه في ضيافة الفنان السوري حسن ادلبي اوقفني حاجز سوري في منطقة الحمراء وقبل ان افتح فمي بكلمة واحدة انهال علي الاخ السوري( الجندي) بالرفس والركل والضرب والشتائم والسباب ولم تسلم منها حتى قريبات ام امي في القبروبعد ان عرف الاخ انني سوري مثله مع فرق كبير لماذا انا في بيروت ولماذا هو هناك( ماذا افعل هناك وماذا يفعل هو هناك) اعتذر مني وقال : عفوا فكرتك لبناني .. يا هيك اخ يا بلا .
مروانيات
الشعب اللبناني شعب مضياف جدا وانا أقول لاصدقائي في بيروت- جمانة وعقل وعبده وجبور واسكندر وعباس وبسام ويوسف وماهر - انكم متطرفون في ضيافتكم ..
الاخوة / الضيوف ، تركوا وراءهم بحرا من الدماء وجبالا من الخراب ولم يتركوا حجرا فوق حجر
انها الاخوة على الطريقة البعثية .

Wednesday, September 14, 2005

قد تكون من صنع النظام لكسب تعاطف أبناء الطائفة


قد تكون من صنع النظام لكسب تعاطف أبناء الطائفة
منشورات مجهولة في المدن السورية
تنذر العلويين بدنو ساعة الحساب
قالت مصادر حزبية " بعثية " في دمشق ان سكان الكثير من التجمعات السكانية التي يشكل قاطنوها اغلبية تنحدر من الطائفة العلوية, او يقطن فيها مواطنون يتحدرون من هذه الطائفة, استفاقوا الاثنين الماضي على وجود منشورات مغفلة التوقيع تنذرهم بدنو " ساعة الحساب " و " قرب اجل النظام الطائفي الذي يحكمون باسمه ". ونقلت مراسلة موقع »الحقيقة« الالكتروني السوري المعارض في دمشق رشا ارناؤوط عن المصدر الحزبي " البعثي " فان ما لفت انتباه الاجهزة الامنية التي علمت بالامر هو ان توزيع المنشورات كان في وقت واحد وفي اكثر من محافظة. الامر الذي يدفع الى الاستنتاج ان هذا العمل لا يمكن ان يكون من صنيع شخص واحد او عدد محدود من الاشخاص, وانما من صنع تنظيم. وذكر المصدر ان عملية التوزيع تمت بطريقة القذف من فوق اسوار المنازل او من خلال وضعها في العلب البريدية الخاصة او دفعها داخل شقوق في الابواب او وضعها تحت ماسحات زجاج السيارات التي صودف وقوفها في هذه المناطق.وقد سجلت الاجهزة الامنية حصول هذا الامر في بعض منازل "حي ال¯ 86" في دمشق, و "دف الشوك" و "القابون" و "عش الورور" و "برزة البلد" و " مساكن برزة " و " حي موقف الاتوماتيك " في ضاحية المعضمية.أما في محافظة طرطوس الساحلية فلوحظ ان التوزيع شمل " حي المحطة " الواقع بالقرب من سكة الحديد, وفي " حي القصور " بمدينة بانياس التابعة لهذه المحافظة, أما في مدينة حمص فقد شمل التوزيع كلا من حي " بستان اللوز " وحي " الانشاءات " و " النزهة ". ولم تتوفر معلومات حول ما اذا كانت المدن الرئيسية الاخرى ( حلب, اللاذقية, حماه ) قد شهدت توزيعا مشابها. وعلم ان الاجهزة الامنية, وفور تبلغها بالامر, بادرت الى جمع ما امكن من هذا المنشورات التي تبين انها " نسخة واحدة, مطبوعة على جهاز كمبيوتر وتخلو من اسم اي جهة تتبنى العمل ".وكان من اللافت ان المنشور الذي حصلت " الحقيقة " على نسخة منه تضمن نص فتوى الامام " ابن تيمية " الذي يكفر العلويين, ونصوصا قرآنية واحاديث نبوية قال كاتبو المنشور انها تأمر باقامة الحد على الكفار والمشركين !يشار الى ان هذه هي المرة الاولى التي تشهد فيها سورية عملا من هذا النوع منذ ربع قرن حين شهدت مواجهات مسلحة بين تنظيم " الطليعة الاسلامية المقاتلة " والنظام السوري. ومن المعلوم ان بعض هذه الاعمال كان من صنع اجهزة المخابرات و /أو " سرايا الدفاع " بهدف ارهاب المواطنين المنحدرين من الطائفة العلوية وتوليد دوافع داخلية في انفسهم ترغمهم على دعم النظام في مواجهته مع الحركة الاسلامية المذكورة. ولم تستبعد مصادر سياسية تحدثت اليها " الحقيقة " ان يكون توزيع هذا المنشور الان من صنيع الاجهزة الامنية, لاسيما وان النظام يعاني من حالة عزلة وحصار داخلي وخارجي لم يسبق لها مثيل منذ ازمة الثمانينات الماضية. كما لم تستبعد هذه المصادر تكرار هذا العمل واتساعه في المستقبل القريب خصوصا اذا ما جاء تقرير المحقق الدولي ديتليف ميليس في غير صالح النظام, او تضمن اتهامات واضحة للنظام السوري بالمسؤولية عن جريمة اغتيال رفيق الحريري. وذهب مصدر اخر الى المطالبة بالتروي قبل اتهام الاجهزة الامنية باعمال من هذا القبيل, زاعما ان " المجتمع السوري, وبشكل خاص بعد سقوط النظام العراقي وتحول سورية الى معبر للجماعات الاسلامية صوب العراق, اصبح مرتعا لمجموعات اصولية جديدة ولدت على هامش الحركات الاسلامية التقليدية. وان هذه المجموعات تعتقد بان ايام النظام السوري أصبحت معدودة نتيجة للتطورات الاقليمية, وعليها بالتالي ان تستعد للانتقام ممن ترى فيهم كفارا اغتصبوا السلطة منذ عام 1963 تحت واجهة حزب البعث " !

أسماء 19 ضابطاً طلب ميليس استجوابهم.. والتحقيقات


أسماء 19 ضابطاً طلب ميليس استجوابهم.. والتحقيقات
قد تطال قتلة الرئيس الأسبق رينيه معوض
دمشق ترضخ لشروط واشنطن تحت مظلة عربية!
دمشق - بيروت - »خاص«:باريس - الوكالات:كشفت مصادر ديبلوماسية فرنسية مطلعة أمس ان الرئيس السوري بشار الأسد الذي يعاني من عزلة دولية خانقة وتهديدات أميركية متصاعدة بلغت ذروتها أول من أمس بالتهديد العسكري المباشر, يسعى جاهداً لإنقاذ نظام حكمه على الطريقة الليبية من خلال الرضوخ الكامل لجميع المطالب والشروط الغربية لجهة التعاون في ملفي العراق ولبنان ونزع سلاح حزب الله وطرد جميع المنظمات الراديكالية الفلسطينية من دمشق.ويتزامن »استسلام« نظام دمشق للغرب مع تطورات دراماتيكية تشهدها عملية التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري على الجانب السوري, فقد كشف النقاب أمس عن مطالبة رئيس لجنة التحقيق القاضي الالماني ديتليف ميليس بالتحقيق مع 19 ضابطاً قيادياً يمثلون أركان نظام البعث الحاكم وان عمليات الاستجواب المنتظرة الأسبوع المقبل ستتوسع لتشمل جرائم واغتيالات سياسية أخرى نفذت في لبنان..(راجع ص33)ونقلت نشرة »الحقيقة« الناطقة بلسان »المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية المعارض أمس عن المصادر الديبلوماسية الفرنسية تأكيدها ان بشار الأسد وافق على مبادرة عربية تقوم على نقاط عدة مقابل استثنائه وشقيقه ماهر من تحقيقات ميليس والحصول على تعهد من هذه العواصم بعدم المساس ب¯ »مؤسسة الرئاسة وما يتبع لها« وهو ما يعني ضمنا الحرس الجمهوري, وعلم ان هذه النقاط تشمل:استعداده لإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وإحداث تحولات ديمقراطية سريعة خلال ستة أشهر.مساهمة فعالة في عملية التحقيق الدولية الجارية بشأن جريمة اغتيال الحريري, مع استعداد لتسليم جميع المشتبه بهم الى أي محكمة تكلف بالقضية.مساهمة فعالة في مكافحة الارهاب في العراق.وضع سلاح »حزب الله« الثقيل في مستودعات خاصة بالجيش اللبناني.حظر مطلق على نشاط المنظمات الفلسطينية المتواجدة في دمشق.وأشارت هذه المعلومات الى ان دمشق التي سلمت فعلاً هذه المقترحات الى كل من مصر والسعودية خلال الساعات القليلة الماضية, طالبت بمساواة الأسد بالقذافي, وتساءلت عن المبررات التي تجعل واشنطن وباريس تعاملانه بأقل مما عاملتا به »ارهابيا دوليا لم يتورع عن قتل المدنيين في السماء« في اشارة الى تفجير الطائرة الاميركية فوق بلدة لوكيربي.واضافت هذه المعلومات ان »ردود الفعل الاميركية على مقترحات الأسد أظهرت بعض الليونة والتراخي, فيما أصر الرئيس شيراك على المضي في التحقيق حتى نهايته القصوى مهما كان مستوى الشخصيات التي قد يطالها«.وختمت هذه المصادر بالتأكيد على ان »مبعوثين عربيين رفيعي المستوى سيصلان الى دمشق خلال الساعات القليلة المقبلة لبحث هذه المقترحات وتطويرها«.في تطور متصل اعترفت دمشق بالزيارة السرية العاجلة التي قام بها الى باريس امس رئيس شعبة المخابرات العسكرية السورية اللواء آصف شوكت صهر الرئيس الاسد, لكنها رفضت الكشف عن اهداف الزيارة التي جاءت تلبية لدعوة رسمية فرنسية, حسبما اكدت مصادر في المعارضة السورية في باريس امس.واشارت المصادر الى ان زيارة آصف شوكت على صلة بقضية التحقيق في اغتيال الحريري وتداعياتها على الساحة السورية.ورجحت المصادر ذاتها ان يكون في جعبة شوكت معطيات مهمة تتعلق بالجريمة, كما انها لم تستبعد ان يلعب دور »شاهد الملك« ضد بعض الضباط الاخرين في الحرس الجمهوري والمخابرات العسكرية!لكن يبدو ان مناورات القيادة السورية لحفظ ماء وجهها, عديمة الجدوى بالنسبة لرئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس الذي رفض بشكل قاطع طلباً تقدمت به دمشق لمشاركة قضاة عرب في التحقيقات, وفقا لمصادر المعارضة السورية في دمشق وبيروت امس.وكشفت المصادر استناداً الى ديبلوماسيين غربيين في دمشق ان ميليس فشل في اقناع السوريين بتوقيع اتفاق يحدد اجراءات الاستماع الى الشخصيات السورية التي يرغب في استجوابها وعزت ذلك الفشل الى خلاف نشب بين ضباط المخابرات السوريين الذين كانوا يوجهون محادثات المستشار القانوني لوزارة الخارجية السورية رياض الداوودي مع ميليس من غرفة مجاورة.الا ان مصدراً سورياً شبه رسمي اشار الى ان المفاوضات مع ميليس ستتواصل حول آلية الاستجواب وكشف عن قائمة غير مكتملة بأسماء الضباط الذين سيخضعون للتحقيق وهم 19 قيادياً يمثلون هرم السلطة:محمد سعيد الخيتاناللواء هشام بختيار اللواء آصف شوكتاللواء حسن خليلاللواء غازي كنعانالعميد رستم غزالةالعميد جامع جامعالعميد محمد مخلوفالمقدم عبد الكريم عباسالمقدم ناظم يوسفالعقيد سليمان شبلاقالعقيد فريد الحكيم اللواء بهجت سليمانالعقيد ماهر الاسدالعميد مناف طلاسالعميد محمد سليمانالعميد بشير قره فلاحمدير ادارة التسليح في الجيش السوريالعقيد جهاد الصافتليولفت المصدر السوري الى ان عمليات الاستجواب المنتظرة ستشمل جرائم واغتيالات سياسية اخرى قام بها عدد من الضباط المذكورين في لبنان خلال 15 عاما.

رفع السرية المصرفية


رفع السرية المصرفية
عن 10 مسؤولين لبنانيين وسوريين
بيروت- »السياسة«: طلبت لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري عن طريق النيابة العامة التمييزية رفع السرية المصرفية عن عشرة من المسؤولين اللبنانيين والسوريين الحاليين والسابقين, وذلك في اطار متابعة خيوط الجريمة بعد توسع التحقيقات حول شخصيات سياسية بارزة يعتقد انها مولت عملية اغتيال الحريري.والمسؤولون الذين رفعت عنهم السرية المصرفية هم: قائد الحرس الجمهوري اللبناني العميد مصطفى حمدان والمدير العام السابق للامن العام اللواء متقاعد جميل السيد ورئيس استخبارات الجيش السابق العميد ريمون عازار وقائد قوى الامن الداخلي السابق اللواء علي الحاج وكذلك نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الحالي الياس المر والنائب السابق ناصر قنديل ورئيس تحرير جريدة »الديار« شارل ايوب, ووزير العدل السابق عدنان عضوم بالاضافة الى وزير الداخلية السوري اللواء غازي كنعان ورئيس الاستخبارات العسكرية السورية في لبنان سابقاً العميد رستم غزالة.

فيديو - دمشق تطلب من ميليس تقديم الأدلة والشهود قبل الاشتباه بأي مسؤول سوري

فيديو - دمشق تطلب من ميليس تقديم الأدلة والشهود قبل الاشتباه بأي مسؤول سوري
السفير 14/9/2005 :
لماذا أخّر ديتليف ميليس موعد استجوابه للمسؤولين السوريين وقتاً طويلاً نسبياً، بعدما كان قد أخّر قبلاً موعد زيارته الى دمشق أياماً قليلة، بينما كان هو يلحّ قبل تقريره الإجرائي على زيارة دمشق واتّهمها بعدم التعاون لتأخيرها ترتيب هذه الزيارة؟
السؤال لا تعليق عليه من جانب الامم المتحدة، والجهات اللبنانية المتصلة بعمل لجنة التحقيق الدولية لا تملك أيضاً الإجابة، وفي دمشق، ثمة انتظار لعودة ميليس المقررة اليها بعد اكثر من عشرة ايام. والمواقف الرسمية لا تزال عند التأكيد على الرغبة بالتعاون الكامل مع اللجنة.
وبحسب مطّلعين على الموقف السوري وعلى الاجتماع الذي عقده مع المستشار القانوني في وزارة الخارجية الدكتور رياض الداوودي فإن نتائجه كانت على الشكل الآتي:
طلب ميليس تقديم تسهيلات لعمل لجنته وفريقه وترتيب اجتماعات له مع نحو عشرة من المسؤولين الأمنيين الحاليين والسابقين، وبعضهم خدم في لبنان لفترة طويلة، وناقش في إمكانية اختيار مكان خارج المؤسسات الرسمية السورية لإجراء هذه المقابلات، والتي قال إنه سيستمع خلالها إلى إفادات هؤلاء كشهود.
من جانب دمشق، جرى التأكيد على تقديم كل التسهيلات والتعاون مع التحقيق طالما يحفظ مساره القضائي الجنائي، وأن دمشق لا تقبل بتسييس التحقيق وسوف ترفض هذا الأمر. وهي مستعدة لترتيب اللقاءات فوراً وأن الاشخاص الواردة أسماؤهم في ورقة الطلب الدولية حاضرون للاستماع إليهم كشهود فوراً، ولكن ميليس طلب فترة من الوقت لأنه ليس جاهزاً بصورة كاملة بعد. وتمّ الاتفاق على موعد آخر في نهاية الاسبوع المقبل.
من جهة ثانية، لفتت دمشق انتباه المحقق الدولي الى ان القوانين السورية ومضمون القرار 1595 الذي يدعو لحفظ سيادة الدول، يفرض عليها أن تطلب من لجنة التحقيق عدم إعلانه الاشتباه بأي سوري قبل إبلاغها بالامر، وقبل عرض الأدلة والشهود بصورة مباشرة وواضحة، وأنها سوف تجري بالتعاون مع اللجنة ومع أي طرف آخر عملية فحص لهذه الادلة وهؤلاء الشهود، ليُبنى على الشيء مقتضاه.
وأشارت سوريا إلى أن ما سمعته عن وجود شاهد اسمه محمد زهير الصديق لا يفيد سمعة اللجنة وعملها، باعتبار أن الأخير لديه ملف قانوني وقضائي كبير، وقد تسلّم ميليس من الجهات السورية الملف الأمني والقضائي للصديق.
الصديق يظهر في المونتفردي
في هذه الأثناء، سجلت التحقيقات المتوالية مع الضباط الامنيين الاربعة تطوراً لافتاً، تمثل في عرض لجنة التحقيق على هؤلاء شهادة مقدّمة من المجنّد السوري الفار محمد زهير الصديق، وهي شهادة مسجلة على شريط فيديو جرى بثه في حضور المشتبه بهم وفي حضور وكلائهم، وتضمّنت إفادته معلومات عامة بينها اشارته الى أنه كان يعمل في مكتب اللواء حسن خليل، وأنه كلّف منه القيام بعمل أمني في لبنان في العام 1994. ثم انتقل فجأة الى العام 2004 حيث أشار الى انه تلقّى من خليل اتصالاً طلب إليه فيه أن يجهّز شقته في منطقة بشامون لاستقبال شخصيات سورية رفيعة، وقال أيضاً إنه استقبل هذه الشخصيات ومن بينها أسماء كبار القادة الأمنيين السوريين. وإن هؤلاء قالوا له إنهم في لبنان بصدد الإعداد لعملية اغتيال شخصية لبنانية كبيرة بسبب معارضتها للرئيس بشار الاسد. ثم أشار الى شقة معوض وان الاجتماعات عقدت هناك بمشاركة وحضور الضباط اللبنانيين
الأربعة، علماً أنه ردّد بداية أسماء ثلاثة منهم هم علي الحاج ومصطفى حمدان وريمون عازار، ثم تذكّر في وقت لاحق ان جميل السيد كان حاضراً في هذه الاجتماعات.
وإذ جاءت شهادة الصديق متلفزة فإن ذلك حال دون مواجهة بينه وبين الضباط الاربعة، كما حال دون استجوابه من قبل المحققين أو حتى توجيه أسئلة إليه من قبل وكلاء الضباط الاربعة.
يُشار إلى أن لجنة التحقيق تعمل على استدعاء الضباط الاربعة يوماً بعد يوم الى مقرها في المونتفردي حيث توجّه اليهم اسئلة سبق أن ردّدت معظمها في جلسات سابقة. وفي إحدى هذه الجلسات التي جرت مع اللواء السيد تمّ إحضار شاهد وضع على رأسه كيس اسود وفتحت له ثغرات فيه للنظر، وهو روى أمام السيد أخباراً عن اجتماعات عُقدت في لبنان وسوريا بحضور السيد وآخرين تعلّقت بعملية الاغتيال، ولكن النقاش الذي حصل لم ينتهِ إلى أن يتذكّر هذا الشاهد أية تواريخ محددة، ولا أي معلومات جديدة، وعندما طلب السيد منه أن ينزع القناع حتى يقول له إن كان قد رآه سابقاً عمد المحققون الدوليون إلى سحبه من الاجتماع فوراً

Monday, September 12, 2005

كنعان وغزالي يتصدران القائمة.. وحالة


كنعان وغزالي يتصدران القائمة.. وحالة
هلع في صفوف السياسيين اللبنانيين الموالين
ميليس زار دمشق و"انتزع" موافقتها
على استجواب رموز النظام الأمني السوري
بيروت ¯ »السياسة«:دمشق ¯ الوكالات:قام رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري القاضي الالماني ديتليف ميليس بزيارة مهمة الى العاصمة السورية دمشق تمكن خلالها من »انتزاع« موافقة السلطات السورية على استجواب كبار القادة الامنيين, وتزامنت زيارة ميليس الى دمشق مع حالة من الهلع في صفوف الشخصيات السياسية اللبنانية الموالية لسورية.ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية عن مسؤول سوري رسمي ان ميليس غادر العاصمة السورية بعد ان اتفق مع المستشار القانوني في وزارة الخارجية رياض الداوودي »على اجراءات الاستماع الى الشهود السوريين وترتيباته«.واضاف المصدر ان ميليس غادر العاصمة السورية »على ان يعود اليها اواخر الاسبوع المقبل«.وقد تشكل التحقيقات التي سيجريها القاضي الالماني في دمشق تحولا في التحقيق القائم لكشف مدبري ومنفذي جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق.وكان ميليس وصل الى دمشق قبيل ظهر امس آتيا بطريق البر من بيروت, وبدأ على الفور محادثات مع الداوودي.وكانت صحيفة »الثورة« السورية ذكرت امس انه سيستمع الى »شهود« بعد اجتماعه مع الداوودي.وكان الداوودي استقبل القاضي الالماني لدى وصوله الى جديدة يابوس بعد عبوره الحدود اللبنانية السورية. ووصل ميليس الى الحدود في موكب ضم 18 سيارة وسط اجراءات امنية مشددة نفذتها عناصر من الجيش اللبناني وطوافة عسكرية.ويسعى ميليس للاستماع الى عدد من كبار الضباط الذين شغلوا مناصب امنية في لبنان قبل انسحاب القوات السورية منه في السادس والعشرين من ابريل الماضي.وذكر مصدر سوري مطلع طالبا عدم الكشف عن هويته ان في مقدمة هؤلاء وزير الداخلية الحالي والرئيس السابق للاستخبارات العسكرية السورية في لبنان اللواء غازي كنعان (بين عامي 1982 و 2002) وخلفه رستم غزالي (بين 2002 وابريل 2005) واثنين من معاوني الاخير في بيروت محمد خلوف وجامع جامع.وبدأ ميليس عمليا مهمته في بيروت في منتصف يونيو ثم طلب تمديدها الى اواخر اكتوبر وادت التحقيقات التي قام بها حتى الان مع فريقه الكبير الى توقيف اربعة من كبار المسؤولين الامنيين اللبنانيين الذين كانوا يشكلون نواة النظام الامني في لبنان الذي اقامته سورية.وفي بيروت, وفي موازاة بدء مهمة رئيس فريق التحقيق الدولي القاضي ديتليف ميليس في دمشق, واصلت لجنة التحقيق عملها فاستجوبت المدير العام للامن العام السابق اللواء جميل السيد في مقر اقامتها في المونتيفردي, حيث احضر السيد مكبلا من مقر توقيفه الجديد في سجن الاحداث في رومية, كذلك تم استجواب احد حراس منزل الوزير السابق وئام وهاب كمشتبه به ايضا, ويتوقع ان تستدعي اللجنة, في غضون الساعات المقبلة كذلك قائد لواء الحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان والمدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء علي الحاج ومدير المخابرات السابق للجيش اللبناني العميد ريمون عازار لاستجوابهم مجددا, في وقت علمت »السياسة« ان حالة هلع وخوف تسود عددا من الشخصيات السياسية اللبنانية التي كانت تربطها علاقات وطيدة برئيس جهاز المخابرات السورية في لبنان العميد رستم غزالي, بعدما تبين انها في دائرة الشبهة ومن المتوقع ان يتم استدعاؤها للتحقيق في اي لحظة, خاصة وان الاعترافات التي ادلى بها الموقوفون الاربعة كشفت معلومات خطيرة عن حجم الشبكة الكبيرة المشاركة في عملية اغتيال الرئيس الحريري, اذ لا يقتصر الامر على سياسيين وعسكريين وانما هناك شخصيات اخرى مالية ورجال اعمال في لبنان والخارج لها ارتباطات في الجريمة ووفرت التسهيلات للذين قاموا بها.

نائب لبناني سابق حليف لسورية قربت شهادته منهم حبل المشنقة


نائب لبناني سابق حليف لسورية قربت شهادته منهم حبل المشنقة
الأمم المتحدة تتوقع أحكاماً بالإعدام أو المؤبد
على حمدان وجميل السيد وغازي كنعان ورستم غزالي
لندن - نيويورك - »السياسة«:كشف مصدر قريب من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أمس الاثنين عن ان ما بين 6 و10 متهمين في اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري في كل من لبنان وسورية ممن سيوجه تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس اليهم تهم القتل أو محاولة القتل أو المشاركة في الجريمة أو التورط فيها بطريقة ما, »قد تصل عقوبات المحكمة بحقهم الى الإعدام إذا جرت محاكمتهم في لبنان أو الى الحد الأقصى من السجن 30 عاماً إذا جرت في محكمة دولية خارجية, إذ ان معظم القوانين القضائية في اوروبا والعالم ألغت عقوبة الإعدام واستبدلتها بالسجن المؤبد الذي لا تزيد مدته عن 30 عاماً«.وقال ديبلوماسي عربي في الامم المتحدة نقل هذه المعلومات الى »السياسة« في لندن ان مصادر عنان ذكرت بعيد لقائه ميليس الاسبوع الفائت في نيويورك ان »اثنين على الأقل من القادة الأمنيين الأربعة الذين اعتقلوا في بيروت أخيراً وهم جميل السيد ومصطفى حمدان وريمون عازار وعلي الحاج, قد يكونان بين من سينالون العقوبة القصوى من أي محكمة سيمثلون أمامها, فيما هناك أربعة من قادة الأجهزة الأمنية في سورية على الأقل سيحكمون بهذه العقوبة نفسها.وأعرب الديبلوماسي عن اعتقاده انه »قد تصدر ايضاً أحكام بالإعدام أو بما يوازيها (المؤبد) على أشخاص آخرين متورطين في تخطيط أو تنفيذ الجريمة في لبنان وسورية, كما ان أحكاماً قاسية أخرى قد تشمل 15 متورطاً آخر«.وقال الديبلوماسي انه علم من تلك المصادر ان نائباً لبنانياً في البرلمان السابق وأحد أقرب المقربين من سورية »أدلى باعترافات أولية خطيرة واعداً بكشف أكبر لمراحل اغتيال الحريري مقابل حصوله على الحماية الدولية ضمن برنامج حماية الشهود واعادة تأهيلهم«.وذكر الديبلوماسي أن هذا النائب السابق »قد ينقل سراً الى عاصمة اوروبية بعد الانتهاء من استجوابه بصورة كاملة, حيث سيكون بعهدة وحماية سلطاتها بطلب من الامم المتحدة بانتظار الادلاء بشهادته أمام المحكمة الدولية التي قد يكون ميليس فعلاً اتفق مع عنان على طرح موضوع تشكيلها على مجلس الأمن الدولي ما سيسمح باحضار المتهمين السوريين أمامها«.وأماط الديبلوماسي اللثام عن أن القاضي التمييزي اللبناني السابق عدنان عضوم »سيواجه قريباً اجراءات مسلكية قد تؤدي الى طرده من سلك القضاء مع اكثر من 12 قاضياً وقاضية آخرين باتوا مدرجين على لائحة وزارة العدل كمقصرين أو فاسدين يجب طردهم من وظائفهم, وربما سيقدمون لاحقاً أمام القضاء«.ونقل عن المصدر القريب من عنان قوله »ان هناك انطباعاً يكاد يكون شبه نهائي هو أن أهم رؤوس جريمة اغتيال الحريري هم أربعة اثنان لبنانيان هما مصطفى حمدان وجميل السيد, والآخران سوريان هما المديران السابقان للاستخبارات السورية في لبنان غازي كنعان ورستم غزالي«.وقال: »لو جرت المحاكمات في بيروت, فنحن شبه متأكدين حتى الآن من أن هؤلاء الأربعة سيواجهون عقوبة الإعدام, وإذا تمت خارج لبنان فسيحكم عليهم بالمؤبد«... ونائبان وقادة 3 أحزاب!!وفي لندن كشفت معلومات استخبارية أوروبية النقاب عن ان »نائبين سابقين أحدهما كان وزيراً في حكومة لبنانية سابقة, وقادة ثلاثة أحزاب لبنانية تدعمها دمشق منذ احتلالها لبنان عام ,1976 كانوا على علم بخطة اغتيال الحريري وبموعد تنفيذها, وقد شاركوا بطريقة أو بأخرى في نقل تحركاته في اللحظات الأخيرة التي سبقت عملية استهداف موكبه قرب فندق سان جورج, منذ مغادرته مبنى المجلس النيابي وانتقاله الى أحد المقاهي المحيطة به ثم استقلاله سيارته والانطلاق بها في الوجهة التي قصدها«.ونقلت مصادر ديبلوماسية بريطانية عن ذلك التقرير قوله ان »مهمة النائبين اللبنانيين السابقين اللذين يعتقد انهما يتعاونان مع أجهزة الاستخبارات السورية كانت ملازمة الحريري منذ دخوله مبنى البرلمان ومراقبته ومحاولة التنصت الى احاديث مرافقيه أو أصدقائه من أعضاء كتلته النيابية للتأكد من الوجهة التي سيسلكها موكبه بعد مغادرته متوجهاً الى منزله (في قريطم) ثم نقل هذه المعلومات بالهاتف النقال الى الجهات المخططة«.وقالت المصادر ان قادة الأحزاب اليسارية الثلاثة الآخرين »كانوا على اطلاع مسبق على خطة الاغتيال, كما كانوا يشكلون حلقة أساسية من الجماعة المخططة والمنفذة« التي ذكرت ان عدد أفرادها »قد يتجاوز الأربعين شخصاً من لبنانيين وغير لبنانيين«.ونسبت المصادر الى المعلومات الاستخبارية الاوروبية التي »يعتقد انها سُلمت الى لجنة التحقيق الدولية برئاسة القاضي الألماني ديتليف ميليس في منتصف أغسطس الفائت وأدت الى استدعاء النائبين السابقين ورؤساء الأحزاب الثلاثة الى التحقيقات كشهود« قولها ان اللجنة حصلت بعد أيام من استجوابهم على تأكيدات أن أحد النائبين يستعد لمغادرة البلاد, فأمرت بالتحفظ على وثائق سفره »وحملت اجهزة الأمن والقضاء اللبنانية مسؤولية منعه من المغادرة«.وقالت المعلومات ان المحققين طلبوا كذلك من قادة الأحزاب اليسارية الثلاثة عدم مغادرة لبنان دون الاحتفاظ بجوازات سفرهم أو بطاقات هوياتهم اللبنانية, »وان أحد هؤلاء استدعي مرتين اخريين الى التحقيق في غضون أقل من عشرة أيام«.وكشفت المصادر الديبلوماسية البريطانية النقاب ايضاً عن ان التحقيقات الجارية من لجنة التحقيق الدولية والقضاء اللبناني قد تشمل قبل صدور تقرير ميليس المتوقع الشهر المقبل اكثر من 400 شاهد ومشتبه به »وانه منذ اوائل هذا الشهر تكونت لائحة شهود جديدة يزيد عدد أسماء أصحابها على الستين, وذلك بعد اعتقال قادة الاجهزة الأمنية الأربعة الرئيسية وسقوط حاجز الخوف عن هؤلاء الشهود الذين معظمهم طلب احاطة اسمه وأقواله بالسرية المطلقة, فيما البعض الآخر طلب حماية شخصية بعد استجوابه وجرى تأمين ذلك له بالفعل«.وتوقعت المصادر -استناداً الى اطلاعها على بعض جوانب التحقيقات- أن يطلب ميليس من المحكمة التي ستشكل على ما يبدو خارج لبنان, محاكمة ما بين 40 و60 متهما واستدعاء أكثر من 100 شاهد بعد »غربلة« مئات الشهود واعتماداً على أقوالهم حسب الأهمية المطلوبة.ووصفت المصادر الديبلوماسية أحد النائبين السابقين »من المتهمين المباشرين باغتيال الحريري ومن العناصر الرئيسية في المؤامرة« وانه سيصدر أمر من لجنة التحقيق باعتقاله في أي وقت من الآن, »وقد كان أخلي سبيله بعد احتجاز وثائق سفره لأسباب تكتيكية من أهمها وضعه تحت المراقبة المشددة لاستبيان تحركاته واتصالاته المباشرة والهاتفية ومعرفة الجهات أو الأشخاص الذين يتصل بهم«.

المعارضة السورية: انهيار النظام مسألة أسابيع


المعارضة السورية: انهيار النظام مسألة أسابيع
أكد منظمو المؤتمر الوطني السوري المعارض في العاصمة الفرنسية باريس ان سقوط النظام الحاكم مسألة اسابيع عدة فقط, ووجهوا دعوة الى نائب الرئيس السابق عبدالحليم خدام ورئيس الاركان السابق العماد حكمت الشهابي الى المشاركة في المؤتمر الذي سيعقد في ال¯ 26 من الشهر الجاري في باريس, »ليكونوا عونا لابناء سورية في التغيير الديمقراطي وبناء الدولة الحديثة«, ورحبوا بقبولهم اعضاء في المجلس الوطني لقيادة التغيير الديمقراطي في سورية.وكشف فهد المصري الناطق الرسمي باسم التجمع من اجل سورية, والمشرف العام على المؤتمر الوطني السوري في بيان بثته وكالة »اˆكي« الايطالية للانباء ان النظام السوري »بادر الى اطلاق عملية هدفها الاساسي تفجير المؤتمر الوطني السوري من الداخل وذلك عبر ارهاب كل المشاركين او المتعاونين من نشطاء المجتمع المدني بهدف منعهم من السفر للمشاركة في اعمال المؤتمر والتلويح العلني بأن من يشارك او يتعاون في هذا المؤتمر سيتم القبض عليه ومحاكمته بتهم التجسس والاتصال بدولة اجنبية«. واكد المصري ان المؤتمر الوطني السوري سيعقد في باريس »رغم كل الضغوط والحروب التي تمارسها الفئة الحاكمة في دمشق«, معلنا ان المؤتمر تلقى تهديدات متنوعة من النظام السوري هدفها »ارهابنا بقدرتهم على تصفيتنا«, مؤكدا ان هذه التهديدات »لا ولن تزيدنا الا قوة واصرارا على التحدي لعقد المؤتمر«, معتمدين على ثقتهم بقدرة الاجهزة الامنية الفرنسية »من حماية كل مواطن ومقيم وزائر على اراضيها«.واوضح الناطق باسم المؤتمر ان لجنة الاعداد والتنظيم للمؤتمر تلقت 287 طلبا من السوريين من الداخل للمشاركة والحضور, وهم يمثلون جميع قطاعات المجتمع, وان المؤتمر أفسح المجال امام كل من »يتعذر عليه الحضور او يخشى بطش الاجهزة الامنية«, للمشاركة عبر ورقة عمل يرسلونها للمؤتمر, مؤكدا ان »لقاءنا بهم على تراب الوطن قريب ان هي الا مسألة عدة اسابيع فقط«. وكرر المصري رفضه لان يكون لرفعت الاسد يد في المؤتمر من قريب او بعيد, وانه »على اللائحة السوداء للشخصيات الممنوعة من الحضور او المشاركة«, واصفا حزب رفعت الاسد »بالكرتوني« وانه »لن تهدأ عزيمتنا قبل ان نرى كل من اجرم بحق الشعب السوري ينال القصاص العادل وعلى رأسهم رفعت الاسد«.وردا على من يعتبر المؤتمر وسيلة للضغط دوليا على سورية اكد المصري في بيانه ان المؤتمر »لا ينضوي تحت بند ما يسمونه الاستقواء بالخارج, فنحن نستمد قوتنا من الشعب السوري ومن حقه في الحياة الحرة وفي تقرير المصير وفي احترام قيم العدالة وحقوق الانسان«, رافضا ان يكون هناك رابط بين المؤتمر وبين تحركات المحقق الدولي في اغتيال الحريري ديتليف ميليس, رغم انهم, اي منظمو المؤتمر, »يشدون على يد ميليس في كشف الحقائق والوقائع من اجل سورية ومن اجل لبنان, وتقديم المجرمين ايا كان شأنهم الى قبضة العدالة الدولية«.

الحال الصحية للجنرالات الاربعة تتفاعل في لبنان


الحال الصحية للجنرالات الاربعة تتفاعل في لبنان
GMT 16:30:00 2005 الإثنين 12 سبتمبر
إيلاف
ايلاف من الكويت: تفاعل الخبر الذي نشرته "الرأي العام" امس عن الحال الصحية والنفسية للجنرالات الاربعة الموقوفين بتهمة التخطيط لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، فبعدما ذكرت الصحيفة ان المدير السابق لاستخبارات الجيش العميد ريمون عازار فقد السيطرة خلال التحقيق معه اول من امس على وظائف جسمه سرت اشاعة في بيروت انه توفي في الزنزانة الامر الذي نفته بسرعة المديرية العامة لقوى الامن الداخلي.
اما بالنسبة للخبر الذي نشرته الصحيفة عن ضرب المدير العام للامن العام السابق اللواء جميل السيد رأسه في جدران الزنزانة بعد نوبة هستيريا ما استدعى اعطائه حقنة ضد الالتهابات ومضادات حيوية فقد نفى محامي السيد اكرم عازوري ذلك مشيرا في بيان له "الى ان الاشاعات والروايات حول وضع اللواء السيد الصحي والعصبي غير صحيحة".
الا ان مسؤولا في صحيفة "الرأي العام" الكويتية اتصلت به "إيلاف" اكد صحة الخبر رغم نفي عازوري كاشفا التفاصيل كما يلي نقلا عن مقربين من شقيق اللواء السيد الدكتور فؤاد السيد وهو طبيب جلد مشهور ومعروف في لبنان:
مساء السبت الماضي (اول من امس) كان اللواء السيد في حال عصبية وسمعه حراس السجن يتحدث بصوت عال ويكيل العبارات النابية للرئيس اللبناني اميل لحود ويشتم الاوضاع الراهنة التي وضعته في مثل هذه المواقف، ثم علا الصوت ليفاجأ الحراس بأنه يضرب رأسه بحائط السجن مع شتائم لا تتوقف الامر الذي دفعهم لايقافه بعدما جرح رأسه وسال منه الدم، وعندها طلب الحراس طبيب قوى الامن الرائد حبيب الطقش ليكشف عليه فشاهد الاخير الجرح واقترح ان يعطيه حقنة مضادة للالتهابات (ابرة كزاز) ومضادات حيوية الا ان اللواء السيد رفض ان يمسه الطبيب وقال له انه لن يتلقى اي علاج الا في حضور شقيقه الدكتور فؤاد الذي حضر واطمأن على صحة شقيقه وطمأنه بأن الابرة عادية ومفيدة وكذلك المضادات وهي طبية ولا تحتوي على اي مواد اخرى غير طبية وانه من الضروري ان يتعاون ويتعالج لتفادي مضاعفات صحية خطيرة في حال تفاقمت الالتهابات فوافق اللواء وخلد الى الراحة.
واضاف القريبون من شقيق السيد ان صحة شقيقه مستقرة تماما وان الجرح في رأسه يتماثل بسرعة شديدة للشفاء وان ما حصل ليس انهيارا عصبيا بل حالة تعصيب ظرفية.

عازار توفي في سجنه ... لا بل انهار

عازار توفي في سجنه ... لا بل انهار
إيلي الحاج من بيروت : نفت قوى الأمن الداخلي اللبنانية عبر محطة "إن بي إن" اللبنانية منذ قليل ما بثته محطة "نيو تي في" التلفزيونية في بيروت في خبر عاجل عن وفاة المدير السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية اللبنانية العميد ريمون عازار في سجنه في جناح الأحداث في روميه بعد اصابته بنوبة قلبية.
وكان عازار نقل مع رفاقه الضباط الثلاثة الموقوفين في قضية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري إلى ذلك السجن قبل يومين. ونقلت صحيفة "الرأي العام" الكويتية في عددها الصادر اليوم عن مصادر قريبة من التحقيق ان العميد عازار اصيب بحالة انهيار عصبي وفقد مرارا السيطرة على وظائف جسمه، خصوصا عند شربه الماء ما استدعى اراحته قبل يومين رغم ان التحقيق معه لم يكن استغرق الدقائق الـ 15. وأضافت أن فريق التحقيق الدولي واجه المتهمين الاربعة بأدلة جديدة تتعلق بتسجيلات واتصالات واماكن وجود وباعترافات بعضهم ضد بعض، الامر الذي ادى الى انهيار بعضهم واصابته بحالات هستيرية خصوصا المدير العام السابق للامن العام اللواء جميل السيد الذي شاهده حراسه يضرب رأسه بجدران الزنزانة وينزف وهو يصرخ ويصيح ويتفوه بعبارات نابية ضد الرئيس اللبناني اميل لحود، ما استدعى عناية طبية طارئة حقن على اثرها بحقنة ضد الالتهاب (إبرة كزاز) واعطي مضادات حيوية وهو موضوع تحت الرقابة الدائمة.

زعماء في أيامهم الأخيرة


زعماء في أيامهم الأخيرة
أحيانا يستعصي فهم سلوكيات وسياسات الانظمة الشمولية التي تتعرض لفقدان الادوار, والعزلة, وللمخاطر الدولية. واستعصاء الفهم هذا عائد من التساؤل: كيف لهذه الانظمة التي تسعى لابعاد المخاطر عنها, أن تنتهج سياسات تستدعي هذه المخاطر, وتعجل في حلولها?!وحين كان صدام حسين يدعي قتال الاعداء الاميركيين, ويشحن النفوس ضدهم بغرض إبعاد مخاطرهم عنه, كان يرتكب السياسات التي عجلت بقدومهم الى العراق, وإسقاط نظامه.الفهم المستعصي هذا قد يكون حل ألغازه سهلا, اذا ما أرجعنا الأمر الى الامكانات المعرفية المتواضعة التي يمتاز بها كل الدكتاتوريين رؤساء الانظمة الشمولية. فهؤلاء لا ينتسبون الى نبل السياسة وإبداعها كونها من أفعال العقل, بل ينتسبون إلى ما هو ضدهما, اي الى الارتكاب, والاعتبارات الغرائزية, والى الاعتماد دائما على البطش بواسطة الاجهزة الامنية الفلتانة.قبل اغتيال الحريري وبعده كانت الضغوطات الدولية على النظام السوري تستهدف دفعه الى التأهيل كي يصبح قادرا على التكيف مع المعطيات الدولية, ومع عملية السلام الموضوعة للشرق الاوسط. ولا يكون هذا النظام السوري مؤهلا الا اذا تحول الى الديمقراطية التعددية, واعتنق مبادئ الحرية وحقوق الانسان.لكن هذه الأجندة الموصولة باستحقاقات الاصلاح الذاتي, كان صعبا على نظام دمشق ان يطبقها او يلتزم بها, لسبب بسيط عائد الى إدراكه أن عمليات التأهيل المطلوبة تعني شيئا واحدا هو سقوط النظام نفسه. لذلك ذهب الى رفض المطالب الدولية مكرها, فانحاز الى خصائصه المتميزة بالريفية, وبالمعرفة المتواضعة, وهذا ما يقدر عليه. ولم يدرك النظام طبعا أنه بالانحياز لذاته قد وضع نفسه في مرتبة لزوم ما لا يلزم, او في مرتبة الزوائد المطلوبة للاستئصال والاستبعاد, وهي المرتبة التي بلغها صدام حسين في أواخر أيامه.ولهذه الاسباب المجتمعة رفضت عروض النظام السوري للعودة الى طاولة المفاوضات واستئناف محادثات السلام مع اسرائيل, وتم عزله نهائيا عن أنشطة المجتمع الدولي وتمت مقاطعته عربيا, وقضي على أدواره الاقليمية باجباره على إنهاء احتلاله للبنان وسحب قواته منه,والاشارة اليه, بالاجماع, على أنه المسؤول عن جريمة اغتيال الحريري, ومحاصرته بلجنة التحقيق الدولية التي سيصل رئيسها اليوم الى دمشق لاستكمال صورة الجريمة التي أصبحت صورة مكتملة, كما شكلت هذه الاوضاع الخارجة ظروفا منعت رئيس النظام من أن يكون عضوا في نادي رؤساء العالم الذين سيجتمعون في نيويورك بعد يومين.وبدل أن يحدث هذا النظام السوري مراجعة لكل هذه الظروف غير المرغوبة المحيطة به, يتمادى مع قدراته المتواضعة, اي في ارتكاب المزيد من الاخطاء السياسية, داخليا وخارجيا, والتي تستدرج المخاطر إليه, بينما هو يريد إبعادها عنه. وفي هذا الاطار المؤسف, لم يعد أمام رئيس النظام في دمشق الا رؤساء منظمات القتل المأجور ليلتقيهم ويتباحث معهم, قصدنا منظمات الرفض الفلسطينية التي أصبحت خارج المعادلة الوطنية, وتعسكر في العاصمة السورية او تمارس نضال الفنادق لا الخنادق, عارضة مسدساتها الكاتمة للصوت للايجار, وواضعة أزلامها في خدمة المخابرات المسؤولة عن التفجيرات وعمليات الارهاب الحاصلة الان في لبنان,عبر الاغتيال والتفجير هنا وهناك.الأسد, الفاقد الآن لاي دور في الداخل والخارج, استدعى هؤلاء الخارجين عن الاجماع الوطني الفلسطيني, ويقيمون في العاصمة السورية وفنادقها تحت إمرة أجهزة المخابرات وأوامرها, وأخذ يتباحث معهم لعدم وجود غيرهم يتحدث إليه, وطلب منهم وهم المنفذون لارادات غير ارادة بلدهم وسلطتهم, ان يواصلوا النضال, (هكذا), حتى قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.. رئيس النظام السوري, في ظروف الغيبوبة السياسية عن حقائق المنطقة والعالم, نسي ان القضية الفلسطينية أصبح لها أهلها ومراجعها وشرعيتها, تماما كما هي القضية العراقية الآن, والقضية الافغانية, فلماذا يؤثر الاجتماع بنفر ممن يدعون الانتماء إليها, وإن حملوا جنسيتها,وعلنا, ويعطيهم التوجيهات التي تصب في أماني استعادة اي دور لسورية, ولا تصب أبدا في مصلحة فلسطين? اذا كان يريدهم قناعا يحارب من خلفه فان لعبة استعارة الاقنعة قد انفضحت.واذا كان يريد النضال فعلا فانه لا يستدعي الآخرين الخائبين للنضال عنه, واذا كان يريد النضال فعلا فأمامه الجولان المحتل الذي لم يحرك ساكنا من أجل تحريره.نحن مختصون في ضياع الفرص, واللعب في الاوقات الفائضة, وزعاماتنا تتمادى في ارتكاب الاخطاء, لكن, وعلى رغم ذلك ثمة شعاع ضوء في آخر هذا النفق المظلم يبعث على الفرح والتفاؤل, فالشعوب بدأت تضحك من هذا الصنف من الزعماء المتحايلين,وتعي أفعالهم وألعابهم. وهذه الشعوب أخذت قضيتها بيدها, وبدأت تتشكل في حركات معارضة منتشرة الآن في اوروبا وأميركا, وتتموضع على مواقع الانترنت, وترفع صوتها مناديا بالحرية والديمقراطية, ومطالبا بالخلاص من كوابيس القهر والاستعباد والاذلال,والتعذيب والتسلط المافياوي.. هذه الشعوب بلغت سن الرشد السياسي, وتعرف أن الامور في بلدانها قد وسدت وأسندت الى غير أهلها, وبالتالي فان هؤلاء الزعماء المطلوبين للترحيل يعيشون آخر أيامهم, ولن ينجيهم منها رؤساء عصابات تسمى فصائل, يعرضون أنفسهم لتلبية أوامر الاجهزة, ويضعون مسدساتهم الكاتمة للصوت برسم التأجير, وتنفيذ عمليات القتل والاغتيال والترهيب.

كتلة الحريري اتهمت الرئيس بالسعي


كتلة الحريري اتهمت الرئيس بالسعي
إلى إنقاذ أركان نظامه من ملاحقة القانون
فعاليات سياسية لبنانية طالبت صفير
إيجاد مخرج لائق لـ "ازاحة" لحود
بيروت ¯ »السياسة« ¯ الوكالات: يتعرض الرئيس اللبناني اميل لحود لهجوم تجاوز مرحلة الغمز واللمز واسداء النصح الى مرحلة المبارزة بالالفاظ في الوقت الذي تتواصل فيه التحقيقات في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري فقد فتح الملف الرئاسي على اوسع ابوابه مع اعلان العماد ميشال عون انه يعتزم الترشح لرئاسة الجمهورية بتفويض من الشعب اللبناني.وقد احتدم الجدال حول زيارة الرئيس اميل لحود الى نيويورك اليوم فقد اصر لحود على الذهاب لالقاء كلمتي لبنان امام القمة العالمية في 16 سبتمبر الجاري وامام الجمعية العامة في 19 سبتمبر.واشار مستشاره السياسي الى انه لا يذهب الى نيويورك من اجل المشاركة في حفلات استقبال او في مآدب عشاء انما ليؤكد ان بلاده عادت لتنهض من جديد رغم الظروف الصعبة التي مرت بها واصفا الاعتراضات بأنها »مجرد وجهات نظر« معلنا ان »وجود لبنان بوفد يرأسه رئيس الدولة في قمة تشارك فيها 191 دولة اهم بكثير من ان يغيب عنها صوت لبنان وموقفه ووجهة نظره.في المقابل رأى رئيس »حركة التجدد الديمقراطي« نسيب لحود ان اصرار رئيس الجمهورية على الذهاب الى نيويورك يتعارض مع مكانة مقام الرئاسة واكد ان »لا مصلحة للبنانيين برئاسة جمهورية معزولة«. وقال: »لا يمكن لرئيس الجمهورية ان يستمر في تعريض مقام الرئاسة للتشكيك والعزلة«. مضيفا ان كل ذلك »يحتم عليه مراجعة موقفه من الذهاب الى الامم المتحدة ومن استمراره في موقعه«.وفي الاتجاه نفسه اعتبر وزير الصناعة بيار الجميل ان المطلوب من رئيس الجمهورية ان يقرأ بموضوعية واقع الحال وان يستبق التطورات بخطوات ايجابية مشيرا الى ان اللبنانيين سيقارنون بين زيارة النائب سعد الحريري الى نيويورك واللقاءات التي سيجريها هناك وبين رئيس الجمهورية التي تغلق في وجهه كل الابواب.كذلك اعتبر النائب سمير فرنجية »ان المشكلة التي يعاني منها الرئيس لحود هي عدم تمكنه من تحديد اين سيكون موقعه في المستقبل في انتظار التحقيق وفي التمسك بما ينص عليه الدستور.من جهة اخرى اعتبر رئيس الجمهورية الاسبق امين الجميل ان ايجاد المخرج للمأزق الرئاسي انما يعود الى الرئيس لحود نفسه الذي يعرف ما عليه القيام به بعدما وصلت الامور الى ما وصلت اليه وان يستخلص العبر.ورأى الجميل انه لابد من مبادرة يمكن ان تأتي من البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير الذي يمكنه الاجتماع بالرئيس لحود والتفاهم معه على مخرج لائق وكذلك على الخطوات المستقبلية لموضوع الرئاسة.ورأى الرئيس اللبناني الاسبق انه مهما تكن نتائج التحقيق في جريمة اغتيال الحريري فإن ثمة مسؤولية معنوية على الرئيس لحود خصوصا وان العميد الركن مصطفى حمدان الذي اعلن مرارا قبل توقيفه انه مشتبه به, هو »من اهل البيت«.واكد الجميل »ان المواجهة التي وضع الرئيس لحود نفسه فيها لا يمكن تغطيتها من اي من القوى والمرجعيات المسيحية الروحية او السياسية وخصوصا ان جريمة اغتيال شخصية سنية بحجم شخصية الرئيس الحريري ليست عادية.واستشهد بالازمة المشابهة التي واجهها في نهاية عهده, وكيف تجنب فيها ادخال البلاد في مأزق التحدي والمواجهة باعتماد المرونة الى حين انتهاء ولايته.وقال ان الفترة العصيبة التي مر بها عهده لا تقارن بالفترة الحالية من حيث »فلتان الوضع آنذاك في ظل صراعات اسرائيلية ¯ سورية ¯ فلسطينية فضلا عن الوجود المسلح للميليشيات.وتوقعت صحيفة »اللواء« ان يجري اتصال مباشر بين الرئيس لحود والبطريرك الماروني نصر الله صفير خلال الفترة المقبلة لتوضيح بعض وجهات النظر.ونقلت عن مصادر بالقصر الرئاسي في بعبدا ان البطريرك صفير ابلغهم تفهمه لموقف لحود بالنسبة للتحقيقات وانه يعتبر ان لا شبهة عليه وانه في ضوء النتائج النهائية سيتم تحديد المواقف متفهما اصرار لحود على السفر الى نيويورك في ظل التحدي الاعلامي والسياسي لهذه الزيارة.الى ذلك واصلت كتلة تيار المستقبل هجومها على رئيس الجمهورية اميل لحود واعتبرت في بيان اصدرته امس انه انبرى بكل قوة للاشادة والدفاع عن قائد لواء الحرس الجمهوري مصطفى حمدان غير آبه بما تلحقه مواقفه من انعكاسات سلبية عليه واكدت انه حاول التدخل بشكل سافر في عمل القضاء المختص والتأثير عليه وصرف التحقيقات عن مسارها الصحيح والسعي الى انقاذ اركان نظامه السابق في ملاحقة القانون.واكدت الكتلة ادانتها مواقف لحود هذه وتصرفاته العلنية والمكشوفة في التحقيقات والتوقيفات الجارية تجاه المشتبه بهم.واعتبرت ان هذه الممارسات تشكل تجاوزا لكل القوانين ما يؤدي الى المساس الفاضح بأمن الوطن والمواطن ويبيح للقتلة والمجرمين الاستمرار في مخططاتهم.

ميليس رفض تسليم القضاء اللبناني


ميليس رفض تسليم القضاء اللبناني
ملفات التحقيق حرصا على حياة الشهود
بيروت - دمشق - الوكالات: كشف وزير العدل اللبناني الدكتور شارل رزق ان رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري لم يسلم القضاء اللبناني ملفات التحقيقات التي اجراها في الجريمة.وقال رزق في حديث لمحطة تلفزيون »المنار« التابعة لحزب الله انه استوضح رئيس اللجنة القاضي الالماني ديتليف ميليس عن اسباب عدم تسليم الملفات للقضاء اللبناني فكان جوابه ان بعض الشهود يطلبون الحماية والسرية والكتمان.واعتبر رزق ان هناك تحقيقين في قضية الاغتيال احدهما لبناني والاخر دولي ولكن في النهاية سيتكامل التحقيقان وصولا الى عدالة واحدة وسيكون القاضي اللبناني الفاصل بالحق.ونفى وزير العدل اللبناني ان يكون الرئيس اميل لحود يعطل القضاء داعيا الى الابتعاد عن الاستنتاجات في قضية التحقيق وانتظار النتائج وعدم التسرع.ووصف التوقيفات التي تمت على صعيد القادة الامنيين السابقين بانها فاجعة وطنية كبيرة كاشفا عن ان القرار بتوقيف هذه القيادات قد اتخذ في مكتبه كوزير للعدل بحضور القاضي الالماني ميليس والمدعي العام اللبناني سعيد ميرزا وعندما اشتبه رئيس اللجنة الدولية بالضباط الاربعة ادعى عليهم المدعي العام اللبناني وامر قاضي التحقيق بتوقيفهم.ونفى رزق ان يكون القاضي الدولي مارس اي ضغط على المدعي العام اللبناني بل كان التوافق كاملا وكليا بينهما مشيرا الى البيان الذي صدر واكد في الجانب الاخير منه على اقتراح المحقق الدولي على صلاحية وسيادة القضاء اللبناني وبأن المحقق اللبناني له الحق في الاطلاع على جميع عناصر الملف وقد التزم ميليس ان يسلم افادات جميع الشهود ليمثلوا امام القضاء اللبناني.واعرب رزق عن امله في ان يضع التحقيق يده على المجرمين الحقيقيين ويكشف الحقيقة بتجرد وهدوء.وفي دمشق ذكرت صحيفة »الثورة« السورية الرسمية امس ان دمشق »ستتعاون بجدية ومسؤولية« مع ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الاسبق رفيق الحريري والمتوقع وصوله الاثنين الى دمشق.وكتب رئيس تحرير الصحيفة فايز الصايغ في افتتاحية الصحيفة ان سورية »ملتزمة بما اعلنته من انها ترحب بزيارة ميليس ومن انها ستتعاون بجدية ومسؤولية مع ما يريد التباحث فيه مع المسؤولين السوريين«.ورأت ان »مهمة ميليس تشكل حتى الان الطريق الصحيح والسليم كما يبدو للوصول الى الحقيقة الصارخة لتحديد وتوصيف الجهة المسؤولة عن اغتيال الرئيس رفيق الحريري«.وكتب الصايغ »غدا (اليوم) سيصل ميليس الى دمشق ليلتحق بفريق عمله التقني الذي يفترض ان يصل اليوم وتبدأ محادثات جادة ومسؤولة ومشاورات وتبادل آراء عن طبيعة مهمته وعن طبيعة العلاقة السورية اللبنانية«.وتابع ان سورية »هي الاحرص حتى من الامم المتحدة نفسها على امن واستقرار البلد الشقيق الذي يؤذينا ما يؤذيه ويقلقنا ما يقلقه«.الا انه تحدث عن تخوف من »تسييس مهمة ميليس ودفعها الى اتجاهات اخرى لتحقيق اغراض سياسية تمس في جوهرها ونتائجها امن المنطقة وتهدد مستقبلها«.واشار الى اهمية الوصول الى الحقيقة »ومن خلفها وامامها الاهداف السياسية التي رسمتها الدوائر او الجهات او الاشخاص الذين خططوا لاغتيال الحريري على اعتبار ان جريمة كهذه لا بد ان تستهدف الاستقرار في لبنان ومن خلاله في سورية كما تستهدف العلاقة الاخوية القائمة بين الشعب الواحد في البلدين«.وتابعت الصحيفة »هذه اهداف قديمة حديثة طالما سعت الى تحقيقها اسرائيل وكرست من اجلها قدرتها على الارهاب والتخطيط له«.

وصول ميليس يعلن دخول النظام


وصول ميليس يعلن دخول النظام
العد العكسي ويشعل الصراع على استحواذ
القرش الأبيض لليوم الأسود
عروض عربية وخليجية على الأسد للتخلي عن الحكم
دمشق - باريس - لندن - »خاص«:عبرت المصادر المقربة, وشديدة الخصوصية, عن اعتقادها بأن مجمل الوضع في سورية, شاملاً النظام ومراتبه وأركانه, قد دخل فعلاً في مرحلة العد العكسي, قبيل وصول القاضي ديتليف ميليس, رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري الى دمشق اليوم لبدء تحقيقاته في الساحة الأصلية بعدما أنجز الكثير في الساحة الفرعية لبنان, والذي مكنه من الانطلاق في المرحلة الثانية من العمل.وقالت هذه المصادر ل¯ »السياسة« أمس ان هناك أدلة كثيرة بدأت تظهر على السطح السوري تؤيد هذا الاعتقاد وتعززه, وأضافت أن ثمة أدواراً لدول عربية وخليجية بدأت تلوح في الأفق, وتذكر بالدور الذي لعبه الشيخ حمد بن جاسم بن جبر وزير الخارجية مع صدام حسين لتجنيب العراق الضربة العسكرية, وقالت المصادر ان هذه الأدوار المرتقبة تتمثل بتقديم عرض لرئيس النظام السوري بشار الأسد بالتنازل عن الحكم واستضافته مقيماً معززاً مكرماً في أي مكان يريده. الى جانب ذلك أفادت المصادر أن مبلغاً كبيراً يقدر ببليون دولار أميركي تم سحبه من البنك المركزي السوري, على غرار ما فعله صدام حسين في أيامه الأخيرة حين بعث بسكرتيره الخاص عبد حمود الى البنك المركزي العراقي وسحب منه 900 مليون دولار أميركي عثر على بعض صناديقها فيما بعد في أماكن متعددة من بغداد وصادرتها القوات الأميركية كما هو معروف وشاهده الناس على شاشات الفضائيات.في هذا الجانب الموصول أكدت المصادر, وبناء على مقربين جداً منه, ان عبدالحليم خدام, نائب الرئيس السوري الموجود حالياً في باريس قد أقام حلفاً مع حكمت الشهابي رئيس الأركان السابق على خلفية كراهية رئيس النظام الذي ألحق بهما أبلغ الاهانات, واستنكارهما لجريمة اغتيال الحريري الذي كانت له أفضال طولى عليهما كما يعترفان, ويرمي تحالف الرجلان الى الوصول الى تسلم الحكم إن أمكن وإعلان نفسيهما سلطة بديلة في رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة. وقد سمع خدام يردد بأنه سيبقى في باريس هذه الأيام ولن يغادرها إلى سورية, الى حين حدوث التغييرات المنتظرة التي يعتقد خدام ان موعد وقوعها لن يدوم طويلاً, ويعتقد خدام ان اقامته في باريس ستكون مريحة جداً له فهو, أولاً, يتمتع بعلاقة جيدة مع الرئيس الفرنسي شيراك, وثانياً فإن هذه الاقامة ستبعده عن الصراع, وعن تداعيات تحقيق ميليس المؤكدة في دمشق.ويبرر خدام موقفه أمام زائريه بالقول لقد نصحت بشار الأسد كثيراً, قبل وبعد اغتيال الحريري »لكن ما فيش فايدة«.وتلفت المصادر الى ان دوائر أركان النظام القريبة قد دخلت حلبة الصراع على المال واستحواذه, وفي هذا النطاق نشبت خلافات عليا مع رامي مخلوف ابن خال الأسد ووكيله وشريك أعماله, الذي ينتقل الآن بين باريس ولندن لشراء العقارات, اذ لوحظ ان رامي يحاول الفوز بهذه العقارات لوحده, تحسباً للطوارئ والأيام السود, وتسجيلها باسمه, بدل ان يسجلها باسمه واسم شريكه, والخلاف هذا مازال دائراً حتى الآن, وإن كان رامي يبدو متحكماً به باعتبار انه موجود خارج البلاد, وفي ميدان الشراء مباشرة.على جانب آخر ذي صلة أفادت المصادر ان الأسد, وبعد ان قرر عدم الذهاب الى نيويورك, أجرى اتصالات عدة مع عدد من الرؤساء العرب, منهم الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة, طالباً اليهم الدفاع عن سياساته في المحفل الدولي, من موقع التضامن العربي والاخوة العربية. وقد اعتذر الجميع عن تلبية طلبه قبل ظهور »الحقيقة« وتقرير ميليس النهائي, ثم ان برنامج القمة العالمية يتيح للرؤساء فقط التحدث عن بلدانهم, ولا يسمح بإثارة وبحث ما يستجد من امور. وقد تسببت هذه المواقف بألم لرئيس النظام السوري وأشعرته بالخيبة.كما أفادت المصادر بأن رجل الأعمال السوري وليد جلمبو قد فر الى بيروت بعد ان اكتشف آصف شوكت صهر الأسد ورئيس استخباراته العسكرية ان جلمبو كان يتقرب منه ويحوم حوله بقصد تجميع معلومات يقال ان رفعت الأسد يستفيد منها, والذي يعتبر جلمبو واحداً من رجاله. والمعروف ان قصر جلمبو في منطقة اليعفور غرب دمشق يقع بجوار القصر الذي بناه آصف شوكت لاقامة زوجته بشرى, أخت الأسد, بعيداً عن منزل زوجته الأولى الكائن في منطقة المزة.وعلى صعيد الصراعات الداخلية حول المال وغير المال, كشفت المصادر المقربة, وعشية توجه ميليس الى دمشق اليوم, ان الصراع بين الرئيس بشار وشقيقه ماهر, مع صهرهما آصف شوكت قد اتخذ طابعاً علنياً ومكشوفاً. وأوردت المصادر مؤشرين لهذا الصراع المتفاقم أولهما قيام آصف شوكت بتوجيه رسائل ايجابية الى باريس وواشنطن ضمنها استعداده لكشف »الحقيقة« في حال حصل على ضمانات أكيدة بإعطائه دوراً أساسياً في التركيبة التي ستتسلم مقاليد الامور في سورية, أما المؤشر الثاني فهو لجوء إعلاميين لبنانيين عرف عنهم التعاون والتعامل مع النظام السوري الى تغيير لهجتهم والتلميح الى ان آصف شوكت متورط في اغتيال الحريري, وذلك بطلب مباشر من ماهر الأسد.الى جانب ذلك, أوضحت المصادر ان »حزب الله« في لبنان اتخذ قراره الى جانب ماهرالاسد وشقيقه بشار, ويبرر الحزب قراره هذا بأن وصول التحقيقات الدولية الى آصف شوكت لن يهدد النظام بينما العكس ممكن في حال اتهام ماهر الأسد.كما كشفت المصادر عن ان ميليس لم يسبق له ان طلب التحقيق مع آصف شوكت, أو أخذ افادته, بل ركز على اسم ماهر الأسد, لكن ميليس, وبخطة مدروسة, ألمح أمام رياض الداوودي, مدير الشؤون القانونية في وزارة الخارجية السورية, الذي التقاه في جنيف, الى اسم آصف شوكت من أجل الاستجابة الى طلبه التحقيق مع مسؤولين في دمشق, فنجحت خطته, وتمت الاستجابة الرسمية للطلب وبشكل ملحوظ.في هذا الجانب رأت المصادر ان بشرى الأسد, زوجة آصف, وشقيقة بشار, تلعب الآن دوراً مؤثراً في ادارة دفة القرار في بلادها, وهي منحازة الى زوجها بحماس, ولا تغفر لشقيقها ماهر انه أطلق النار عليه في يوم من الأيام.ووسط هذا الوضع المتوتر والمضطرب أكدت المصادر المقربة ان القيادة السورية وضعت سيناريوهات عدة للخروج من ورطة اغتيال الحريري بأقل الخسائر الممكنة, والعودة ثانية للامساك بالساحة اللبنانية, لكن ما لم تضعه هذه القيادة في حسابها هو مجيء محمود أحمدي نجاد الى سدة الرئاسة الايرانية, والذي أعلن عن نفسه بأنه »لاعب منفرد« في تطورات المنطقة, واستطاع استيعاب »حزب الله«.وتكشف المصادر عن أن الاتصالات قائمة الآن, وعلى قدم وساق, بين واشنطن ودوائر مسؤولة في طهران تمهيداً لبدء المفاوضات بين الطرفين, وعن أن دولة عربية لعبت دوراً أساسياً في تحقيق هذا الهدف, الذي سيجعل النظام السوري وحيداً وخارج المظلة الإيرانية, وفاقداً لأي دور في المعادلة الدولية, وجاهزاً لكي تصبح الضغوط عليه مفيدة ومثمرة بشكل كبير.

Sunday, September 11, 2005

بشار ألغى رحلته خشية انقلاب


بشار ألغى رحلته خشية انقلاب
GMT 0:00:00 2005 الأحد 11 سبتمبر
. نصر المجالي
خبير بريطاني يحلّل على هدي ما كتبته إيلاف بشار ألغى رحلة نيويورك خشية انقلاب وشيك
نصر المجالي من لندن: قال خبير سياسي بريطاني في شؤون الشرق الأوسط إن من أسباب إحجام الرئيس السوري بشار الأسد عن الذهاب إلى نيويورك للمشاركة في القمة الأممية التي تبدأ أعمالها هناك في 14 سبتمبر الجاري، هو خشيته وقوع انقلاب يطيح حكمه في غيابه عن البلاد، وأشار الخبير دين غودسون وهو مدير الأبحاث في معهد Policy Exchange وهو معهد متخصص بالتبادل الفكري للسياسات في مقال نشرته صفحة الرأي في صحيفة (التايمز) البريطانية اليوم إلى أن "بعض رجال الحرس القديم من حزب البعث الحاكم مستاء من افتقار الأسد إلى الحنكة في التعامل من قضية لبنان واضطراره إلى تعويض ذلك بالسماح لمحققي الأمم المتحدة بدخول سورية".
وتحليل الكاتب البريطاني يأتي بعد خمسة أيام من المعلومات التي انفردت بها إيلاف وقالت فيها إن الرئيس السوري أحجم عن زيارة نيويورك خشية حدوث تطورات خطيرة في غيابه، خاصة وأن دمشق تستعد لاستقبال المحقق الدولي ديتليف ميليتس الذي يطارد بتكليف دولي المتورطين في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري.
وإلى اللحظة تحوم الشبهات حول بعض المسؤولين الأمنيين السوريين الكبار المحيطين بالرئيس السوري ومن بينهم وزير داخليته غازي كنعان الذي كان رئيسا للاستخبارات العسكرية في لبنان لعشرين عاما، وخليفته اللواء رستم غزاله، كما أنه لا يستبعد أن يخضع الرئيس بشار نفسه لمساءلة من المحقق الألماني.
وكان مصدر إعلامي رسمي سوري رد على معلومات إيلاف بكثير من الاستهجان والاستنكار والتكذيب، إلا أن بعد ساعات من رد العل الغاضب رسميا صدر بيان عن القصر الجمهوري أعلن أن لرئيس الأسد لن يشارك في القمة الأممية ولن يزور نيويورك، ولم يعرف بعد ما مستوى التمثيل السوري في تلك القمة.
وإليه، فسر الكاتب البريطاني في تحليله الذي كتبه تحت عنوان "تغير النظام الحاكم يتقدم ببطء على الطريق المفضي إلى دمشق" أن "أسباب تراجع الرئيس السوري بشار الأسد، عن زيارة مقررة إلى الجمعية العامة في الأمم المتحدة، مؤشر على ضعف النظام الحاكم هناك".
ورأى غودسون أن الرئيس السوري يخشى أن تتم إدانته وهو في نيويورك على خلفية التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري، والذي يجريه كبير محققي الأمم المتحدة الألماني ديتليف ميليس، الذي وجه أصابع الاتهام بالفعل إلى أربعة من المسؤولين الأمنيين اللبنانيين الموالين لسورية، في إطار مهمته لمطاردة كل المتورطين في اغتيال الحريري على امتداد الطريق المؤدي
وتذهب التايمز في التحليل إلى القول بأن بعض الشخصيات في النظام الحاكم في سورية تخشى من أن هجوما بصاروخ واحد قد يقوض النظام بإثبات عجزه عن حماية السيادة السورية، ثم تتساءل من جهة ثانية "هل سيتم استغلال هذا الضعف السوري؟" مضيفة أن الأميركيين يريدون بالتأكيد تغيرا في سلوك النظام السوري " ولن يذرفوا عليه دمعة واحدة إذا سقط."
ومن زاوية ثانية يقول المحلل البريطاني إن خشية متزايدة عند السعوديين والأردنيين من اتساع رقعة الأصولية الشيعية من إيران إلى العراق ثم إلى سورية، وهو ما تصفه الصحيفة بـ"صراع الحضارات" الحقيقي في الشرق الأوسط. وكان عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني حذر قبل حوالي ستة أشهر في تصريحات كان لها ردات فعل غاضبة في أكثر من مكان فيه غالبية شيعية من قيام ما سماه (هلال شيعي) يمتد من إيران عبر جنوب العراق وسورية وصولا إلى لبنان "الأمر الذي يهدد منطقة الجوار الخليجي بأخطار كثيرة".
وتقول الكاتب البريطاني غودسون "لكن يبدو أن الأميركيين ، بعد تجربتهم في العراق، ليسوا في مزاج يسمح بالعمل على تغيير النظام السوري بأنفسهم، كما أنهم لا يتوقعون ظهور غورباتشوف سوري من داخل النظام"، إذ بدلا من ذلك "يبدو أن الإدارة الأميركية ترجح انتهاج طريق وسط، كما تشعر بالحاجة إلى معرفة المزيد عن البدائل لنظام البعث السوري، أما مصير سورية فقد تحدده عوامل غير مرتبطة ببعضها البعض".
وربط الكاتب في مقدمة مقاله التي احتلت مساحة كبيرة في صفحة الرأي في صحيفة (التايمز) بين ما لم تكن تتوقعه زوجة رئيس وزراء بريطانيا الراحل انتوني إيدن حين داهمتها أزمة قناة السويس فجأة العام 1956 وأدت إلى خروج زوجها من مقر 10 داونينغ ستريت وبين موقف السيدة أسماء الأسد زوجة الرئيس السوري التي تعيش في قصرها في دمشق تحت تداعيات اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.
ويقول "هذه التداعيات يبدو حرمت أول زوجين بعثيين في الرئاسة السورية من مشاركة زعماء العالم في القمة الدولية، وكذلك من التمتع مع أطفالهما بمناظر سنتر بارك الجميلة في قلب نيويورك، والمشاركة في عروض تشارلي روز أو الاستمتاع بالتسوق في أفخر محال ومخازن الشارع الخامس الراقي".
ولكنه يضيف "كل هذا لن يتم لن الزوج الرئيس ألغى زيارته في آخر لحظة خشية إدانته في اغتيال الحريري وهو غائب عن بلاده، من جانب لجنة التحقيق الدولية التي ستزور دمشق قريبا برئاسة المحقق الألماني ديلتيف ميليس، وهذه التحقيقات بدعم من الفرنسيين وبعض أجهزة الاستخبارات العالمية السرية الأخرى محتمل أن تقود إلى اتهام الرئيس الأسد نفسه".
ويتحدث الكاتب البريطاني في فقرة أخرى، عن كيف أن البعثيين في سورية صاروا يعتبرون أنفسهم ضحايا للإرهاب أمام المطالب الأميركية التي تصر على ضرورة اتخاذ إجراءات رادعة من جانب دمشق ضد عرّابي المسلحين والانتحاريين الذين ينفذون عمليات إرهابية من خلال تسللهم من سورية إلى الأراضي العراقية.
وفي الختام يعتقد المحلل البريطاني غودسون أن كل هذه التداعيات ابتداء من مسألة التحقيق في اغتيال الحريري إلى دعم المسلحين الإرهابيين جعلت ظروف فرض حصار على سورية قريبة جدا، حيث أن مجلس الأمن سيطلع قريبا على نتائج تحقيقات ميليس "خاصة وأن الولايات المتحدة تتوجه للضغط في هذا الاتجاه تنفيذا لقانن محاسبة سورية، هذا إضافة إلى دعم من الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي فُجع باغتيال صديقه الحميم الراحل رفيق الحريري".

Friday, September 09, 2005

المحقق الدولي يقترب أكثر فأكثر من الحقيقة


المحقق الدولي يقترب أكثر فأكثر من الحقيقة
وأركان النظام السوري بدأوا يحتاطون للأيام الآتية
ميليس يواجه الأسد بعد غد بشريط مسجل
عن تهديده بتدمير لبنان فوق رأس الحريري
»السياسة« - خاص:في يوم وصول القاضي ديتليف ميليس, رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري الى العاصمة السورية دمشق, تولت أجهزة النظام السوري, على قدر ما أهداها عقلها من تدابير, الى جعل زيارة المحقق الدولي مجرد زيارة روتينية, لا تتعدى السماع الى شهود, لا علاقة لهم بجريمة الاغتيال التي وقعت في بلد آخر. إلا أن المصادر المقربة وشديدة الخصوصية أفادت بأن النظام السوري, بكل أركانه, يعرف أن زيارة ميليس تتصل بمشبوهية بعض هذه الأركان, وان مهمته لا تنحصر بالسماع اليهم كشهود.وأوضحت المصادر ان ميليس الذي سيبدأ زيارته الى دمشق بعد غد الاثنين بمقابلة رئيس النظام السوري بشار الأسد, يحمل في جعبته أخباراً غير سارة للأسد, وتنحصر بالتحديد بالشريط المسجل عن آخر اجتماع له بالحريري المتعلق بالرغبة السورية بالتمديد للحود في الرئاسة لمدة ثلاث سنوات. وكشفت المصادر بهذا الخصوص ان الشريط الموجود بحوزة ميليس يملك نسخته الأصلية الرئيس الفرنسي جاك شيراك, ويملك الرئيس الاميركي بوش ونائبه ديك تشيني, ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس نسخاً منه. وقصة هذا الشريط بدأت عندما كان الحريري يجتمع بشيراك ويحكي له عما دار بينه وبين الأسد, في نطاق مجهودات التمديد للحود, وان الحوار كان يتسم دائماً بلهجة التهديد والوعيد, فنصحه شيراك, في المرة المقبلة, أن يسجل الحوارات. ولما سأله الحريري كيف أسجل, وبأي واسطة, هنا أهداه قلماً خاصاً يحوي على آلة تسجيل, يوضع في الجيب, ويخدع الناظر إليه, ويقوم بالمهمة.وتقول الأوساط المقربة ان الحريري تمكن من تسجيل آخر حوار له مع الأسد, والذي أعقبته عملية الاغتيال. في الحوار المسجل قال الأسد للحريري: يجب أن تعرف ان لحود سيأتي شئت أم أبيت, وأنت يجب أن تتفاهم معه غصباً عنك, ولن أدعك تأتي بغيره الى الرئاسة. لحود, قال الأسد, ماشي معنا فلا تفسد علينا الطبخة. يجب عليك أن تفهم ان باستطاعتي تهديم لبنان فوق رأسك, ولن يكلفني الأمر أكثر من عشر دقائق. كما يجب عليك أن تفهم اني لن أخرج من لبنان, وإذا خرجت فلن أبقي فيها حجراً على حجر, لحود أنا وأنا لحود »فاهم ولا لأ«, وعليك أن تبلغ صاحبك جنبلاط بأني سأحرق عليه الجبل بواسطة دروز الجولان, هو عنده دروز وانا عندي دروز. وعلى كل حال يعرف جنبلاط مصيره ويعرف كيف كان مصير أبيه.وفي طريق العودة الى بيروت اوقف الحريري عند رئيس الاستخبارات العسكرية السورية السابق رستم غزالي في عنجر, فقام رستم بتهديده, والقول له إن عليه ان يسمع كلمة الرئيس, الاسد, وراح يهدده بمسدس كان يقلبه بين يديه, ويوجهه احيانا الى رأس الحريري ويقول له: هل فهمت الدرس أم لم تفهمه?وتقول المصادر ان الشريط المسجل سيسمعه ميليس الى الاسد اول الاجتماع به, وسيفهمه ان نسخا منه اصبحت بحوزة الرئيس الاميركي, اذ أن النسخة الاصلية بحوزة الرئيس الفرنسي, وبحوزة نائبه تشيني ووزيرة الخارجية رايس التي علقت عند ما سمعت الترجمة الانكليزية له, هذا كلام لا يصدر عن رؤساء.وتشير المصادر المقربة في السياق نفسه ان مدير عام الامن العام اللبناني السابق جميل السيد, واثناء لقائه الاول مع رئيس النظام السوري في دمشق, بعد اغتيال الحريري, طلب ان يبقى في سورية, من باب الاختباء الاحتياطي, فاعتذر الاسد عن رفض طلبه إبعادا للشبهة, وطالبه بالعودة الى بيروت وأمر بتحويل مئة مليون دولار لحساباته في الخارج لقاء ان يظل صامتا, ويحافظ على صمته, والا يتحدث بشيء لاحد عن جريمة الاغتيال.وفي نطاق موجة الهلع التي تنتاب اركان النظام السوري عشية وصول ميليس قالت المصادر ان زوجة رئيس النظام السيدة أسماء الاخرس, قد ارسلت في الآونة الاخيرة الى لندن, وعلى متن احدى طائرات الطيران السوري ما مقداره 14 حقيبة سفر تضم اغلى مقتنياتها من الملابس وأثمن مجوهراتها, حيث انها تحمل الجنسية البريطانية, وأبواها يعيشان في لندن, ومن باب الاحتياطات من حدوث تطورات قد لا تكون سارة في المستقبل.وبخصوص عدول الاسد عن الذهاب الى نيويورك للمشاركة في قمة رؤساء العالم التي ستنعقد بمناسبة مرور ستين عاما على تأسيس منظمة الامم المتحدة قالت المصادر ان اسباب العدول ترجع الى حسابات تخص الاسد نفسه. فقد توقع ان تنتهي تحقيقات ميليس في دمشق, وهو في الامم المتحدة, فيسهل اتخاذ اجراء دولي لا يرغب به وقد يكون ضده شخصيا اذا ما جاء في نتيجة التحقيق الدولي أنه متورط بتصفية الحريري. الى جانب هذا الحساب الخاص, فإن معلومات وصلت الاسد أفادته بأن رايس قدمت توصية بعزله, وبمنع اي من موظفي الادارة والامم المتحدة من التحدث اليه ومن مصافحته. وقد أبلغ السفير السوري في المنظمة الدولية فيصل المقداد بهذه التعليمات التي نقلها الى رئيسه في دمشق. وتؤكد المصادر ان الاسد خاف ان يسافر السبت (اليوم) الى نيويورك فيأتي ميليس ويصدر أمرا هو لايرغب به, كالتوقيف مثلا.وبخصوص الضابط الهارب فان المصادر المقربة تقول انه محمد زهير صافي مدير مكتب حسن خليل رئيس الاستخبارات العسكرية حتى الرابع عشر من فبراير, يوم اغتيال الحريري, وعندما ازيح خليل وتولى المنصب من بعده, وفي ذات اليوم والتاريخ, آصف شوكت صهر الاسد وزوج اخته بشرى, قام شوكت بتعيين العميد علي احمد مديرا جديدا لمكتبه مكان صافي, وعلي احمد هذا كان يعمل ملحقا في السفارة السورية في باريس تابعا للاستخبارات العسكرية.كنز المعلومات الهارب محمد زهير صافي اجتمع بميليس بجنيف وسلمه كل الاشرطة, التي قيل انها تبلغ 40 شريطا, وعليها كل المحادثات التي جرت بين الاسد ورستم غزالي قبيل حادثة الاغتيال, وتتضمن معلومات غاية في الاهمية, وتعتبر بمثابة دليل قاطع على التورط.وتقول المصادر ان الضابط محمد زهير صافي موجود الآن في عهدة ال¯ (C.I.A) الاميركية, التي قدمت له الحماية بالنظر لخدمته الكبيرة لعملية التحقيق الدولية الجارية الآن للقبض على قتلة الحريري وتقديمهم للعدالة.على هذا الصعيد المتصل اكدت المصادر المقربة على ان رامي مخلوف ابن خال الاسد ووكيله وشريك اعماله, قد انتقل من باريس الى لندن سعيا لشراء عقارات. وقد وقع اختياره على بعض البنايات في شارع ماي فير لم يتخذ بعد القرار النهائي بشرائها.

شريط الفلسطيني احمد عدس مفبرك


عرب تايمز 2005 / 9 / 8 :
اكدت جريدة المستقبل المملوكة لال الحريري ما سبق ونشرته عرب تايمز من ان شريط الفلسطيني احمد عدس مفبرك وغير حقيقي وان الشاب ضحية لاجهزة المخابرات التي حاولت تلفيق تهمة الاغتيال بالفلسطينيين في لبنان .
وكانت نشرة "انتليجنس اونلاين" المتخصصة في الاستخبارات التي تصدر في باريس قد كشفت يوم امس في تقرير لها جوانب متعددة في عملية التحضير لاغتيال رفيق الحريري، وكيفية انشقاق ضابط سوري بارز ادلى بمعلومات مهمة في هذا المجال. وفي الآتي ترجمة حرفية للتقرير"الاختراق في التحقيق في اغتيال رفيق الحريري نتج من معلومات كشفها ضابط في الاستخبارات العسكرية السورية بعد انشقاقه عن سوريا وبحسب معلومات من مصادر ديبلوماسية في بيروت، فإن وكالات الاستخبارات السعودية والاميركية سجلت انقلابا رئيسيا ضد سوريا بالدفع لانشقاق العقيد محمد صافي وهو مدير مكتب رئيس الاستخبارات العسكرية السورية السابق اللواء حسن خليل.
وقد يفسر انشقاق صافي حقيقة اقالة خليل في منتصف شباط (فبراير) الماضي واستبداله باللواء اصف شوكت وصافي علوي من بلدة صافيتا القريبة من اللاذقية بينما زوجته درزية قريبة من عائلة الوزير مروان حمادة الذي نجا من محاولة اغتيال في تشرين الاول (اكتوبر) العام الماضي. وكان صافي مساعد خليل الموثوق لنحو خمس سنوات وكان ايضا قريبا من رئيس وحدة الاستخبارات الداخلية 251 اللواء بهجت سليمان، الذي اقيل في حزيران (يونيو) الماضي.
وبحسب مصادرنا فإن صافي ذهب اولا الى السعودية حيث استجوبته اجهزة الاستخبارات في البلاد ثم مررته للاميركيين. وتم استجوابه هذا الصيف مرتين في جنيف من قبل رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة في اغتيال الرئيس الحريري القاضي الالماني ديتليف ميليس، وكانت ثانيتهما في 17 آب (اغسطس) الماضي. وشملت المعلومات التي كشفها صافي نقاطا متعددة:
­ تم شراء الالف كيلوغرام من المتفجرات من نوع "ار دي اكس" التي استخدمت في التفجير من شركة "تشيمكو ايه اس" السلوفاكية المتمركزة في بلدة ستراسك الصغيرة. وقد اشترى السوريون كمية كبيرة من المتفجرات بوساطة رجل اعمال سوري قريب من الاستخبارات العسكرية ولديه مكتب في اسطنبول. وبما ان بيع الـ"ار دي اكس" منظم الى حد كبير، فإنه لا يمكن القيام به الا من حكومة لحكومة. وقد سافر محققو ميليس الى البلدة السلوفاكية للحصول على وثائق بيع المتفجرات لسوريا من الشركة.
­ قدم صافي ارقام الهاتف الخلوي الامنة (السرية) التي كان يستخدمها رئيس جهاز الامن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان سابقا العميد رستم غزالة ومساعدوه الرئيسيون (370714، 549649، 576135). وكانت اكثرمن عشرة خطوط اخرى تستخدم من جانب السلطات السورية المناطقية، مثل العقيد جامع جامع الذي كان مسؤولا عن منطقة الفنادق الفخمة حيث اغتيل الحريري والعقيد محمد خلوف المسؤول عن المنطقة الموجودة فيها الشقة التي استخدمت في التخطيط للجريمة في منطقة الضاحية الجنوبية وكذلك النائب السابق ناصر قنديل. وقالت النشرة انه يعتقد ان قنديل هو الذي ابلغ منفذي الجريمة بمغادرة الحريري البرلمان.ويقال ان شريط الفيديو الخاص بأحمد ابو عدس قد اعد بواسطة بهجت سليمان لاخفاء التورط السوري في الجريمة(على صعيد اخراعلنت السلطات السلوفاكية ان استخباراتها تحقق بشأن ما اذا كانت المتفجرات التي استخدمت في جريمة اغتيال الرئيس الحريري جاءت من هذا البلد.وقال الناطق باسم الجهاز الاعلامي السلوفاكي فلاديمير سيمكو "لدينا هذه المعلومات .. وهي في مرحلة اجراء التحقيق بشأنها". اضاف سيمكو "لقد بدأ السلوفاكيون باجراء تحقيق حول احتمال شراء (المتفجرات) قبل ظهور نبأ احتمال وجود الصلة على الموقع الالكتروني (انتليجنس اونلاين)"، رافضا كشف كيفية معرفتهم بالمعلومات .

تعرف على جلادي الشعب السوري


(1) تعرف على جلادي الشعب السوري ـ علي مملوك : إضاءات على زوايا من تاريخه الغامض في الجهاز الأكثر غموضا
المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية 19.6.2005 :
في إطار قراره غير المعلن بـ " عسكرة " إدارة المخابرات العامة ، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد قبل بضعة أيام مرسوما يقضي بتعيين اللواء علي مملوك مديرا لهذه الإدارة ( المعروفة باسم أمن الدولة ) خلفا للواء هشام الاختيار ( بختيار ) المنحدر من أصول فارسية تعود إلى القرن التاسع عشر ، وربما إلى ما قبل ذلك ، والذي تم تعيينه مؤخرا عضوا في القيادة القطرية لحزب البعث ، و رئيسا لمكتب الأمن القومي فيها . ويعتبر اللواء علي مملوك ( مواليد 1945 ) واحدا من أكثر ضباط المخابرات السورية غموضا بالنسبة للشعب السوري وللمراقبين ، في الداخل والخارج . وكان أول ذكر له في وسائل الإعلام ، وفي أدبيات المعارضة السورية ومنظمات حقوق الإنسان ، في 20 تموز / يوليو 2002 ، حين نشر " المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية " قائمة تتضمن 76 اسما من أسماء ضباط المخابرات السورية مرفقة بموجز لأخطر الجرائم التي تورطوا بارتكابها ، مباشرة أو مداورة ، ضد حقوق الأنسان في سورية ولبنان ، والذين طالب " المجلس" بمحاكمتهم عليها أمام القضاء الدولي . ومن المؤكد أن ملف اللواء علي مملوك الذي أعده " المجلس" ، وهو على أي حال ملف غير كامل ويحتاج إلى مزيد من الترميم ، الملف الوحيد المتوفر حول هذا الضابط الذي احتل على مدى أكثر من ربع قرن مهمات حساسة جدا في فرع المخابرات الجوية الذي تم تغيير وضعه الإداري في السلم التراتبي للقيادة العامة للجيش والقوات المسلحة ليصبح " إدارة المخابرات الجوية " ، وعلى قدم المساواة مع الإدارات الأخرى التابعة لرئاسة الأركان . والراجح أن ذلك كان بدفع من اللواء ابراهيم حويجة ، أول رئيس لفرع المخابرات الجوية بعد اكتسابه صفة إدارة ، من أجل التخلص من التبعية الإدارية والمالية واللوجستية لقيادة القوى الجوية والدفاع الجوي ، وبالتالي اكتساب المزيد من الاستقلالية في العمل ... على قدم المساواة مع شعبة المخابرات العسكرية " لصاحبها " العماد علي دوبا !
ينحدر اللواء علي مملوك من لواء اسكندرونة الذي اغتصبته تركيا في العام 1939 بالتواطؤ مع فرنسا إبان انتدابها على سورية ، وتخلى عنه النظام السوري بموجب اتفاقية أضنة الأمنية السرية في تشرين الأول / أكتوبر 1998 ، التي جاءت على ذكر الاتفاق المتعلق بلواء اسكندرونة في ملحقها الثالث الذي لم تتم الإشارة إليه في ديباجة الاتفاقية!! ( نقوم الآن بترجمة الاتفاقية بعد الحصول على نصها الأصلي ، من أجل نشرها) . وكانت أسرة اللواء مملوك من أوائل الأسر التي هجرت اللواء طوعا أو هجّرت منه قسرا إلى حلب واللاذقية ودمشق . وعلم " المجلس" أن توجيهات من دوائر رسمية عليا وردت فور تعيين اللواء مملوك في منصبه الجديد إلى بعض الصحفيين الذين يراسلون صحفا عربية تصدر في لندن والخليج ، ولأسباب يمكن للقارىء فهمها دون عناء ، طلبت من هؤلاء أن يضمّنوا تقاريرهم المتعلقة بخبر تعيينه معلومة تقول بأن " اللواء علي مملوك دمشقي أصيل وينحدر من حي العمارة في دمشق القديمة " !! ومن المؤكد أننا سنقرأ هذه الإشاعة في تقارير هؤلاء خلال الأيام القليلة القادمة على نحو واسع !!
بعد استيلائه على السلطة في العام 1970 ، عهد الجنرال حافظ الأسد إلى اللواء محمد الخولي بمهمة بناء فرع المخابرات الجوية ( إدارة المخابرات الجوية لاحقا) . وقد كان علي مملوك ، رغم صغر رتبته آنذاك ، واحدا من الضباط الأوائل الذين اصطفاهم الخولي لتأسيس جهاز للمخابرات الجوية يتمتع بؤهلات وكفاءات بشرية وتقنية عالية . ويمكن الإشارة هنا إلى أهم الضباط المؤسسين للجهاز ، بالإضافة للخولي :
ـ ابراهيم حويجة ( ينحدرمن ناحية عين شقاق في منطقة جبلة . وهي بلدة متاخمة لبلدة محمد الخولي ـ بيت ياشوط) . ومن أبرز المهمات التي أوكلت لحويجة لاحقا مهمة اختراق " القوات اللبنانية " برئاسة سمير جعجع وقيادة عملية الانشقاق التي تولاها إيلي حبيقة . كما وتعتبر عملية شق حزب الكتائب اللبناني ، أو بالأحرى تنظيم انقلاب داخلي في الحزب بقيادة كريم بقرادوني وجماعته ضد آل الجميّل ، مهمة أخرى من أبرز المهمات التي أوكلت للواء حويجة . وللتذكير فإن كريم بقرادوني أصبح رجل المخابرات الجوية الأول في لبنان بعد أن " أنهى " علاقته الوثيقة والمعروفة بإسرائيل . وهناك معلومات قوية جدا تؤكد أن جهاز الأمن الخاص بكريم بقرادوني ضالع بشكل كبير في اختطاف رفيقه بطرس خوند من قبل المخابرات الجوية ونقله إلى سورية . الأمر الذي يمكن أن يفسر تلك العبارة التي طالما رددها بقردوني والقائلة : " فكروا فيه ( أي ببطرس خوند) كما لو كان في نقاهة وسوف يعود الينا قريبا " !
ـ مفيد حماد ( شقيق زوجة الخولي ) . وقد أوكل له عدد من العمليات الخاصة الخارجية لعل أهمها عملية الاستطلاع في الأردن التي مهدت لمحاولة اغتيال رئيس الوزراء الأردني الأسبق مضر بدران على يد " سرايا الدفاع " التي كان يقودها رفعت الأسد ، والتي فشلت فشلا ذريعا وتم اعتقال قائدها العقيد عدنان بركات وبقية أفراد مجموعته الإرهابية من قبل المخابرات الأردنية ؛
ـ ياسين محمد ياسين ( من قرية قرقفتي ـ ريف منطقة بانياس الساحلية ) ، وإن تكن مسؤوليته في سلاح الجو قد طغت على مهماته الأمنية ؛
ـ عز الدين اسماعيل ( المدعو أحيانا : عز الدين حمرة ) . وينحدر من قرية بسطوير في منطقة جبلة وهو متزوج من شقيقة الضابطين الشهيرين هاشم معلا ( العميد المتقاعد من القوات الخاصة ، والمسؤول عن ارتكاب مجازر جماعية في حلب وجسر الشغور فضلا عن حمانا في لبنان ) و محمود معلا ( رئيس أركان الحرس الجمهوري) ؛
ـ هيثم سعيد ، المنحدر من ريف السلمية ، ورئيس مكتب محمد الخولي لسنوات طويلة . ويعرف عن هذا الرجل أنه كلف في الثمانينيات باغتيال أكرم الحوراني في باريس . كما ويعرف عنه أنه كان " المدير التنفيذي " لعملية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق صلاح الدين البيطار في باريس أيضا ؛
ـ عبد الكريم النبهان ، رئيس فرع المخابرات الجوية في المنطقة الوسطى ( حمص) لاحقا .
حين أسس جهاز المخابرات الجوية ، كانت المهمة الأساسية الموكلة إليه ، إن لم نقل الوحيدة ، هي أمن سلاح الجو السوري ، وفي المقدمة أمن " الطائرة رقم 1 " في هذا السلاح إذا جاز التعبير . أي الطائرة الرئاسية ، وكل ما يستتبع ذلك من جوانب أمنية ولوجستية تتعلق بالرئيس الأسد لاسيما أثناء سفره خارج القطر . هذا بالإضافة لبعض العمليات الخاصة في الخارج ، سواء منها المتعلقة بأمن سلاح الجو مباشرة ( أمنيا وتقنيا) ، أو تلك المتعلقة بشخصيات سياسية معارضة . والمعلومات المتوفرة تشير إلى أن عملية اغتيال إيلي حبيقة قد نفذت من قبل هذا الجهاز ، خصوصا إذا علمنا أن الأمن الخاص لإيلي حبيقه ، ومنذ أن دبر اللواء حويجة عملية انشقاقه عن جعجع وحتى تصفيته ، كان من جهاز المخابرات الجوية السوري !
بسبب طبيعة المهام الخاصة التي أوكلت لهذا الجهاز ، من الصعب الحديث عن دور بارز له ، على الأقل من ناحية الكم لا النوع ، في عمليات القمع الداخلية التي اضطلعت بها المخابرات العسكرية بالدرجة الأولى ، والمخابرات العامة بالدرجة الثانية والأمن السياسي ( التابع لوزارة الداخلية ) بالدرجة الثالثة . وقد ظل دور المخابرات الجوية " ملتبسا " دوما لجهة علاقتها بالحياة السياسية الداخلية ، وإن يكن من المؤكد لدينا أن اللواء محمد الخولي كان وراء إنشاء عدد من " الدكاكين " السياسية خلال الثمانينيات ، لعل أبرزها " دكان " كريم الشيباني ، الذي يحمل اسم "الحزب الوطني الديمقراطي " . مع الإشارة إلى أن الشيباني ينحدر من قرية " عين قيطة " وهي عمليا حارة من حارات بلدة محمد الخولي " بيت ياشوط " ، وأن الخولي كان وراء تعيين الشيباني عضوا في " مجلس الشعب" خلال الفترة 1986 ـ 1990 . والملاحظ أن إغلاق "دكان" الشيباني قد تزامن مع انطفاء اسم الخولي وخروجه من الحياة العامة !
عموما ، يمكن القول إن أكبر عملية قمعية أسندت للمخابرات الجوية ضد المعارضة السياسية هي العملية التي قادها ضد " حزب التحرير الإسلامي " مطلع التسعينيات الماضية ، والتي أسفرت عن تفكيك البنية التنظيمية لهذا الحزب واعتقال حوالي المئتين من قياداته وكوادره المؤهلة تأهلا علميا عاليا ( أطباء ، مهندسون ، محامون .. إلخ ) . وكانت إناطة هذه المهمة بالمخابرات الجوية دون غيرها من الأجهزة لسبب أقرب ما يكون إلى " المصادفة " منه إلى أي التخطيط المسبق ، إذ إن أول من اعتقل من كوادر حزب التحرير الإسلامي كان ضابطا في سلاح الجو . وبعدها كرّت السّبّحة ! وثمة عرف متبع في سورية يقوم على أن الجهاز الأمني الذي يكتشف قضية ، أو تنظيما معارضا ، يسند إليه أمر متابعتها إلى آخرها ، فيما تقوم الأجهزة الأخرى بمساعدته إذا تقاطع نشاطها في مرحلة من مراحل المتابعة مع الجهاز الذي اكتشفها . أما القضايا السياسية الأخرى التي تولت المخابرات الجوية الاضطلاع بها فكانت قضايا أقرب إلى " الفردية " ، إذا ما استثنينا قضية " المحاولة الانقلابية " الوهمية التي فبركها هذا الجهاز في العام 1986 كفخ لاصطياد الضباط المشكوك في ولائهم . وقد تمت العملية بالتنسيق مع اللواء أحمد عبد النبي قائد الفرقة السابعة آنذاك ، الذي قام بدور الطعم المسموم !
ينبغي أن نضيف أيضا ، ولو على صعيد ممارساته القمعية الخارجية البارزة ، لكن غير المعروفة إلا على نطاق محدود ، عملية مطاردة أتباع الجنرال ميشيل عون ( المدنيين ، لا العسكريين ) فيما كان يسمى "بيروت الشرقية " ومحيطها بعد أن دخلتها القوات السورية ، وبشكل خاص مناطق المتن والضبية والأشرفية وعين سعادة وبيت مري وبرمانا و " المونت فيردي" . وقد تمت هذه العملية بدعم كبير من عناصر جهاز الأمن الخاص لحزب الكتائب ـ جناح بقرادوني ، الذين عملوا مع المخابرات الجوية السورية كدلاّلين أو كـ " كلاب شمّامة " ! ولا بد من الإشارة هنا إلى أن ابراهيم حويجة أسس مركزا هاما له في منطقة حرش تابت ـ سن الفيل في بيروت منذ العام 1978 . وقد تولى هذا المركز جميع العلمليات المشار إليها أعلاه . وليس مصادفة أن القيادي الكتائبي بطرس خوند قد اختطف من هذه المنطقة بالذات في أيلول / سبتمبر من العام 1992 !
***
لا شك بأن الكثيرين سينظرون إلى تولية علي مملوك منصب مدير المخابرات العامة بوصفها نقلة نوعية تتيح لهذا الرجل أن يكون عضوا في " الحلقة الذهبية " التي تصنع القرار في سورية . وبغض النظر عن دقة ذلك أو عدمها ، ينبغي القول إن العصر " الذهبي " للواء مملوك كان خلال فترة رئاسته لفرع التحقيق في المخابرات الجوية الذي اضطلع بارتكاب جرائم نوعية ربما لم يرتكبها أي جهاز آخر في العالم بعد الحرب العالمية الثانية ، بما في ذلك أجهزة صدام حسين . ونعني بذلك اختبار الأسلحة البيولوجية والكيميائية على عشرات المعتقلين السياسيين السوريين واللبنانيين والفلسطينيين والأردنيين الذين أنكر وزير الداخلية الأردني عوني يرفاس قبل بضعة أيام ، كاذبا ، وجودهم في سورية !! وهو ما سيكون موضوع رد موثق من قبلنا قريبا .
وكما هي الحال في بقية أجهزة المخابرات السورية الأخرى ، أسست المخابرات الجوية منذ البداية " فرع تحقيق" خاصا بها . وقد تقرر أن يكون مركزه داخل مطار المزة العسكري في ضواحي دمشق الجنوبية الغربية . ومن اللافت أن جهاز أمن " سرايا الدفاع " المنحلة ، التي كان يقودها رفعت الأسد ، هي الجهاز الآخر الذي أقام فرع تحقيق داخل المطار العسكري نفسه ، فضلا عن فرعه الآخر الذي أقامه في معسكرات القابون ، حين كان الرائد سليمان جيد رئيسا للجهاز. وكان هذا التجاور الجغرافي داخل حرم المطار فرصة لتوثيق العلاقات بين الجهتين ولتعاونهما ، فضلا عن الفرصة الأخرى المتمثلة بتقاطع المهمات الأمنية للجهتين فيما يتصل بأمن الجنرال الراحل حافظ الأسد ، حتى العام 1984 . ويمكن القول إن تلك الفترة كانت بداية " التعارف" وتوثيق العلاقة بين علي مملوك وضباط "سرايا الدفاع" . وهي العلاقة التي تعززت من خلال " صديقهما المشترك " المتمثل بتجار دمشق الذين يعتبرون مملوك " دمشقيا أصيلا " ! وثمة معلومات ، غير مؤكدة ، تقول بأن علي مملوك " ما يزال يحتفظ بعلاقة غير معلنة مع رفعت الأسد ، تتم رعايتها باستمرار على أيدي رجلي الأعمال الدمشقيين وليد جلمبو وفاروق جي " .
يتعبر اللواء علي مملوك واحدا من أكثر ضباط المخابرات وحشية في سورية . وهو يصنف من حيث الوحشية في قائمة هشام اختيار ( بختيار) ومصطفى التاجر ويحي زيدان وعبد المحسن هلال . أي في زمرة الضباط الذين تدفعهم ساديتهم إلى ممارسة التعذيب بأيديهم مباشرة حين يصلون إلى استعصاء في عملية التحقيق مع ضحاياهم . ومن إرشيفه الموجود لدى " المجلس " نقتطف ما يلي :
أولا ـ وسائل التعذيب التي استخدمها علي مملوك في فرع التحقيق بمطار المزة وأبرز ضحاياها:
ـ الرينغ ، أو الحلقة : وهي عبارة عن أكرة معلقة في السقف ، ذات أخدود على محيطها ، شبيهة بتلك التي تستخدم لحركة الحبل الذي يرفع دلو الماء من البئر .
يتم تقييد المعتقل من رسغيه خلف ظهره بوساطة " الكلبشة " أو وسيلة أخرى . وبعد ذلك يجرى تعليق القيد بأحد طرفي حبل يتدلى من " الرينغ " المعلق في السقف . وهذا الحبل حر الحركة والانزلاق في الأخدود المحيط بـ " الرينغ " ، صعودا وهبوطا . بعد ذلك يقوم أحد عناصر المخابرات ، أو أكثر من عنصر ( وذلك تبعا لوزن المعتقل الذي يخضع للتعذيب ) ، بسحب الحبل من طرفه الآخر كما لو أنه يسحب ماء من بئر . الأمر الذي يؤدي إلى رفع المعتقل عن الأرض . وبالنظر لأن المعتقل يكون مقيدا من الخلف وليس من الأمام ، أي عدم وجود أي إمكانية لحركة الساعدين إلى الأعلى من مفصلي الإبطين ، فإن مجرد رفع السجن عن الأرض ، ولو لبضعة سنتيمترات قليلة ، يتسبب بآلام رهيبة في المفصلين عند الكتف . وفي كثير من الأحيان تحصل عملية أشبه ما تكون بفسخ الدجاجة ، خصوصا إذا كان السجين ذا وزن كبير أو إذا سحب الجلاد الحبل بسرعة ( بطريقة النتر ) . ومن أبرز المعتقلين الذين استخدمت معهم هذه الطريقة وكان علي مملوك مشرفا على تعذيبهم شخصيا : رئيف داغر ( مواطن لبناني سلمه حزب الله للمخابرات الجوية السورية . وتعرض للتعذيب بهذه الأداة بتاريخ 18 أيلول / سبتمبر 1990 ) ؛ ضرار عبد القادر ( مواطن لبناني اختطفته الجبهة الشعبية بقيادة أحمد جبريل وسلمته للمخابرات الجوية في حزيران / يونيو 1986 ، ويعتقد أنه تابع لحركة الشيخ سعيد شعبان في طرابلس . عذب بهذه الوسيلة في تموز / يوليو من العام نفسه ) ؛ كلود حنا خوري ( رقيب في الجيش اللبناني من الموالين للجنرال ميشيل عون . عذب بهذه الطريقة في شهر تشرين الثاني / نوفمبر 1990 ) ؛ الدكتور فؤاد طالباني ( ابن عم الرئيس العراقي الحالي جلال الطالباني . اختطف من مطار دمشق بينما كان عابرا بطريقة الترانزيت قادما من لندن. جرى تعذيبه بهذه الطريقة في شهر آب / أغسطس 1989 لإجباره على الاعتراف بأنه ذاهب لمقابلة صدام حسين بأمر من جلال الطالباني . وبعد أن فشل مملوك في انتزاع الاعتراف الذي يريده منه وضع عنقه على الحافة المعدنية لمدخل غرفة التحقيق وظل بفرك عنقه بحذائه جيئة وذهابا إلى أن كسر فقرات رقبته . وقد أصيب بشلل نهائي في طرفيه العلويين والسفليين ، فضلا عن تيبس وتخشب رقبته بزاوية حادة جدا مع كتفه الأيسر . وقد شاهده العشرات من معتقلي سجن صيدنايا العسكري ، وتحديدا الجناح أ / يسار في الطابق الثالث ، حين نقل من السجن بتاريخ 2 نيسان / أبريل 1992 إلى مكان مجهول . واللافت أن " المجلس " حين اتصل بحزب جلال الطالباني قبل سنتين ( من خلال سيدة في هولندة هي شقيقة الوزيرة الكردستانية نسرين برواري ) من أجل استكمال التحقيق بشأن وضع الدكتور فؤاد ، أعطوا إجابة غامضة لم نفهم منها أي شيء . فتارة كانوا يقولون إنه توفي في السجن وسلمت لهم جثته، وتارة كانوا يقولون بأنه توفي بعد إطلاق سراحه !. لكن ما هو مؤكد أن ثمة صفقة ما قد أبرمت بين جلال الطالباني من جهة وحافظ الأسد وأجهزته الأمنية من جهة ثانية لعدم إثارة الموضوع إعلاميا ، ولكي تتم لفلفة القضية بهدوء . ويرى " المجلس " أن السيد جلال الطالباني وحزبه " الاتحاد الوطني الكردستاني " ، خصوصا بعد تغير الظروف وأصبح رئيسا للعراق ، مطالب بتوضيح مصير المغدور الدكتور فؤاد وطبيعة الصفقة التي جرت لطمس القضية .
ـ المرج : وهو عبارة عن لوح سميك من الخشب مرصّع بحصى من الصوان مدببة وحادة . ويتم إجبار المعتقل على المشي عليه أو الهرولة فوقه . وعند محاولته التوقف يتم ضربه بالكابل الرباعي ( الفولاذي المخصص لنقل الكهرباء ذات التوتر العالي ) من قبل عدد من العناصر المحيطين بلوح الخشب ، وذلك لإجباره لاإراديا على الحركة فوقه ومنعه من الخروج عنه . ومن أبرز المعتقلين الذين عذبوا به ، إضافة لمن ذكرت أسماؤهم سابقا ، كل من : عصام الكعدة ( مواطن لبناني اختطفته حركة أمل بقيادة نبيه بري وسلمته للمخابرات السورية في العام 1983 . ولا نعرف بالضبط كيف وجد طريقه إلى فرع التحقيق في المخابرات الجوية في العام 1989 ، الذي نقله في آذار / مارس من العام نفسه إلى معتقل خان أبو الشامات السري )؛ الياس ميشيل عبد النور ( مواطن لبناني لا نعرف حتى الآن كيف وصل إلى فرع التحقيق المذكور حيث شوهد فيه بتاريخ 12 آذار / مارس 1984 وتم تعذيبه لعدة أشهر اختفى فيها أثره بعد ذلك ، ليظهر من ثم في المقر الجديد للمخابرات الجوية في ساحة التحرير بالقرب من حي باب توما في دمشق أوائل نيسان / أبريل 1989 ) .
ثمة معلومات أخرى لدينا تتعلق بالمواطن السوري فخر زيدان تفيد بأنه تعرض للعذيب بوسائل من هذا القبيل . إلا أننا لم نستطع التيقن منها . وفخر زيدان ( المنحدر من ريف محافظ طرطوس ) سبق له أن اعتقل من قبل المخابرات الجوية على ذمة البعث الديمقراطي برفقة زوج ابنة عمه ، غالب حسن محمد ، الذي كان يعمل في نقابة عمال المطابع بجريدة "الثورة" الرسمية . وقد حاولنا مرارا وتكرارا الحصول منه ( أي من السيد فخر زيدان ) على ما لديه من معلومات تتعلق بالتعذيب في المخابرات الجوية ، والتي كان شاهد عيان عليها ، إلا أنه رفض الإدلاء بأي معلومات رفضا قاطعا !!؟؟
تبقى ملاحظة ينبغي الإشارة إليها هنا . وهي أن أحد زملائنا ، وقد صادف أن كان معتقلا مع الدكتور فؤاد طالباني في سجن صيدنايا قبل نقله من السجن ، شاهد باطن قدمي الدكتور طالباني ولاحظ أنها مليئة بندوب كثيفة لجروح ملتئمة يتراوح طول كل منها ما بين 5 ـ 15 مم . وهذا ما يشير إلى أنه أجبر على المشي فوق " المرج " . كما وينبغي أن نشير هنا إلى أن اسم أداة التعذيب هذه مأخوذ من أداة درس القمح التقليدية التي يستعملها الفلاحون في البيادر .
ليست هاتان الوسيلتان أداتي التعذيب الوحيدتين اللتين استخدمهما اللواء مملوك وجلادوه حين كان رئيسا لفرع التحقيق في المخابرات الجوية . فهناك الوسائل " التقليدية " الأخرى المعروفة كالدولاب وبساط الريح والحرق بأعقاب السجائر والضرب بالكابل الفولاذي الرباعي .. إلخ . وقد أشرنا إلى هاتين الأداتين حصرا لاعتقادنا أنهما من ابتكارات مملوك وابداعاته وحده دون غيره ، إذ ليس لدينا أي قرينة تثبت أنهما استخدمتا في مراكز اعتقال أخرى ، سواء تابعة للمخابرات الجوية أو غيرها .
ثانيا ـ علي مملوك وقضية اختبار الأسلحة الكيميائية والبيولوجية على المعتقلين السياسيين :
بصفته رئيسا لفرع التحقيق في المخابرات الجوية ، لعب علي مملوك دورا أساسيا في فرز العشرات من المعتقلين السوريين واللبنانيين والأردنيين والفلسطينيين إلى معتقل " خان أبو الشامات " السري التابع للمخابرات الجوية من أجل إخضاعهم لاختبار أسلحة كيميائية وبيولوجية . وطبقا لمعلومات مؤكدة فإن مملوك كان عضوا في اللجنة العليا التي أشرفت على هذه الجريمة ، والتي ضمت وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس وأحد مستشاريه للشؤون العلمية ، فضلا عن خبراء من مركز البحوث العلمية التابع لوزارة الدفاع والذي ترأسه في حينها الدكتور واثق شهيد وخلفه اللواء علي ملاحفجي ( القائد الأسبق للقوى الجوية والدفاع الجوي ) ، وأطباء تابعين لإدارة الخدمات الطبية العسكرية وضباط من المخابرات الجوية . وكان الدور الأخطر الذي لعبه مملوك في هذه الجريمة هو انتزاعه اعترافات خطية من المعتقلين لديه تتضمن نصا على الشكل التالي :
" ... أنا السجين (.....) ، وبعد أن تبلغت حكم الإعدام الصادر بحقي ، أعرب بملء إرادتي ودون إكراه عن استعدادي للتطوع من أجل اختبار عقاقير طبية لصالح مصانع إنتاج الأدوية ، سواء منها التي تملكها وزارة الصحة أو تلك التابعة لوزارة الدفاع ، أو أي جهة حكومية أخرى .." .
يشار إلى أن " المجلس " يتابع هذه القضية منذ سنوات ، وقد أصد عددا من التقارير والتصريحات الخاصة بذلك منذ أن كشف عن وجود معتقل " خان أبو الشامات " السري التابع للمخابرات الجوية ، والذي يقع بالقرب من البلدة السورية المعروفة بالاسم نفسه شمال شرق دمشق . ( انظر الهوامش أدناه ) .
ثالثا ـ علي مملوك وقضية بطل الجمهورية العميد عصام أبو عجيب والطيار الهارب النقيب بسام العدل :
كان " المجلس " سباقا إلى الكشف عن قضية العميد الركن عصام غالب أبو عجيب رئيس أركان فرقة الدفاع الجوي الجنوبية عند اعتقاله في العام 1989 . وأشار " المجلس " في تقاريره المتعلقة بذلك إلى أن العميد " أبو عجيب" من مواليد بلدة القدموس ، منطقة بانياس ، 1945 . وأنه يحتفظ بالعديد من أوراقه التي دون فيها شهادته بعد نقله إلى سجن صيدنايا العسكري ربيع العام 1992 ، وقبل وفاته متأثرا بظروف الاعتقال الوحشية التي تعرض لها في زنزانته الانفرادية بمقر المخابرات الجوية المشار إليه أعلاه . ولأنه لا مجال لسرد قصة العميد أبو عجيب كاملة هنا ، نكتفي بما ذكره زميلنا السابق نزار نيوف في مقالة له حول هذه القضية . لكن قبل ذلك من المفيد الإشارة هنا إلى أن العميد أبو عجيب اعتقل بأمر من الرئيس السوري حافظ الأسد بعد أن أبدى في أحد الاجتماعات العسكرية عالية المستوى احتجاجه واستنكاره لجريمة الاختبارات المشار إليها ، وكشف عن اختراق أجنبي خطير لأمن سلاح الجو أدى إلى هرب النقيب الطيار بسام العدل الذي كان صديقا لعلي مملوك ويلعب معه القمار في شقق خاصة بالدعارة والقمار بحي المزرعة في دمشق . وحين صدر أمر الاعتقال بعد تقرير رفعه فيه اللواء ابراهيم حويجة وعلي مملوك لحافظ الأسد ، لم يقم علي مملوك بإرسال عناصره لاعتقال العميد أبو عجيب ، بل ذهب هو شخصيا ، بالنظر للحقد الأعمى الذي كان يكنه للراحل الكبير . وحين اقتاده من منزله في الطابق الرابع من البناية التي كان سكنها في حي البرامكة ( خلف مقر نادي تشرين الرياضي ) رفض السماح له حتى بتبديل ملابس نومه . وطيلة وجوده في فرع التحقيق بمطار المزة ( قبل نقله لمقر المخابرات الجوية ) ، مارس الجلاد علي مملوك أبشع أشكال التعذيب الجسدي والنفسي على العميد أبو عجيب ، وليس أقلّها إعطاء الأوامر للمجرمين الذين يعملون تحت إمرته بنتف شعره وشعر شاربيه بخيوط من النايلون ، وصب الماء البارد عليه ، وتبول بعضهم فوق فراشه من فتحة في سقف زنزانته .. وهو الضابط الذي أبلى في حرب أكتوبر بلاء عز نظيره ، والمثقف الذي يحمل إجازتين جامعيتين ، والشاعر المبدع المرهف ، والموسيقار الذي يجيد الإبداع على العديد من الآلات الموسيقية الشرقية والغربية !! وحين توفي عمدت أسرته إلى تشييعه يوم جمعه كي لا يتسنى لأي من أركان النظام المشاركة في جنازته ، فقام وزير الدفاع مصطفى طلاس بالاتصال بزوجته السيدة زهراء الأصفهاني " معاتبا " إياها لأنها لم تخبر القيادة بوفاة زوجها لكي تقوم بواجب التكريم ، مضيفا : " إن الراحل يحمل وسام بطل الجمهورية ، وهو فقيد كبير للوطن ، وتقتضي الأصول أن يشيع بمراسم عسكرية تليق به " . لكن السيدة التي أذهلتها هذه الوقاحة ، لم تملك من أمرها إلا أن أغلقت سماعة الهاتف بوجهه ، وأخذت تجهش بالبكاء على رفيق حياتها الذي وصل الفجور بهم إلى حد قتله والمطالبة بتشييعه بمراسم عسكرية !
من شهادة نزار نيوف ( أخبار الشرق ، 9 نيسان / أبريل 2005 ) :
" ... والجدير بالذكر أن العميد عصام غالب أبو عجيب أحد أشهر ضباط صواريخ الدفاع الجوي في سورية (يحمل وسام بطل الجمهورية على إسقاطه 43 طائرة إسرائيلية في حرب تشرين / أكتوبر 1973 ، حسب إحصاءات الخبراء السوفييت ، و21 طائرة حسب إحصاءات الجيش السوري ، إذ لم تكن كتائب الدفاع الجوي قد زودت بعد بتلك الأجهزة التي تحدد بدقة أي كتيبة أو سرية هي التي أصابت الأهداف )، وقد كان رئيسا لأركان فرقة الدفاع الجوي المسؤولة عن حماية سماء جنوب سورية حين اعتقل ـ بأمر من حافظ الأسد شخصيا، وبطلب عاجل من قائد المخابرات الجوية في حينه اللواء ابراهيم حويجة ـ بعد هرب الطيار العدل.وقد نفذ أمر الاعتقال العميد علي مملوك رئيس فرع التحقيق في الجهاز الأمني المذكور حين اقتاد العميد أبو عجيب من منزله في حي البرامكة بدمشق وهو في ملابس النوم. وكان ما تحدث به العميد عصام في اجتماع عسكري ـ قيادي كبير عن ظروف وملابسات هرب بسام العدل، فضلا عن أسباب أخرى لا مجال للكشف عنها الآن، وسأعمل على نشرها بالتفصيل في أقرب وقت ممكن (إذ إن قسما من أوراقه الخاصة موجود معي كأمانة)، دافعا من دوافع اعتقاله. وقد أخبرني العميد عصام، وكان قائدي في مرحلة من مراحل خدمتي العسكرية، قبل أن يصبح صديقي إثر تمزيقه تقريرا أمنيا رفعه بي قائد كتيبتي في اللواء 55 العقيد محسن جميل قبيلي( في قرية الحجّيرة قرب دمشق )، وقبل أن يصبح فراشه ملاصقا لفراشي في سجن صيدنايا العسكري مطلع العام 1992، أن بسام العدل هرب بتواطؤ من ضابط كبير جدا في أعلى هرم النظام السوري (اللواء...) كان على صلة بالمخابرات الأميركية. وأكد لي العميد عصام " أن بسام العدل جرى تجنيده في الخارج من قبل السيدة (...) حين كان في دورة تدريبية للتحويل من قيادة ميغ 21 إلى ميغ 23. وقد تبعته هذه السيدة إلى سورية، وتم اكتشاف أمرها من قبل المخابرات الجوية السورية، وتم اعتقالها. إلا أنه أفرج عنها بعد عدة أيام بتدخل من حكومة بلادها. وبعد أيام قليلة من الإفراج عنها، هرب بسام العدل بطائرته "! وأكد لي العميد عصام أنه " أخبر القيادة بأمر هذه السيدة والدور المسند إليها، وطلب منهم اعتقال بسام العدل ". ثم عاد وأثار هذا الموضوع مع أعلى المستويات، خصوصا حين اكتشف أن أوامر من جهة معينة في أعلى هرم النظام قد أعطيت لضباط الرمي في ألوية وكتائب الدفاع الجوي التابعة لفرقته في المنطقة الجنوبية بعدم إطلاق النار عليه حين اكتشف من قبل الرادارات، رغم طيرانه على مستوى منخفض جدا فيما بين الجبال والوديان باتجاه فلسطين، ورغم أنه كان يطير منفردا دون سربه. علما بأن التعليمات الدائمة في الدفاع الجوي تنص على إسقاط الطائرات الصديقة (السورية) حين تتجاوز خطا معينا قريبا من الجبهة مع إسرائيل أو من الحدود المشتركة مع الدول الأخرى، خصوصا إذا لم تكن قيادة العمليات الجوية قد أعطت الدفاع الجوي توجيهات أخرى مسبقا، وإذا كانت الطائرة المعنية تحلق خارج سربها، أي منفردة "! وكان العميد عصام (أبو مجد) قد أطلق سراحه في العام 1995 بعد انهيار وضعه الصحي الناجم عن اعتقاله في زنزانة انفرادية، وتوفي في مثل هذه الأيام من العام 2000 بعد أن انفجر قلبه بسبب المعاملة الإجرامية التي لجأ إليها النظام في إذلاله وإهانته وهو الجدير بأن تقام له النصب التذكارية في الساحات العامة. والجدير بالذكر أن العميد عصام قد أبدع خلال حرب أكتوبر، حين كان برتبة نقيب وقائدا لكتيبة كفادرات (سام 6 المحمولة على مدرعات)، نظرية في علم رمي الصواريخ أرض ـ جو، ما تزال تدرّس حسب علمي في أكاديمية فرونزا العسكرية الروسية وكليات غربية أخرى. وطبقا لاختصاصيين غربيين درسوا التكتيكات العربية في الحرب المذكورة، فإن العميد عصام أبو عجيب في سورية والفريق محمد علي فهمي (قائد الدفاع الجوي المصري آنذاك) يعتبران الضابطين الأكثر تميزا في أداء سلاح الدفاع الجوي منذ الحرب العالمية الثانية.
يبقى أن نشير إلى أن الراحل العظيم عصام أبو عجيب، المولود في بلدة القدموس في العام 1945، والضابط الذي لم يمنعه تشيّعه وإيمانه العميق من أن يصادق علمانيا ليبراليا مثلي، شاعر وموسيقار فذ ربما لن يكون له غرار في الجيش السوري خلال سنوات طويلة، خصوصا بعد أن دمره حافظ الأسد وحوله إلى ميليشيا انكشارية تقوم استراتيجتها العسكرية وعقيدتها القتالية على نقطة واحدة: القتال دفاعا عن النظام حتى آخر مواطن سوري! " .
هذا هو علي مملوك ، وهذا بعض من تاريخه الغامض في الجهاز الأكثر غموضا .
(2) هل التقى المحقق ديتليف ميليس ضابطا سوريا منشقا في جنيف ؟ ومن هو الرائد محمد سعيد صدّيق !؟
المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية 19.8.2005 :
هل التقى ميليس ضابطا سوريا منشقا في جنيف ؟؟!!
معلومات ينبغي التعاطي معها بحذر رغم جديتها :
ضابط سوري من مكتب اللواء حسن خليل التقى " ميليس " أول أمس في جنيف
بعد أن قدم " أدلة مفتاحية" في قضية اغتيال الحريري ووصل إلى باريس اليوم حيث يجري التحقيق معه
الرائد " محمد سعيد صدّيق " فرّ إلى السعودية بمساعدة وحماية جهاز استخباراتها الخارجي !!؟
معلومات " المجلس " : يوجد ضابط بهذا الاسم ، لكن لا دليل على أنه كان في مكتب اللواء خليل !
فيما قطع التحقيق في قضية اغتيال الرئيس الحريري شوطا كبيرا باتجاه وضع اليد على الجناة المباشرين وغير المباشرين كما تؤكد المعلومات المسربة من بيروت ، ذكر مصدر مقرب من أوساط " تيارالحريري " في باريس أن " الشخص الذي قدم المعلومات المفتاحية للجنة التحقيق الدولية هو ضابط المخابرات السوري (م . ص ) الذي عمل في مكتب اللواء حسن خليل رئيس شعبة المخابرات العسكرية السورية السابق حتى تاريخ إحالته على التقاعد أواسط شباط (فبراير ) الماضي بعد أن بلغ السن القانونية " . وقال المصدر في حديث خاص مع أحد أعضاء " المجلس " إن الضابط المذكور " فر إلى السعودية بترتيب مع جهاز استخباراتها الخارجي الذي نسق العملية مع أجهزة استخبارات دولية وإقليمية أخرى تخترق المخابرات العسكرية السورية منذ سنوات طويلة " . وأضاف المصدر " إن الضابط الذي يقيم الآن في السعودية بضيافة وحماية جهاز استخباراتها ، كان قدّم لرئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس أدلة مفتاحية ساعدته في فك لغزين أساسسين على الأقل من الألغاز المحيطة بعملية اغتيال الرئيس الحريري ، وهما قضية أحمد أبو عدس وشريطه التلفزيوني من جهة ، وقضية المادة المتفجرة C4 من جهة أخرى " . لكن المصدر لم يحدد ما إذا كان هذا الضابط قد التقى رئيس لجنة التحقيق مباشرة ، أم أنه سلمه معلوماته بطريقة غير مباشرة عبر طرف ثالث؟ إلا أن معلومات وردت إلى باريس ليلة أمس من جنيف تفيد بأن " ميليس " التقى أول أمس ، وقبل ساعات قليلة من عودته إلى بيروت ، الضابط السوري المزعوم ( م. ص ) في مقر البعثة السعودية بالأمم المتحدة ، حيث كان الضابط يرتدي لباسا خليجيا جعله يبدو كما لو أنه من طاقم البعثة " ؟ وفي تطور لاحق ، علم " المجلس " أن الضابط المذكور ليس سوى محمد سعيد صدّيق ، وقد وصل اليوم إلى باريس قادما من جنيف أو ماربيا في إسبانيا حيث يقيم رفعت الأسد " للمشاركة في مؤتمر لمجموعات سورية معارضة يعقد نهاية الشهر القادم برعاية وتمويل من جهات أمنية فرنسية ومكتب رفعت الأسد في فرنسا الذي يديره قريبه المدعو عقيل الخيّر " ، بحسب ما ذكره لـ " المجلس " مصدر ديبلوماسي سابق ينتمي للحزب الاشتراكي الفرنسي . وقد أشار هذا المصدر إلى أن الضابط المذكور " يخضع منذ وصوله إلى باريس اليوم لاستجواب السلطات الأمنية الفرنسية " . وقال المصدر " إن السلطات الأمنية الفرنسية اتصلت عبر طرف ثالث بالمعارض السوري نزار نيوف للمساعدة في تقديم معلومات عن الضابط المشار إليه باعتباره ( أي نيوف ) خبيرا بشؤون الاستخبارات السورية ويمتلك أرشيفا مهما جدا عن ضباطها ، إلا أن نيوف رفض التعاون مبررا ذلك بأن الفرنسيين في ظل حكم اليمين الديغولي لا يمكن الوثوق بهم بسبب علاقاتهم المشبوهة مع النظام السوري ، والتي لم تنقطع رغم تدهور العلاقات السياسية والديبلوماسية . وكانوا العام الماضي قد تسببوا في اعتقال ضابط سوري ووفاته لاحقا هو المقدم علي فاضل . والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين " ! إلا أن نيوف ، وحين الاتصال به للتعليق على هذه المعلومات ، رفض تأكيد أو نفي ما قاله المصدر الفرنسي ، مؤكدا على أن " ملف الضابط المنشق الذي وصل إلى باريس ، وعلاقاته ، وما يتصل بملف اغتيال الرئيس الحريري ، على درجة كبيرة من الحساسية لا أحب الخوض فيه الآن " .
على أي حال ، يستشف مما ذكره المصدر أن الضابط المذكور " كان أرسل معلومات عبر السعودية إلى ميليس ساعدته في توجيه تحقيقاته باتجاهات معينة ، وهو ما دفع ميليس وشجّعه على السفر إلى جنيف للقاء الضابط " . كما ويستشف من أقوال المصدر " أن الضابط حدد الجهة السورية الضالعة في الجريمة ومستوى ضلوعها ، وأشار إلى أن الجهة المنفذة كانت جهة أصولية بالفعل ، لكنها مخترقة ومدارة من قبل جهات سورية ، وأن قضية أبو عدس وشريطه التلفزيوني تمت فبركتهما فعلا في دمشق بالاشتراك بين الحرس الجمهوري الذي يقوده ماهر الأسد ، وجهة مخابراتية سورية قد تكون مرتبطة باللواء بهجت سليمان الذي جرّد قبل عدة أسابيع من وظيفته كرئيس لأهم فرع في المخابرات العامة (الفرع 251 ) ووضع بتصرف القيادة العامة للجيش دون أي عمل " . كما يستشف من المصدر أن " الضابط الذي لعب دورا أشبه ما يكون بدور شاهد الملك King’s Evidence قدم أدلة مفتاحية تثبت امتلاك سورية للمادة المتفجرة C4 المستخدمة في جريمة الاغتيال ، والتي يقتصر إنتاجها على الولايات المتحدة ودول أخرى أعضاء في حلف شمال الأطلسي مثل بريطانيا وإيطاليا ، فضلا عن إسرائيل . وإذا كان الضابط لم يحدد الدولة التي حصلت منها سورية على هذه المادة ، إلا أنه كشف عن أن رجل أعمال سوريا لعب دور الوسيط في حصول سورية على مادة RDX ، التي تشكل 91 بالمئة من نسبة الخليط الداخل في تركيب C4 ، من شركة Chemko التي تقع مصانعها في مدينة Strazske شرقي سلوفاكيا ، وأن إبرام الصفقة تم في مدينة استانبول التركية قبل عدة سنوات تحت إشراف اللواء آصف شوكت رئيس المخابرات العسكرية السورية الحالي " . وفي اتصال سابق كان أجراه " المجلس " مع الخبير التشيكي ستانيسلاف بريبيرا في إطار تحقيق شامل حول " السوق السوداء والشرعية لمادة RDX في الشرق الأوسط " ، أكد الخبير " امتلاك سورية وإيران وحزب الله لهذه المادة " ، وبالتالي " قدرتهما على إنتاج متفجر السي فور بسهولة " . وحين واجهناه بكلام ضابط الاستخبارات والديبلوماسي السابق جوني عبده ، الذي أكد في مقابلاته الصحفية الأخيرة " عدم امتلاك سورية للسي فور " ، قال الخبير التشيكي " هذا الجنرال يهرف بما لا يعرف . وإذا كان قال ذلك فعلا ، فإنه أكثر ضباط المخابرات في الشرق الأوسط جهلا " . ( سينشر " المجلس " أقوال الخبير التشيكي كاملة في سياق التحقيق الصحفي الشامل الذي أجراه أحد الزملاء حول هذه القضية في عدة عواصم أوربية وشرق أوسطية . وذلك حين يتم الانتهاء من الجانب المتعلق بالتجارة غير المشروعة لمادةRDX في الشرق الأوسط ) .
من هو الرائد محمد سعيد صديق ؟
في التحقيق الذي أجراه " المجلس " في دمشق حول شخصية محمد سعيد صديق لم يجد أي دليل على أن هذا الرجل كان يعمل في أي وقت من الأوقات في مكتب اللواء المتقاعد حسن خليل رئيس شعبة المخابرات العسكرية السابق في سورية الموضوع الآن في ما يشبه الإقامة الجبرية ، والممنوع من السفر . إلا أن المعلومات تشير إلى أنه " متزوج من سيدة من جبل العرب في سورية ( تنحدر من الطائفة الدرزية ) وتمت بصلة قرابة للنائب والوزير اللبناني مروان حمادة الذي تعرض لمحاولة اغتيال العام الماضي في بيروت " . وتقول المعلومات المتعلقة بالضابط المذكور " إنه كان على صلة باللواء بهجت سليمان وبرفعت الأسد ، وبأنه زار رفعت الأسد أكثر من مرة في مقر إقامته بجزيرة ماربيا في إسبانيا . وهذا ما يفسر قدومه إلى فرنسا للمشاركة في أعمال مؤتمر جماعلت سورية معارضة الشهر القادم " ، حسب مصدر خاص في دمشق .
أيا تكن جدية المعلومات المذكورة أعلاه ، ينبغي التعاطي معها بحذر بالغ ، نظرا لأن أكثر من جهة إقليمية ودولية دخلت على خط القضية ، ولكل منها أجندتها الخاصة التي قد لا تكون معنية بالبحث عن " الحقيقة " في اغتيال الرئيس الشهيد ، بقدر ما هي معنية بالبحث عن مكاسب سياسية وديبلوماسية . فليس اغتيال الرئيس الحريري ، على صعيد لبنان والمنطقة ، بأقل أهمية وخطورة من نسف برجي نيويورك كما سبق وقلنا لحظة الغدر بالرئيس الشهيد !
(3) هل هناك علاقة بين اغتيال اللواء مصطفى التاجر واغتيال رفيق الحريري !!؟؟
المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية 30.8.2005 :
قبل عامين من اليوم ، وتحديدا في 2 أيلول / سبتمبر 2003 ، كشف " المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية " عن أن اللواء مصطفى التاجر ، نائب رئيس المخابرات العسكرية ( آنذاك ) ، قد جرت تصفيته بمادة سمية قاتلة هي الـAconitum يوم الخميس 28 آب / أغسطس 2005 بينما كان في مزرعته الخاصة ( مزرعة المنصورة ) بالقرب من مدينة حلب شمالي سورية . وعلى الفور رد مصدر رسمي سوري على على هذا الخبر ، عبر مراسلي بعض الصحف العربية في دمشق ، مدعيا أن " اللواء التاجر توفي بجلطة قلبية " ! وكان المعارض السوري نزار نيوف قد اتهم في مقابلة مطولة مع " إيلاف " في آذار / مارس الماضي مسؤولا أمنيا سوريا كبيرا بالوقوف وراء دس المادة السمية عن طريق أحد حراس التاجر ، والذي كان يعمل لحساب المسؤول المشار إليه . وذلك على خلفية " اتهام هذا المسؤول للواء التاجر بتقديم معلومات للإدارة الأميركية حول تهريب أموال صدام حسين إلى لبنان وسورية من قبل مسؤولين أمنيين سوريين وساسة لبنانيين يعملون لحساب هؤلاء ويشاركونهم أعمالهم المافيوية في لبنان والمنطقة " .
اليوم ، وبعد سنتين من " اغتيال " اللواء التاجر وأكثر من ستة أشهر على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري ، وفيما قطع التحقيق الدولي شوطا كبيرا باتجاه الكشف عن هوية الفاعلين ، تثور في أروقة بعض الدوائر الأمنية تساؤلات عن " العلاقة " بين عمليتي الاغتيال لجهة هوية الفاعلين و القضية التي قد يكون المغدوران كلاهما قد ذهبا ضحية لها و سقطا في شراكها المحلية وخيوطها الإقليمية والدولية ؟
أموال صدام وخلفية القضية :
قبل اجتياح بغداد على أيدي قوات التحالف بحوالي شهرين ، قام ثلاثة سياسيين لبنانيين يعملون مع ضباط استخبارات سوريين ، وبتسهيلات لوجستية من هؤلاء ، بزيارة عدي صدام حسين في بغداد بصفته " رئيس اللجنة الأولمبية العراقية " . وبالاتفاق والتنسيق مع هذا الأخير ، قام الساسة المشار إليهم بشحن كميات كبيرة من أرصدة البنك المركزي العراقي بالعملات الصعبة و المعادن الثمينة ( أونصات ذهب ، وذهب أبيض ـ بلاتين .. إلخ ) إلى لبنان حيث جرى تبييضها في " بنك المدينة " الذي انفجرت فضيحته بعد ذلك ، وإلى بعض المصارف السورية التي أصبحت " موجوداتها العراقية المسروقة " أحد المصادر الرئيسية لتمويل الإرهاب والأنشطة الإجرامية التي تقوم بها فلول النظام العراقي وبقايا أجهزته الأمنية داخل العراق وخارجه . وقد أثير في أروقة عدد من الأجهزة الأمنية الإقليمية والدولية اسما اللواء غازي كنعان ( وزير الداخلية السوري الحالي ورئيس جهاز الاستحبارات في لبنان سابقا ) والعميد رستم الغزالي ، خليفته على رأس هذا الجهاز ، بصفتهما " بطلي عملية تهريب الأموال " المشار إليها و " المخططين الفعليين لها ، والمستفيدين الأساسيين منها " .
إثر اجتياح قوات التحالف للعراق ، وإسقاط نظامه الفاشي ، بدا الأمر للعديد من رموز " مراكز القوى " في النظام السوري ، وربما لم يزل الأمر كذلك رغم التعثر الأميركي في العراق ، أن " قطار التغيير " الأميركي انطلق من محطته العراقية ولن يتوقف حتى يمر عبر محطات المنطقة كلها وفي مقدمتها دمشق . وتولدت نظرية لدى بعض أقطاب " مراكز القوى " تلك ، في مقدمتهم ماهر الأسد ومصطفى التاجر ورامي مخلوف ، مفادها أن القفز إلى إحدى عربات هذا القطار ، سواء أكانت عربة أمنية أم اقتصادية أم سياسية ، هي الوسيلة الوحيدة المتبقية لتفادي السحق تحت عجلاته . فقفز رامي مخلوف إلى العربة الاقتصادية واحتكر تزويد القوات الأميركية في العراق بالبنزين السوري ومشتقات نفطية أخرى ، فيما قفز ماهر الأسد إلى العربة السياسية وفر إلى الأردن نهاية شهر تشرين الثاني / نوفمبر 2003 مع زميليه العميدين في الحرس الجمهوري بشير قره فلاح ومحمد سليمان ، دون أن يكون عمه رفعت خارج الصورة ، عارضا على الملك عبد الله الثاني أن يتوسط له لدى الإدارة الأميركية باعتباره " بديلا قويا لشقيقه الضعيف غير القادر على اتخاذ القرارات الشجاعة على صعيد السلام مع إسرائيل " . وقد عاد ماهر الأسد وزميلاه بخفي حنين بعد حوالي الشهر حين أبلغت الإدارة الأميركية الملك الأردني بأن " ماهر الأسد رجل غير جدير بالثقة ، وربما كانت خطوته هذه لذر الرماد في العيون الأميركية وإرغامها على التغاضي عن دوره المشبوه مع شريكه بهجت سليمان على الساحة العراقية " ! هذا فيما قفز آصف شوكت ليس إلى القطار الأميركي ، بل إلى " البيجو " الفرنسية الأقل سرعة ! فزار باريس سرا عدة مرات لطرحه نفسه بديلا عن " التيار الأميركي في النظام السوري " ، كان أهمها الزيارة التي حصلت بعد اغتيال الرئيس الحريري بخمسة أيام ، أي في التاسع عشر من شباط / فبراير الماضي ودامت ثلاثة أيام !
قبل ذلك بعدة أشهر ( نعني صيف العام 2003 ) كان اللواء التاجر قد طار سرا إلى واشنطن عارضا هو الآخر بضاعته في سوق " النخاسة السياسية " الأميركية . فقدم للمخابرات العسكرية الأميركية ملفا كاملا عن قصة تهريب أموال صدام إلى سورية ولبنان ، وجداول بأسماء أبطالها وحصص كل منهم ، بدءا بغازي كنعان وانتهاء برنا قليلات ( الميرة التنفيذية لبنك المدينة اللبناني ـ ماكينة غسيل الأموال ) وشقيقها طه ، مرورا برستم الغزالي و كريم بقرادوني وإميل إميل لحود ( نجل الرئيس ) وجميل السيد وآخرين . وبعد عودته إلى دمشق استمر في متابعة التنسيق حول القضية وتبعاتها مع ضابط الأمن الإقليمي في السفارة الأميركية بدمشق ميشيل ماك ( Michael Mack ) الذي كان يزور التاجر في مكتبه على نحو منتظم باعتباره " ضابط الارتباط الرسمي والتنسيق الأمني في مكافحة الإرهاب بين سورية وواشنطن " ، وهو أمر لم يكن يسمح بإثارة الشبهات لدى الأقطاب المنافسين في " مراكز قوى " النظام ، وبشكل خاص غازي كنعان الذي وضع رنا قليلات تحت حمايته المباشرة ( عبر وكيله رستم الغزالي ) ، حتى وهي رهن الاعتقال ، قبل أن يدبر تهريبها إلى مصر عبر يخت تعود ملكيته لأحد المتنفذين اللبنانيين من عملائه !
بعد شهر من ذلك ، وتحديدا في آب / أغسطس 2003 ، كان الخلاف بين البنتاغون وديك تشيني من جهة ، ووكالة المخابرات المركزية الأميركية ووزارة الخارجية من جهة أخرى ، قد قطع شوطا كبيرا على طريق تكريس " القطيعة " بين رؤية كل منهما للملف العراقي وللتغيير في سورية وعلاقة كل منهما بالآخر . وفيما كان الطرف الأول يصعّد ويضغط باتجاه التعجيل بتكنيس النظام السوري وإلحاقه بشقيقه على الضفة الأخرى من الفرات ، كان الطرف الثاني يرمي بثقله كله لحماية النظام السوري وإحاطته بدرع أميركي واق محاججا بأن النظام السوري " لم يزل يلعب دورا هاما جدا على صعيد مكافحة الإرهاب والحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان ، ولا بديل له سوى الفوضى التي زرعتموها أنتم ( تيار المحافظين والصقور ) في العراق " ! ولم تكن تصريحات الوزيرة السورية بثينة شعبان ، المشيدة " بتفهم وكالة المخابرات الأميركية للدور الإيجابي الذي تلعبه سورية في مكافحة الإرهاب " غير ذي معنى ومغزى في هذا السياق !
الأخطر من ذلك ، أن هذا التيار الثاني ( الخارجية والسي آي إيه ) كان قد بدأ يضع أيديه على مؤشرات ومعطيات فعلية حول ما يقوم به تيار ديك تشيني والمحافظين من وراء الكواليس ، وبشكل خاص الاتصالات مع اللواء التاجر والعماد أول حكمت الشهابي المقيم في الولايات المتحدة عند ابنه الدكتور حازم . ولقطع الطريق أمام أي " مغامرة طائشة " قامت السي آي إيه بإخبار غازي كنعان بكل التفاصيل المتعلقة بهذه الاتصالات أواخر آب / أغسطس 2003 . وفي 28 منه التحق التاجر ، أو أُلحِق ، بالرفيق الأعلى !
رفيق الحريري ـ شاهد الحقيقة الذي " يجب أن يرحل "
كان معلوما جيدا لدى السي آي إيه والخارجية الأميركية أن وزير الدفاع اللبناني الأسبق محسن دلول ( ابنه نزار متزوج من ابنة الحريري ) هو أحد الأصدقاء المقربين جدا من اللواء التاجر واللواء كنعان ، بل و "شريكهما في تجارة المخدرات إلى جانب النائب اللبناني السابق يحي محمد شمص ( من منطقة البقاع ) الذي زج به في السجن في النصف الأول من التسعينيات الماضية لمدة خمس سنوات بأمر من غازي كنعان الذي كان أوعز لأزلامه في كتلة نبيه بري وغيرهم بتجريده من حصانته النيابية " كما أكد لنا مصدر أميركي شبه ديبلوماسي سبق له أن عمل في بيروت . وكان دلول دائم التواصل مع التاجر ، حيث تعود علاقتهما إلى سنوات بعيدة . وقد صادف أن رآه كاتب هذه السطور في مكتب التاجر ، بمحض المصادفة ، ظهر يوم السبت 7 آب / أغسطس 1993 !! ومن المعلوم أن يحي شمص لم يجرد من حصانته ويعتقل إلا بعد أن أطلق تصريحات هدد خلالها بأنه سيكشف عن جميع المعلومات الخاصة بهذا الملف إذا جرى اعتقاله ، مشيرا بالتحديد إلى ضباط مخابرات سوريين كبار في لبنان . ( في ذلك الوقت لم يكن كنعان والتاجر في خندقين متواجهين ، بل في حلف واحد مع " العشرة المبشرين بجنة حافظ الأسد " ، وعلى رأسهم علي دوبا ) . وبحسب المعطيات المتوفرة من مصادر موثوقة فإن محسن دلول ، أحد أبرز رجالات وليد جنبلاط والمخابرات السورية أيضا ، نقل إلى غازي كنعان والغزالي " حقيقة أن الرئيس رفيق الحريري على علم تام بدور ضباط سوريين في تهريب أموال النظام العراقي إلى سورية ولبنان وبنوكه ، وبشكل خاص بنك المدينة ، وبتورطهم في دعم فلول النظام العراقي بالمال والسلاح والتسهيلات اللوجستية لتجنيد وعبور الإرهابيين " . كما أن دلول ، ودائما حسب المصدر ، " أخبر أسياده السوريين بأن رفيق الحريري أطلع الرئيس شيراك ومسؤولين أميركيين كبار على ذلك عبر رجل أعمال مقرب من نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني التقاه في جنيف أكثر من مرة ، وأنه سيقوم بفتح كل هذه الملفات حين يعود مرة أخرى إلى رئاسة الحكومة بفضل ما سيفرزه القرار 1559 من معطيات جديدة " . وعلق المصدر على ذلك بالقول " إن الحريري كان آخر من يعلم بأن المخابرات السورية زرعت في وسطه العائلي مخبرا كان ولم يزل عاجزا عن رؤية أي شيء في العالم إلى من تحت أحذية النظام السوري " !
الأميركيون ينكرون مسؤوليتهم عن مقتل التاجر ويبرئون النظام السوري من دمه و يهاجمون الحريري !
في ربيع العام الماضي كان ثلاثة صحفيين يعدون العدة لتهريب ضابط المخابرات السوري السابق علي فاضل ، الذي سبق له أن عمل بالقرب من غازي كنعان في بيروت ويعرف الكثير من أسراره ، فضلا عن الوثائق التي يملكها حول الممارسات المافيوية لشبكة النظام الأمني السوري ـ اللبناني . وكان دافعهم إلى ذلك إعداد أربعة أفلام وثائقية حول سورية ، أحدها يتعلق بالشبكة المشار إليها . أما الصحفيون الثلاثة فهم نزار نيوف ( الذي وضع الخطوط العامة لسيناريوهات الأفلام الأربعة ) ، و غوين روبرتس Gwynne Roberts الذي ينتج أفلاما وثائقية للقنال الرابعة في الـ BBC البريطانية ولشبكة CBS التلفزيونية الأميركية ، والذي سبق له أن أنتج أفلاما نالت جوائز عالمية حول محرقة " حلبجة " الكيماوية وغيرها ، و كريستوفر آيشام Christopher Isham رئيس قسم التحقيقات المصورة في القناة الأميركية المذكورة الذي كان قدم باسم محطته ، التي تبنت تمويل هذا المشروع واحتكار بث الأفلام الأربعة ، ما يسمى " بضمانات أمن الشاهد " . وهي ضمانات تتعلق بمستقبل الشخص المذكور وعائلته وسلامتهم .
كان من الواضح أن ثلاثة أجهزة استخبارات غربية ( " متناقضة " المصالح في سورية والشرق الأوسط ؟ ) قد اشتمت رائحة هذا المشروع عبر مراقبة البريد الإلكتروني للصحفيين الثلاثة ، وأدركت أنه سيفجر عددا من القضايا والمشاكل للدول الثلاث ، وهي بغنى عنها . أما الأجهزة فهي الفرنسي والبريطاني والسي آي إيه الاميركية . وقبل تنفيذ مهمة تهريب الضابط المذكور دخلت ديبلوماسية أميركية على الخط ، على نحو مفاجيء ، طالبة لقاء نيوف في باريس . خلال اللقاء اكتشف هذا الأخير أن الأميركيين على علم بكل ما يجري و ... يراقبونه لحظة بلحظة . وفي 28 أيلول / سبتمبر 2004 ، أي قبل ساعات من مغادرة علي فاضل لسورية ، كان قد جرى اعتقاله من قبل آصف شوكت والحرس الجمهوري ، ليتوفى بعد ذلك في مشفى تشرين العسكري في ظروف غامضة . وسيتضح لاحقا أن الفرنسيين " لم يكونوا أبرياء " مما جرى حسب مصدر " إعلامي " فرنسي ، بسبب تخوفهم من وثائق قد تكون بحوزة علي فاضل تتعلق بعلاقتهم المشبوهة مع النظام السوري في " موضوع محدد " لا مجال للحديث عنه هنا ، وربما يأتي الوقت المناسب للكشف عنه .
لكن ما لا يقل خطورة عن ذلك هو دفاع السيدة الديبلوماسية ، المستميت ، عن بشار الأسد ونظامه وإنكارها أن تكون واشنطن قد وشت بمصطفى التاجر لهذا النظام . وقد حدث بينها وبين نيوف مشادة كلامية حين وجه نيوف للخارجية الأميركية والسي آي إيه اتهاما مباشرا بالمسؤولية عن تصفية المذكور ( مصطفى التاجر) عبر إخبار غازي كنعان عن " القناة الخاصة " التي فتحها التاجر لحسابه الخاص مع البنتاغون وجماعة ديك تشيني .. أي تماما كما فعلوا مع الضباط العراقيين الذي حاولوا مطلع التسعينيات القيام بمحاولة انقلابية ضد صدام ، حيث أبلغوا صدام بالمحاولة فقام بذبح هؤلاء الضباط قبل إقدامهم على خطوتهم ! وكان من اللافت أيضا أن هذه الديبلوماسية شنت هجوما عنيفا على كل من مصطفى التاجر وديك تشيني ورفيق الحريري الذي اتهمته بأنه يقود لبنان إلى " مغامرة غير مأمونة العواقب مع النظام السوري لن تجر إلا المزيد من الويلات على لبنان والمنطقة " !
فهل هناك من علاقة بين " اغتيال " مصطفى التاجر واغتيال رفيق الحريري ؟ وهل كان ما جرى مجرد قتل متسلسل لمجموعة من شهود قضية ما ؟ وهل تحال قضية اغتيال الحريري إلى محكمة دولية خاصة تسمح ملفاتها بإلقاء الضوء على هذه الجرائم وجرائم غيرها لا يعرفها إلا الأبالسة ؟
ذلك غيض تساؤلات من فيض أسئلة قد تكون الإجابة عليها أقرب من طرفة عين ، وقد تبقى " ألغازا " إلى الأبد !