Monday, November 28, 2005

Syarin New Lies

"مستعد للشهادة في مئة محكمة مثل ما يريد الدكتور بشار"الشاهد السوري هسام يزعم شراء ذمته من سعد
إقرأ أيضا
شركات روسية متهمة بنقل الاسلحة لايران وسوريا
تقرير ميليس
تقرير ميليس الكامل
النص الإنكليزي لتقرير ميليس
ميليس يتراجع عن توجيه الاتهام لبعض المسؤولين
ميليس كشف تورط الاحباش
ميليس يصيب سياسة الأسد في صميمها
الإتصالات الهاتفية قبل اغتيال الحريري
شخصيات اشار اليها التحقيق
الضغوط الدولية على سوريا منذ صدور 1559
لبنان منذ اغتيال رفيق الحريري
أهم النقاط الواردة في القرار 1595
تقرير ميليس ... كلام الفصل وحقائق تكشفت
أبرز النقاط في تقرير ميليس
تداعيات اغتيال الحريري
لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في اغتيال الحريري
تورط الشرع وغزالة وقنديل والسيد وعازار

ردود فعل سورية على تقرير ميليس
تقرير ميليس متأثر بالأجواء السياسية
الميتسوبيشي دخلت لبنان من سورية
دمشق "الإعلامية" ماكينة بيانات النفي تشتعل
سورية ترفض التقرير وتؤكد مواصلة تعاونها
فرنسا تنشط أمميا وتتحفظ علنا بعد تقرير ميليس
اذاعة دمشق: بيان الحريري "تدخلا سافرا وتحريضا مرفوضا"
سورية تصف التقرير بالبيان الموجه والمنحاز
تقرير ميليس بعيد من الحقيقة وضد سوريا
العلاقات السورية الأوروبية أمام محك ميليس
لجنة سورية تدرس تقرير الامم المتحدة للرد
هجوم سوري منسق ومضاد يشكك بتقرير ميليس
تقرير لجنة التحقيق يطالب باستجواب سوريين خارج سوريا
الشرع كذب والنظام يواجه زلزالا داخليا
ردود فعل لبنانية على تقرير ميليس
الحكومة اللبنانية تشيد بتقرير ميليس
سعد الحريري: التقرير خطوة أولى نحو العدالة
شتائم وهجمات على الأحباش في بيروت
توقيف 3 يتحركون بإيعاز من ضابط أمني غير لبناني
اللبنانيون يتسمرون أمام شاشات التلفزة
مصادر بري تنفي أن يكون الشاهد إيكس
الحقيقة .. كيف تجلت في الصحف اللبنانية
عون: تقرير الامم المتحدة سيزيد من عزلة سوريا
السنيورة يتسلم رسميا تقرير ميليس
لبنان يتبلغ الموافقة على تمديد مهمة ميليس
تداعيات التقرير سياسيًا وأمنيًا على لبنان
ترقب لبناني ورفض سوري ونفي فلسطيني
ردود فعل أخرى على تقرير ميليس
دعوة اميركية لرد دولي على اغتيال الحريري
صحف الخليج .. تقرير ميليس يزيد درجة التوتر في المنطقة
جبريل سيقاضي ميليس
الأردن : لا مبالاة تجاه تقرير ميليس
عناوين الصحف وبي بي سي عن تقرير ميليس
اسرائيل ترحب بتقرير الامم المتحدة حول اغتيال الحريري
لحود وكرسي الرئاسة
سطور فتحت معركة إسقاط لحود
لحود باقٍ .. بلّطوا البحر
جلسة حكومية على وقع مطالبات بتنحي لحود
متظاهرون يطالبون باستقالة لحود
لحود يجدد ثقته بالقضاء اللبناني
تداعيات القرار 1636
سترو: القرار 1636 واضح جدا
الشرع: نطلع المجلس في جلسة مغلقة ما يؤكد تعاوننا
الرياض والقاهرة تسعيان لتجنيب سورية السيناريو العراقي
واشنطن ولندن وباريس حققت انتصارا مقابل تنازل
(إيلاف) ترصد مشاهد على هامش مجلس الأمن
مواجهة كلامية في مجلس الأمن
نقاط قرار مجلس الامن بشأن اغتيال الحريري
مجلس الامن يتبني قرارا ضد سورية بالاجماع
عائلة الأسد المهدَّدَة نقطة قوته وضعفه
سورية تواجه امتحانًا صعبًا في مجلس الامن
روسيا محرجة في حرصها على سورية
الاردن يدعو سورية الى التعاون مع ميليس
خطوات الحكومة لاترضي الشارع السوري
سورية تجابه الضغوط باتهامات لواشنطن
النقاط الرئيسية في مشروع القرار 1636
الشرع يحضر جلسة مجلس الأمن في نيويورك
قيادة البعث تؤكد اهمية تحصين الجبهة الداخلية السورية
أخبار أخرى
المحقق الى نيويورك وسورية والتحقيق قد يطيح بلحود
بري يبحث ما بعد لحود في باريس
عون في المستشفى ووضعه غير خطر
سقط لحود... فلمن قصر بعبدا؟
مشيرًا إلى تعاون القضاء اللبناني مع ميليس:وزير العدل: الضباط الأربعة يُعاملون جيدًا
الخارجية الأميركية.. لا مفر من 1559
لجنة التحقيق استمعت الى قانصوه
إرتياح قلق في سورية بعد تصريحات ميليس
أصداء سياسية لاعتقالات لبنان الأمنية
هاجس التفجيرات يلاحق ميليس وقادة لبنان
جنبلاط يرى اعتقالات أخرى ولحود راحلاً
القبض على القادة الامنيين ساحته بيروت فضاؤه دمشق
العلمانية الرحبة والمذهبية الضيقة على سطح واحد
العلمانيون: الهجرة نحو الزمن العام
السنية السياسية: الاشتباه الدولي
حصون الطوائف: المارونية العائدة
الشيعة: السلاح دائماً له حدان وتاريخان
إنتحار كنعان
معارض سوري أمام إيلاف عن حادث "كاميكاز بشار"فتش عن المجلس الملي العلوي وعلي دوبا
سورية تحت الاضواء الكاشفةانتحار غازي كنعان وقمة جبل الجليد
الأسد: لم نقتل الحريري...ويجب معاقبة المتورطين
تضامن مع الشقيقة سانا بخبر ألـ 39 كلمة
ولش: كنعان كان يلعب دورًا محوريًا
اللبنانيون لا يذرفون الدموع على كنعان
كنعان أعد مقبرة زرعها أشجاراً يجلس بينها
ماذا قال لميليس في غرفة التحقيق في دمشقإنتحار اللواء غازي كنعان في ظروف غامضة
كنعان مّيز نفسه بالانتحار
غازي كنعان مّيز نفسه بالانتحار... عن نظام أتخذ قراراً بالأنتحار!
غازي كنعان .. نُحر أم انتحر ؟
مجلس الوزراء السوري ينعى كنعان
انتحار وزير الداخلية السوري غازي كنعان
غازي كنعان يؤكد ان لا معلومات لديه عن اغتيال الحريري
واشنطن تجمد أرصدة غازي كنعان ورستم غزالة
غازي كنعان المايسترو
ميليس والفارق بين فلاديمير بوتين و غازي كنعان
ميليس لم يتهم أي سوري بالتورط حتى الآن
لبنان: رفع السرية عن حسابات 9 بينهم الياس المر وشارل أيوب!
المطالبة بتداول السلطة في سورية
إسرائيل ترقب عن كثب التحقيقات في لبنان
كنعان ينفى وجود معتقلين سياسيين في سورية
مطالبة بلجنة دولية للكشف عن التعذيب بسورية
تقرير ميليس سيتهم مسؤولين سوريين
علي الرز: حسابات وأرصدة!
سمير عطا الله: أوراق عن سورية: القلّة القاضية
بند إضافي لـ محاسبة سوريا يهيّئ لمحاكمة مسؤولين
سعد الحريريإيلاف من بيروت: في محاولة " مفبركة لنسف" تقرير القاضي الالماني المكلف بالتحقيق في حادثة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، نشر موقع سيريا نيوز تصريحات ادلى بها الشاهد المقنع والذي "اعتبر شاهد الملك" هسام هسام، أسقط بموجبها شهادته التي ادلى بها مسبقا. وزعم الشاهد في حديثه للتلفزيون السوري ان النائب سعد الحريري ومستشاريه "لقنوه" المعلومات، مدعيا أن سعد الحريري عرض عليه إغراءات كثيرة وقال له إنهم "سيحضرون أهلي إلى هنا وسأقبر الفقر"، كما أن مستشارين للحريري عرضا عليه مليون و300 ألف دولار وضعاها على طاولة وزير الداخلية اللبناني حسن السبع لكنه رفضها على حد قوله والكلام دائما لهسام هسام. مصادر متابعة للحدث السوري علقت على تصريحات الشاهد المتلفزة "لإيلاف" واصفة اياها بأنها "مفبركة وضرب جديد من المخابرات السورية" لزعزعة الأمن وبث الشك في نفوس اللبنانيين، وأن الطريقة التي كان يتحدث بها الشاهد "توحي وكأنه تم تلقينه" ليدلي بها وعلى شاشة التلفزيون السوري تحديدا قبل 17 يوما من تقرير ميليس المقبل والذي سيعتمد على شهادات الضباط السوريين الخمسة في فيينا. واضافت المصادر أن "يتحدث عن لقائه بسعد الحريري ولكنه لا يحدد أين هل في تركيا أم في باريس" مشيرة الى أنها رواية تشبه رواية صحيفة الـميرور" البريطانية في ضرب قناة الجزيرة الفضائية.
وأدعى هسام في حديثه للتلفزيون السوري الرسمي أن من كان يلقنه المعلومات هم "سعد الحريري ومستشاريه الدكتور غطاس خوري وفارس خشان صاحب برنامج تحقيق لأجل لبنان على قناة المستقبل ووزير الداخلية حسن السبع والرائد سمير شحادة رئيس فرع المعلومات" مشيرا إلى أن هؤلاء كانوا الأساسيين إضافة إلى اثنين أجانب كانوا يلقوني المعلومات ويتكلمون باللغة الانكليزية وهم ليسوا من لجنة التحقيق وإنما أصدقاء سعد" كما "قالوا له" مؤكد أنه لم يرهم في المونتيفردي وأنهم هم من يشتروا الشهود، ويدفعون كثيرا من المال. ومن أهم ما أدلى به الشاهد السوري المقنع هسام للجنة التحقيق بحسب المعلومات التي لقنها له فارس خشان والآخرين: هي أن سيارة الميتسوبشي فخخت بسوريا وذهبت إلى قيادة الفرقة العاشرة بقطنا ثم أخليت من المتفجرات ودخلت إلى لبنان فيما نقلت المتفجرات بسيارة إسعاف وفخخت بلبنان بعد اختفائها في البقاع 15 يوما وأضاف هسام "طلبوا مني أن أقول أني رأيتها في بحمانا في 11 و12 و13 و 14 ثم خرجت ونزلت إلى بيروت ثم انتقلت إلى موقع الجريمة".
اما قصة المتفجرات فقد "لقنني إياها الرائد سمير رئيس فرع المعلومات وبحضور فارس خشان، على حد قوله، حيث "أحضروا لي ثلاثة أكياس من المتفجرات ت ن ت وسي فور وطلبوا مني أن أشهد أن المعلومات التي لقنوني إياها هي التي نفذها السوريين و(مفادها أنهم زعموا أنها أتت من سوريا وهم من أعطوني إياه..)"، لافتا إلى أنه من خلال التفاصيل التي قدموها فإن "المتفجرات كانت من عند الحكومة اللبنانية".
وفيما يتعلق بقضية أحمد ابو عدس زعم هسام ان فارس خشان "لقته" الشهادة كي "أقول أنه خطف من بيته على طريق جديدة ونزل إلى عنجر حيث استقبله العميد رستم كم يوم ثم أرسل العقيد ماهر سيارة خاصة من عنده ثم أرسل إلى الشام وسيادة العقيد ماهر هو من أطلق عليه النار بيده ودفن في منطقة معربة تبعد 20 كم وتابعة للحرس الجمهوري ورفض العقيد ماهر تذويبها بالأسيد "لأنها ستلزم مستقبلا".
وأكد هسام المتواجد حاليا في وورية أنه و"بناء على التفاصيل الدقيقة التي يملكها جماعة الحريري عن القطع العسكرية وغيرها فإنه يوجد لديهم ضباط هنا وناس يساعدوهم ويزودهم بمعلومات"، مشددا على أن أبو عدس ليس انتحاري وأن هناك انتحاري غيره والدولة اللبنانية تعرفه وليس هو مشيرا إلى أنهم "طلبوا مني أن أقول أن الرئيس بشار الأسد هدد الحريري لكني رفضت" * فبركة الشهود: وقال هسام في حديثه للتلفزيون السوري أنه التقى في المونتفيردي بمي شيدياق بالمونتيفردي وبالسفير الفرنسي مرتين، وجبران تويني ومروان حمادة ووليد جنبلاط، مؤكدا أن الثلاثة الأخيرين الذين وصفهم بـ" أصحاب الضمائر الميتة" هم من يحضرون الشهود ولكل شاهد كان له اسم مزور أنا كان اسمي سامي والشاهد الذي أحضره جبران تويني كان اسمه زياد الحلبي ولجنة التحقيق مبسوطة منه مشيرا إلى أن هدف تويني الأساسي هو توريط حزب الله بأي طريقة وكشف أن حادث السيارة الذي أودى بحياة الشاهد نوار الذي باع خطوط الخليوي إلى خمسة من مدبري الجريمة هو عملية اغتيال، مضيفا أن زهير الصديق ووليد جنبلاط ومروان حمادة وضعوه في سيارتهم وأخذوه إلى سفارة دولة عربية، امتنع عن ذكر اسمها، وبقي هناك ثلاثة أيام وأعطوه 22 ألف دولار ووليد جنبلاط هو من سفره على حد تعبيره.
* ضغوط نفسية وإغراءات مادية:
آصف شوكت وزعم هسام أن سعد الحريري عرض عليه إغراءات كثيرة وقال له أنهم" سيحضرون أهلي إلى هنا وسأقبر الفقر" كما أن مستشاري الحريري فارس خشان والمستشار الأخر عرضوا عليه مليون و300 ألف دولار وضعوها على طاولة وزير الداخلية السبع لكني رفضتها .
وفيما أشار هسام إلى أنهم في كل مرة حاول بها الهرب كانوا يعذبوه بإعطاه إبر تبقيه مسلوب الأعصاب لمدة 12 يوما لفت إلى أنهم مارسوا عليه أيضا ضغوطا نفسية على يد رئيس فرع المعلومات اللبناني الرائد سمير شحادة قال له" كيف يدع أكراد وسنة سورية نصف مليون علوي يتحكمون فيكم"، وأضاف "حاول أن يستغلوا وضعنا كأكراد بأنهم محسوبين على رفيق الحريري مشيرا إلى أنهم "أخذين فكرة أن الأكراد ضد سوريا ولا يعرفون أننا سوريين" مضيفا أن فارس خشان بدوره قال إن المرحوم حافظ الأسد منذ استلامه الحكم إلى أن مات أعدم 500 ألف كردي فقال له " حافظ أسد لا يعدم أحد إلا إذا كان مجرما، فقال لي قولك الرئيس بشار أحسن، قلت له أحسن، قال انظر قتل الحريري، قلت له قتل الحريري يعني انت مثل الذي كذب كذبه وصدقها، وأنت الذي تقول لي أن أقول ما تريده".
وقال ضغط علي كثيرا وعدت لأكشف فضائحهم، محذرا من أن "العقيد ماهر واللواء آصف أكثر اناس مستهدفين بجعلهم الرؤوس المدبرة لعملية اغتيال الحريري" وكشف أن زهرة بدران "التي تحدثت معها كما ظهر على قناة نيو تي هي التي تنسق مع جماعة الحريري والسفارة الأمريكية وهي عرضت علي أن أجلس مع المخابرات الأمريكية سي أي إي وإف بي أي ورفضت كما أن لجنة التحقيق قالوا لي إن هناك أناس آخرين أمريكيين سيجلسون معي وعندما شددت على رفضي القاطع لذلك وهددتهم بأني "سأخربها على رؤوسهم لم يفتحوا معي الموضوع مرة أخرى" كما قال.
وادعى هسام أن عملية التحقيق في اغتيال الحريري " كلها لعبة وتمثيلية يريدون سوريا الأسد وإيران وحزب الله" كاشفا أن لجنة التحقيق جهزت له "45 سؤال" "طلبوا مني كتابتها بخط يدي كي أسأل العميد رستم غزالي منها أن أسأله "مع من أجريت أول اتصال بعد الجريمة" إضافة إلى أني سأوجه " أسئلة للواء آصف ولكل من سيذهب إلى فينا" وطلبوا مني أن أواجه للواء آصف بأني مقرب منه وأنه يثق بي.. وأضاف هسام "قلت لهم أنا لم أرى اللواء آصف بحياتي فأحضروا لي صورته من جريدة البلد" ..
* نحن رجالك ولو عالموت يا بشار
ماهر الأسد وقال هسام طلبوا مني قبل يومين أن أذهب يوم الاثنين إلى المونتيفردي و"بعدها "لن أخرج منه" لأنه يوم الثلاثاء المساء أو الأربعاء سنتوجه إلى فينا حيث سيتوجه المسؤولون السوريون وطلبوا مني أن أواجههم بأن كل التخطيط جرى أمامي وأكدوا أن أحدا لن يعود منهم.
وأضاف الشاهد حسام أن "سعد الحريري قال له إنه سيتم نقله إلى فرنسا ليجروا لي عمليات تجميل وأن سعد الحريري أخبره بأنه تكلم مع جاك شيراك لإعطائي الجنسية الفرنسية ثم سأعود إلى لبنان بعد أن تكون معالم وجهه تغيرت وفيها سيمنحوني الجنسية اللبنانية".
وقال " إن ورثة الحريري هم من قتلوا رفيق الحريري" وأن جميل السيد بريء وريمون عازر ومصطفى حمدان لم يقتلوه معربا عن اعتذاره منهم لأنه شهد ضدهم وقال "العملية أكبر منهم " مشيرا إلى أن ورثة الحريري مدربين على التحريض و"يريدون تلبيس الجريمة للواء آصف ورستم غزالي، وما في مجال يريدون أن يضعوا العقيد ماهر مسؤول عنها وأحمد جبريل والأحباش، وخلص إلى أنهم يريدون أن يثبتوا أن 45 شخص هم من نفذوا الجريمة" وقال" إنها لعبة حقيرة".
واستفاض هسام قائلا " يريدون رأس كل إنسان شريف بسوريا يريدون إسقاط نظام دولتنا وأنهم " يريدون لسوريا أن تركع لأمريكا". وزعم انه إذا نزعت شهادته من تقرير ميليس لا يبقى منه يصبح خمسة صفحات فقط شدد على أن "مستعد للشهادة في مئة محكمة دولية مثل ما يريد الدكتور بشار وأقول له نحنا رجالك ولو ع الموت وقال "أتيت لأكشف كذبهم وتمثيلهم بعد أن كنت ومنذ أربعة أشهر أحلم بهذا اليوم "مزاعما أنه قال لفارس خشان والرائد سمير شحادة بعد أن تمكن من الهروب اتصل بفارس خشان وبالرائد سمير قائلا "إن السيارة التي أعطتني إياها لجنة التحقيق واحتفظت بمفتاحها تنتظركم على الحدود".
وقال" حماري في الضيعة أحسن من سيارة ديتلف ميليس لا يوجد إنسان لا يحب أن يعيش حياة كريمة ويركب سيارة ولكن ليس على حساب كرامة وطنه وأمه وأبوه وأخواته وعائلته مشيرا إلى أن أصعب شيء عليه كان أن " يقولوا لعائلته أهل الخاين" على حد قوله.

Friday, November 25, 2005

احد اقرباء وزير الداخلية السوري المنتحر لـ((الشراع)):

احد اقرباء وزير الداخلية السوري المنتحر لـ((الشراع)):

من قتل رفيق الحريري

قتل غازي كنعان

*80% من شباب وصبايا المنطقة استفادوا من مركز ووضع غازي كنعان في الدولة

*تخرجت من اميركا من خلال اللواء كنعان وعلى نفقة الشهيد رفيق الحريري

*من وصل الى غازي كنعان ممكن ان يصل الى غيره بسهولة

*الهدايا التي قدمت لكنعان من قبل اللبنانيين تعيّش اهالي ((بحمرة)) لمدة 20 عاماً

*الحريري خصص خمس منح لكنعان وأنا واحد منهم

*الوفود اللبنانية كانت تملأ قريتنا حتى في الايام العادية

لم يمر اسم غازي كنعان في تاريخ سوريا مرور الكرام ولا حتى في قريته الوادعة ((بحمرة)) التي كان سنداً لأهلها وجواز مرورهم او دخولهم الى أي وظيفة من وظائف الدولة دون حواجز او عوائق..

لذلك لم يستوعب اقاربه ومحبوه خبر رحيله حتى الآن حتى تمنى كثيرون لو ان الاشاعة التي ترددت عن كونه ما يزال على قيد الحياة حقيقة لان غيابه وبدون شك طرح تساؤلات كثيرة حول الهدف من اغتياله، خصوصاً ان الكفة ترجح نحو الاغتيال وليس الانتحار لكونه انساناً مؤمناً حسبما يتردد.

((الشراع)) التقت احد اقرباء اللواء غازي كنعان الذي رفض الافصاح عن اسمه الكامل وهو (أ.ك) الذي تكلم عن اللواء كنعان من خلال تجربته معه التي توازي تجربة اللواء مع الآلاف فيقول:



انا من الطلاب الذين تخرجوا من الثانوية في سوريا وقد كانت علاقة اللواء كنعان بوالدي قوية لدرجة انه كان يطمئن عليه دوماً في حال لم يره في اثناء زيارته للقرية.

ولكونه كان يحب العلم كان يسأل كل اهالي القرية ما اذا كان بعض ابنائهم يرغبون في استكمال دراستهم في الخارج او حتى يحتاجون الى وظيفة، لذلك يستحيل ان يرفض طلب من يريد ان يستكمل دراسته وكان يلبي الجميع، وهذا ما كان يميزه.

وإلى جانب محبته للعلم كان يتمتع بقوة القلب، وفي حال تعذر عليه مساعدة طالب علم كان يساعده في تحسين وضعه المادي لدرجة ان 80% من شباب وصبايا المنطقة استفادوا من مركز ووضع غازي كنعان في الدولة السورية، لأن هناك اشخاصاً سافروا في بعثات على نفقة الدولة أو حتى غازي كنعان شخصياً.

وأنا من الطلاب الذين درسوا في اميركا ادارة اعمال من خلال اللواء غازي كنعان وعلى نفقة الرئيس رفيق الحريري رحمه الله.



# كيف؟

- عندما اكملت دراستي الثانوية سأل اللواء كنعان والدي من خلال سائقه الشخصي ما اذا كان يرغب بإرسال احد اولاده الى الخارج لاستكمال دراسته لكون والدي يحب العلم.

فأجابه والدي بنعم طبعاً واستفسر منه عن كيفية السفر، فأجابه السائق: ان الرئيس رفيق الحريري خصص خمسة مقاعد لأبي يعرب وابنك سيكون واحداً منهم.

وطبعاً كان حلمي السفر واستكمال دراستي وهكذا تمكنت من الحصول على اجازة في ادارة الاعمال طبعاً على نفقة ((مؤسسة الحريري)) ومن طريق اللواء غازي كنعان، وهذا الامر يؤكد العلاقة المتينة بين الرئيس رفيق الحريري واللواء غازي كنعان.

# هل تعتبر ان هناك غموضاً في طريقة وفاة اللواء غازي كنعان لكونك من اقاربه او الى حد ما مقرب اليه؟

- ان وفاة اللواء كنعان تحمل الكثير من الغموض حتى نكاد لا نصدق ما حل به اذ ما نزال تحت وقع الصدمة، فهو بمثابة برج كبير هوى مثلما رحل الرئيس رفيق الحريري لانه رجل غير عادي، فقد كان رجل دولة نخب اول وعسكري نخب اول.

فبالرغم من الشدائد التي حلت به على مر حياته كان يتخطاها بسرعة، وكلما اصابه مصاب كان يزداد قوة ويتخطاه بكل شجاعة.

# هل كان يتمتع بشعبية كبيرة في قريته بحمرة وفي سوريا؟

- نعم، بغض النظر عن مذهبه فقد كان يتمتع بشعبية قوية، فهو لم يمارس العنف او حتى القمع في سوريا، ومع ذلك كان يتمتع بحماية كبيرة وصيته واسع في سوريا سواء عندما كان في حمص رئيساً لجهاز الاستخبارات حيث أن هناك عدداً كبيراً من العشائر تمكن من اقامة الصلح بينها وحل المشاكل القائمة هناك حتى اصبح مرجعية للجميع.

فعندما توفي شقيقه الاصغر لم تتسع القرية للحشود والوفود، حتى في الايام العادية كانت الوفود اللبنانية تملأ القرية.

# من هم اعداء غازي كنعان؟

- اعداء غازي كنعان هم اعداء الوطن واعداء سوريا، ولا ننسى ان الرجل الناجح يحيط به عدد من المنافسين الذين يحاربونه لاضعافه والفوز بمنصبه. ومع ذلك لم يكن لديه اعداء بشكل مباشر.

# هل كان عنده تمن للوصول الى مركز معين او مرتبة ما غير رئيس جهاز الامن والاستطلاع ومثلها من المراكز؟

- لقد فهمت ما تقصدين، انه يرغب باستلام الدولة في سوريا اليس كذلك؟

- نعم.

- لا، فقد كان غازي كنعان الموالي الاول للحكم في سوريا بغض النظر عن إيجابياته وسلبياته لان ما من انسان الا ولديه ايجابيات وسلبيات. واي اشاعة حول مساعيه لاستلام السلطة هي عبارة عن Propaganda أي اشاعة. لربما تقولين ان اللهجة ((خشبية)).

# اللهجة ((خشبية)) مصطلح جديد!

- لا هذا المصطلح موجود بشكل يومي في الاعلام طبعاً هو يسـتأهل الوصول الى هذا المنصب ولكن طموحه لا يصب في هذا الاطار.

# هل يسود الشك في سوريا حول طريقة وفاة اللواء غازي كنعان؟

- الذين تمكنوا من الشهيد رفيق الحريري تمكنوا من غازي كنعان اذا كان قتلاً لانني استبعد ان يكون النظام السوري مسؤولاً، لأن ذلك مثل الشخص الذي يهدم منـزله بيده وغازي كنعان من الدعامات الكبيرة في سوريا.

# ولكن الاسرة ماذا ترجح؟

- لكونه يتمتع بالصلابة والقوة، استبعد ان ينتحر غازي كنعان، وطبعاً ذلك لم يتم عن طريق النظام السوري.

# ولكن النظام او الامن السوري ممسوك للغاية وغير مكشوف فكيف يمكن ليد العبث ان تدخل الى سوريا ومكتب غازي كنعان تحديداً؟

- الخروق تحصل في البيت الابيض حيث اكبر المنظمات السرية.

# فإذن من قتل رفيق الحريري؟

- اعداء سوريا ولبنان.

# وحسب مفهومك من هم اعداء سوريا ولبنان؟

- معروفون، فمن قتل رفيق الحريري وغازي كنعان خربوا العلاقة اللبنانية والسورية بهذا الاغتيال.

# تعني انهم دمروا ما كان يجمع سوريا ولبنان؟

- طبعاً، وانا كمواطن سوري عادي اقول بتجرد يستحيل ان يقتل غازي كنعان او سوريا رفيق الحريري ان ذلك ضد مبادئهم، الا اذا تم شراء اشخاص عدة وتوظيفهم لأجل تنفيذه هذا المخطط وربما مورست عليه ضغوط نفسية او مادية او تهديدات.

# لماذا تستبعد انتحار ابو يعرب لهذه الدرجة؟

- لانني اعرفه شخصياً وجيداً بحكم القرابة التي تجمعنا والجيرة ايضاً لأن منـزلنا قريب جداً من فيللته، فهو رجل صلب ومؤمن للغاية، فإضافة الى حبه للعلم كان متديناً ويحب رجال الدين.

# هل زرت بحمرة بعد وفاته، وهل هناك تعليق حول الحوار الذي اجري معه في احدى المحطات الاذاعية؟

- حقيقة قمت بزيارة خاطفة الى قريتي، وبالنسبة للتصريح فقد كان ايجابياً والجملة التي انهي فيها الحديث كانت غامضة.

# ممكن ان يكون المتصل غير غازي كنعان؟

- لا يمكننا قول ذلك لان العمل تطور وتحليل صغير يمكن ان يثبت ذلك. هناك اشخاص يقولون ان اللواء غازي كنعان ما يزال على قيد الحياة.

ونحن لا نستبعد ذلك وأملنا ان لا يكون غازي كنعان الذي توفي وأعود وأقول لك ان وفاته كانت غامضة.

# ولكنني اشعر بأن هناك شيئاً غامضاً تريد ان تدلي به، ولكنك تردد؟

- في الواقع لا، لن ادلي بأمور شخصية تتعلق به.

# كيف تعيش اسرة اللواء اليوم؟

- تعيش تحت تأثير الصدمة والكارثة التي ألمت بها.

# هل تساورهم الشكوك بوفاته؟

- الشك يساور الجميع.

# هل كان يعطي اهمية لما يقوله الصحافيون في لبنان؟

- طبعاً كان يتضايق ويمتعض من جراء ذلك خصوصاً في ما يتعلق بالعلاقة اللبنانية – السورية التي تراجعت الى الوراء، بغض النظر عن الممارسات الخاطئة احياناً، كانت الايجابيات اكثر من السلبيات.

# وبالنسبة لاولاده، هل يتحضر احد منهم لدور سياسي ما؟

- لا احد يعلم ولا نعرف الظروف، وعلى كل أي مواطن في سوريا مهيأ لذلك.

# هل يساور عائلته الخوف بشأن مستقبلهم؟

- لا، وأتمنى ان يمارسوا حياتهم بطريقة عادية لانهم حتى الآن ما يزالون تحت تأثير الصدمة، والله يستر. وأعتقد ان من وصل الى غازي كنعان يمكن ان يصل الى غيره بسهولة.

# ولكن هل كان يشكل غازي كنعان خطراً على الاشخاص الذين وصلوا اليه؟

- نعم فإن اخراج غازي كنعان من اللعبة يمكن ان يضعف سوريا او حتى يوزع القوة بين سوريا ولبنان وحتى ممكن ان يزيد الشكوك والاتهامات حول سوريا، فبعد ان كانت سوريا متهمة بقتل الحريري اصبحت ايضاً متهمة بقتل غازي كنعان.

# ما رأيك بتقرير ميليس؟ يتردد ان غازي كنعان كان شاهداً في التحقيق ضد اشخاص معينين في النظام السوري؟

- لا احد راضٍ بالتقرير والاستنتاجات الواردة فيه لأن أي شخص يتمتع بالمنطق لا يمكنه ان يبني على تقرير ميليس أي نتيجة غير بعض النقاط السلبية.

وأريد ان اقول شيئاً هاماً هو انني كنت شاهداً على الهدايا التي كانت تقدم لغازي كنعان من قبل بعض الشخصيات اللبنانية وهذه الهدايا القيمة كانت (تعيش اهالي بحمرة لمدة عشرين عاماً)).

# وهذه الهدايا كانت تقدم في مناسبات معينة؟

- كلا، دوماً، لأن اللبنانيين يحبون السيطرة فكانوا يلجأون الى غازي كنعان لحل مشاكلهم والسيطرة على الاوضاع.

# لهذه الدرجة كان يتمتع غازي كنعان بشخصية قوية؟

- اعتقد ان النفوذ السوري في لبنان بلوره الشعب اللبناني الذي يحب السيطرة حتى تسابق الشعب اللبناني على ذلك.

حوار: فاطمة فصاعي

ثلاثية الحرب الاهلية في لبنان


ثلاثية الحرب الاهلية في لبنان
خطف ميشال ابو جودة، اغتيال معروف سعد ثم بوسطة عين الرمانة
رواية اختطاف الصحافي ميشال أبو جودة كما يرويها ابن شقيقته وليد عون:
خطفته الصاعقة ونقلته في تابوت الى سوريا
*سكرتير رفعت الاسد حقق معه لأربعة ايام ورفعت اخبره بنفسه نبأ اطلاق سراحه
*كمال جنبلاط تعهد امام الرئيس حافظ الاسد بإغلاق ملف القضية كشرط لاطلاق سراح ابو جودة
*الاجهزة الامنية حاولت تضليل التحقيق باتهام الفلسطينيين بعملية الاختطاف
*كمال جنبلاط يشير الى ضلوع مدير عام الامن العام انطوان دحداح بالقضية امام رئيس الجمهورية سليمان فرنجية
*ميشال ابو جودة يضع احتمال مشاركة طوني فرنجية بالقضية انتقاماً من جريدة ((النهار)) التي اتهمته بالهدر خلال توليه وزارة البريد والبرق والهاتف
*ما الذي قاله كورت فالدهايم لميشال ابو جودة.. وكان رفعت الاسد يريد معرفته؟!
*غسان التويـني وميشال ابو جودة منعا المحاكمة عن الخاطفين، لأن اطلاق ميشال كان مرهوناً بالتكتم على الموضوع وإقفاله
وليد عون هو ابن شقيقة الرائد الصحافي الراحل ميشال ابو جودة، وهو وإن كان جندياً مجهولاً في جيش ((النهار)) الكبير، إلا ان حراسته لبوابة خاله ومكتبه وزواره ومعلوماته بعينين يقظتين وعقل منفتح وذهن متقد سمحا له ان يعرف الكثير.. بل وان يجعل التحليل في كلامه مستنداً الى وقائع.
ابرز تحليل لوليد وهو يحدثنا عن واقعة اختطاف خاله ميشال ابو جودة في 4/7/1974 انها كانت في ذهن مشعلي الحرب اللبنانية صاعقاً للتفجير بل شرارة اولى، فلما فشلت عملية الاختطاف في اشعال الفتنة بين المسيحي والفلسطيني، اعيدت الكرة في صيدا يوم 26/2/1975 بمحاولة اغتيال القائد الناصري الشهيد معروف سعد، لكن مقاومة سعد للموت التي استمرت 10 ايام حتى 6/3/1975 حين اسلم الروح من اصابة جسيمة، اجلت الانفجار وايضاً بين المسيحي اللبناني والفلسطيني المسلح حتى كانت مجزرة البوسطة في عين الرمانة التي سبقتها عملية قتل اصابت كتائبياً معروفاً في المنطقة خلال اطلاق نار على كنيسة فيها فكانت الثالثة ثابتة وانفجرت الحرب الاهلية التي خطط لها سابقاً.
وليد عون يتحدث لـ((الشراع)) من موقع العارف عن هذه الواقعة – خطف خاله رئيس تحرير جريدة ((النهار)) والكاتب الصحافي الذائع الصيت الذي كان يقرأه مسؤولو العرب صبيحة كل نهار (عدا الاثنين) ميشال ابو جودة.
ما سنرويه ليس فيلماً سينمائياً او اضغاث احلام، بل حدث في يوم 4 تموز/يوليو من العام 1974، عندما تم اختطاف المدير المسؤول ورئيس تحرير جريدة ((النهار)) الصحافي الكبير الراحل ميشال ابو جودة اثر خروجه من مكتبه متوجهاً الى مقر اقامته..
شهود هذه الحادثة ما زال معظمهم حياً يرزق، لكن البطل الرئيسي اصبح في ذمة ربه منذ سنوات. وهذه الحادثة على اهميتها في ذاكرة ضحاياها فهي تشير الى احد الافخاخ التي نصبت لجر هذا البلد الى أتون الحرب الاهلية التي اشتعلت في العام 1975 واستمرت طوال سنوات وكانت محطة فاصلة في حياة الكثيرين وفي حياة هذا البلد الذي انقسم على نفسه وعصفت فيه الانواء.
وليد عون ابن شقيقة الصحافي ميشال ابو جودة يعتبر ان ((الساكت عن الحق شيطان اخرس))، ولأنه لا يريد ان يكون شيطاناً قصدنا كي نساعده في كشف الغطاء عن حقيقة بقيت مستترة ثلاثة عقود من الزمن.. هو لا يريد ان يقاضي من احتجز وأهان انسانية خاله، بل يكفيه ان يكشف حقيقة كيف كان خاله الضحية الاولى للنظام السوري – كما يقول – فكانت اول عملية خطف يشهدها لبنان فيتم نقل مواطن لبناني الى سوريا وبتواطؤ واضح وفاضح من اركان القصر الجمهوري اللبناني يومذاك والاجهزة الامنية المشتركة.. ولتحجز حريته ستة ايام حتى اعادته في الثامن من تموز/يوليو 1974 بعد ضغوط كان ابرز اطرافها الزعيم الشهيد كمال جنبلاط الذي ادرك باكراً الهدف الرئيسي من عملية الخطف ولم يخرج من دمشق الا وخبر اطلاق سراح ابو جودة معه..
تفاصيل ووقائع يرويها عون كما عاشها ووثقها.. فلنقرأ.
يقول عون:
- في اواخر العام 1970 في عهد الرئيس سليمان فرنجية، تشكلت حكومة الشباب برئاسة الرئيس صائب سلام، وكانت تضم من الوزراء الياس سابا وخليل ابو حمد واميل بيطار الذي وقف بوجه موجة غلاء اسعار الدواء، وكان من بين الوزراء ايضاً غسان التويني، وبعد دخول التويني الوزارة اصطدم مع رئيس الجمهورية سليمان فرنجية الذي اجبره بعد مئة يوم على تقديم استقالته، مع العلم ان جريدة ((النهار)) هي التي قادت معركة وصول فرنجية الى رئاسة الجمهورية في وجه المكتب الثاني ومرشحه الياس سركيس، ويومها فاز فرنجية بفارق صوت واحد، وأطلق شعار ((وطني دائماً على حق)) بناءً على مقال كتبه غسان التويني ونشره في افتتاحية ((النهار)) وكان عنوانه ((وطني دائماً على حق)) فاتخذه الرئيس فرنجية شعاراً لعهده، وبعد هذه المعركة شعر التويني بالغبن وقلة الوفاء من العهد الذي سانده، الى ان بدأ العهد يحاربه عن طريق تضييق الخناق على الجريدة، وعلى صاحبها، ففي العام 1972 خاض غسان التويني الانتخابات النيابية عن المقعد الارثوذكسي في عاليه وكان ينافسه النائب الراحل منير ابو فاضل، ودخل التويني المعركة الانتخابية على الطريقة الاميركية فكنا نرتدي نحن الشباب في الجريدة الوشاح الازرق والذي يحمل شعار ((النهار)) والقمصان والقبعات الزرقاء، ونوزع كتاباً ازرق اللون يضم المشروع الانتخابي.. وطبعاً أُسقط غسان التويني في الانتخابات ونجح ابو فاضل، وزادت المشاكل بين ((النهار)) وبين العهد وبدأت ((النهار)) تشن حملة مبرمجة على العهد وتخوض المعارك ضده.
# ما هي هذه الحملات مثلاً؟
- منها مثلاً، توزير طوني فرنجية ابن الرئيس سليمان فرنجية في وزارة البريد والبرق والهاتف والتي اصبحت الآن وزارة الاتصالات. فكانت ميزانية الدولة اللبنانية في ذلك الحين أي عام 1972 نحو مليار ومئتي مليون ليرة لبنانية، فخصصت لوزارة البريد والبرق والهاتف مبلغ 265 مليون ليرة لبنانية أي خمس الميزانية، أي انه سحب من ميزانية وزارة التربية ووزارة الاشغال العامة مبالغ صبت في ميزانية وزارة البريد.. فشنت ((النهار)) حملة مكثفة ضد الوزارة واتهمت الوزير بهدر مبالغ ضخمة من ميزانية الوزارة فقرر العهد ان ينتقم من الجريدة.
# وكيف كان الانتقام؟
- استطاع مدير عام الامن العام انطوان دحداح ان يمارس ضغوطاً على شركات الاعلانات الكبرى، مثل الميدل ايست، وعضل وفتال والبترول وشركات البيرة وقف الاعلانات عن الجريدة.
# أي التضييق الاقتصادي على الجريدة لتركيعها؟
- بالضبط، كما عمد الى ايقاف الاعلانات الرسمية، وللعلم فان هذه الاعلانات تخصص الدولة الجزء الاكبر منها للصحف الاكثر انتشاراً، فكانت حصة ((النهار)) من هذه الاعلانات كبيرة، وكانت الدولة تدفع ثمنها مباشرة، ومع الغاء هذه الاعلانات وتوقف تدفق الاعلانات الاخرى من الشركات الكبيرة عاشت ((النهار)) ازمة اقتصادية خانقة رغم ارتفاع اعداد المشتركين ومبيع الجريدة، الا ان الاموال الحقيقية تكون دائماً من اموال الاعلانات، فكنا نحن الموظفين الصغار نقبض سلفة على رواتبنا، وبدأ غسان تويني وميشال ابو جودة يتلقيان تهديدات، وطبعاً، عندما يكون الاعلامي حراً ومرتاح الضمير فهو لا يهتم بهذه التهديدات..
وفي يوم 1 تموز/يوليو 1974 وعند الساعة الثانية عشرة ظهراً، وبعد خروج الوزير اليمني السابق محمد احمد النعمان من مكتب ميشال ابو جودة في ((النهار)) وخلال اجتيازه الطريق باتجاه وزارة السياحة المقابل لمبنى جريدة ((النهار)) السابق في شارع الحمراء، اطلق شخص النار على الوزير النعمان فأرداه وانطلق هارباً.
وكما هو معلوم فإن الصراع كان محتدماً بين السلطة الماركسية اليمنية في عدن والمعارضة في الخارج وقد اغتيل معظم رموز هذه المعارضة في بيروت، ويومها وجهت اصابع الاتهام الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بأنها هي كانت الاداة المنفذة لهذه الاغتيالات.
جميعنا في ((النهار)) اعتبرنا ان عملية الاغتيال هذه ما هي الا انذار لشيء ما سيحدث في القريب العاجل لكننا لم نكن ندري ما هو.
وفي 3 تموز/يوليو أي بعد مرور يومين على هذه الحادثة، وكان يوم اربعاء، وكنت انا اعمل في المقسم 19 في الجريدة حيث تصل رسائل المواطنين فكنت اوضبها وأوزعها حسب الطلبات والمشكلات على كبار المحررين الذين كانوا يتابعون حلها مع الوزارات المختصة، وكان مكتبي مقابل مكتب ميشال ابو جودة، وكان عملي يبدأ بعد الظهر، وفي ذلك اليوم دخل ميشال الى مكتبه واقفل الباب دون ان يوجه لي حتى التحية، وفجأة جاء رسام الكاريكاتير بيار صادق من مكتبه وهو في دهشة من أمره ليسألني هل يعاني ميشال من أي مشكلة لانه لم يحيّه ايضاً، وكنا قد اعتدنا ان ينادينا ميشال كل يوم عند مجيئه لنتناول معه فنجان القهوة، وهنا قال لي صادق ان حالة ميشال خلال هذين اليومين غير طبيعية اذ انه عصبي المزاج خلافاً للواقع.
بعد فترة، فتح ميشال باب مكتبه، وناداني، وكان مكتبه يطل على الشارع الرئيسي، وقال لي انظر إلى هذه السيارة، وكانت تقف أمام وزارة السياحة وقال لي، انزل وخذ رقمها واخبرني كم شخصاً في داخلها. فنـزلت إلى الشارع واقتربت منها بشكل طبيعي وكانت تقف في مكان ممنوع فيه الوقوف، فكان شرطي السير يحرر مخالفة، وكان في داخلها ثلاثة شبان، فتناول السائق محضر المخالفة ومزقه ثم رماه أرضاً. أخذت رقم السيارة وتابعت سيري. وكانت من نوع فيات ولونها خردلي ورقمها ((239629)).
# ألم يكن هناك حرس خاص بمقر الجريدة؟
- طبعاً، ولكن بعض العناصر من الموظفين، وليس كما هي الحال اليوم، صحيح اننا في لبنان كنا قد خرجنا من أحداث العام 1973 التي جرت بين الجيش اللبناني والفلسطينيين، وبعد حادث اغتيال زعماء المقاومة الفلسطينية كمال ناصر وكمال عدوان وأبو يوسف النجار الذين اغتالتهم إسرائيل في منازلهم في شارع فردان، إلا ان هذه الأحداث لم تكن تمنع الحياة من أن تستمر بشكل طبيعي.
عندما عدت إلى ميشال في مكتبه أخبرته بما شاهدت وأعطيته رقم السيارة فسجلها عنده، وقال لي احتفظ أنت أيضاً بالرقم.
# لماذا لفتت نظره هذه السيارة بالتحديد؟
- علمنا فيما بعد انه كان يشاهد هذه السيارة تطارده منذ نحو الشهر، وكيفما تحرك. وكان من عادة ميشال ان يغادر مبنى جريدة ((النهار)) باتجاه مكتبة ((انطوان)) ليشتري ما يحتاج من مجلات، ويمر على مقهى ((الهورس شو)) فيتناول القهوة ويجتمع بأصدقائه. وما كان يلفت نظره لون السيارة وكان كما ذكرت خردلياً، وكانت موضة السيارات في بيروت في ذلك الحين الألوان المحددة أسود، أو أبيض، أو رمادي، وربما هذا ما جعله يحفظ شكلها ولونها.

يوم الاختطاف
# نعود إلى يوم الاختطاف؟
- سألته ذلك اليوم، لماذا يهتم بأمر هذه السيارة، فقال لا شيء، لكنني لاحظت انه كان عصبي المزاج على غير عادته ثم طلب مني أن أذهب مع سائقه كي يقلني إلى المنـزل، وطلب من السائق أن يذهب إلى بيته، بينما بقي هو في الجريدة، وكان يومها يريد تمويه تحركاته.
عدت إلى البيت وعند الساعة العاشرة مساء اذاع ((تلفزيون لبنان)) خبر اختطاف الصحافي اللبناني ميشال أبو جودة عند التاسعة والنصف مساء، فأيقظت والدتي واصطحبتها هي وأخي بسيارته إلى منـزل جدي، أي إلى منـزل والدي ميشال، واتجهت إلى مبنى ((النهار)) فوجدت الشيخ بهيج تقي الدين وكان وزيراً للداخلية وغسان التويني وسمير عطا الله وكان يجلس أرضاً وهو يبكي، وعندما سألت كيف جرت الحادثة، أخبرني عطاالله ان ميشال طلب منه أن يقله بسيارته إلى فندق ((الكارلتون)) حيث كان يقيم ميشال، وعندما انطلقا لاحظ ميشال ان السيارة تتبعه، وعندما وصلا إلى مكتبة ((انطوان)) طلب من عطا الله أن يتوقف، ثم عاد وقال له تابع طريقك، وعندما وصلا إلى شارع السادات سلكا طريق قريطم، ولدى وصولهما إلى أمام مدرسة ((الكوليج بروتستانت))، وكما هو معلوم فالمنطقة هناك هادئة نسبياً، لاحظ سمير ان إحدى السيارات تكسر عليه فحاول الهروب منها لاعتقاده ان هذا مجرد حادث عابر، فضرب بعامود الكهرباء، وفوجىء بثلاثة مسلحين يفتحون الباب من جهة ميشال، ففتح هو باب السيارة وولى هارباً باتجاه شارع السادات، بينما تمسك ميشال بالباب ورفض النـزول، فأطلق عليه المسلحون رصاصة في يده فارتخت واستطاعوا إخراجه منها ووضعوه في سيارتهم ولاذوا بالفرار.
أما في مكتب ((النهار)) وكما ذكرت فإن وزير الداخلية كان موجوداً وكذلك مدعي عام التمييز ميشال طعمة. فرويت لهم أمر السيارة الفيات التي أخذت رقمها وأخرجت الورقة من جيبـي وأعطيتها لهم، فاتصل الوزير تقي الدين بمخفر ((حبيش)) وتحدث إلى النقيب فتحي الحسن، الذي أفاده بأن سائق سيارة تاكسي واسمه محمد صفا شاهد الحادث وأخذ رقم السيارة فكان متطابقاً مع الرقم الذي أعطيته لهم، فقال له الوزير خذوا إفادة السائق ثم أطلقوا سراحه فلا علاقة له بالحادث.
خلال وجودي وصل أبو حسن سلامة (علي سلامة) وابو الزعيم ومعهم شخص اسمه هواري وجميعهم من حركة ((فتح)) كان أرسلهم أبو عمار كي يتابعوا العملية، وفجأة نادت سكرتيرة غسان التويني، الوزير تقي الدين، كي يجيب على الهاتف، تحدث الشيخ تقي الدين وعندما أقفل السماعة، اتجه إلى أبو حسن سلامة وقال له: ميشال أبو جودة موجود عندكم، فقال له أبو حسن كيف؟ فرد الوزير، أنتم من اختطفه، فرد أبو حسن غاضباً من الاتهام وقال له ان هذا الكلام غير صحيح، لكن الشيخ بهيج أكد له انه موجود في مكتب أبو عمار. هنا ضحك غسان التويني لأنه كان يعرف ان ميشال كان صديقاً لابي عمار وقال: يا معالي الوزير هذا الكلام غير دقيق، من أخبرك بهذا الكلام؟ فرد تقي الدين، الآن تلقيت اتصالاً من القصر الجمهوري وأخبروني ان المخابرات العسكرية في الجيش عرفت الجهة الخاطفة وعرفت أين هو ميشال الآن، وقالوا لي انه في مكتب أبي عمار. وجرى تلاسن بين أبو حسن والوزير. (وعلمنا فيما بعد ان الدكتور بطرس ديب وكان مستشار الرئيس فرنجية هو الذي هاتف وزير الداخلية)، لكن تدخل غسان التويني أوقف التلاسن الذي كاد يتطور، فكيف يمكن أن يختطفه أبو عمار ثم يرسل مسؤول أمنه أي ابو حسن ووفداً من حركة ((فتح)) كي يتابعوا القضية؟ وهنا كانت تبدو فكرة المؤامرة واضحة، من أجل تغيير مجرى البحث والتحقيق وتبعدنا عن الجهة الحقيقية التي قامت بالعملية، فاتصل غسان التويني بمنـزل الزعيم الراحل كمال جنبلاط في بيروت في منطقة المصيطبة فلم يجده، وعلم انه في المختارة من أجل واجب عزاء، فاتصل به إلى المختارة ليضعه في أجواء ما يحدث. فطلب جنبلاط أن يتحدث إلى الوزير تقي الدين وطلب منه أن يبحث في اتجاه آخر بعيداً عن فكرة وجود ميشال لدى حركة ((فتح)) واقترح عليه أن ينـزل الجيش إلى الشارع وأن تنتشر الحواجز وأخبره انه سيتحدث إلى أبي عمار.
وانتهى الأمر من جهة الوزارة، لتبدأ حركة ((فتح)) تحقيقاتها ولتتمكن أجهزة الرصد الفلسطينية وقوة الـ ((17)) من كشف مكان إخفاء السيارة، فدهموا المكان الموجود في منطقة أرض جلول القريبة من مخيم صبرا، مع قوى الأمن الداخلي وكان أحد الموجودين لحظة الدهم وهو فلسطيني يدعى يوسف صبحي الهبطة يعمل لإعادة اللون الأصلي للسيارة التي دهنت مؤقتاً باللون الخردلي لتنفيذ عملية الاختطاف، بينما لونها الأصلي كان رمادياً.
وبعد إلقاء القبض على الهبطة اعترف بأسماء شركائه وهم: حسيب محمد الهنداوي وهو فلسطيني من مخيم برج البراجنة وهو سائق السيارة الخاطفة وقبض عليه، ومحمد محيي الدين البغدادي وهو فلسطيني من مخيم شاتيلا وقبض عليه، أحمد حسيب الخطيب وهو فلسطيني من مخيم اليرموك في سوريا تمكن من الهرب وكان قائد المجموعة المنفذة، وليد الرز وهو لبناني من بلدة تكريت العكارية قاد السيارة الثانية التي أمنت عملية الهرب للسيارة الأولى قبض عليه ولكنه تمكن من الهرب، أو تم تهريبه من سيارة قوى الأمن الداخلي بعد تسلمه من القوة ((17)) العائدة للمقاومة الفلسطينية، صالح دولت الشرقاوي وهو فلسطيني من مخيم شاتيلا وقبض عليه، وجميعهم ينتمون إلى منظمة الصاعقة السورية.
# وهل تم التحقيق مع هؤلاء؟
- بعد التحقيق الأولي والسريع الذي أجرته أجهزة المقاومة وبالتحديد جهاز الأمن التابع للمقدم في حركة فتح ((هواري)) علم أن مدير مكتب الصاعقة في لبنان ماجد محسن وهو شقيق رئيس المنظمة زهير محسن هو الذي تسلم المخطوف الذي بات ليلته الأولى في قبو في طابق سفلي في بناية مكتب الصاعقة في أرض جلول، ثم نقل ميشال في اليوم التالي إلى سوريا أي في 4 تموز/يوليو.
بقي الموقوفون في سجن رومية لمدة شهر ووقع 17 نائباً بإحالة القضية إلى المجلس العدلي لكن طلبهم رفضه كل من ميشال أبو جودة وغسان التويني وهما أصحاب العلاقة لأن إطلاق ميشال كان مرهوناً بالتكتم على الموضوع وإقفاله نهائياً.

وفود إلى سوريا
# لنتابع كيف سارت عملية الاختطاف ثم نعود إلى أسباب إقفال ملف القضية نهائياً وإبقائها بعيداً عن التداول؟
- صباح الرابع من تموز/يوليو، قصد الزعيم كمال جنبلاط بيروت، بعد ان أبلغه أبو عمار انهم قبضوا على الخاطفين وتبين انهم من ((الصاعقة))، وكان جنبلاط يعتقد ان ميشال ما زال موجوداً في لبنان، وان المفتاح في سوريا، فأرسل وفداً مؤلفاً من محسن دلول ومحسن ابراهيم ونديم عبد الصمد (وجميعهم أحياء يرزقون) وكانوا من القوى التقدمية، إلى سوريا. وفي سوريا لم يستطع أعضاء الوفد ان يقابلوا المسؤولين الكبار، فعادوا بعد ان أخبرهم من التقوه ان أبو جودة ليس موجوداً في سوريا وان سوريا ليس لها علاقة بخطفه. لكن الزعيم جنبلاط لم يقتنع وبدأ يشعر أن الوقت يمر، وكلما طال الوقت ازداد الخطر على أبو جودة، خصوصاً ان أحد الخاطفين أقر ان في خطتهم ان ينقلوا المخطوف إلى سوريا، وكان الزعيم جنبلاط يحب ميشال أبو جودة واعتبر ان قضية اختطافه قضية شخصية، وكان جنبلاط داعماً للعهد لكنه كان يشعر بأن العهد يغطي هذه الجريمة، فشعر جنبلاط بالمسؤولية المضاعفة، فطلب موعداً من الرئيس حافظ الأسد، وعندما التقى به قال له جنبلاط: ((ان ميشال أبو جودة موجود عندكم)) وان اختطافه سيسبب انقساماً طائفياً في لبنان ويبدو ان الرئيس حافظ الاسد لم يكن يعرف منذ البداية بالعملية لكنه سارع إلى فرض شروط قاسية على جنبلاط في لقائهما الذي تم في ساعة متأخرة من ليل الأحد في 7 تموز/يوليو واستمر حتى الواحدة من فجر الاثنين 8 تموز/يوليو.

أبو جودة خارج الحدود
# ما الذي جرى في التحقيق مع ميشال أبو جودة وكيف تم نقله خارج الحدود اللبنانية؟
- عندما تم نقله إلى قبو في طابق سفلي في بناية مكتب الصاعقة في أرض جلول، كانت يده تنـزف بسبب الطلق الناري الذي أصيب به، فجاؤوا له بطبيب يدعى صائب الجيباوي ولا أدري إذا ما كان هذا الطبيب ما زال يعيش في لبنان، وقد أوقف النـزيف لكنه لم يستطع علاج الكسر الداخلي، لأنه كان بحاجة لمستشفى وصور أشعة، المهم، نزعوا عن ميشال ملابسه وألبسوه عباءة طويلة وتركوه حيث أمضى ليلته الأولى وذهبوا لتحضير عملية النقل. وما سأرويه عن عملية النقل عرفناه من التحقيقات التي أجرتها حركة ((فتح)) ثم أكدها ميشال بنفسه، لأنه عاش معظم لحظات نقله، لأنهم أعطوه المخدر (البنج) لكن كمية المخدر لم تكن كافية، لأنهم لم يدركوا ان كمية ((البنج)) تكون حسب وزن الانسان. فتم نقل ميشال داخل نعش ولف بالعلم الفلسطيني على أساس ان التابوت يضم جثمان شهيد سقط في الجنوب اللبناني لدفنه في مخيم اليرموك، وعن طريق الهلال الأحمر الفلسطيني تم الاستعانة بسيارة تابعة للهلال وسارت في موكب مؤلف من أربع سيارات تتقدمها السيارة التي تحمل النعش وكان صوت القرآن الكريم ينطلق من السيارة التي تتقدم الموكب.
ولأن السيارة التي حملت النعش كانت من الهلال الأحمر الفلسطيني فإن ((ابو عمار)) استدعى شقيقه الدكتور فتحي عرفات وكان رئيساً للهلال الأحمر وتبين ان عناصر من الصاعقة أبلغوهم ان لديهم شهيداً استشهد خلال معارك في الجنوب ويريدون نقله إلى مخيم اليرموك. فأرسلوا لهم سيارة الإسعاف، فجيء بسائق السيارة وعند استجوابه قال، انه كان من المقرر نقل الجنازة إلى مخيم اليرموك، لكنهم طلبوا منه بعد قطع الحدود السورية التوجه إلى مزرعة ميسلون القريبة من الحدود حيث انزلوا النعش وطلبوا منه العودة إلى بيروت وقال ان السيارات في الموكب كانت تنقل سيدات متشحات بالسواد ويبكين كما في أي جنازة عادية. وعلمنا انهم لجأوا إلى هذه الطريقة بسبب حواجز الجيش التي كانت منتشرة على الطريق، كما ان حواجز الجيش لن تفتش عن مخطوف داخل سيارة للهلال الأحمر تحمل نعشاً.
وهذا ما أكده ميشال، فيما بعد، والذي أخبرنا انه صحا من البنج فوجد نفسه داخل تابوت وانه داخل سيارة تقطع مسافات كما سمع صوت القرآن الكريم ولم يكن باستطاعته أن يعمل أي شيء.
ولدى وصول ميشال مع خاطفيه إلى ميسلون بدأت جولة ثانية من رحلته، وهي رحلة التحقيقات، وهنا لا بد من أن أشير إلى ما أشار إليه ميشال من انهم لم يعصبوا له عينيه وهذا ما كان يخيفه لأنه كان يعتقد انهم سيتخلصون منه بعد انتهاء التحقيق، لأنه شاهد كل الخاطفين ومن حقق معه. وكل من أطلق الرصاص فوق رأسه لإخافته.
# ما هي المسائل التي دار حولها التحقيق؟
- جلس بمواجهته رجل وكان إلى جانبه ملفات ولاحظ ميشال ان هذا الشخص كان مثقفاً جداً عرفنا هويته فيما بعد، فكان السكرتير الشخصي لرفعت الاسد د. محمد ديب. (وسأروي فيما بعد كيف التقى به ميشال في باريس).
ودار التحقيق حول علاقة ميشال مع معارضين سوريين هاربين وبالتحديد صلاح الدين بيطار وأكرم حوراني وميشال عفلق، واتهموا ميشال بأنه كان يحاول تقريب وجهات النظر بين النظام العراقي ومعارضين سوريين من أجل التحضير لانقلاب على نظام حافظ الأسد.
كما سألوه عن علاقات ((النهار)) بالسفارات الأجنبية وبالتحديد علاقة غسان التويني بالمخابرات المركزية الأميركية، فالاتهام بالعمالة جاهز لأي إنسان يتحدث بلغة مغايرة، كما استوضحوا منه بعض المقالات التي رأوا فيها معلومات حول خطر داهم على النظام. وعن علاقة ميشال بمنظمة التحرير الفلسطينية وبالتحديد حركة ((فتح)) وابو عمار. كما أصر المحقق على معرفة ما دار في اللقاء بين أمين عام الأمم المتحدة كورت فالدهايم الذي التقاه ميشال في حديث خاص حول الوضع في المنطقة في أثناء مروره في مطار بيروت بعد جولة له شملت مصر والأردن وإسرائيل ولم ينشر في ((النهار)) يومذاك الحديث الصحيح بل نشر كلام آخر لا علاقة له بالحديث الأصلي.
# وما هي قصة لقاء فالدهايم مع أبو جودة؟
- في يوم 4 حزيران/يونيو عام 1974 أي قبل حادث الاختطاف بشهر واحد، كان فالدهايم في زيارة للمنطقة وكما هو معروف فإن فالدهايم من أصل نمساوي وكان معادياً لإسرائيل، لكن بحكم كونه أمين عام الأمم المتحدة لم يكن يسمح لنفسه بإظهار هذا العداء، وفي خلال هذه الجلسة القصيرة، وكان ميشال هو الصحافي الوحيد الذي التقاه فالدهايم، قال له ان لبنان سيتعرض لمؤامرة كبيرة وان أميركا وإسرائيل ضالعتان بها، وانهما ستخلقان بلبلة في لبنان. لكن ما كتبه ميشال في افتتاحيته ليس له علاقة بما سمعه من فالدهايم كي لا يحدث بلبلة في البلاد.
# كيف استطاعوا أن يعرفوا ما أسرّه فالدهايم إلى ميشال أبو جودة؟
- إلى الآن لا أستطيع الإجابة على هذا السؤال ومن الذي سرّب هذا الخبر إلى السوريين، فمكتب ميشال أبو جودة في جريدة ((النهار)) كان مفتوحاً أمام الضيوف لكن سراً مثل هذا لا يمكن أن يكون قد تحدث به في مجتمع مفتوح، لكن ميشال وحده يعرف من يمكن أن يكون قد سربها. لأن المحقق قرأ له ما دار بينه وبين فالدهايم كأنه كان معهما، أو كأن أحدهم سجل ما رواه ميشال في ما بعد عن هذا اللقاء.
ميشال بقي في حالة اختطاف لمدة أربعة أيام، في أول يومين تم التحقيق معه حول كل المسائل التي ذكرتها، وفي اليومين الأخيرين دار التحقيق حول اجتماع ميشال مع فالدهايم، وهذا كان يؤكد مدى اهتمامهم بهذه القضية. ومع ذلك فإن ميشال لم يعترف بحقيقة ما دار بينه وبين فالدهايم.
ويوم الأحد في 7 تموز/يوليو تبدلت المعاملة من العنيفة، ضرب وشتائم وإطلاق رصاص مسدس عدة مرات فوق رأس ميشال، إلى شبه هادئة، فقد اضطر النظام السوري للاعتراف بمسؤوليته عن عملية الخطف نتيجة لضغوط دولية وعربية ومحلية وأهمها كانت من أمين عام الأمم المتحدة كورت فالدهايم ومن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وأقوى هذه الضغوط كان من جانب الزعيم كمال جنبلاط الذي التقى الرئيس الأسد كما ذكرت، وفي طريق عودته من دمشق قصد الزعيم جنبلاط القصر الجمهوري حيث التقى الرئيس سليمان فرنجية بحضور العقيد انطوان دحداح وأبلغه ان قرار إعادة ميشال قد اتخذ وحدد له المكان والزمان وطلب منه إرسال العقيد دحداح ليتسلم ميشال، عندها سأل العقيد دحداح الزعيم جنبلاط كيف سيتعرف إلى الخاطفين رد عليه جنبلاط بحدة ((ما أنت بتعرفهم منيح))، وهكذا وبكلمتين أشار جنبلاط إلى دحداح، وأفهمه ان دوره في عملية الخطف قد كشف.

إلى الحرية
# لماذا لفلفت القضية؟
- لأن كمال جنبلاط أعطى وعداً للرئيس الأسد ان يقفل القضية.
وفي يوم الاثنين 8 تموز/يوليو 1974 الساعة الثالثة فجراً دخل الدكتور رفعت الأسد إلى مكان احتجاز ميشال وقال له ستعود إلى لبنان ونتمنى أن ينتهي الموضوع سريعاً، ولا داعي للبلبلة حول هذه المسألة وإلا نحن قادرون على إعادة الكرة. وفي الرابعة إلا ربع فجراً تسلم العقيد دحداح المخطوف المفرج عنه ميشال من الجهة الخاطفة في بلدة جديتا وأحضره إلى قصر بعبدا حيث كان ينتظره الرئيس سليمان فرنجية الذي بقي ساهراً ينتظر عودة ميشال وأصر على ان يشرب القهوة معه.
وفي الخامسة والنصف صباحاً وصل ميشال أبو جودة إلى منـزله في الزلقا حيث كنا ننتظر عودته بعد ان أبلغنا ذلك قبل ساعة تقريباً. وفي اليوم التالي لعودة ميشال قام الزعيم جنبلاط وعلى رأس وفد ضم فؤاد الطحيني ومحسن دلول وتوفيق سلطان ووليد جنبلاط وجان عبيد بزيارة مستشفى أبو جودة في منطقة جل الديب حيث كان يعالج ميشال من آثار التعذيب، وبعد كلمات التهاني طلب من الجميع مغادرة الغرفة وبقي جنبلاط وميشال في خلوة خاصة امتدت لربع ساعة غادر الوفد المستشفى. استدعاني ميشال على اثرها وطلب مني منع أي من أفراد العائلة والمقربين من الحديث عن الخطف وإبقاء الموضوع بالعموميات وهكذا كان.
وعندما توجه الزعيم كمال جنبلاط بعد يومين إلى الجزائر على رأس وفد من الأحزاب اليسارية للقاء تضامني مع المقاومة الفلسطينية، رفض جنبلاط الرد على أسئلة الصحافيين حول حادثة الخطف مكتفياً بالقول: ((سيأتي اليوم الذي يمكننا التحدث فيه بكل حرية وقول كل شيء)).
# ما هي انطباعات ميشال حول حادثة الخطف كما رواها لكم؟
- كان رأيه ان الرئيس سليمان فرنجية لم يكن يعرف بالعملية على الإطلاق، فيما مدير عام الأمن العام العقيد انطوان دحداح كان ليس فقط على علم بل كان ضالعاً بالعملية، كما تبين له ضلوع الدكتور بطرس ديب (وهو سوري الأصل ومن مدينة حمص) وكان مستشاراً للرئيس فرنجية، عن طريق التغطية الاعلامية وتضليل التحقيق وتوجيهه نحو مسارات أخرى.
كما أشار ميشال إلى احتمال اشتراك الوزير طوني فرنجية بالتغطية على العملية انتقاماً من صحيفة ((النهار)) التي حاربته كثيراً في أثناء توليه وزارة البريد والبرق والهاتف وخصوصاً كشفها لمسألة هدر مبلغ 265 مليون ليرة لبنانية في الوزارة وكان هذا المبلغ كما ذكرنا يمثل خُمس ميزانية الدولة اللبنانية بكاملها. كما أكد ميشال عدم معرفة الرئيس حافظ الأسد منذ البداية بالعملية لكنه غطاها وفرض شروطاً قاسية على الزعيم كمال جنبلاط في لقائهما بضرورة إقفال ملف القضية.

فخاً للحرب الأهلية
# لماذا اعتبر الزعيم كمال جنبلاط ان القضية شخصية؟
- طبعاً بسبب محبته لميشال أبو جودة، ولإحساسه بالخطر الذي كان يحيط بلبنان. لأنه استشعر ان خطف ميشال أبو جودة كان فخاً للحرب الأهلية، لأنهم في البداية حاولوا أن يضللوا التحقيقات ويوجهوها ناحية الفلسطينيين ليخلقوا احتقاناً مسيحياً ضد الفلسطينيين. ونحن عشنا هذه الفترة وسمعناها بأنفسنا، لأن المحيطين بنا من أقارب وأهل وجيران وأبناء بلدة قالوا بعد خطف ميشال، نريد أن نهجم على مخيم تل الزعتر ومخيم ضبيّة. وفعلاً تم اختطاف نحو 200 عامل فلسطيني. وهناك عناصر من المكتب الثاني كانوا يوزعون السلاح على بعض الأحزاب اليمينية المتعصبة ويحرضون الناس وقطعوا طريق طرابلس، وكانت يومها مواعيد امتحانات البكالوريا قد اقتربت فأجّلت إلى موعد آخر بسبب قطع الطريق. كما ان هذه الخطة في تحويل قضية ميشال أبو جودة إلى حرب بين فلسطيني ومسيحي، كانت تهدف إلى نقل الأمور إلى حرب طائفية بين مسلم ومسيحي، فبدأ التحريض الكلامي عبر الشعارات التي كتبت على الجدران في المنطقة المسيحية. وبقيت هذه الخطط نائمة حتى بعد فشل إشعالها باغتيال معروف سعد، فإنها اشتعلت في 13 نيسان/ابريل بالهجوم المباشر على البوسطة الشهيرة في عين الرمانة والتي كانت شرارة الحرب التي استمرت لأعوام طويلة.

تهجير أهل المخطوف
# رغم ان حادثة اختطاف ميشال أبو جودة كادت تكون الشرارة التي تبدأ بها الحرب بين الفلسطينيين والمسيحيين، ورغم ذلك تمت مضايقتكم واضطررتم بعدها إلى ترك المنطقة، فما الذي حصل؟
- كان ميشال أبو جودة رجلاً عروبياً وهذا ما جمعه مع كمال جنبلاط على العكس مما كان يظنه البعض عنه، لذلك خلال الحرب أقفلنا منازلنا وغادرنا المنطقة إلى مناطق أخرى، وكانت سيارتي أول سيارة يتم تفجيرها في منطقة انطلياس، في 20 نيسان/ابريل 1975 أي بعد سبعة أيام من بداية الحرب الأهلية، وأنا سكنت في منطقة الروشة لغاية العام 1982 ثم ذهبت إلى باريس. جميعنا كنا من محبي ومناصري كمال جنبلاط، وأذكر اننا وبعد عوة ميشال زاد الحقد علينا، لأننا شكلنا وفداً من العائلة وذهبنا إلى كمال جنبلاط وإلى ياسر عرفات لنشكرهما على مساعدتهما للعائلة في إطلاق سراح وعودة ميشال إلى أهله سالماً. فاتصل الرئيس الراحل كميل شمعون بغسان التويني وأبدى أمامه غضبه منا لأننا لم نزره كما زرنا جنبلاط وعرفات، فكان رأي التويني ان شمعون لم يكن له دور لا في البداية ولا في النهاية.
وهذه الزيارة استمرت تردداتها حينما خطفت ((الأحرار)) التابعة للرئيس شمعون، خلال الحرب، أخي الكبير.
ورأينا في كمال جنبلاط انه كان أهم شخصية في لبنان، ومن لم يعرفه كأنه لم يعرف أحداً، وأذكر انه قبل استشهاده أرسل إلى ميشال أبو جودة موصياً قائلاً له ((دير بالك على وليد)) ومعروف ان وليد جنبلاط كان يعمل في جريدة ((النهار)) في القسم الاقتصادي. وأنا شاهدت ميشال يبكي بكاء مراً ليلة مقتل جنبلاط وكان عاجزاً عن ان يمسك القلم بيده ليكتب افتتاحيته. لبنان دفع ثمن مقتل كمال جنبلاط.

ميشال بمواجهة المحقق
# لو عدنا إلى الجزء الأخير من حكاية اختطاف ميشال أبو جودة، ذكرت لي ان ميشال تعرف إلى من حقق معه وكان سكرتير رفعت الأسد، كيف تعرف إليه، وهل كان يعرفه سابقاً؟
- لم يكن قد شاهده من قبل على الإطلاق.
# وعندما تعرف إليه هل عاتبه؟
- أبداً، لم يوجه إليه أي كلمة.
# كيف تم اللقاء إذاً؟
- عندما كنت في باريس وكنت أعمل في إذاعة ((الشرق)) وكان ميشال يأتي إليّ لزيارتي كل عام. وأذكر اننا ذات مرة دخلنا إلى مقهى في الشانزليزيه لتناول القهوة، عندما دخل محمد ديب وألقى عليّ التحية من بعيد وجلس إلى طاولة أخرى. هنا التفت إليّ ميشال وقال لي هل تعرف هذا الرجل؟ فقلت له، نعم انه صديقي، وكانت علاقتي بمحمد ديب قد بدأت عندما عرّفني إليه زميلي الصحافي فوزي شلق، فكنا دائماً نلتقي في المقهى نتبادل الأحاديث والطرائف بعد يوم العمل، وكنت أعلم انه سكرتير رفعت الأسد، إلا انني كنت أتحاشى أن أتحدث معه في أي أمور سياسية، وهذا ما أخبرت به ميشال فيما بعد، فقال لي ميشال: هذا هو المحقق الذي كان يتولى التحقيق معي خلال اختطافي، ثم طلب مني ميشال النهوض بسرعة ومغادرة المكان حتى قبل أن نتناول القهوة التي طلبناها ودفعنا ثمنها.
# كيف تعرف إليه ميشال وقد مرت سنوات على عملية الاختطاف؟
- لقد بقيا أربعة أيام في غرفة واحدة من أجل التحقيق، فكان من الطبيعي أن يبقى ميشال ذاكراً له.
# ألم يعرفه ديب؟
- بل عرفه، لأنه سألني عنه في اليوم التالي عندما ذهبت متعمداً إلى المقهى فجاء مسرعاً ليجلس معي الى طاولتي وليسألني، منذ متى تعرف ميشال أبو جودة، فقلت له، خلال عملي لفترة في أرشيف جريدة ((النهار)) كنت ألتقيه، فضحك وقال لي: من زمان، نحن خطفناه، قلت له الله يعطيكم العافية. فضحك ثانية وقال: كانت أيام.
# ألم تقل له انه خالك؟
- أبداً. واستمرت صداقتنا لغاية العام 1990 حين عدت من فرنسا إلى لبنان. أنا لم أبحث معه هذا الموضوع نهائياً، لأنه في النتيجة عبد مأمور. ويومها تأكدت ان ميشال كان محقاً بهوية المحقق المثقف الذي عاش معه أربعة أيام كانت ظروفها من أسوأ أيام حياة ميشال أبو جودة.. وعائلته.
ماجدة صبرا

Sunday, November 20, 2005

بعد حلحلة عقدة مكان استجواب أفراد "عصابة الستة"


بعد حلحلة عقدة مكان استجواب أفراد "عصابة الستة"
الخطوة التالية "المفجرة" لميليس: الإصرار
على إنهاء تحقيقاته باستجواب "مستحيل" للأسد
لندن ¯ كتب حميد غريافي:قال ديبلوماسي فرنسي في العاصمة الاردنية امس الاحد انه في حال حلت عقدة اجراء ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق في اغتيال رفيق الحريري تحقيقاته مع المشتبه فيهم الستة من قادة الامن السوري خارج الاراضي اللبنانية, فإن »عقدة العقد الكبرى الموضوعة لاصطياد نظام البعث السوري ستظهر في مطلع الشهر المقبل قبل ايام من الموعد المقرر لانتهاء مهمة القاضي الالماني وتقديم تقريره النهائي الى مجلس الامن الدولي, عندما سيطلب مجددا لقاء مع الرئيس السوري بشار الاسد لمواجهته شخصيا بشهادات عدد من زعماء لبنان في طليعتهم وليد جنبلاط وسعد الدين الحريري ومروان حمادة ومدير الاستخبارات العسكرية اللبنانية الاسبق جوني عبده وشقيقه وزوجة الرئيس رفيق الحريري, حول آخر لقاء تم بين الرئيس السوري ورئيس وزراء لبنان السابق قبيل التمديد للرئيس اللبناني اميل لحود في سبتمبر من العام الفائت »ابلغ الحريري جميع هؤلاء ان الاسد هدده خلاله اذا تمنع عن التوقيع على مرسوم التمديد«.واكد الديبلوماسي الفرنسي في اتصال اجرته به »السياسة« من لندن امس ان مجلس الامن الدولي والامين العام للامم المتحدة كوفي عنان »على اطلاع حميم من ميليس على نيته مقابلة الاسد« بعدما قام اثنان من معاونيه المحققين بمقابلة حليفه اللبناني لحود و»استجوابه طوال ست ساعات حول ما اورده عدد من الشهود واستنادا الى مكالمات هاتفية جرت من بعض المشتبه بهم اللبنانيين بقصره الجمهوري وتحديدا بنجله اميل اميل لحود الذي تبين انه لم يجب على اي مكالمة«.وذكر الديبلوماسي نقلا عن زميل فرنسي له في الامم المتحدة بنيويورك ان ميليس ينوي توقيع اتفاق تعاون قضائي مع اي دولة يستقر الرأي على استجواب السوريين الستة فيها, على غرار اتفاقه مع الحكومة والقضاء اللبنانيين »كي يكون بامكانه في حال تأكده من ضلوع اي من هؤلاء في جريمة اغتيال الحريري« الطلب الى السلطات القضائية في تلك الدولة اعتقاله (او اعتقالهم) حتى المحاكمة التي ستجري في محكمة دولية باحدى الدول الاوروبية«.ونقل الديبلوماسي عن زميله هذا قوله ان كوفي عنان »تمنى على ميليس عدم اثارة موضوع لقاء الرئيس الاسد في قصره بدمشق الآن قبل الاستماع النهائي الى المطلوبين الامنيين السوريين الستة الذين بينهم صهره اللواء شوكت آصف مدير الاستخبارات العسكرية, كما تمنى عليه التكتم الشديد حيال مسألة الاستجواب الشخصية هذه قبل معرفة مصير هؤلاء الستة او بعضهم«.واعرب الديبلوماسي عن اعتقاده ان ميليس »على يقين من ان تحقيقاته النهائية لن تكون مكتملة من اجل وضع قراره الظني الى المحكمة الدولية, ما لم يستمع الى الرئيس السوري شخصيا, الا انه ربما يرسل المحققين اللذين استجوبا الرئيس اللبناني للقاء الاسد لانه ¯ على ما اعتقد ¯ لا ينوي الذهاب شخصيا الى سورية بعد الحملة الاعلامية واسعة النطاق التي نظمتها اجهزة الامن السورية ضده سواء في وسائل الاعلام او عبر تظاهرات شارعية هددته بالعمالة لاسرائيل, وهي تهمة في سورية تحمل في طياتها اهدار دمه«.واكد الديبلوماسي الفرنسي ل¯ »السياسة« ما كانت وسائل اعلام عربية وغربية نشرته الجمعة الماضي بعد مرور 15 يوما على تفرد »السياسة« به في الثالث من الشهر الجاري وهو ان مندوبي اميركا وفرنسا وبريطانيا في مجلس الامن »يعملون حاليا على وضع مسودة مشروع قرار جديد لفرض عقوبات قاسية على النظام السوري يلحظ تجنب البنود السابقة التي استخدمت في قرار مشابه اصدره مجلس الامن عام 1991 لفرض الحصار على العراق, واعطى نتائج عكسية, اذ استغله نظام صدام حسين لزيادة ثرواته وثروات حزبه, فيما وقع ضيمه الكبير على الشعب العراقي«.وكان مسؤول جزائري كبير اكد اول من امس السبت ايضا المعلومات التي اوردتها »السياسة« السبت الفائت في الثاني عشر من هذا الشهر عن ان الدول الغربية الثلاث هذه »تبحث جديا في استخدام القوة ضد سورية استنادا الى الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي على اساسه صدر القرار الدولي الاخير 1636 الذي دعا سورية الى التعاون الكامل وغير المشروط مع لجنة التحقيق الدولية«.وقال الديبلوماسي الفرنسي ان واشنطن وباريس ولندن التي راقبت عن كثب »الصراع النفسي الذي لا يطاق« الذي تعرض له الرئيس السوري بشار الاسد وعدد من كبار مسؤولي حزبه بسبب اصرار ميليس على التحقيق مع المتهمين الامنيين السوريين الستة في مقره بالمونتفردي في لبنان, »باتت اشد اقتناعا بأن الوصول الى فرض عقوبات على سورية ¯ بعد امكانية حل اشكال مكان التحقيق خارج لبنان ¯ لن يمر الا عبر طلب من رئيس لجنة التحقيق الدولية لمقابلة الاسد واستجوابه, وهو امر سيكون من المستحيل رضوخ السوريين له ما يبرر اي عمل دولي ضدهم«.

سورية تدخل مرحلة الفوضى


المجتمع الدولي والعالم العربي غسلا
أيديهما من نظام البعث في دمشق
سورية تدخل مرحلة الفوضى خلال
الشهرين المقبلين والتلويح بإنزال الجيش
اللبناني جمد تظاهرات "حزب الله"
باريس ¯ »السياسة«: يسير نظام الحكم السوري في دمشق بخطى هوجاء غير متزنة وحائرة نحو الهاوية, جارا معه سبعة عشر مليون مواطن انهكهم هذا الحكم الأمني الاستخباري طوال السنوات الخمس والعشرين الأخيرة من الهيمنة الكاملة على مقدراتهم ولقمة عيشهم وحريتهم وحقوقهم الإنسانية.وذكر أحد قادة المعارضة السورية في فرنسا ل¯ »السياسة« أن الوضع الداخلي السوري »بات لا يطاق بسبب مخاوف الناس من أن تجرهم حفنة من المتربعين على رأس هرم النظام المنزلقين الى هوة المواجهة مع المجتمع الدولي بسبب تمسكهم بشخص واحد هو صهر الرئيس بشار الأسد اˆصف شوكت, وعدم تسليمه الى لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رفيق الحريري للتحقيق معه في بيروت لاعتبارات عائلية يدعون انها سيادية, وان يواجهوا (الناس) حصارا دوليا خانقا وعقوبات لا طاقة لهم على تحملها, شبيهة بالعقوبات والحصار على العراق طوال إحدى عشرة سنة منذ غزوه الكويت حتى سقوط نظامه عام 2003«.وقال مسؤول المعارضة السورية الذي تحتضنه بعض الجهات الرسمية الفرنسية, ان وضع النظام السوري الاˆن في اعقاب انسحابه من لبنان وصدور القرار الدولي 1636 ضده, »يشبه وضع ذلك المحكوم بالإعدام الذي خيره القاضي بين الموت شنقا أو بالرصاص«, وبقبول دمشق الأسبوع الماضي تسليم قادتها الأمنيين الستة المطلوبين للتحقيق معهم في مقر ديتليف ميليس بالمونتيفردي قرب بيروت, للتحقيق معهم في القاهرة أو جنيف أو فيينا مع رفض تسليمهم الى المونتيفردي لأسباب »اذلالية« كما قيل«, تكون اختارت الإعدام رميا بالرصاص.وكشف المعارض السوري النقاب ل¯ »السياسة« عن أن الضغوط السورية الهائلة على لبنان الاˆن »ستؤدي الى عكس نتائجها المرجوة, إذ سيقع في أي لحظة فك ارتباط نهائي بين لبنان وسورية سيكون بمثابة نهاية المطاف للعلاقات السورية مع أي دولة اخرى باستثناء النظام الإيراني الأكثر تطرفا, وبداية الحصار الخانق, مع القضاء المبرم على حلفاء دمشق في لبنان, ما من شأن ذلك ان يكون فعلا بمثابة بدء العد العكسي لاحداث تغيير شامل في سورية من دون أي اهتمام بأن يتم ذلك بشكل دموي أو بأي شكل اˆخر من قبل الولايات المتحدة خصوصا وفرنسا وبريطانيا وأوروبا بصورة عامة«.ونسب المعارض السوري في باريس الى ديبلوماسيين غربيين قولهم ان إدارتي الرئيسين جورج بوش وجاك شيراك »اهملتا خلال الأسابيع الأربعة الماضية منذ تقديم ميليس تقريره الى مجلس الامن, عروض سورية عدة لم يسبق لحزب البعث الحاكم ان قدمها من قبل وعددا من الوساطات العربية والدولية ما يؤكد تجاوز هاتين الإداراتين مرحلة الإقدام على اي تفاهم من اي نوع مع حكومة بشار الأسد, ودخولهما بالفعل مرحلة الإعداد النهائي لإطاحة النظام«.وقال المعارض ل¯ »السياسة«: ان الديبلوماسيين العرب في باريس »هم ايضا يعربون عن يأس زعمائهم من أي امكانية في قدرة نظام دمشق على التجاوب او التكيف مع المتطلبات العربية والدولية لإحداث تغييرات جذرية تدفع بسورية في طريق سلمي جديد ينجيها من المصير المحتوم, فقد نقل عدد من هؤلاء الزعماء الى دول المجتمع الدولي أسباب يأسهم هذا وغسلوا ايديهم من البعثيين السوريين بصورة نهائية«.وأعرب المعارض عن اعتقاده ان »تدخل سورية في اواخر هذا العام أو في أوائل العام المقبل بعد شهر أو شهرين, مرحلة الضياع والفوضى الكاملة, بحيث يحدث ما لا يحمد عقباه, ويدفع الشعب وحده الثمن«.لبنان: تأجيل المواجهة!أما في لبنان, فقد باتت المواجهة الداخلية بين مؤيدي سورية واعدائها الجدد أقرب الى الوقوع من أي وقت مضى منذ انحسار الوهج السوري الثقيل عن اللبنانيين وأخرجت الأسلحة السياسية الثقيلة من مخابئها لدى كل الأطراف, استعدادا على ما يبدو للمعركة الأخيرة الحاسمة التي لم يتمكن نظام الحريري السني المسيطر اسميا وشكليا على مفاصل البلاد منذ الانتخابات النيابية الأخيرة من حسمها, رغم كل ما يمتلكه من دعم دولي وعربي وداخلي لم يبلغه حتى والده الراحل في أي ظرف من الظروف.وكشفت مصادر حكومية لبنانية ل¯ »السياسة« في بيروت في نهاية الأسبوع الفائت عن أن تسريب معلومات الى قيادة »حزب الله« في الضاحية الجنوبية من بيروت عن أن حكومة السنيورة »على بعد خطوتين فقط من انزال الجيش الى شوارع بعلبك والبقاع وعكار والشمال وبيروت نفسها في حال »تمت نبوءة« صحيفة »تشرين« السورية القريبة من الرئيس بشار الأسد شخصيا, بوقوع تظاهرات واسعة لإطاحة الحكومة الحريرية يوم الخميس الفائت, قد تكون (المعلومات المسربة من أجهزة حكومية) فعلت فعلها السريع والمتوخى, إذ صدرت بيانات عن »حزب الله« و »التيار العوني« و »الاتحاد العمالي« الذي يرأسه القومي السوري غسان غصن وعن كل من هب ودب على طريق بيروت ¯ دمشق شبه المقطوع, تبرأت من اخبار »تشرين« ومن »الحشد« المزمع للتظاهرات, طاوية أذنابها بعد زئير استمر منذ خطاب الأسد الاخير وتهديده النظام اللبناني مباشرة وعلنا.جنبلاط »يكوع« مجددا!وما زاد في طين »حزب الله« وحركة »أمل« بلة, خروج عراب النظام الجديد وليد جنبلاط من عرينه الأمني في المختارة ليدافع عن حكومة السنيورة ويهاجم حليفه »الستراتيجي« حزب الله لتركه نفسه مطية لسورية تستخدمه لتحقيق أهدافها في تفجير الشارع اللبناني »مازوتيا« وصولا الى إطاحة الحكومة, مستخدمة سلاح الديمقراطية اللبنانية لقتل اصحابها به.وقالت المصادر الحكومية انه على الرغم من أن تلك التسريبات كانت هادفة الى »ايقاظ حزب الله وفلول النظام الاستخباري السوري ¯ اللبناني المتبقية في لبنان من السكرة التي اصيبوا بها من خطاب الأسد الذي دغدغ اˆمالهم وأحلامهم بردة قوية, إلا ان مسألة انزال الجيش للحفاظ على السلطة السياسية الديمقراطية.. وهذه هي إحدى أهم وظائفه ¯ في وجه الغوغائية المخططة التي وردت علنا في صحيفة »تشرين« السورية, كانت جدية, حتى ان جنبلاط كان اول المطالبين بها, وقد استشارت حكومة السنيورة وقادة كبار في »تيار المستقبل« الحريري عددا من الدول العربية والغربية بهذا التوجه, وحصلوا على ردود مشجعة«.ونقلت المصادر الحكومية اللبنانية عن اوساط قريبة من حركة »أمل« قولها إن »التراجع عن تظاهرات الخميس جاءت بسبب تحديد الخصم موعد ومكان المعركة, وهو أمر لا يمكن تجاهله من قبلنا, وقد فوجئنا فعلا به«.ضغوط عربيةواكد ديبلوماسي خليجي في أبو ظبي ل¯ »السياسة« اول من امس في اتصال من لندن ان اكثر من دولة عربية وخليجية اجرت اتصالات فورية في دمشق في اعقاب انباء جريدة »تشرين« عن »التظاهرة لاطاحة حكومة السنيورة« وبعد تلقيها اتصالات من جماعات الحريري وبعض الاوساط المسيحية اللبنانية وجهات دولية »ابدت فيها دهشتها من التدخل العلني السوري في لبنان عبر حلفائه تنفيذا لما ورد من تهديدات في خطاب الاسد محملة الحكم السوري مسؤولية اي انفجار داخلي في لبنان مؤكدة انها اذا كانت تدعم سورية لدى المحافل الدولية خصوصا اميركا وفرنسا وبريطانيا ضد استهداف نظامها واطاحته فإن ذلك لايعني ان ترد دمشق لها هذا الجميل بالعمل على اطاحة النظام اللبناني الجديد.اتهام عونواتهم الديبلوماسي الخليجي - نقلا عن مصادر ديبلوماسية في ابو ظبي - العماد ميشال عون ب¯ منح »حزب الله« وسورية من خلفه غطاء مسيحيا قويا من دون ان يدري دوافعه الى ذلك الانتقام من النظام السني الحريري المعتدل الذي استثناه من مقاعد الحكومة بعدما خاض ضده بالتحالف مع جنبلاط معركة انتخابية عنيفة«.وقالت المصادر الديبلوماسية الخليجية ان »عون وجماعاته يخطئون اذا اعتقدوا ان في امكانه الوصول الى رئاسة الجمهورية على حصان شيعي متطرف (حزب الله).وعلى نظام خارجي مريض ينازع (سورية) اذ يبدو انهم (عون والعونيون) مثل السوريين ليست لديهم قراءة صحيحة ودقيقة لما يجري في المنطقة من متغيرات ولا يفهمون المواقف العربية والدولية من الصراع الاهم في المنطقة في العراق , بين السنة والشيعة ولا يدركون الاخطار الايرانية المحدقة بالدول الخليجية والعربية وصولا الى لبنان.واعرب الديبلوماسي الخليجي عن اعتقاده ان تكون »المعركة الداخلية اللبنانية« قد تحددت معالمها واقيمت متاريسها وشحذت اسلحتها منذ خطاب الاسد وان المحاولات التي تجري الان لاستيعاب هذا التأزم الخانق قد تكون تأخرت كثيرا لان الجميع مستعجل فسورية تحاول تطويق ازمتها مع مجلس الامن الدولي عبر الرهان بتفجير الاوضاع في لبنان و »حزب الله« المترنح تحت ضربات القرار الدولي 1559 الداعي الى تدجينه وانتزاع انيابه العسكرية لا يعرف اين يضع قدمه بالضبط والمجتمع الدولي يسابق الجميع للوصول الى قلب النظام السوري لوقفه عن النبض في العراق ولبنان وفلسطين ولسلاح حزب الله الذي يمنع اقامة دولة لبنانية ديمقراطية ويهدد باستمرار المعادلات السلمية في المنطقة باوامر من طهران ودمشق«.

Thursday, November 17, 2005

الرئيس والشريك


الرئيس والشريك
حسن صبرا - الشراع 17/11/2005 :
*يوم توفي حافظ الاسد خرجت صور كبيرة لماهر الذي ترقى سريعاً في الجيش ودخل القيادة القطرية
*خدام كان يملك وحده التحكم بتعديل الدستور لانتخاب بشار رئيساً.. وفي غيابه في باريس النظام اليوم في حيرة
*بعد انتخاب بشار عاد آصف شوكت من منفى اختياري في باريس اراده الاسد له قبل وفاته
*ماهر اطلق النار على شوكت وكاد الامر يتطور لولا تدخل والدته
*ماهر هو النائب الفعلي لشقيقه بشار وشريكه في الرئاسة في غيابه لسفر او في حضوره
*ماهر لا ينام حين يسافر بشار.. وبشار لا ينام اذا أوى شقيقه الى مضجعه
*مجموعة خاصة لماهر كونها في لبنان فخلقت حالات تمرد وتذمر داخل الاحزاب وتجاوزت كنعان
*من غرائب اغتيال الحريري هو الكم اللبناني والسوري الذي عرف بخطة الجريمة او شارك في التهيئة لها او محاولة طمس معالمها
*رسالة من عقلاء العلويين الى الاسد دعته الى تصحيح الاوضاع وعدم السماح لجشع عدد من الضباط بتشويه صورة الطائفة العربية.
كتب حسن صبرا
كان جثمان الرائد المظلي باسل الاسد مسجى في مسجد السيدة ناعسة (والدة الرئيس الراحل حافظ الاسد السيدة ناعسة شاليش) وكانت الوفود اللبنانية الرسمية خاصة تزحف الى القرداحة للتعزية بالابن الاكبر للرئيس الاسد الذي كان يحمل اسم ابو سليمان وهو الاسم الحزبي الذي عرف به قبل ان يقرر تهيئة نجله الاكبر باسل ليرثه في حكم الجمهورية العربية السورية فاعتمد تسمية ابو باسل، وكانت فرقة الاحباش للاناشيد الدينية تصدح بحناجرها ليل نهار ولأسبوع كامل امضتها ((مؤاجرة)) الاسد وعائلته بفقدان الضابط الشاب الذي ذهب ضحية حادث سير مروع عند دوار مطار دمشق الدولي صبيحة يوم ممطر من شهر كانون الثاني/يناير 1993.
كانت هتافات بعض الشباب تردد اسم الوريث البديل للأسد الأب هو نجله الثاني طبيب العيون بشار الذي جاء من لندن حيث يدرس وعلى عجل ليكون الى جانب والده بعد ان استقر رأيه على تسميته رئيساً وريثاً بعده، وكان هناك نفر من الشباب المتحمس خاصة بين الجنود وصف الضباط يردد اسم الضابط المحترف ماهر وهو الإبن الثالث للرئيس الاسد.
ورغم ان الرئيس الاسد واجه اعتراضاً جدياً من جانب عدد من اركانه خاصة من اللواء علي حيدر قائد القوات الخاصة التي انقذت نظامه من محاولة شقيقه الدكتور رفعت الاستئثار بالسلطة حين دخل ابو باسل غيبوبته المؤقتة الشهيرة عام 1984، وبلغ الاعتراض حداً دفع ابو ياسر (اللواء حيدر) كي يقول في مجلس خاص: ((نحن لم نقم بالثورة كي نحول الجمهورية الى ملكية.. واذا كنا قبلنا بباسل وريثاً (والكلام لحيدر) فهو عسكري محترف وقد تلقن من والده الكثير، فلن نقبل بشاب طبيب ليس له بالعسكرية ولا بالسياسة كي يكون رئيسنا المقبل)).
رغم هذا الاعتراض فإن القضية حسمت بأن بدأت تهيئة بشار للرئاسة وبدأ والده يأخذ البيعة له لتوريثه الرئاسة من بعده من اركان نظامه الذي صنعه بيديه وقبع حيدر في بيته في اللاذقية من تاريخه.
لم يكن للرئيس حافظ الاسد الذي لم يعتد اعتراضاً من احد اركانه على أي قرار يتخذه خاصة بمستوى توريث سلطته ان يأخذ بهتافات الشباب المتحمس لتولية الضابط الشاب ماهر السلطة من بعده، لكنه في افضل الاحوال ضمن وجوده داخل السلطة الحاكمة من خلال موقعه المتدرج من قيادة سرية دبابات (ت 72) وهي كانت افضل ما انتجته المصانع السوفياتية يومها حتى أصبح في عهد شقيقه الذي حكم البلاد وريثاً لوالده في تموز/ يوليو عام 2000 قائداً للواء الرابع مجهزاً بأحدث المعدات والاسلحة ممسكاً بكل مداخل ومخارج دمشق عسكرياً وأمنياً.
وفي ذلك العام (عام 2000) وكانت فرقة الاحباش عادت لتصدح بأناشيدها الدينية التقليدية في وداع الرئيس حافظ الاسد طيلة الاسبوع الممتد من 11 الى 18/6/2000 خرجت صور كبيرة للمقدم ماهر الاسد الذي ترقى سريعاً ليحمل رتبة عقيد ثم يدخل القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي بعد ان سمى المؤتمر القومي الذي طال امد انتظار انعقاده شقيقه الطبيب بشار اميناً عاماً للحزب معطياً اياه رتبة فريق ليصبح هو نفسه الرئيس والامين العام للحزب والقائد الاعلى للقوات المسلحة العربية السورية بعد ان تم تعديل الدستور في اجراء ملتبس لتخفيض سن الرئيس من 40 سنة الى 35 وكان عمر الطبيب يومها 36 سنة، وقيل يومها ان نائب الرئيس عبدالحليم خدام كان يملك وحده التحكم بهذا التعديل وكان يكفيه سفراً كما هذه الايام الى باريس كي يوقع النظام كله في حيرة كان سيعجز عن الخروج منها.. لولا عبدالحليم خدام.
عاد العميد آصف شوكت وعقيلته ابنة الرئيس حافظ الاسد السيدة بشرى ذات الشخصية القوية والذكية الى دمشق بعد منفى اختياري في باريس بدأ عام 1990 اراده لهما الرئيس الاب حرصاً على مشاعر ابنه الاكبر يومها باسل الذي كان معترضاً بالاساس على زواج شقيقته من عميد الاستخبارات القوي آصف شوكت، وكان من المنطقي وبحكم الضرورة ان يكون شوكت بعد عودته اثر وفاة باسل عام 1993 اساسياً في المحيط العائلي حول الرئيس الشاب ليصطدم اكثر من مرة مع الضابط الشاب المتحمس ماهر الاسد الذي تولى قيادة الحرس الجمهوري، خاصة بعد ان اجرى شوكت حركة تنقلات عسكرية في محيط القصر لم تعجب ماهر الاسد فتحدثت المصادر المطلعة عن اطلاق الاسد الابن النار على الصهر القوي آصف شوكت وكان يمكن لهذه الواقعة ان تفعل فعلها لولا تدخل الوالدة القديرة السيدة انيسة مخلوف لترطب الاجواء ويجري توزيع المهمات والمسؤوليات حتى لا تتكرر هذه الاحداث الخطيرة على النظام وعلى العائلة..
وحين كان الحديث يتصاعد بناء على خطاب القسم للرئيس بشار الاسد بمراجعة الاوضاع داخل سوريا (وتصحيح العلاقات مع لبنان) عن الحرس القديم والحرس الجديد، كان من الطبيعي ان يبدأ تحجيم دور الحرس القديم وأبرز اركانهم نائب الرئيس عبدالحليم خدام وقائد الاركان الممدد له عدة مرات العماد اول حكمت الشهابي ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية اللواء علي دوبا.
بدأ التحجيم بتصعيد الحديث عن المخالفات التي كان يرتكبها الثلاثة الكبار داخل سوريا من احاديث عن شركات وأموال اولاد خدام والشهابي وشقيق دوبا وطال الحديث ايضاً شقيق الرجل المؤتمن عند الاسد الاب الذي كان يتولى شؤون الاسرة باسل وبشار وماهر عندما كانوا شباباً وكان يرافقهم في سفراتهم الخاصة الى الخارج حتى لو كانت لشراء ملابس خاصة بهم وهو العميد محمد ناصيف الذي كان متـزوجاً للمكتب الخاص المؤتمن عند الاسد الاب، وفي مقابل تصعيد الحديث عن مخالفات الحرس القديم اتخذت اجراءات اعنف ضد الابناء الكثيرين من اسرة الاسد من اولاد اشقاء واخوة الرئيس حافظ الاسد في سوريا.. وفي لبنان ايضاً.. وحادثة اقفال المرافىء الخاصة غير الشرعية في اللاذقية تواكبت مع حادثة البربارة الشهيرة شمالي بيروت.
وفي السياسة تكشفت الحركة الاهم في إبعاد نائبي الرئيس الباقيين عبدالحليم خدام ومحمد زهير مشارقة بعد اسقاط دستوري وجمهوري لدور النائب الآخر رفعت الاسد المبعد منذ العام 1984، ولم يعد خدام يتولى أي مهمة سياسية نائباً عن الرئيس حسب الدستور في غياب الرئيس بشار الاسد، ولم يكن ممكناً تسليم اية مهمة لنائب الرئيس لشؤون البعث مشارقة، فكان ماهر الاسد هو النائب الفعلي لرئيس الجمهورية في غياب شقيقه خارجاً لحضور أي مؤتمر عربي او دولي او في اية زيارة رسمية بينما كان ماهر هو شريك شقيقه بشار الفعلي في شؤون سوريا سواء عندما يكون خارج البلاد او داخلها.
وينقل عن سياسي لبناني مقرب جداً من دمشق ان ماهر الاسد ابلغه مرة انه لا ينام حين يسافر شقيقه خارجاً او حين يكون الرئيس بشار في فراشه، وان الرئيس ايضاً لا ينام حين يأوي العقيد ماهر الاسد الى مضجعه.
وكان من البديهي ان تمتد يد ماهر الاسد الى لبنان حتى بات له مجموعة خاصة به في لبنان تشمل مسؤولين كباراً في حركة امل وحزب الله والحزب السوري القومي وحزب البعث عدا شخصيات سياسية اخرى في كل المواقع السياسية والرسمية والامنية والقضائية اللبنانية، مما خلق حالات تذمر وتمرد داخل الاحزاب اللبنانية ما زالت آثارها قائمة حتى اليوم مع استقواء اركان هذه المجموعة الخاصة بالعقيد الاسد، وبغضب سوريا رسمياً على قادة هؤلاء في احزابهم وحركاتهم وأجهزتهم.. فضلاً عن تجاوز هذه المجموعة لرئيس الاستخبارات السورية في لبنان يومها اللواء غازي كنعان اما خلفه العميد رستم غزالة فعمل وفق قاعدة ((رحم الله امرءاً عرف حده فوقف عنده)) فنال رضى الشقيقين الرئيس والعقيد.
جريمة اغتيال الحريري
كانت احدى غرائب ترتيبات قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري هي كمّ البشر لبنانيين وسوريين الذين عرفوا بخطة الجريمة، والمشاركة في التهيئة لها وفي محاولة طمس معالمها وتضليل التحقيق بعدها، على ان الاغرب في نظر العارفين القلة كان في كلمة السر التي استطاعت الجمع القسري لقادة اجهزة الامن اللبنانية يومها لوضع خطة الجريمة في نظر التحقيق الجنائي، لما كان معروفاً لدى هذه القلة من نفور حتى التناقض بين اثنين اساسييين من قادة هذه الاجهزة هما مدير عام الامن العام اللواء جميل السيد وقائد الحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان، حتى قيل ان العميد رستم غزالة فشل في الجمع بين هذين الرأسين، ولم يكن ممكناً جمعهما حول طاولة واحدة لخطة بهذا الحجم من الخطورة الا بتدخل مباشر من العقيد ماهر الاسد الذي يستند التحقيق القضائي الذي قاده رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس الى رواية تم شطبها من التقرير النهائي الذي قدم للاعلام لكنه وزع على دول مجلس الامن وبقية الدوائر الرسمية اللبنانية والعربية والدولية وتتحدث وحسب شاهد سوري عن اجتماع عقد في قصر المهاجرين ضم قادة هذه الاجهزة مع مسؤولين امنيين سوريين يعتقد حسب القرار الظني ان خطة اغتيال الحريري وضعت خلاله.
هنا تدخل المصادفة مع التدبير الامني الحاسم بتولي العميد آصف شوكت رئاسة جهاز الاستخبارات العسكرية في الجيش السوري بعد 72 ساعة فقط من جريمة قتل الرئيس رفيق الحريري الارهابية ورفاقه، وقيل يومها ان الرئيس الاسد كان أجّل تعيين شوكت في منصبه لعدة اشهر ثم تدخلت عائلة الرئيس الاسد الاب لجعل هذا التعيين ممكناً خاصة بعد بدء تفاعلات جريمة الاغتيال لبنانياً.. وعربياً ودولياً.
المأزق
بعد عدة ساعات على وقوع جريمة قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الشهداء قال زعيم سياسي كبير ومن داخل منـزل الحريري وبحضور عدد من المتوافدين السياسيين لاصدار البيان الشهير بتحميل النظام الامني السوري وتابعه اللبناني الجريمة الارهابية: ((لقد فعلها ماهر.. منفذاً لتهديدات شقيقه بشار ضد رفيق الحريري!!)).
وكان رد الفعل الشعبي العفوي والمباشر بعد الجريمة وقبل أن يخرج جثمان رفيق الحريري ورفاقه من مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت تحميل النظام السوري مسؤولية هذه الجريمة الإرهابية.. بدأ رد الفعل همساً ثم زفراً ثم صراخاً فهتافاً منظماً بلغ الذروة يوم 14/3/2005 أي بعد شهر واحد من الجريمة البشعة.. في انتفاضة شعبية هي الأوسع في تاريخ لبنان تواكبت مع مسعى عربي ودولي لتطبيق القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي رقم 1559 في 2/9/2004.
وإذا كانت سوريا استدركت متأخرة القرار 1559 الذي اعتبرته عند صدوره وعلى لسان وزير خارجيتها الألمعي فاروق الشرع انه قرار ((تافه)) ثم انه قرار ((لا يمس لبنان أو سوريا من قريب أو بعيد)) فأعلن الأسد يوم السبت في 5/3/2005 سحب القوات السورية من لبنان حسب مقتضى القرار الدولي المذكور واستكمل الانسحاب العسكري (دون الاستخباري الكامل) يوم 26/4/2005 فإن سوريا بهذا الأمر لم تستطع أن تلغي الاتهامات السياسية والشعبية اللبنانية والعربية والدولية عن دورها في هذه الجريمة، حتى كان بيان لجنة الاستقصاء الدولية حول هذه الجريمة برئاسة بيتر فيتزجيرالد الذي رفع إلى مجلس الأمن متهماً سوريا بعدم التعاون ثم القرار الظني في جريمة الاغتيال الذي رفعه قاضي التحقيق الألماني ديتليف ميليس الذي رأس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الإرهابية حسب القرار 1595 الذي استنتج ان قادة أجهزة الأمن اللبنانية الأربعة الموقوفين بشبهة التخطيط لهذه الجريمة لم يكونوا لينفذوها لولا الأوامر التي تلقوها من قادتهم في دمشق تعبيراً عن تبعية الأمن في لبنان كما كل شيء للقرارات السورية وعلى أعلى المستويات.
بناء عليه
أدخل اسم العقيد ماهر الأسد والعميد آصف شوكت وآخرين ضمن دائرة المشتبه بهم، على الأقل حسب القرار الظني للقاضي الدولي، وعلى الأقل في نظر الجمهور اللبناني والعربي والدولي، وعلى الأقل في دوائر مجلس الأمن وأركانه وعلى الأقل في نظر الاعلام اللبناني والعربي والدولي – طبعاً مع وجود مدافعين تراوحت مواقعهم بين اتهام بالتسييس إلى دعوة لانتظار اكتمال التحقيق، إلى آخر عبارة قالها القاضي ميليس في تقريره الظني باعتماد قرينة البراءة للموقوفين ولمن وردت أسماؤهم في التقرير.. حتى المثول أمام المحكمة حيث الشهود والأدلة من جهة وحيث الدفاع من جهة أخرى.
باتريك سيل
حتى كان مقال الصحافي والكاتب البريطاني المعروف بقربه الشديد من أسرة الأسد الأب والأبناء وهو واضع أهم كتاب صدر عن حافظ الأسد: الصراع على الشرق الأوسط الذي استمد معلوماته بمعظمها من فم الرئيس الراحل وأركانه وبعض أركان النظام على اختلاف مشاربهم.
وباتريك سيل متزوج من السيدة رنى قباني ابنة السفير السوري السابق صباح قباني وكان مقرباً من الرئيس الشاب طبيب العيون بشار الاسد الذي كان يلتقيه كثيراً في بريطانيا، وكان له دور مشهود في تعيين محافظ حلب السابق محمد مصطفى ميرو أول رئيس للوزراء في عهد بشار بعد شهادة له سمعها سيل من وفد بريطاني زار حلب وأعجب بالمحافظ فنقل سيل الاعجاب إلى بشار الأسد الذي اعتمد في مطلع حكمه سياسة الإقامة لفترة في الشهباء حلب وهي المدينة التاريخية والأهم في سوريا بعد دمشق عاصمة الأمويين.
ماذا قال سيل؟
كتب سيل في مقالة له نشرت في ((الحياة)) الجمعة في 28/10/2005 ان الرئيس بشار الاسد يواجه الآن في مأزق جريمة قتل الحريري موقفاً شبيهاً بموقف والده الرئيس الراحل حافظ الأسد مع شقيقه رفعت الأسد عام 1984 والتي انتهت بإنحياز قادة القوى المسلحة خاصة القوات الخاصة بقيادة اللواء علي حيدر إلى جانب الرئيس حافظ لخلع شقيقه ونفيه إلى موسكو.. لينتقل بعدها رفعت إلى باريس وماربيا في إسبانيا.
ويدعو سيل في مقاله الرئيس بشار إلى اغتنام هذه الفرصة للتخلص من شقيقه ومراكز القوى الأخرى ليتمكن من الحكم حسب مشروعه السابق للإصلاح الذي لم ير النور رغم إطلاقه عام 2000 ووجد تعبيراته في ربيع دمشق قبل الانقضاض عليه عودة إلى نقطة الصفر في ممارسة القمع ضد حرية الرأي والمعتقد..
وهكذا.. وحسب باتريك سيل يبرىء بشار الأسد نظامه من جريمة قتل الحريري أمام العالم كله ويخرج من المأزق والعزلة التي تعيشها سوريا بسبب هذه الجريمة، ويعود إلى إطلاق مشروعه الذي يضمن له بالتغيير والمراجعة إقامة حكم مقبول شعبياً بإلغاء الأحكام العرفية وإلغاء حالة الطوارىء وإطلاق المعتقلين السياسيين وإعادة المنفيين وإجراء انتخابات حرة ديموقراطية بناء على تعديل دستوري تحتاجه الحياة السياسية والشعبية والاجتماعية والاقتصادية في سوريا.. وبذا تفك العزلة العربية والدولية عن سوريا وتسقط الضغوط المختلفة عليها وفق القرارات الدولية التي تلاحقها وبالإجماع في معظم الأحوال.
هل يستطيع بشار؟
عدا المبادرة – المتأخرة دائماً – في إطلاق سراح 190 معتقلاً سياسياً من السجون السورية بمناسبة عيد الفطر، وهو تقليد يعتمده عادة النظام في سوريا وفي عدد من الأنظمة العربية بهذه المناسبة الدينية وتجاه السجناء العاديين غير السياسيين – وكثيراً ما فعلها الرئيس العراقي الأسير صدام حسين في بلاده بمناسبة الأعياد.
وعدا تشكيل الرئيس بشار الأسد لجنة التحقيق السورية الخاصة بجريمة قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وإعلان أكثر من مسؤول سوري ان دمشق مستعدة لتسليم أي متهم سوري بارتكاب هذه الجريمة، واعتبار الرئيس الأسد ان أي سوري يثبت تورطه بهذه الجريمة هو خائن لسوريا، وان سوريا ستتعاون مع لجنة التحقيق الدولية الخاصة بالجريمة، حسب القرارين الدوليين 1595 و1636.
فهل يستطيع الرئيس الشاب ان يقدم على ما يدعوه إليه اقرب المقربين من النظام من شخصيات حريصة عليه وعلى حكمه واستقرار بلده مثل باتريك سيل وغيره؟
وهل تتدخل السيدة الوالدة أنيسة بين الشقيقين بشار وماهر مثلما تدخلت الراحلة المرحومة ناعسة بين الشقيقين حافظ ورفعت وحلت خلافهما عام 1984 بإبعاد رفعت من ذلك التاريخ حتى اليوم؟ وأيضاً محافظة على النظام وعلى العائلة؟
نعم
كان رفعت الأسد شريكاً لحافظ الأسد في السلطة وكان تحت قبضته سرايا الدفاع جيشاً خارج الجيش الرسمي السوري، وكانت علاقاته العربية والدولية واسعة تسمح له بالبروز مركز قوة لا يستهان بها داخل مراكز النظام الأخرى خاصة مع الاموال الطائلة التي توفرت له بوسائل تعرف أجهزة الأمن السورية كيفية الحصول عليها.
لكن حافظ الأسد كثيراً ما استخدم مكانة شقيقه رفعت لدعم نظامه وتنفيذ ما يريد تنفيذه مباشرة دون الاعتماد على أركان الأجهزة الأخرى، خاصة علاقاته العربية التي كانت كثيراً ما تسوء مع النظام السوري خاصة حين يكون موفده اليها يومها عبد الحليم خدام فيبادر رفعت إلى تصحيحها وإعادة الدفء إليها بسبب علاقاته تلك حتى ان أحد المسؤولين العرب الكبار كان يصف رفعت بأنه الأخ الذي لم تلده له أمه!!
لقد استطاع ماهر الأسد أن يقيم علاقات استراتيجية ثابتة مع أركان النظام العراقي السابق.. المقيمين في دمشق ويؤمن لهم حراسة شاملة كاملة وكثيراً ما كان يزور جبهة الحدود الواسعة 550 كلم بين سوريا والعراق ولعل أشهر زيارتين لتلك الحدود مشهود لهما بالدور الكبير كانتا حين زار الجبهة السورية – العراقية ليشرف على تمرير المقاتلين (عرباً وعراقيين) والأسلحة للقتال ضد قوات الاحتلال الأميركية للعراق، ثم حين زارها بعد ذلك للإشراف على ترتيبات إقفال هذه الحدود تلبية للطلب الأميركي بضبط الحدود تلك ومنع تسرب المقاتلين الذين يقضّون مضاجع قوات الاحتلال في بلاد الرافدين.
أي ان ماهر الأسد هو شريك شقيقه في أهم القضايا الاستراتيجية التي تحملها سوريا في هذه المرحلة، وهو المنفذ الفعلي لسياسة النظام كله في لبنان.. حتى في الموقف من رفيق الحريري.
فكيف يمكن التخلص منه؟
انه الشقيق القوي والشريك المضارب، في كل القرارات.
انه الضابط القوي الذي يملك السيطرة على قوى عسكرية فاعلة داخل النظام، اللواء الرابع في الحرس الجمهوري المعزز بأحدث الأسلحة، وهو الضابط المحترف الصاعد من قلب السلطة العسكرية. وكل محاولة للمس به تعني بنية النظام الأساسية التي قد يؤدي تفاقمها إلى إسقاط النظام كله حتى لو كانت المقدمة لهذا مرعبة وهي حرب داخلية لا تبقى ولا تذر.
ثم.. إذا كانت الآراء العربية والدولية تلتقي الآن على حتمية استمرار النظام في سوريا والاكتفاء بتحسين سلوكه تجاه لبنان وفلسطين والعراق وفي إطلاق الحريات ومسار ديموقراطي داخل سوريا، فإن التوجه الآن هو إلى تحرير الرئيس بشار الاسد من الضغوط التي تواجهه وليس إلى فتح نار جهنم نحو تطورات لا يعلم إلا الله مداها.. وأمامنا تجربة العراق المريرة.
لقد سبق ان تسلم الرئيس بشار الاسد رسالة من عقلاء الطائفة العلوية يدعونه فيها إلى تصحيح الأوضاع وعدم السماح لطموحات وجشع عدد من الضباط بتشويه صورة الطائفة العربية المشهود لها بالشهامة والكرامة وعزة النفس، وعليه ان يقدم على الانقاذ والناس في سوريا سيكونون كلهم معه.. فهل يقدم الأسد على التصحيح بالتضحية بمن يثبت دورهم في جريمة اغتيال الحريري، وفي جرائم الفساد المعشش في كل دوائر السلطة والإدارة والامن في سوريا.
وهل يعمل مراكمو الضغوط على الرئيس بشار الأسد على قاعدة ((لا يموت الديب ولا يفنى الغنم)) أم يدفعونه إلى العبارة التي تتردد كثيراً هذه الأيام: ((عليّ وعلى أعدائي يا رب)).
اللهم احم سوريا وشعبها وألهم الرئيس بشار الأسد القرار الحكيم.

تقرير ميليس يثير رعب النخبة العلوية الحاكمة في دمشق


تقرير ميليس يثير رعب النخبة العلوية الحاكمة في دمشق
القدس العربي 17/11/2005 :
ذكرت صحيفة فايننشال تايمز الصادرة أمس الثلاثاء ان التحقيق الدولي حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري وتزايد الضغوط الدولية علي دمشق اثار الرعب بين اوساط النخبة الحاكمة في دمشق.
وقالت الصحيفة ان الرئيس السوري الشاب بشار الاسد دمج بلاده بنفسه وقاد عائلته المطوقة الي مستويات جديدة بعد ان اعلن في خطابه المتلفز الاسبوع الماضي انه لن يحني رأسه وكذلك سورية إلاّ الي الله ، مشيرة الي ان تلك العبارات جعلت الكثير من السوريين يخشون من ان يدفعوا هم ثمن تصرفات العائلة الرئاسية والتي سمّي القاضي ديتليف ميليس بعض افرادها في التقرير الذي سلمه الي مجلس الامن الدولي الشهر الماضي .
واضافت ان الضغوط الدولية بدأت تأخذ مفعولها علي عائلة الاسد والاقلية العلوية المهيمنة التي تنتمي اليها كما تكشف الشهر الماضي اثناء دفن وزير الداخلية السابق غازي كنعان الذي قيل انه انتحر .
واشارت فايننشال تايمز ان السيارات الغالية الثمن ذات النوافذ المظللة والحراس الشخصيين الذين قدموا تعازيهم لعائلة كنعان بنظاراتهم الشمسية وبذلاتهم الانيقة جعل الجنازة تبدو وكأنها جنازة مافياوية، غير ان ذلك حدث في قرية بحمرة بعد يوم من دفن كنعان .
وقالت ان موت كنعان انتحارا كان ام لا يعد ابرز مؤشر حتي الآن علي ان التوتر بدأ يمزق قلب النخبة الحاكمة والتي بدت متحدة طوال السنوات الثلاثين الماضية بروابط الولاء والدم والمال وفوق ذلك كله الخوف من الاطاحة بها .
واضافت الصحيفة ان المحللين رجحوا ان يكون موت كنعان الذي كان يتمتع بشعبية بين اوساط شرائح واسعة من الطائفة العلوية مرتبط بصراع داخلي ضمن الطائفة ، مشيرة الي ان الاخير كان ينتمي الي الجيل القديم من المسؤولين العلويين الذين ترعرعوا مع حافظ الاسد لكن اللواء آصف شوكت صهر الرئيس الحالي ورئيس المخابرات العسكرية الذي ورد اسمه في تقرير ميليس ينتمي الي الحرس الجديد وكان عليه ان يقاتل كي تقبله عائلة الاسد ونجح في السنوات الاخيرة في اقامة علاقة قوية بالرئيس السوري الشاب .
ونسبت الي انتصار يونس (31 عاما) والتي وصفتها بأنها مذيعة علوية في التلفزيون السوري قولها ان النظام في العراق كان اقلية وهذا ينسحب علي سورية ايضا وعند نهاية النظام في بغداد بدا ان الشعب العراقي رفض بعنف هذا النظام وهذا قد يحدث في سورية .
واضافت ان العلويين بشكل خاص يخشون من ان يكونوا اكبر الخاسرين اذا ما تم فرض عقوبات دولية وربما شن عمل عسكري ضد سورية في حال اخفقت في التعاون مع تحقيق الامم المتحدة .
وقالت الصحيفة ان البروفسور الامريكي جوشوا لانديز الخبير في الشؤون السورية المقيم في دمشق والمتزوج من امرأة علوية اعتبر ان قدرة الجالية علي الانتفاع من الحكومة يعتمد علي عدد ابنائها الذين يتولون مناصب مؤثرة، وعلي اعتبار ان الرئيس علوي فان ابناء الطائفة يحتكرون السلطات العليا .
غير ان لانديز اشار الي ان الكثير من العلويين قلقون الآن من انهم سيدفعون ثمن المزايا التي يتمتع بها قلة من ابناء طائفتهم .
ولاحظت الصحيفة ان الكثير من العلويين يتذمرون الآن من ان الجيل الجديد الذي نشأ في المدن يفعل القليل من اجل العناية بالطائفة ، مشيرة الي ان لانديز رأي ان هذه الحالة تفاقمت بسبب الاصلاحات التي اطلقها الرئيس الاسد ونقلت التركيز والمصادر بعيدا عن الجيش الذي يعتبره التيار العلوي القديم دعائم نفوذه، وحولها الي التعليم وتقنية المعلومات والتجارة .
واشارت فايننشال تايمز الي ان الكثير من العلويين يعيشون الآن في المدن الساحلية مثل اللاذقية وطرطوس . ونسبت الي منذر المصري الذي وصفته بأنه كاتب سني من اللاذقية ان معظم اصدقائه من العلويين صاروا يمثلون الطبقة الجديدة من المثقفين والفنانين في حين تراجع السنة الي الدين لكنهم يصارعون في مسألة تحالفهم مع السلطة .
واعرب المصري عن اعتقاده ان الرئيس الراحل حافظ الاسد وضع هؤلاء في تلك الزاوية وهم مرتبطون بالنظام لانهم خدمه ، طبقا لما ذكرته الصحيفة.

"يوم الوعيد" السوري مر بلا


"يوم الوعيد" السوري مر بلا
مظاهرات ... وحكومة السنيورة أقوى
دمشق تضحي برئيس تحرير
"تشرين" للملمة فضيحة التحريض
على "ثورة المازوت" في لبنان
»السياسة« ¯ خاص:كشفت مصادر في المعارضة السورية أن رئيس مكتب الأمن القومي في القيادة القطرية لحزب »البعث« الحاكم اللواء هشام بختيار توعد رئيس تحرير صحيفة »تشرين« الحكومية الدكتور خلف الجراد بإحالته الى القضاء بتهمة الخيانة بعد أن نشرت صحيفته خبرا عن مظاهرات كبرى كان يفترض أن تخرج في لبنان أمس للإطاحة بحكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة في الوقت الذي أكدت فيه مصادر لبنانية مطلعة ل¯ »السياسة« أن هذا التحرك الذي أعد له طيلة ثلاثة أسابيع فشل بسبب رفض الشارع اللبناني التحرك بأوامر من سورية, و »برود« موقفي »حزب الله« وحركة »أمل« أكبر حليفين لسورية في لبنان.وقالت نشرة »الحقيقة« الالكترونية التي يصدرها »المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية« المعارض نقلا عن مصادر وصفتها بالموثوقة أن نقاشا غير رسمي اتصف بالحدة جرى صباح أول من أمس في مقر القيادة القطرية لحزب »البعث« في دمشق حول ما نشرته »تشرين« عن مظاهرات كان يفترض أن تعم لبنان أمس لاسقاط حكومة السنيورة على خلفية ارتفاع أسعار وقود الديزل.وقال المصدر ان رئيس مكتب الأمن القومي اللواء هشام بختيار وصف رئيس تحرير »تشرين« الدكتور خلف الجراد بألفاظ نابية جدا ك¯ »البغل« و »الأحمق« و »الجحش«.وأضاف »سمع العشرات من إداريي ومستخدمي القيادة القطرية صوت اللواء بختيار وهو يلعلع في مبنى القيادة القطرية شاتما خلف الجراد ومن عينه في منصبه (رئيسا لتحرير صحيفة تشرين), ومتهمه بأنه حاصل على »دكتوراه بالحيونة«, ومتوعدا إياه بمصير لن تحسده عليه حتى الكلاب, وبأنه سيحيله الى القضاء بتهمة الخيانة والتاˆمر على أمن الدولة«.وأوضح المصدر أن غضب بختيار جاء في سياق نقاش غير رسمي جرى بين عدد من أعضاء القيادة القطرية حول الاˆثار بالغة السوء التي تركتها ادعاءات صحيفته »تشرين« التي نفتها الأوساط السياسية اللبنانية التي نظمت »احتجاجات المازوت« نفيا قاطعا.ونقل المصدر عن أحد موظفي القيادة القطرية قوله »إن الانطباع العام هو أن خلف الجراد قدم خدمة لا تقدر بثمن لمناوئي النظام السوري في لبنان حين اتهموا هذا النظام بالتحريض على الفتنة والتدخل في شؤونهم الداخلية في الوقت الذي شدد قرار مجلس الأمن الأخير على تحذير سورية من مغبة التدخل في الشؤون اللبنانية«.وأشار المصدر الى ان »إجراءات عقابية وإدارية ستطال رئيس تحرير (تشرين) خلال الساعات المقبلة, ومن المحتمل ان تطال شظاياها وزير الإعلام مهدي دخل الله شخصيا«, خصوصا وأن أصابع الاتهام وجهت إليه في الفترة الأخيرة من قبل مختلف الأوساط الرسمية وشبه الرسمية بأنه »فشل فشلا ذريعا في التصدي للهجمات الإعلامية القاسية التي يتعرض لها النظام السوري منذ اغتيال الرئيس الحريري«.كما لم يستبعد المصدر أن يحال خلف الجراد الى القضاء بتهمة »نشر معلومات كاذبة تسيئ الى سمعة الدولة في الخارج من أجل امتصاص النقمة وردود الفعل التي تركتها مزاعم صحيفته لدى الرأي العام الخارجي«.ورغم محاولات التملص السورية من هذه الفضيحة فقد أكدت مصادر لبنانية مطلعة ل¯ »السياسة« أمس فشل التوجيهات والأوامر الصادرة من دمشق, في اشعال »ثورة المازوت« للإطاحة بحكومة السنيورة, على غرار ثورة »الدواليب« التي سبق وأسقطت حكومة الرئيس عمر كرامي قبل 14 عاما, وثورة »الباصات« التي أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى قبل ثلاث سنوات في ضاحية بيروت الجنوبية.وأجمعت مصادر لبنانية مختلفة على تأكيد المعلومات القائلة بأن أجهزة المخابرات السورية خططت مع ما تبقى لها من أدوات لبنانية لاشعال فوضى واسعة في الشارع تتمثل في قطع الطرق, واحراق إطارات السيارات والاصطدام بالقوى الأمنية من خلال رميها بالحجارة والزجاجات ولو أسفر ذلك عن سقوط قتلى, والتوصل الى إقامة مناطق مغلقة بوجه الحكومة والسلطات الأمنية, خصوصا في ضاحية بيروت الجنوبية, وإقفال طريق مطار بيروت الدولي لأيام عدة.وأبلغت هذه المصادر »السياسة« أن هذه التحركات التصعيدية تم إبلاغ عدد من الأحزاب والقوى والشخصيات الموالية لسورية بها, وذلك قبل ثلاثة أسابيع خلال اجتماعات متتالية ومتفرقة وسرية عقدت في دمشق وحضر في بعضها كل من رئيس جهاز المخابرات السوري السابق في لبنان العميد رستم غزالي, ورئيس جهاز المخابرات السوري السابق في بيروت جامع الجامع ومسؤول مخابرات الشمال محمد خلوف (سابقا), اما من الجانب اللبناني فقد حضر الوزير السابق علي قانصوه عن الحزب السوري القومي الاجتماعي, والوزير السابق عاصم قانصوه عن حزب البعث, ومعن بشور عن تجمع اللجان والروابط الشعبية, والنائب السابق عدنان طرابلسي باسم جمعية المشاريع (الأحباش) وممثلون عن بعض التنظيمات الناصرية, وفيصل عمر كرامي ابن رئيس الحكومة السابق, وسعد الدين حميدي صقر عن الاتحاد العمالي العام, ونواب سابقون من عكار وبيروت هم وجيه البعريني, عبدالرحمن عبدالرحمن, أحمد حبوس, عدنان عرقجي, والنائبان الحاليان قاسم هاشم ومروان فارس, وممثلون عن تيار الشيخ صبحي الطفيلي وعن حزب الاتحاد برئاسة الوزير السابق عبدالرحيم مراد وقيادات شعبية متفرقة في بعلبك والهرمل والبقاع الغربي.وأكدت المصادر نفسها أنه بعد عودة »الحلفاء« من دمشق عقدوا سلسلة اجتماعات تنفيذية في شمال لبنان وبيروت ففي طرابلس اجتمع فيصل كرامي وممثلين عن حزب البعث والحزب السوري القومي, مع عدد من مخاتير المدينة وفعالياتها, وفي عكار عقد نوابها السابقون لقاءات مع 21 مختارا وعضوا بلديا, اما في بيروت فجرى عقد سلسلة اجتماعات ضمت بعض رجال الدين وعدد من المتحركين شعبيا.وأوضحت المصادر أن المباحثات التي جرت خلال هذه اللقاءات تركزت على ضرورة إعلان عصيان مدني في بعض المناطق, وان الرئيس بشار الأسد الذي أخذ علما بهذه اللقاءات ركز في خطابه الأخير على »وطنية« بيروت وطرابلس »الشام« ودورهما في اسقاط اتفاق »17 أيار«, ثم انطلقت صحيفتا الثورة وتشرين للدعوة الى التظاهر وإسقاط حكومة السنيورة.وأكدت المصادر ل¯ »السياسة« ان كل الاجتماعات التي عقدت, سواء في طرابلس او البقاع أو بيروت, خرجت بنتيجة واحدة وهي رفض البلديات والمخاتير والفعاليات الشعبية القيام بأي تحرك وإرباك الشارع في هذه المرحلة, وكانت أجوبتهم متفقة على ان التحرك الاجتماعي هو مطلب لبناني, لكنه عندما يصبح مطلبا سوريا فإن احدا لن يتجاوب معه لتخريب الاستقرار في لبنان خدمة لأهداف تسعى اليها دمشق وتستخدمها كورقة في مواجهة الضغوط الدولية عليها.وكشفت المصادر نفسها أن دعوة سورية للتحرك الشعبي والتظاهر لقيت رد فعل بارد ومتحفظ عند قيادات في »حزب الله« وحركة »أمل« في ظل عزوف باقي القوى اللبنانية عن التجاوب معها وكي لا يصبغ التحرك بصبغة فئوية وطائفية.

تهديدات بالقتل عطلت حركة القاضي


تهديدات بالقتل عطلت حركة القاضي
الألماني والمبعوث الدولي في المنطقة
الأسد يسعى إلى جعل تحقيقات ميليس
"بلا نهاية" وإقفالها بـ "تفجير" لبنان
لافتة »حكومية« أمام البنك المركزي في
دمشق ترفض »المتاجرة بدم الحريري«!
لندن ¯ من حميد غريافي:أكد ديبلوماسي بريطاني يعمل في الأردن أمس ان دخول قاضيين دوليين من معاوني ديتليف ميليس مكتب الرئيس اللبناني اميل لحود في مقره الرئاسي الجمعة الماضي واستجوابه طوال ست ساعات كاملة, هو بمثابة »بروفة ناجحة لاستجواب مماثل للرئيس السوري في قصره في دمشق في وقت قريب«.وقال الديبلوماسي ل¯ »السياسة« إن »المواقف التعجيزية« التي يتخذها بشار الأسد منذ صدور القرار الدولي الأخير 1636 الذي دعا سورية الى التعاون الكامل واللا مشروط مع لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رفيق الحريري, »ستكلفه غاليا جدا«, وان »الغطرسة التي أبداها حيال المجتمع الدولي والولايات المتحدة وتهديداته للبنان في خطابه في جامعة دمشق, لن تمر مرور الكرام وسيكون مسؤولا عن كل عبارة اوردها في وقت قريب جدا«.ونقل الديبلوماسي البريطاني عن أوساط في السفارة الأميركية في لندن وصفها ممانعة الأسد في إرسال المتهمين الستة من قادة أجهزته الأمنية بالضلوع في جريمة الاغتيال تلك الى مقر لجنة التحقيق في بيروت بأنها »محاولة لنقل المنزل المتداعي على رؤوس ساكنيه عوضا عن نقل الساكنين الى منزل اˆخر«.. وقالت الأوساط ان »هذه الاعتبارات السيادية المملة التي يتمسك بها النظام السوري المترنح كتمسك الغريق بقشة, ستستدعي اجراءات صعبة ومكلفة تترتب على ديتليف ميليس واعضاء فريقه وعلى الأمم المتحدة في حال تم الاتفاق على حل وسط لنقل هؤلاء المتهمين الستة, وبينهم صهر الرئيس السوري اˆصف شوكت مدير الاستخبارات العسكرية, الى مكان غير لبنان للتحقيق معهم, إذ سيكون على جميع هؤلاء تأمين نقل عشرات الشهود المتوقع لهم أن يواجهوا هؤلاء المتهمين السوريين, وربما قادة الأجهزة الأمنية اللبنانية الأربعة الموقوفين في السجن, إلى دولة أخرى مع كل ما يترتب على ذلك من مسؤوليات اللجنة عن حمايتهم وتأمين إقامتهم وانتقالهم وربما ابقائهم مدة طويلة, اضافة الى نقل أطنان الملفات«.وقال الديبلوماسي ان كل ما تحاول سورية فعله الاˆن لعرقلة التحقيقات ومحاولات تأجيلها, سيرتد عليها سلبا في نهاية المطاف لأنها ستجد نفسها عاجزة عن منع وصول التحقيق الى نهايته التي لابد وأن تكون بعض جوانبها قاتمة على السوريين«.وكشف الديبلوماسي النقاب ل¯ »السياسة« عن أن رفض ديتليف ميليس كل الاقتراحات السورية بزيارة دمشق إما لتوقيع اتفاق تعاون قضائي معها أو للتحقيق مع متهميها في الاراضي السورية, »مرده الى تحذيرات من جهات دولية مطلعة له بتجنب ذلك لأنه سيكون مهددا بالقتل بطريقة من الطرق«.وقال المصدر ان تيري رود لارسن مبعوث الأمين العام الى لبنان وسورية لملاحقة تطبيق قرار مجلس الأمن ,1559 »اضطر هو الاˆخر الى تأجيل زيارته مرتين اليهما بسبب تحذيرات مماثلة باغتياله أو اسقاط طائرته فوق لبنان«.ونسب الديبلوماسي الى تقارير بريطانية وردت خلال الأيام القليلة الماضية من الأمم المتحدة وسورية ولبنان قولها »إن هناك سباقا مع الزمن بين الدول الداعمة لاستقرار لبنان وبين النظام السوري لإعادة تفجير أوضاعه الداخلية أو منع حدوث هذا التفجير, اذ يرصد المجتمع الدولي يوميا محاولات سورية مستميتة لاشعال الحريق في الهشيم اللبناني سواء عبر العملاء السوريين فيه أو عبر إدخال المسلحين الفلسطينيين من الحدود السورية على نطاق أوسع مما ذكر حتى الاˆن مع أسلحة متوسطة وثقيلة استعدادا لنشر الفوضى التي يعتقد نظام بشار الأسد انها ستكون كفيلة بتغطية ادواره السلبية في المنطقة سواء بالنسبة لاغتيال الحريري أو للتدخل في العراق وفلسطين«.وكانت مصادر في المعارضة السورية كشفت أمس أن ميليس رفض خلال لقائه مع المستشار القانوني لوزارة الخارجية السورية رياض الداوودي في بيروت الأسبوع الماضي إعطاء أي ضمان بعدم اعتقال الضباط السوريين الستة بعد استجوابهم في المونتيفيردي.وأكدت المصادر أن هذا ما دفع سورية الى رفض تسليمهم الى بيروت خصوصا وأن المخابرات السورية علمت أن ميليس أصدر مسبقا توصية للقضاء اللبناني باعتقال المشبوهين الستة وكان سيتهم الحكومة اللبنانية بعدم التعاون فيما لو رفضت تنفيذ أوامره.

Thursday, November 10, 2005

موسى بعد لقائه الأسد: الجامعة لم تطرح


موسى بعد لقائه الأسد: الجامعة لم تطرح
استضافة التحقيقات مع المسؤولين الستة
سورية تدعو ميليس إلى دمشق
لتوقيع مذكرة تفاهم قضائية
دمشق - الوكالات: أعلن مصدر رسمي امس ان اللجنة القضائية السورية الخاصة دعت ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رفيق الحريري الى زيارة دمشق لتوقيع مذكرة تفاهم لتحديد آليات التعاون في التحقيق.وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان رئيسة اللجنة القاضية غادة مراد وجهت رسالة الى ميليس دعته فيها الى »زيارة سورية في الوقت الذي تقترحونه للبحث فى افضل سبل واليات التعاون بين اللجنتين«. وقالت »نوجه الدعوة الى لجنتكم الموقرة لزيارة سورية فى الوقت الذي تقترحونه للبحث فى افضل سبل وآليات التعاون بين اللجنتين«.وبعد ان عبرت عن املها في موافقته على هذه الدعوة اقترحت مراد »توقيع مذكرة تفاهم مع لجنتكم لتحقيق التعاون المطلوب«. واكدت الرسالة ان »اللجنة القضائية السورية الخاصة المشكلة للتحقيق مع الاشخاص السوريين من مدنيين وعسكريين فى كل ما يتصل بمهمة لجنتكم (الدولية) تقدر دقة المهمة الموكولة اليكم وحرصكم الاكيد على جلاء الحقيقة كاملة (...) وتعرب لكم عن استعدادها للتعاون والتنسيق الكامل معكم من اجل التوصل الى الحقيقة«.وتأتي مطالبة سورية بتوقيع مذكرة تفاهم مع اللجنة الدولية بعد ان تلقت اللجنة الدولية طلبا لاستجواب »اشخاص سوريين« هم رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء آصف شوكت صهر الرئيس بشار الاسد والرئيس السابق للاستخبارات الداخلية اللواء بهجت سليمان والرئيس السابق لجهاز الامن والاستطلاع في القوات السورية التي كانت تعمل في لبنان العميد رستم غزالي.كما طلب استجواب رئيس المخابرات في بيروت العميد جامع جامع والمسؤول في فرع فلسطين في المخابرات العميد عبدالكريم عباس والخبير في الاتصالات والانترنت في المخابرات العميد ظافر اليوسف.في غضون ذلك اكد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في دمشق حيث اجتمع مع الرئيس السوري بشار الاسد تفاؤله بتنسيق سورية وتعاونها مع التحقيق الدولي.وقال موسى للصحافيين بعد لقائه وزير الخارجية فاروق الشرع »علمت واطلعت على عدد من الرسائل المتبادلة التي تصب في خانة التعاون هناك موقف واضح والتزام معلن من وزير الخارجية في مجلس الامن ولاحقا بالتعاون وسيكون هناك تنسيق تام« واضاف »انا متفائل من حيث التنسيق والتعاون«.وكان موسى قد اجتمع بالرئيس بشار الاسد قبل لقائه وزير الخارجية فاروق الشرع وقال »لقائي مع الاسد كان مهما وتمحور حول موضوعين اساسين الموضوع السوري والوضع في العراق«.واوضح موسى ان التشاور ركز على ضرورة »التفهم الشامل للموقف الدولي والاقليمي الخطير وكيفية التعامل معه«.وردا على سؤال حول ما اوردته معلومات صحافية عن اقتراح بان تقوم اللجنة الدولية باستجواب المسؤولين الامنيين السوريين في القاهرة بدل لبنان اكتفى موسى بالقول »الامر ليس بالدقة التي تتكلمون عنها لم يطلب منا احد ذلك حتى الان«.الى ذلك قال مصدر ايراني في دمشق ان وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي سيصل الى دمشق السبت المقبل حاملا رسالة من الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى الرئيس السوري تتعلق بالاوضاع الحالية في المنطقة.واضاف المصدر ان المباحثات ستركز حول الوضع في سورية ولبنان في ضوء صدور قرار مجلس الامن الدولي رقم 1636 وتداعياته ومجريات التحقيق باغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري.وذكر المصدر ان متقي سيجدد خلال مباحثاته مع الرئيس الاسد ونظيره السوري فاروق الشرع تضامن ايران مع سورية في مواجهة الضغوطات التي تتعرض لها.وكان الرئيس الاسد قد تلقى اتصالا هاتفيا مع نظيره الايراني في الرابع من الشهر الجاري اكد نجاد وقوف بلاده الى جانب سورية في مواجهة الضغوط والتهديدات التي تتعرض لها واتفقا على التنسيق والتشاور بين البلدين تجاه القضايا المطروحة في المنطقة.كما ستتناول مباحثات متقي مع القيادة السورية الوضع في العراق من مختلف جوانبه الامنية والسياسية وفي الاراضي الفلسطينية المحتلة وفي لبنان.