Monday, October 24, 2005

أنصار "الأحباش" في بيروت بين الأمن والتديّن


أنصار "الأحباش" في بيروت بين الأمن والتديّن
الأثنين, 24 أكتوبر, 2005


محمد بركات
تتغير أحوال بعض الجماعات والجمعيات الأهلية في بيروت والمناطق اللبنانية بعدما حصل من تغييرات سياسية في أعقاب اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
"الأحباش"، أو أنصار "جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية" من هذه الجماعات، إضافة إلى أنه يشتبه بتورط أحد أعضائها، وهو الشيخ أحمد عبد العال الذي مدّ المحققين بمعلومات حول أحمد أبو عدس الشهير. أيضا يقول تقرير المحقق الدولي ديتليف ميليس إن الخطوط الهاتفية الستة التي استخدمت لتتبع الحريري ورصد تحركاته والطرق التي يسلكها، إضافة إلى أربعة أخرى، تم شراؤها من شركة "باور غروب" التي يملكها عضو ناشط في "الأحباش" تربطه "علاقة طيبة بالشيخ أحمد عبد العال"، بحسب التقرير.
الخطوط بيعت بطريقة غير قانونية، وسويت أوضاعها بعد أسبوعين. كما قبض أمس على محمود عبد العال الذي قال التقرير إنه اتصل برئيس "الجمهورية العماد إميل لحود بعد دقائق من وقوع الجريمة ... وهو شقيق الشيخ أحمد عبد العال الموقوف منذ مدة في قضية تخزين سلاح في محلة بربور في بيروت، المسؤول عن العلاقات العامة والعسكرية والاستخباراتية للأحباش ... ولا توجد شخصية أخرى على اتصال بأوجه التحقيق المختلفة مثل عبد العال، الذي أخفى معلومات في التحقيق معه".
التقرير بيّن أن أحمد عبد العال لعب، إلى حدّ ما، دورا مركزيا في التنسيق بين مختلف القيادات التنفيذية اللبنانية والسورية، وبين المنفذين. وقال التقرير أيضا إن أحمد أبو عدس قد يكون مجندا من قبل الأحباش لقتل الحريري على اعتبار أنه كافر.
ما هو مصير "الأحباش" اليوم؟ ومن هم "الأحباش" في المجتمع اللبناني؟ هنا بعض من إجابة.
كان شيخ مسجد البسطا الفوق يحبب الطفل محمد وأصدقاءه بالصلاة ويدفعهم إليها إلى أن صاروا مقربين من "الأحباش"، ومحبّين لهم ولعشرتهم. وراحوا يشاركون في مخيماتهم الصيفية ونشاطاتهم الترفيهية الكثيرة، التي يقام قسم كبير منها داخل الجوامع، وهو كان يشارك في جامع برج أبي حيدر. ثم كبر محمد قليلا، وفي سنوات مراهقته الأولى قرر الابتعاد لأنه شعر بالضيق منهم ومن الواجبات التي أغرقوه فيها.
مع رنا بدأ الأمر في ملعب جامعة بيروت العربية. كانت في نهاية العشرين من عمرها، تضع حجابا على رأسها، تصلي وتصوم. في يوم مشمس، تقدم نحوها شاب ملتح وقال لها إنه يعرفها، أو رآها من قبل. عرفت لاحقا أن هذه القصة واحدة من طرق التعرف إلى من يريد شبان "جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية" استمالتهم.
في الأيام التالية تحوّل الملتحي، فجأة، إلى صديق. يكثر من التسليم عليها والحديث معها. أحاديث تبدأ في أحوال الجامعة وتعرج على ما يجري في البلد لتصل في النهاية، ودائما، إلى الدين.
سألها مرة عما إذا كانت قد درست الشرع الإسلامي، ثم راح يدعوها إلى اجتماعات وحلقات لتعلم الدين، أو الأحرى التفسير الديني الخاصّ بجماعة الأحباش. رأت بأم عينها فتيات لم يتخطين السابعة عشرة يدرّسن الدين بعدما تعلّمنه لأقل من سنتين.
قيل لها إنها تستطيع التبرّج والتّعطّر. ذلك شجعها على الانضمام إلى المجموعة. لكنهم في المقابل علموها أن تتأنّى في اختيار ألفاظها، لئلا تكفر. مثلا عليها أن تمتنع عن القول إنها نامت "قبل الدجاجات"، فهذا حرام. أيضا حرام أن تقول "لم أر وجه ربي منذ أسبوع"، أو "أحسب الله ما خلقك". إذا تلفظت بأقوال كهذه تصبح كافرة، وعليها أن تتشهد، أي أن تقول: "أشهد ألا إله إلا الله"، لتعود إلى دين الإسلام.
كذلك يمنع عليها الصعود مع رجل غريب في مصعد واحد، أو في سيارة أجرة، إلا إذا وجد "محرم"، أي شخص ثالث، لئلا يكون الشيطان ثالثهما. وإذا اضطرت فلا سبيل أمامها إلا صعود السلالم أو الانتظار ريثما يشغر المصعد.
أيضا تعلمت رنا أن الولد الصغير يستطيع أن يكفّر راشدا إذا سمع منه ما لا يجوز قوله. وأعلمت أن على المتزوجين المنضمين حديثا إلى "الجمعية" إعادة عقد قرانهم عند شيخ "حبشي".
وإذا قرر شاب أن يتزوج عليه أن يسأل الشيخ عن رأيه في الفتاة التي اختارها، والعكس صحيح. قد يرفض الشيخ أو يقبل، ورأيه نهائي لا يقبل المراجعة، على قول رنا.
دورة اقتصادية مقفلة
بعد فترة فتحت أمام رنا أبواب العمل، فدرّست اللغة الإنكليزية في إحدى مدارس الجمعية. كان عليها أن تكتب على اللوح، قبل بداية الحصة: someone said، أو it might be said، كما أنه يتوجّب عليها، أثناء شرحها الدرس، أن تقول باستمرار: "قد يقال"، "قيل"، و"زعم".
هكذا توظفت رنا، لكن حين قررت أن تبحث عن فرصة عمل أفضل، فوجئت بأن مدارس الجماعات الإسلامية الأخرى تضع علامة سوداء على موظفي "جمعية المشاريع". قالت حينذاك إنها لم تدرّس في مدارس الجمعية.
تعلمت أيضا أن على "الأحباش" أن يتآزروا في الاشتراك بدورة اقتصادية مغلقة. فلا يشترون الخبز إلا من الأفران التي يملكها إخوانهم، حتى لو اضطر أحدهم أن يقطع مسافة نصف ساعة في السيارة لشراء الخبز، وهذا ما كان يفعله رجل يسكن في الشويفات، ويشتري الخبز من النويري.
لا يشترون اللحوم إلا من الملاحم التي يملكها إخوانهم، كذلك الأمر بالنسبة للحلاقين والمطاعم وغيرها. وإذا توسعنا أكثر سنجد أنهم موصولون بعضهم إلى بعض حتى الانغلاق، في دورة حياة اقتصادية يسعون لإغلاقها وسدّ منافذها على الاحتكاك بالخارج.
التناقض بين التبرج والتعطر والتزين، والمنع عن قول ما يقال مجازا، جعل رنا تنفر من صحبتهم. والنظر إليها على أنها "خارجة" عن مجتمعها السني المتجانس، جعلها تفضل العودة إلى محيطها، فانفصلت عنهم، وفضّلت التدريس في مؤسسة تابعة لدار الفتوى.
وجاهة البطاقات
بعض الشبان الذين التقيناهم رووا لنا كيف كان شبان "الأحباش" يغرونهم ببطاقات "مخابرات" يستطيعون استخدامها للعبور على الحواجز الليلية من دون توقف وللتشاوف أمام أصدقائهم وللنيل من أي شخص يجرؤ على العبث معهم أو التعرض لهم بأي شكل من الأشكال.
ويروي أحد هؤلاء الشبان، وهو لم يكن مرة في تنظيمهم، ان أحدهم أغراه مرة، بطريقة غير مباشرة، بإمكانية "تدبير" رخصة لحمل السلاح يستطيع من خلالها حمل مسدس حربي.
تلك واحدة من الأساليب الأخرى التي يلجأ إليها "الأحباش" لاستمالة شبان الأحياء الفقيرة في بيروت، العاطلين عن العمل في غالب الأحيان، والذين لا حرفة لهم سوى إسناد عواميد الكهرباء والجدران، والتحلق حول النراجيل حتى منتصف الليل على نواصي الأزقة الضيقة.
يمكن القول إن الانضمام إلى "الأحباش" يستلزم ميزات خاصة لا تتطابق، في معظمها، مع الميزات التي كان تنظيم "شباب المستقبل" البيروتي يشترط وجودها في الفتيات والشبان الذين يضمهم إلى صفوفه.
إذ كان "المستقبل" يشترط على طالبي الانتساب إلى صفوفه أن يكونوا من طلاب الجامعات والثانويات والمعاهد، أي من الطلاب الذين يسعون إلى التثقف وسلوك طريق العلم.
لذا وصف النائب باسم السبع مناصري الرئيس المقتول بأنهم "ميليشيا المثقفين" التي أنشأها الحريري بديلا عن ميليشيات الأحزاب والجمعيات الطائفية التي سعت القوى اللبنانية المتحالفة مع سورية إلى تأطيرها في تنظيمات مدنية المظهر عسكرية الفحوى.
هذا الأمر قلّل من إمكانية تصادم الحريرية، بما هي نمط hجتماعي- اقتصادي- سياسي، مع "الاحباش" الذين يسعون لإيجاد حياة إقتصادية - اجتماعية - سياسية مشتركة شبه مغلقة. وبقي التصادم على المستوى السياسي العام بعيدا عن القواعد، فندر، إلى حدّ الانعدام، أن نسمع عن تصادم بين الطرفين في الشارع البيروتي.
حتى في الإنتخابات النيابية الأخيرة التي رشح فيها "الأحباش" ثلاثة من قيادييهم في وجه اللائحة الحريرية، لم نسمع عن تصادم حريريين مع "الأحباش"، كما حصل مع مناصري النائب السابق نجاح واكيم.
من القوة إلى الضعف
أحد أصحاب المطاعم الشعبية الصغيرة في النويري اشتكى من أن "الأحباش" يشيعون أمام السكان أن شراء الطعام من عنده محرم لأنه ليس ملتزما دينهم. هو الذي يعمل في مبنى كان يسكنه أحمد عبد العال لفترة طويلة. هو نفسه قال، أمام بعض الزبائن، إنهم "أوادم ولا نعرف عنهم إلا كل خير"، وإن "الأحباش كويسون يحبون الناس ويخدمونهم"، مستشهدا على قوله بأنه يجاورهم منذ أكثر من 20 عاما. وحين تأكد من أن سائله صحافي وليس مخبرا أمنيا، تغيرت لهجته وراح يذمّهم.
بدا الانتقال من الإشادة إلى الذم موازيا لانتقال هذه المجموعة من موقع القوة والسلطة في المنطقة، بسبب علاقاتها مع القيادات الأمنية، إلى موقع الضعف.
والعلاقات المذكورة "هي رصيدهم الوحيد كأحباش في المنطقة"، على قول أحد السكان، الذي وصف موقعهم في المنطقة، قائلا إنهم كانوا "يجندون" الشبان من خلال إغرائهم "بإمدادهم بالقوة التي يملكونها، أي برخص السلاح والأسلحة والبطاقات الأمنية التي تسهّل المرور على الحواجز وتعفي من إجراءات كثيرة مفروضة على المواطنين العاديين، كما تجعل منهم أعلى شأنا في محيطهم الاجتماعي الضيق والواسع".
المشهد الذي ارتسم في البسطة وبرج أبي حيدر والنويري مواز لتحول"الأحباش" وأمثالهم من نافذين في محيطهم الاجتماعي إلى مدانين. هذا الانتقال الذي يعني أن العلاقات بالأجهزة الأمنية صارت تهمة بعدما كانت نعمة وسبيلا إلى التمايز الاجتماعي والتعالي والتشاوف أمام الأهل والأصدقاء والجيران.
"إنكسرت شوكتهم في المنطقة"، تقول رنا. يوافقها محمد الرأي. والحجة على ذلك أن شبانهم كانوا يستقوون بعلاقاتهم بالأجهزة الأمنية. وأحد قنوات اتصالهم بهذه الأجهزة المرافق الشخصي لكريمة شخصية سياسية مرموقة في الدولة، المقدم وليد عبد العال، شقيق محمود وأحمد.
في الفترة الأخيرة، بعد انهيار سطوة الأجهزة، تراجع نفوذ "الأحباش" في تلك الأحياء البيروتية. لكنهم حافظوا على سريتهم وعلى وجودهم الظاهر، من خلال حراستهم الجوامع والمؤسسات التي يملكونها وانتشارهم "الأمني" في الشوارع المتعارف على أنهم يشكلون الأكثرية فيها.
تصادم مع "حركة أمل"
يحكي أحد سكان البسطة أن الحادث الأخير الذي أكد تراجع نفوذهم هو التصادم بين أحد شبانهم وبين شبان من "حركة أمل". يومها أطلق شاب "حبشي" النار على شاب في "الحركة". فاستجمع الحركيون قواهم وتوجهوا بما يشبه "الجيش"، على قول شاهد العيان، وحاصروا المسجد الذي قيل ان "الحبشي" احتمى في داخله.
يومها هزم الحبشيون وسلموا مطلق النار، على قول ذلك الشاهد. وكان ذلك مفصلاً انقلبت من بعده صورتهم القوية إلى صورة عادية، أقرب إلى الضعف. إضافة إلى أن بعض شبانهم كانوا يحملون السلاح بشكل ظاهر في السنوات الماضية، أما اليوم، فإما أنهم خبأوا أسلحتهم، أو ما عادوا يظهرونها، كما اعتادوا أن يفعلوا في السابق.
اليوم ينظر إليهم البيروتيون، واللبنانيون بشكل عام، على أنهم جماعة دينية استخدمتها الاستخبارات السورية لزرع الرعب في نفوسهم ولتنفيذ مخططات أمنية. وإحدى نتائج هذه النظرة الجديدة هجوم شبان حريريين على مراكز للأحباش ومحاولتهم تحطيمها في 21 تشرين الأول، ليلة الإعلان عن تقرير ميليس. ما يؤشر إلى أن التصادم السياسي بدأ يتحول شيئا فشيئا إلى تصادم "شعبي" سببه الاشتباه بتورط الأحباش في اغتيال الحريري.
رياضة ودين وأناشيد وكشافة
تتمحور نشاطات "الأحباش" المتوجهة إلى الأطفال والشباب والنساء والرجال حول الدين. بدءا من المدارس الإسلامية، إلى العمل الإعلامي الذي يصب في خدمة "الجمعية"، الكتب الدينية، الاهتمام بالصحة "وعلى رأسها مستوصف الشهيد الشيخ نزار الحلبي"، التدريس الديني، دورات تحفيظ القرآن الكريم، إحياء المناسبات الدينية، فرق لإنشاد الأغنيات الدينية التي، على قول محمد ورنا، تستعير ألحانا من أغنيات فيروز وصابر الرباعي وإيهاب توفيق ونبيل شعيل، إضافة إلى نشاطات للأطفال والطلاب والشباب، كشفية ورياضية وثقافية تتمحور حول الدين.
وفي جعبة "الجمعية" مجموعة من الوعود ببناء مدارس ومستوصفات ومساجد ومدينة كشفية ومستشفى. كل ذلك في إطار الدعوة الدينية، التي تتداخل مع السياسة، كما حصل في الانتخابات النيابية الأخيرة التي رشحت فيها "الجمعية" ثلاثة من قيادييها، على رأسهم النائب السابق عدنان طرابلسي.
مؤسس "الأحباش"
على شبكة الإنترنت، يفاجأ الباحث عن معلومات عن "الأحباش" بوجود عدد من المواقع المتخصصة في شتمهم وتبيان كفرهم وضلالهم، ومنها موقع، باللغتين، العربية والإنكليزية، عنوانه: www.antiahabashis [1] ومواقع أخرى تحمل شهادات "تائبين" عن الانضمام إليهم.
الموقع المذكور يؤكد، بوثائق يقول إنها حقيقية، على أن علماء الأزهر أصدروا فتوى تكفّر الأحباش وتعتبرهم "فئة ضالة" في الإسلام.
ويضيف الموقع المذكور: هم طائفة ضالة تنسب إلى عبد الله الحبشي ، ظهرت حديثاً في لبنان مستغلة ما خلفته الحروب الأهلية اللبنانية من الجهل والفقر والدعوة إلى إحياء مناهج أهل الكلام والصوفية والباطنية بهدف إفساد العقيدة وتفكيك وحدة المسلمين وصرفهم عن قضاياهم الأساسية . وأبرز شخصياتها عبد الله الهرري الحبشي، الذي هو عبد الله بن محمد الشيبي العبدري نسباً الهرري موطناً نسبة إلى مدينة هرر بالحبشة، فيها ولد لقبيلة تدعى الشيباني نسبة إلى بني شيبة من القبائل العربية .
ويتابع: قدم عام 1950م بعد أن أثار الفتن ضد المسلمين ، حيث تعاون مع حاكم إندراجي صهر هيلاسيلاسي ضد الجمعيات الإسلامية لتحفيظ القرآن بمدينة هرر عام هـ 1940م.
خرافات الانغلاق والفتاوىخرافات الانغلاق والفتاوى
فتاة زحلاوية تعمل مسؤولة للتسويق في جريدة عربية تصدر في بيروت، عاشت سنوات الحرب في فرنسا ولغتها العربية جيدة محادثة، لكنها لا تقرأ لغتها الأم جيدا. أثناء حديثها عن "الأحباش" مرة قالت: "رأيت الأشباح في الطريق"، قاصدة "الأحباش"، فذهب هذا القول مثلا بينها وبين أصدقائها اللبنانيين الذين راقهم هذا التشبيه الفطري لطريقة عيش هذه المجموعة المنغلقة.
تضاف إلى هذا التشبيه مجموعة من النكات التي يطلقها البيروتيون، واللبنانيون بشكل عام، على "الأحباش"، تندرا على "طرافة" فتاويهم الدينية. كالقول مثلا إنهم حرّموا أن تنام المرأة إلى جانب الجدار لأنه مذكر. أو أن المرأة لا تستطيع أن تقف بثياب غير محتشمة قرب الغاز لأنه مليء بالعيون.
لكن ذلك كله يقع ضمن الخرافات التي يحوكها المجتمع البيروتي حول هذه المجموعة. السبب هو انغلاقها. إحدى ساكنات مناطق نفوذهم قالت إنها تنزعج "لأنهم دائما كتومون ولا يختلطون بالآخرين وبنوا جدارا عاليا قرب الجامع لئلا يرى أحد ما يحصل داخل المجمع الملاصق له".
رنا، التي دخلت المنطقة المحظورة، قالت إن المجمع يضم مكاتب قياديين وعاملين، وأن الدخول إليه محظور على غير المنتسبين، وأن "كل شيء على الكمبيوتر في الداخل".

Sunday, October 23, 2005

ميليس كشف تورط الاحباش



ميليس كشف تورط الاحباش
GMT 4:45:00 2005 السبت 22 أكتوبر
. فادي عاكوم

بعد الفتاوى الشاذة والنيابة والسواطير ميليس كشف تورط الاحباش
فادي عاكوم من بيروت : لم يتفاجأ اللبنانيون كثيرا بنتيجة التحقيقات التي قام بها القاضي ديتليف ميليس والتي تضمنت تورط جمعية المشاريع الاسلامية
سطور فتحت معركة إسقاط لحود

تقرير ميليس يصيب سياسة الأسد في صميمها

سورية تصف التقرير بالبيان الموجه والمنحاز

الحريري : نطالب بالعدالة

الضغوط الدولية على سوريا منذ صدور 1559

مصادر بري تنفي أن يكون الشاهد إيكس

اللبنانيون يتسمرون أمام شاشات التلفزة

لجنة سورية تدرس تقرير الامم المتحدة للرد

دمشق: تقرير ميليس يفسح المجال للاجتهادات

عناوين الصحف وبي بي سي عن تقرير ميليتس

النص الإنكليزي لتقرير ميليس

الميتسوبيشي دخلت لبنان من سورية
المعروفة بالاحباش بقضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والكشف عن العلاقة المميزة بين الجمعية وبين الرموز الامنوعسكرية في البلدين اللذين هما شقيقين سورية ولبنان .فالغزل بين الجمعية والاجهزة اللبنانية - السورية كان واضحا ولا ينسى اللبنانيون اليافطات الصفراء التي كانت تغطي شوارع بيروت والاحتفالات التي كان يقوم بها الاحباش في لبنان بمناسبة عيد الجيشين اللبناني والسوري والتي كانت تتفوق على احتفالات اصحاب العيد، كما لا بد من الاشارة الى الاعتصامات والمظاهرات التي يقومون بها في شوارع بيروت والتي اطلق عليها مظاهرة السواطير بسبب السكاكين والسواطير التي لوحوا بها اثنائها كرد على المظاهرات الشبابية المطالبة برحيل الجيش السوري التي كان يتم قمعها بقوة من قبل الجيش والاجهزة اللبنانية السورية .
التورط
كانت اولى الدلائل الى تورط الاحباش قد ظهرت عند ضبط كمية كبيرة من الاسلحة في منطقتي بربور (بيروت) والناعمة (عند المدخل الجنوبي لبيروت ) وتم عندها توقيف المسؤول في الاحباش احمد عبدالعال كما تم ايضا اصدار امر توقيف غيابي لماجد حمدان وكل من مسؤول (المرابطون) في البقاع ب.ع ومدير تعاونيات لبنان و.ز والموقوفين ز.ك المرافق الشخصي لماجد حمدان وك.ص مدير شركة الامن الخاص بحمدان.وتم تاكيد تورط عبد العال بعملية الاغتيال من خلال تقرير القاضي ميليس وذلك بالكشف عن اجرائه مكالمة هاتفية برئيس الجمهورية اللبنانية قبل عملية الاغتيال بدقائق.وبالاضافة الى كشف تورط عبد العال تم في الفترة السابقة في مدينة طرابلس (شمال لبنان )توقيف ستة أشخاص هم صاحب محل "باور غروب" الشيخ جمال طعمة، وهوأحد المسؤولين في جمعية المشاريع الاسلامية، وعامل لديه من آل عدرة، بالاضافة الى كل من رائد فخر الدين، أمين وربيع طربيه وفوزي طالب، وهم من المقربين جدا لطعمة حيث تم مصادرة وثائق جديدة وعلب كرتون هامة للتحقيق.
من هم الاحباش؟مذهب اسلامي اسسه عبد الله الحبشي (عبد الله بن محمد الشيبي العبدري لقب بالهرري نسبة إلى مدينة هرر بالحبشة)، داعيا إلى إحياء مناهج أهل الكلام والصوفية والباطنية بهدف إفساد العقيدة الاسلامية وتفكيك وحدة المسلمين وصرفهم عن قضاياهم الأساسية .
قدم الحبشي عام 1950م الى لبنان بعد أن أثار الفتن ضد المسلمين في بلاده ، حيث تعاون مع حاكم إندراجي صهر هيلاسيلاسي ضد الجمعيات الإسلامية لتحفيظ القرآن بمدينة هرر سنة 1940م وأطلق عليه الناس هناك صفة ( الفتّان ) أو( شيخ الفتنة ) . وخلفه الشيخ نزار الحلبي ترئس جمعية المشاريع الإسلامية واطلق عليه لقب سماحة الشيخ حيث كانت الخطة ان يتم اعداده لمنصب دار الفتوى وكان يكتب على جدران الطرق وقتها " لا للمفتي حسن خالد الكافر ، نعم للمفتي نزار الحلبي " وتم اغتياله يوم 31 اب عام 1995 في منطقة الطريق الجديدة ببيروت.
العصر الذهبي
العصر الذهبي للاحباش كان بعد الدخول السوري الى لبنان عقب عملية 13 تشرين/ اكتوبر 1992 حيث حاولوا السيطرة على الشارع السني في لبنان والتفرد به خاصة وان الساحة البيروتية كانت قد خلت من سيطرة حزب المرابطون وضعف نفوذ جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية التي يديرها ال سلام بدعم من المملكة العربية السعودية ولم يكن نجم الرئيس الشهيد رفيق الحريري السياسي قد سطع بقوة بعد على الساحة اللبنانية، وكان للدعم السوري الواضح لهم الاثر المباشر لقوتهم وتم اختيار الدكتور عدنان طرابلسي كممثل لهم في الندوة البرلمانية اللبنانية في المجلس النيابي الذي اختارت سورية معظم اعضائه .
الانتشار
قوة الاحباش الرئيسية حاليا في بيروت حيث المركز الرئيسي للأحباش في لبنان في منطقة برج أبي حيدر، ولديهم انتشار لا باس به في مناطق البقاع واقليم الخروب (جبل لبنان)والشمال، وخلال الانتخابات اللبنانية الاخيرة اتوا في المرتبة 14 من حيث القوة التجيرية بحوالي 15000 صوت أي ما نسبته 1,1%، توزعت على الشكل الآتي: بيروت 11500 صوت، الشمال 2500 صوت، والبقاع 1000 صوت. كما لديهم مواقع عدة على الشبكة العنكبوتية بالاضافة الى عدة اصدرات ورقية اهمها مجلة نور الهدى التي توزع في مناطق عدة من العالم .وانتشرت مدارسهم الضخمة في لبنان وصارت حافلاتهم تملأ المدن وأبنية مدارسهم تفوق سعة المدارس الحكومية ، علاوة على الرواتب المغرية لمن ينضم إليهم ويعمل معهم وأصبح لهم إذاعة في لبنان تبث أفكارهم وتدعوإلى مذهبهم ، كما ينتشر أتباع الحبشي في أوروبا وأمريكا وقد أثاروا القلاقل في كندا واستراليا والسويد والدانمارك . فتاوي شاذة
تطلق في الشارع اللبناني نكات عدة على الفناوي التي تنسب للاحباش نخجل من ذكرها لكثرة التركيز فيها على الجنس والاباحية وللحبشي العديد من الفتاوى الشاذة القائلة بجواز التحايل في الدين وأن النظر والاختلاط والمصافحة للمرأة الأجنبية حلال لاشيء فيه بل للمرأة أن تخرج متعطرة متبرجة ولوبغير رضا زوجها . • يبيح بيع الصبي وشراءه كما يجيز للناس ترك زكاة العملة الورقية بدعوى انها لاعلاقة لها بالزكاة إذ هي واجبة في الذهب والفضة كما يجيز أكل الربا ويجيز الصلاة متلبساً بالنجاسة وياخذ عليهم ما يلي :
- الجهمية في تأويل صفات الله .- الإرجاء والجبر والتصوف والباطنية والرفض وسب للصحابة.- اتهام أم المؤمنين عائشة بعصيان أمر الله .- بالإضافة إلى فتاوى شاذة عدة تتعلق بسلوكيات المراة والرجل .
- يزعم الأحباش أنهم على مذهب الإمام الشافعي في الفقه والاعتقاد ولكنهم في الحقيقة أبعد ما يكونون عن مذهب الإمام الشافعي رحمه الله .
-يدافعون بقوة عن جواز دعاء الأموات والتبرك بقبورهم ووضع مواضع الجرح عليها لتطيب ووضع شيء من ترابها على الريق.
- يزعم الهرري أن الأولياء يخرجون من قبوهم ليقضوا حوائج المستغيثين بهم. ثم يعودون الى قبورهم.
- يزعم الحبشي أن جبريل هوالذي أنشأ ألفاظ القرآن الكريم وليس الله تعالى ، فالقرآن عنده ليس بكلام الله تعالى ، وإنما هوعبارة عن كلام جبريل . الأحباش في مسألة الإيمان من المرجئة الجهمية الذين يؤخرون العمل عن الإيمان ويبقى الرجل عندهم مؤمناً وإن ترك الصلاة وسائر الأركان و تبعاً لذلك يقللون من شأن التحاكم للقوانين الوضعية المناقضة لحكم الله تعالى فيقول الحبشي : " ومن لم يحكم شرع الله في نفسه فلا يؤدي شيئاً من فرائض الله ولا يجتنب من المحرمات ، ولكنه قال ولومرة في العمر : لا إله إلا الله فهذا مسلم مؤمن . ويقال له أيضاً مؤمن مذنب "
-الأحباش في القدر جبرية منحرفة يزعمون أن الله هوالذي أعان الكافر على كفره وأنه لولا الله ما استطاع الكافر أن يكفر . - يجيزون الاستعاذة بغير الله ويدعون للتبرك بالأحجار .
- يكثر الحبشي من سب الصحاب وخاصة معاوية بن أبي سفيان وأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنهم ، ويطعن في خالد بن الوليد وغيره ، ويقول إن الذين خرجوا على علي رضي الله عنه ماتوا ميتة جاهلية .
تكفير العلماء
كفّر الحبشي العديد من العلماء فحكم على شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه كافر وجعل من أول الواجبات على المكلف أن يعتقد كفره ولذلك يحذر أشد التحذير من كتبه ، وكذا الإمام الذهبي فهوعنده خبيث ، كما يزعم أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب مجرم قاتل كافر ويرى أن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني كافر ، وكذلك الشيخ سيد سابق فيزعم أنه مجوسي كافر أما الأستاذ سيد قطب فمن كبار الخوارج الكفرة في ظنه .
تغيير وجهة القبلة
أثار الأحباش في أمريكا وكندا فتنة تغيير القبلة حتى صارت لهم مساجد خاصة حيث حرفوا القبلة 90 درجة وصاروا يتوجهون إلى عكس قبلة المسلمين حيث يعتقدون أن الأرض نصف كروية على شكل نصف البرتقالة ، وفي لبنان يصلون في جماعات خاصة بهم بعد انتهاء جماعة المسجد ، كما اشتهر عنهم ضرب أئمة المساجد والتطاول عليهم وإلقاء الدروس في مساجدهم لنشر أفكارهم رغماً عنهم بالاضافة الى إثارة الشغب في المساجد .
فتاوى مضادة
تصدى لهم عدد من علماء أهل السنة في عصرنا مثل المحدث الشيخ الألباني وغيره . وأفتى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في الفتوى رقم 2392/1 بتاريخ 30/10/1406ه‍ التي جاء فيها : (( إن طائفة الأحباش طائفة ضالة ، ورئيسهم عبد الله الحبشي معروف بانحرافه وضلاله ، فالواجب مقاطعتهم وإنكار عقيدتهم الباطلة وتحذير الناس منهم ومن الاستماع لهم أوقبول ما يقولون )) .
كيف يعرف الاحباش مؤسس عقيدتهم ؟
الشيخ عبد الله الحبشي الهرري الأشعري الشافعي الرفاعي هوالعالِم الجليل قدوة المحققين، وعمدة المدقّقين، صدر العلماء العاملين، الإمام المحدّث، التقي الزاهد، والفاضل العابد، صاحب المواهب الجليلة، الشيخ أبوعبد الرحمن عبد الله بن محمّد بن يوسف بن عبد الله بن جامع الهرري ، الشيبيّ (بنوشيبة بطن من عبد الدار من قريش وهم حجبة الكعبة المعروفون ببني شيبة الى الآن، إنتهت إليهم من قِبل جدهم عبد الدار حيث ابتاع أبوه قصيّ مفاتيح الكعبة من أبي غبشان الخزاعي، وقد جعلها النبي في عقبهم.) العبدري (بنوعبد الدار بطن من قصيّ بن كلاب جدّ النبي الرابع) مفتي هرر، وُلِدَ في مدينة هرر، حوالي سنة 1328 هـ 1910 م.

ماهر الأسد وشوكت وسليمان وغزالي


ماهر الأسد وشوكت وسليمان وغزالي
للاستجواب في قبرص أو جنيف
تقرير ميليس وضع سورية على حافة الهاوية
والمطلوب: رأسا النظامين في دمشق وبيروت
لندن ¯ من حميد غريافي:شرع تقرير ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رفيق الحريري ابواب ونوافذ سورية على كل الاحتمالات المريرة, من فرض عقوبات دولية في مجلس الامن لها نفس اسنان العقوبات التي فرضها على العراق بسبب احتلاله الكويت عام ,1990 فحولته الى احدى افقر دول العالم قبل ان تؤدي تداعياتها بعد اثني عشر عاما الى شن الحرب عليه وتحويله الى شبه قاع صفصف, مرورا بخيار استخدام القوة العسكرية كما لمحت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الاسبوع الماضي, وصولا الى اسقاط النظام البعثي »الثاني« دون ان يرف للغرب جفن كما الحال في العراق.وكشف مسؤول في الامانة العامة لوزارة الخارجية الاميركية في واشنطن النقاب ل¯ »السياسة« عن ان مجلس الامن في جلسته المقررة مبدئيا الثلاثاء المقبل لتدارس تقرير ميليس, »سيصدر تحذيرا اخيرا وحاسما للحكم في دمشق بوجوب التعاون الكامل واللا محدود مع لجنة التحقيق الدولية بما في ذلك التجاوب مع متطلبات ميليس بنقل المسؤولين السوريين المطلوب استجوابهم الى خارج بلدهم حيث سيحدد مكانين لهم في احد مقري الامم المتحدة في قبرص او سويسرا (جنيف), وعلى رأسهم شقيق الرئيس السوري ماهر الاسد وصهره اˆصف شوكت وبهجت سليمان, بالاضافة الى من استجوبهم في السابق مثل رستم غزالي وجامع جامع وسواهما في جو من الحصار بحضور موظفين امنيين وديبلوماسيين وتحت مراقبة استخبارية مشددة بالصوت والصورة«.وقال المسؤول الاميركي في اتصال به من لندن »ان مجلس الامن, بتراص دولي واجماع شبه شامل, سوف لن يمدد مهلة تحقيقات ميليس مرة اخرى بعد انتهاء الفترة التي سمح له بها المجلس اصلا وتنتهي في الخامس عشر من ديسمبر المقبل وهي ثلاثة اشهر اساسية تمدد ثلاثة اشهر اخرى اذا طلب ذلك, وهذا ما حدث بالفعل (لبنان تقدم بطلب التمديد للجنة التحقيق حتى نهاية ولايتها في اواخر العام), ما يعني ان على السوريين ان يحسموا امرهم ويتخلوا عن ادعاءاتهم بأن مطالب ميليس تعجيزية , ويدعون الرجل يكمل مهمته بنجاح, والا فإن العواقب هذه المرة ستكون وخيمة عليهم«.وبصدور هذا التقرير الدولي الذي لم يسبق له مثيل في العلاقات الدولية, محملا كبار القادة السوريين معظم مسؤولية اغتيال الحريري, تكون دمشق اشرفت على »حافة الهاوية« التي حذرها العالم منذ ضلوعها في العراق بعيد سقوط بغداد في ابريل عام ,2003 وبالاخص طوال الاشهر الثمانية الماضية الفاصلة بين اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق في الرابع عشر من فبراير الفائت وصدور تقرير ديتليف ميليس رئيس اللجنة الدولية في التحقيق بهذا الاغتيال الدراماتيكي لتصحو (سورية) صباح الجمعة فتجد نفسها في مواجهة كل دول المجتمع الدولي, معزولة, مهيضة الجناع, لعدم تعاونها الكامل الذي عرقل التحقيقات الدولية ومنعها من الوصول الى اهدافها« حسبما ورد في التقرير الذي هز العالم لاتهامه النظامين الامنيين في دمشق وبيروت بالتخطيط للجريمة وتنفيذها, لاسباب اقل ما يمكن ان يقال فيها انها »لا تستأهل قتل هكذا رجل بهذا الحجم من النفوذ الداخلي والعربي والدولي الذي قلما تمتعت به شخصية ما من دول العالم الثالث«, حسب برلماني بريطاني في لندن.وكشفت اوساط رسمية على طرفي الاطلسي في كل من واشنطن وباريس ولندن النقاب عن ان »روحية تقرير ميليس »المفعمة بالسواد« استهدفت المقامين السياسيين الاولين في النظامين السوري واللبناني في جوهريهما, حين اتهم في التفاصيل وذكر الاسماء اعلى قياديي الاجهزة الامنية في البلدين وعلى رأسهم مدير الاستخبارات العسكرية السورية اˆصف شوكت صهر الرئيس السوري, ومدير جهاز الامن العام اللبناني السابق جميل السيد, بتخطيط فصول الجريمة طوال اشهر وبتنفيذها بطريقة معقدة يعجز عن اتباعها الناس العاديون ولا يمتلك عناصرها الا اجهزة دول منظمة وذات خبرة واسعة وامكانات بشرية ومادية كبيرة«.وقال احد كبار اعضاء لجنة العلاقات الخارجية والاستخبارات في مجلس النواب بالكونغرس الاميركي ل¯ »السياسة« ان »روحية تقرير لجنة التحقيق الدولية وضعت الرئيسين السوري بشار الاسد واللبناني اميل لحود حليفه نفسيهما وجها الى وجه امام الاتهام الكبير بمعرفتهما وموافقتهما على اغتيال الحريري, طالما صهر الرئيس الاول اˆصف شوكت وربيب الرئيس الثاني وساعده الايمن منذ مطلع التسعينات جميل السيد وقائد حرسه الجمهوري مصطفى حمدان, ضالعون في عملية الاغتيال هذه, ولن يكون بمقدور احد من اعضاء مجلس الامن لدى مناقشة التقرير الدفاع عن اي منهما, اذ لا يعقل منطقيا ان يكونا خدعا من اقرب المقربين اليهما او لم يطلعا على خطة الاغتيال«.وذكر البرلماني البريطاني بدوره ل¯ »السياسة« في لندن ان »تقرير ميليس حدد بطريقة واضحة جدا حتى ولو كانت غير مباشرة, عبر سرده الجزئيات في كيفية حبك مؤامرة الاغتيال, الهدفين الرئيسيين والنهائيين لمجلس الامن من مجمل تحقيقاته التي تعتبر سابقة في التاريخ القضائي الدولي, وهما رأسا النظامين السوري واللبناني, وسيكون عدم جلبهما الى المحكمة الدولية طعنة للقضاء والقوانين الدولية التي تتحكم بمجريات الحياة لشعوب الارض, وسقوطا فظيعا للمثل الاخلاقية البشرية ولحقوق الانسان«.وقال النائب البريطاني »ان (الرئيسين) بشار الاسد واميل لحود ليسا اهم من (الرئيس اليوغسلافي السابق) سلوبودان ميلوسيفيتش ولا اقوى منه, ولا سورية ولبنان بنفس مرتبة يوغسلافيا العسكرية والسياسية والدولية, وعليهما ان يخضعا لمشيئة المجتمع الدولي ويجلبا الى المحاكمة مثله, خصوصا وان وهج الاتهامات باشتراكهما في الجريمة (اغتيال الحريري) اكثر حرارة وحدة من كل الاتهامات النظرية ولكن المشابهة التي وجهت الى ميلوسيفيتش وادت الى سوقه امام المحكمة«.ودعا ديبلوماسي فرنسي في باريس امس الرئيسين السوري واللبناني الى »تقديم استقالتيهما فورا بعد صدور تقرير ديتليف ميليس, لانهما, سواء شاركا مباشرة في الجريمة ام لم يشاركا, يتحملان المسؤولية المعنوية واوزار معاونيهما الذين هما اختاروهم وعملوا معهما فترات طويلة بثقة تامة وتعاون حميم«.وقال الديبلوماسي »ان المنطق والعدالة يقضيان بذلك (اي استقالة الرئيسين), واتصالاتنا مع ممثلي المجتمع الدولي في مجلس الامن والامم المتحدة خلال الساعات القليلة التي اعقبت صدور تقرير لجنة التحقيق الدولية, اكدت انهم لن يقبلوا بأقل من ذلك, والا فان مجلس الامن سيتخذ قرارات خطيرة جدا يتوخى ان تدفع نتائجها المكلفة على النظامين السوري واللبناني بهما الى التنحي جانبا«.وذكر الديبلوماسي الفرنسي ل¯ »السياسة« انه »بعد اعلان ميليس رفض الرئيس السوري الاجتماع معه, وعدم تعاونه الكامل مع لجنة التحقيق, ومطالبته بانتقال المستجوبين السوريين الى خارج سورية بعيدا عن اي حضور حكومي سوري لعملية التحقيق, يعني لنا كما فهمناه نحن وحلفاؤنا, انه اذا كرر بشار الاسد رفض استقبال ميليس, فإنه سيدخل فورا دائرة الاتهام المباشره بالاغتيال. اما اذا رفض الامرين معا, تكون التهمة لبسته, وهذا ما يحصل عادة في كل عمليات التحقيق القانونية في العالم«.واعرب الديبلوماسي عن اعتقاده ان »يقدم الرئيس اللبناني اميل لحود خلال فترة وجيزة على تقديم استقالته لانه لا يتمتع بنفس مواصفات حليفه السوري لا قوة ولا سلطة, وليس وراءه نظام يحتمي به بعد انهيار نظامه الامني وتلاشيه«.

قلق ومضطرب لا يلاطف أبناءه ومختلف


قلق ومضطرب لا يلاطف أبناءه ومختلف
مع أخيه ماهر ويخشى من انقلاب شمشوني
"الأسد المحاصر" يخسر 8 كيلو
من وزنه وعاجز عن تسليم أقربائه
دمشق ¯ »السياسة«:قالت المصادر المقربة وشديدة الخصوصية أمس ل¯ »السياسة« ان دمشق بعد إعلان التقرير النهائي لميليس هي غيرها قبل ظهور الإعلان والكشف عن أسماء المتورطين في تخطيط وتنفيذ جريمة اغتيال الحريري.ونقلت المصادر صورة بانورامية للاوضاع في العاصمة السورية وقالت ان الاوضاع هذه كلها اصبحت محكومة للضياع, وللاستنفارات العسكرية, ولضياع المنطق واساليب الدفاع عن النفس, مضيفة ان الكشف عن الحقيقة كشف ايضا عن الهزال المطلق في التفكير السوري الرسمي, الذي يشمل تفكير اركان النظام واركان الحكومة, وعجز هذا التفكير عن قراءة الظروف الاقليمية والدولية, وحتى عن الاستفادة من تجربة صدام حسين اليائسة في العراق, والتي انتهت به الى الهلاك والمهانة الشخصية.وقالت المصادر في هذا الصدد ان التوتر والقلق يسودان الحياة العامة في سورية, باعتبار ان لو احد اصبح قادرا على معرفة ماذا سيحصل, وهل ستتعرض البلاد الى ضربة عسكرية دولية, وهل سيبقى النظام ام سيسقط?.إضافة الى ذلك فان جميع الثكنات العسكرية في انحاء البلاد, دخلت مرحلة الاستنفار الشديد, وان قادة الفرق في الجيش قد اخذوا بروح عدم الثقة ووضعوا تحت الرقابة المشددة.اما عن احوال رئيس النظام السوري بشار الاسد الشخصية فقد أفادت المصادر ان الرجل القلق خسر ثمانية كيلو غرامات من وزنه, ولم يعد يتلاطف مع عائلته, زوجته وابنائه, وكذلك توقف عن الاجتماع بأخيه ماهر الاسد قائد الحرس الجمهوري, وان اجتمع به صدفة اشتعلت بينهما الخلافات, وتبادلا التهم عن من هو المسؤول عن ايصال الاحوال العامة الى هذا الحضيض.وتضيف المصادر ان الاسد الذي دخل مرحلة عميقة من العزلة, بدأ يتناول الحبوب المهدئة للسيطرة على اعصابه, ولمساعدته على النوم, وكل المحيطين به بدأوا يشعرون بأنه اصبح شخصية متوترة قلقة ومنزعجة.واكدت المصادر ان اكثر ما يقلق الأسد, بعد صدور التقرير النهائي لميليس, هو الخيارات المستحيلة التي اصبح يشعر انه عاجز عن اتخاذها, فالاتهام بالتورط قد طال اكثر الدوائر قربا منه, ومن بينها اخوه ماهر, وصهره اˆصف شوكت, فان سلم هؤلاء الأقرباء للعدالة الدولية فلن يضمن العواقب الوخيمة وتجنبها, وان لم يسلمهم فلن يأمن من جانب المجتمع الدولي وما سيجره عليه من عواقب اكثر شدة وخطورة, اقلها ما جرى لصدام حسين, واذا ما اراد الاخذ بالخيار القذافي فإنه لن يصح لأن ظروف قضية لوكربي تختلف عن ظروف قتل الحريري. يضاف الى هذه الورطة ان الاسد يعرف ان المتورطين في ارتكاب الجريمة يتمتعون بمواقع سلطة وقوة ونفوذ, لايعتبرون انفسهم اكباش فداء لبقاء النظام ورئيسه, وليس لديهم الاستعداد للتضحية بانفسهم لأجل احد, مهما كان, واذا ما حشروا فانه من السهل عليهم اتخاذ »الخيار الشمشوني« فيهدمون المعبد فوق رؤوسهم ورؤوس اعدائهم. وكذلك يعرف الاسد ان ليس لديه المقدار الكافي من السلطة والقوة الذي يمكنه من إلزام الاقرباء المتورطين على التسليم, خصوصا صهره اˆصف شوكت الذي لا يقدر عليه بعد ان امسك بعصب النظام المتمثل بالمخابرات وفرق الجيش النظامي.وتؤكد المصادر ان الاسد, لو يستطيع, فهو جاهز لبيع أخيه ماهر وصهره اصف شوكت في سبيل ان ينجو ويبقى في السلطة, على غرار ما فعله ابوه حافظ الأسد الذي ضحى بأخيه رفعت حين تطلع الى فوق وحاول الوصول الى كرسي الرئاسة. لكن الاسد الابن, تضيف المصادر, ليس كأبيه, اضافة الى انه لا يملك السلطة الكافية للقيام بهذه المهمة الصعبة, وهي ازاحة اقربائه من طريقه. ويخشى الاسد الاˆن من معركة اذا انتصر فيها فسيكون خاسرا, اذ لو فاز على اخيه وصهره وسلمهما فانهما حتما سيعترفان عليه, وسيقولان انه هو من امر بقتل الحريري, وان كل ما فعلاه هو تنفيذ الاوامر العليا.على هذا الصعيد المتصل افادت المصادر المقربة وشديدة الخصوصية, ان مجلس الطائفة العلوية ينهمك هذه الايام في دراسة الاوضاع العامة بعد ان استشعر ان لا شيء ربحه ابناء الطائفة من النظام الحاكم. وقد يجتمع المجلس اليوم لتقرير »الاجراءات الانقاذية« التي يجب ان تتخذ, وبالذات تحديد من يجب ان يذهب, ومن يجب ان يتسلم السلطة. واعتبرت المصادر ان هذا الاجتماع, لو عقد, فانه سيمثل خروجا بينا للطائفة العلوية من الولاء لنظام الاسد وتأييده, الامر الذي سيفقده اˆخر اسباب البقاء والاستمرارية, وينزع عنه صفة التمثيل لمصالح العلويين الذين لم يصيبوا شيئا منه, وتضررت منه هذه المصالح. ووصفت المصادر اجواء الطائفة بأنها مكهربة ومتوترة, خصوصا بعد ظهور تقرير ميليس النهائي, ووصول اخبار مؤكدة عن الأسد بأنه يعيش عزلة دولية وعربية خانقة, وان لا احد في العالم, بما فيه العالم العربي, يريد سماع اسمه, ويحظى بكره شديد شعبي ودولي, وبان الرئيسين بوش وشيراك مصران على تقديمه الى محكمة دولية, ولا يريدانه الاستمرار في السلطة لا هو ولا حليفه اللبناني اميل لحود.على صعيد اˆخر ذي صلة نقلت المصادر ان وزير الداخلية السوري المغدور غازي كنعان, والذي حكم لبنان فعليا ابان الاحتلال السوري مدة عشرين عاما, كان ابلغ زوجته قبل موته بان لديه وديعة في بنك لبنان والمهجر في بيروت تبلغ 18 مليون ومئتي الف دولار احتفظ بها لمواجهة تقلب الأيام. وبعد موته قامت ارملته بمراجعة البنك المذكور فانكر ان لديه وديعة بهذا المبلغ باسم غازي كنعان, وبأن المذكور قام بسحب جميع ودائعه من البنك, وحولها الى سورية بعد اغتيال الحريري, وتقول المصادر ان ارملة كنعان لم تقتنع بهذه الافادة وقررت اقامة دعوى قضائية على البنك على امل استرداد وديعة زوجها.

ضباط سوريون باعوا جثث المعتقلين اللبنانيين


ضباط سوريون باعوا جثث المعتقلين اللبنانيين
GMT 6:00:00 2005 الأحد 23 أكتوبر
. فادي عاكوم
إحياء تجارة انقرضت منذ قرون ضباط سوريون باعوا جثث المعتقلين اللبنانيين
إقرأ أيضا
معتقلون لبنانيون في سورية
معتقلون لبنانيون في سورية (2)فادي عاكوم من بيروت: من بعد كل الفضائح المالية التي انكشفت في الفترة الاخيرة بعيد انسحاب الجيش السوري من لبنان، وبعد تقديم الاثباتات حول تورط اكثر من مسؤول امني سوري بفضائح الفساد وغسل الاموال، وبعد ان كشف القاضي الالماني ديتليف ميليس تورط بعضهم بجريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، قضية من بين قضايا كثيرة لا تزال عالقة و هي مصير مئات اللبنانيين الذين خطفوا على مدى الـ 25 سنة الماضية على يد القوات السورية في لبنان، وفي ظل النفي السوري الدائم من جهة، وتأكيد أهالي المخطوفين من جهة ثانية، من خلال الوثائق والاثباتات والشهود العيان انزاحت الستارة عن فصل جديد لهذه المسرحية المحزنة المبكية التي ان دلت على شيء فهي تدل على ما دأب عليه الضباط السوريون من القيام بكل الافعال التي تدينها كل الاعراف و القيم الانسانية بهدف جمع اكبر كمية من الاموال في الفترة التي يقضونها في لبنان قبل انسحابهم منه.
فقد كشف دكتور محاضر سابق في جامعة دمشق ويعمل حاليا في منطقة "هاي ستريت كينزغتون" في بريطانيا بعد ان هاجر واستقر هناك لينضم الى المعارضة السورية في الخارج للاستخبارات البريطانية، أنه في عام 1989 وخلال الفصل الدراسي الثاني للسنة الأخيرة لطلبة كلية الطب البشري في جامعة دمشق، كانت تصل شحنات في منتصف الليل ـ بانتظام وكل اسبوعين ـ من بيروت تمر عبر الخط العسكري بين مركزي المصنع اللبناني وجديدة ـ يابوس السورية تحمل جثثا بمعدل ست الى ثماني جثث داخل شاحنات عسكرية لمواطنين لبنانيين تتراوح أعمارهم بين الـ 25 الى الـ 40 سنة مقطوعة الأصابع ـ لاخفاء البصمات والهويات ـ وعليها علامات تعذيب وحشية.
وحسب صحيفة الوطن الكويتية التي اوردت الخبر فالتعليمات التي أملاها عناصر الاستخبارات الذين قاموا بتسليم الجثث الى الدكتور المحاضر، ان هذه جثث لاناس انتحروا او قتلوا في حوادث سير وهي مخصصة للبيع للطلبة ـ غير السوريين ـ الذين يستطيعون دفع ثمنها لزوم الدراسة، ثم يختمون جملتهم لهذا الدكتور: "هيك عم بيبلغك معلمنا.. فاهم"، أما "المعلم" المقصود فلم يكن سوى رئيس جهاز الأمن والاستطلاع السوري في لبنان في ذلك الوقت غازي كنعان ، هذا مع العلم انه من المرجح ان تكون غالبية هذا الجثث إذا لم تكن كلها هي جثث للمعتقلين اللبنانيين في زنزانات سورية الذين وصل عددهم للآلاف بشهادة المئات الذين تم الإفراج عنهم ، هؤلاء رووا عن تعرضهم لشتى انواع التعذيب على يد المحققين السوريين خصوصا في معمل البصل في منطقة البقاع(حيث ذكر شهود عيان ان القوات السورية قامت بعمليات حفر وردم كثيرة في داخله بتغطية امنية واسعة من الأجهزة الأمنية اللبنانية آنذاك لطمس أعمالهم الإجرامية فيه) حيث كان يتم احتجازهم قبل نقلهم إلى غياهب السجون في سورية وهذا ما يفسر أن الشاحنات التي كانت تنقل الجثث لبيعها في جامعة دمشق كانت بالفعل تعبر الحدود عبر بوابة المصنع اللبنانية .
وتضيف الصحيفة ان بعض الطلبة العرب الذين "درسوا واشتروا" هذه الجثث هم من جنسيات مختلفة وأحدهم "خليجي" يعمل حاليا في مستشفى حكومي داخل بلده.
و يذكر هنا ان قضية المعتقلين اللبنانيين في سورية تفاقمت في الاونة الاخيرة و يقوم اهاليهم بتحركات واسعة على الصعيدين الداخلي و الخارجي و طرحت القضية في المحافل الدولية، و في حديث سابق لايلاف مع مقرر "حركة دعم المعتقلين اللبنانيين" السيد غازي عاد الذي اوضح انه وعلى الرغم من اعتراف المحافل الدولية بالموضوع الا ان السلطات الرسمية اللبنانية و السورية تصر على عدم وجود هذه القضية، و رغم نفي السلطات السورية هذا الامر الا انه يوجد دائما بعض الافراجات مثلا عام 1998 بعد نكران الامر تم الافراج عن 181 معتقلًا لبنانيًا و سنة 2000 – في كانون الأول/ديسمبر افرج عن 46 لبنانيًا، و هذه السنة في شباط/فبراير افرج عن 55 معتقلًا سياسيًا، بينهم اثنان لبنانيان، اذًا هذا اثبات اكيد وواضح على وجود لبنانيين في السجون السورية، و يبقى ان تتعاطى السلطات السورية بشفافية مع هذا الموضوع و اذا استمروا بالنكران فليسمحوا للصليب الاحمر بالدخول الى المعتقلات السورية، او اي هيئة دولية و اممية من قبل الامم المتحدة للتحقق من عدم وجود معتقلين . فانهم يرفضون لمجرد الرفض مع وجود دلائل وحقائق لدى الاهالي والمنظمات التي تهتم بهذا الملف، ومعروف ان هذه المنظمات لا يمكن اتهامها بتسييس الموضوع، لأنها غير معنية بالسياسة المحلية.

Wednesday, October 12, 2005


عارض قرار التمديد "الكارثي" واختلف مع ماهر الأسد
"الحاكم بأمره" الضابط السوري
الوحيد الذي "لايحبه لحود"
بيروت ¯ أ.ف.ب: حكم وزير الداخلية السوري اللواء غازي كنعان الذي اعلنت دمشق رسميا امس انتحاره لبنان فعليا لعقدين من الزمن حيث اطلق عليه اللبنانيون لقب الحاكم بأمره وصانع الشخصيات من العام 1982 وحتى العام 2002 ويأتي انتحار كنعان 63 عاما الغامض بعد اسابيع قليلة على استماع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الاسبق رفيق الحريري إليه بصفة شاهد والتي من المقرر ان تصدر تقريرها بعد اقل من اسبوعين.وكان كنعان قد اكد في 20 يوليو انه لا يملك اية معلومات عن اغتيال الحريري وقد جمدت الولايات المتحدة ارصدته في 30 يونيو مع خلفه السابق في لبنان رستم غزالة بتهمة مساندة الارهاب.ابعد كنعان ابو يعرب كما يناديه الكثير من اصدقائه من السياسيين اللبنانيين عن الملف اللبناني عام 2002 بعد ان قام بادارته نحو 20 عاما ومن المعروف انه كان من كبار البعثيين الذين عارضوا تمديد ولاية رئيس الجمهورية اللبناني اميل لحود الذي جرى بناء على اصرار دمشق.وادى التمديد للحود الى نشوب ازمة سياسية خطيرة بلغت ذروتها باغتيال الحريري في 14 فبراير وانسحاب القوات السورية من لبنان بعد شهرين على اغتياله تحت ضغط الشارع والضغوط الدولية.واعتبر ابعاد اللواء غازي كنعان عن الملف اللبناني عام 2002 كانتصار لرئيس الجمهورية اميل لحود الذي سانده في موقفه ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الاسد كما يؤكد المراقبون.ويشير محللون لبنانيون إلى »ان فقدان الود بين لحود وكنعان لا يشكل سرا لاحد وان لحود اصر شخصيا مع بشار الاسد على استبعاد رجل سورية القوي في لبنان« وبالمقابل كان كنعان معروف بقربه من الحريري.وكان وزير الداخلية السوري الذي انتحر باطلاق رصاصة في فمه, وفق مدير مكتبه, من رفاق درب الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد منذ مطلع السبعينات.ولعب كنعان خلال السنوات العشرين التي تواجد فيها في لبنان دور الحاكم الفعلي واحتفظ بدور محوري في الحياة السياسية اللبنانية.تم تعيينه مسؤولا عن الاستخبارات, أو كما كان يسمى المندوب السوري السامي في لبنان, في خضم الحرب اللبنانية واثر الاجتياح الاسرائيلي مما عزز هيمنة سورية على شؤون جارها الصغير.وبضغط منه رفض النواب اللبنانيون عام 1983 ابرام اتفاق 17 مايو بين لبنان واسرائيل والذي كان قد انجز تحت اشراف الولايات المتحدة.لعب دورا محوريا في لعبة التجاذبات بين الميليشيات المسيحية خلال الثمانينات في عز الحرب اللبنانية (1975-1990) من انجازاته تغيير قائد القوات اللبنانية السابق ايلي حبيقة مواقعه وانتقل من حليف اسرائيل إلى رجل دمشق ولاحقا ابعاد العماد ميشال عون عن السلطة عام 1990 ونفيه إلى فرنسا التي بقي فيها حتى عودته إلى بيروت بعد انسحاب القوات السورية.كان كنعان يلقب ب¯ »صانع الشخصيات« وشارك فعليا في تمديد ولاية رئيس الجمهورية السابق الياس الهراوي عام .1995ولد كنعان عام 1943 لعائلة علوية في بحمرا في منطقة جبلية تشرف على مدينة اللاذقية الساحلية, تخرج من الكلية الحربية عام 1965 وترقى بسرعة في الرتب العسكرية ليصبح عام 1982 مسؤول الاستخبارات السورية في لبنان.عام 2002 عاد إلى سورية ليتسلم لفترة وجيزة الأمن السياسي الداخلي ثم اصبح وزيرا للداخلية, يتكلم بصوت خفيف هادئ, كنعان متزوج وله ستة أولاد.

فيما تتجه الأصابع إلى آصف شوكت الذي يمسك


فيما تتجه الأصابع إلى آصف شوكت الذي يمسك
الآن بزمام كل الأمور في سورية بتفويض عائلي
كنعان حاول الوصول إلى السلطة
بانقلاب عسكري.. فقتلوه!
دمشق - بيروت - لندن - باريس - »السياسة«:هزأت المصادر المقربة وشديدة الخصوصية من خبر وكالة الأنباء السورية (سانا) الذي نعى وزير الداخلية غازي كنعان وقال انه مات منتحراً في مكتبه برصاصة أطلقها داخل فمه. وقالت هذه المصادر ان كنعان تمت تصفيته من قبل أدوات النظام الحاكم الذي انتهت إلى معلوماته قضية تعاونه مع رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس, وتناغمه معه, واستعداده إلى كشف كنز المعلومات الذي لديه والمتعلق بجريمة اغتيال الحريري, إلا أن المعلومات الأخطر التي وصلت الى النظام كانت تلك التي تفيد بترتيبات غامضة كان يتخذها كنعان, وتتعلق بالقيام بانقلاب عسكري يحمله الى السلطة. ومما زاد في شكوك النظام السوري وخوفه من كنعان معرفته بعلاقته الطيبة السابقة مع رئيس وزراء لبنان المغدور رفيق الحريري, واتصالاته بعبدالحليم خدام وحكمت الشهابي الموجودين في العاصمة الفرنسية باريس.وكشفت المصادر أيضاً أن كنعان, وأثناء مثوله أمام القاضي ميليس, استمع منه الى شريط مسجل عليه آخر لقاء ضم الأسد والحريري, وكان هو حاضراً لهذا الاجتماع الذي هدد فيه رئيس النظام السوري الحريري إذا لم يقبل بقراره التمديد للرئيس اللبناني إميل لحود في ولاية ثانية. وقد استمع كنعان الى الشريط, إلا انه نفى تهديد الأسد للحريري, وقال لميليس انه, أي الأسد, يحب الحريري, وكان يمازحه ولا يهدده. ورغم هذا التفسير الذي أعطاه لتغطية رئيسه, إلا أنه أبدى استعداده للتعاون مع لجنة ميليس, وانه جاهز للمثول أمام أي محكمة دولية ستنظر في القضية, وجاهز أيضاً للسفر الى الخارج إذا كان هذا السفر يساعد على الإدلاء بكل ما لديه من معلومات.كما كشفت المصادر عن ان الوضع الضاغط على أركان النظام السوري قد دفعهم الى عقد اجتماع قبل ثلاثة أيام ضم الرئيس الأسد وأخاه ماهر, وصهره آصف شوكت, ووالدته السيدة أنيسة. وقد تم الاتفاق في هذا الاجتماع على تسليم النجوم الأربعة ذوي الصلة باغتيال الحريري وهم غازي كنعان, ورستم غزالي, ومحمد خلوف, وجامع جامع.وقد علم كنعان بالنتائج التي توصل اليها المجتمعون, وهي أنه لابد من كبش فداء لحماية النظام, وان كبش الفداء تقرر أن يكون وزير الداخلية والضباط الأمنيين الثلاثة الذين لابد من تسليمهم. وهنا عرف كنعان أن نهايته اقتربت وانه لابد من حدوث أمر ما سيئ سيتعرض له قريباً, خصوصا بعد أن عرف أيضاً ان غزالي وخلوف وجامع قد وضعوا في الاقامة الجبرية وجرى التحفظ عليهم, وقطعت عنهم الخطوط الهاتفية, ومنعت عنهم الاستقبالات من كل نوع.وتضيف المصادر ان النظام السوري قرر في الاجتماع التخلص من كنعان لأنه يعرف ان القيادة متورطة في جريمة اغتيال الحريري, وجاهز لتزويد ميليس بالمعلومات ذات الصلة بحادث الاغتيال.وتعود المصادر بالذاكرة الى آخر اجتماع للحريري مع الأسد, والذي تلقى فيه التهديد إذا لم يوافق على التمديد للحود »لأن لحود هو أنا وأنا هو لحود« لتقول بأن غازي كنعان كان شاهداً على ما دار فيه, وسمع من الأسد يقول للحريري »إذا كنت فرحاناً بلبنان الذي عمرته فإني سأهدمه فوق رأسك في عشر دقائق, فيجب عليك أن تفهم وتسمع ما أقوله« وقد تداخل كنعان في هذا الحوار الحاد وقال للأسد: »الحريري رجل طيب, وتجاوب معك« فقال له الأسد: »مفهوم.. فهذا صاحبك وأنت مستفيد منه« وقد رمت المصادر شديدة الخصوصية من هذا التذكير الى القول ان غازي كنعان وضع في دائرة الاستهداف, بعد اغتيال الحريري, ولعلم الاسد بالعلاقات الجيدة التي تربطه به, وخوفه من ان تمتد هذه العلاقة الى ولده سعد الحريري الذي يستقبل خدام والشهابي في باريس كل يوم تقريبا.وتتوقع المصادر ان يكون صهر الأسد, آصف شوكت وراء تصفية كنعان, خصوصا وانه يمسك الآن بزمام كل الامور في سورية بتأييد من والدة الأسد السيدة أنيسة, التي تتهم ولدها هذه الايام بالضعف, وبأنه يقول ولا يفعل, بينما يدافع الاسد عن نفسه, ويقول ان عائلته هي التي ورطته وأوصلته الى هذه الحالة الخانقة التي هو فيها.وافادت المصادر ان حالة من الاستياء العام تسود الآن أوساط العشيرة التي ينتمي اليها غازي كنعان. ومعروف ان العلويين في سورية يتوزعون على اربع عشائر هي الكلبية, الخياطين, والحدادين, والنمليكيين وكنعان ينتمي الى عشيرة الكلبيين التي تشاركها الاستياء عشيرة الحدادين التي ينتمي اليها صلاح جديد, عدو الاسد الاب اللدود والذي قضى موتاً في أحد سجونه.وبعد مقتل كنعان, نقلت المصادر من دمشق ان رجال المخابرات ينطلقون الآن للقبض على رهيف الأتاسي شريك كنعان ومدير اعماله واملاكه, والذي يسكن في البناية نفسها التي يسكنها وزير الداخلية المغدور في منطقة غرب المالكي بجانب مسجد سعد بن معاذ. ورهيف الأتاسي هذا لديه وكالات عامة من كنعان, والقبض عليه هو بهدف التحقيق معه للكشف عن كل املاك وودائع كنعان. كما نجا من قبضة رجال المخابرات ابن أحد اصحاب المصارف اللبنانية, المتحدر من اصل سوري, ومن مدينة اللاذقية بالذات, مسقط رأس كنعان, لانه معروف بانه هو من هرب اموال المغدور, ويعرف كل أرقام حساباته.وعلى صعيد اخر ذي صلة قالت المصادر ان رئيس النظام السوري يشكو كثيرا, من مواقف احدى الدول العربية, التي يعتبر انها تخلت عنه, خصوصا بعد ان بلغه منها بأنها نصحته كثيراً, ولم يستجب لنصائحها, وان هذه الدولة العربية لديها احساس بانه لا يحكم, وان هناك اشباحاً غيره هي التي تدير البلد.وعندما زار الرئيس المصري حسني مبارك السعودية اخيرا كان الوضع السوري مطروحا في محادثاته مع خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز, وقد تلقى الرئيس المصري وجهة نظر العاهل السعودي التي تقول بانه لم يعد هناك مجال للديبلوماسية الكاذبة, فالشعوب العربية اصبحت واعية وتريد من حكامها صدق الطرح وصدق القرار.وفي الآونة الاخيرة حاول الاسد الاتصال بالرئيس الفرنسي جاك شيراك ولم يلق تجاوباً, كما حاول الاتصال بدولة عربية فلقي المعاملة نفسها, وقد نصح المحيطون بالاسد, بان يذهب هذه الايام الى العمرة ويفعل كما فعل العاهل الاردني الراحل الملك حسين, فجاءه الجواب بان لجوءه لهذه الطريقة لن يفيده, اذ سيعامل كرجل عادي لا مجال للاحاديث السياسية معه.

Wednesday, October 05, 2005

من خفايا الأمن العام اللبناني: وثائق


من خفايا الأمن العام اللبناني: وثائق
GMT 14:15:00 2005 الأربعاء 5 أكتوبر
المستقبل اللبنانية
مختارات من الوثائق الخاصة لمدير الأمن العام السابق الأمير فريد شهاب
عرض ضابط المغاوير السورية عام 1958 على صائب سلام استعدادهلاحتلال بيروت بأسرها وتخريبها وتدميرها في بضع ساعات
صدر حديثاً " مختارات من الوثائق الخاصة" لمدير الأمن العام السابق الأمير فريد شهاب، متضمناً ملاحظات المدير وجزءاً من أرشيفه ومراسلاته، ليكشف حقائق حساسة تتصل بالواقع السياسي اللبناني والعربي، وأحداث 1958، ودور بعض الأنظمة العربية لا سيما سوريا.وقد وضع مقدمة الكتاب حارس شهاب نجل مدير الأمن العام، هنا جزء من المقدمة، وأجزاء من الوثائق التي لا تعبر فقط عن أهميتها التاريخية في الخمسينات والستينات فقط، وإنما لأنها تعكس أيضاً الواقع اللبناني الراهن، لا سيما علاقة لبنان بسوريا.(..) كان الأمير فريد حارس شهاب رجلاً ترك وراءه إرثاً مهماً عن جمهورية كانت يوماً ما من أعرق الجمهوريات في منطقة الشرق الأوسط. وكان له الفضل الكبير في إعادة تنظيم جهاز الأمن العام بعد استقلال لبنان من خلال الارتقاء به الى مستوى عالمي. وكان رجلاً مهاباً أحياناً ومحترماً دوماً يُشهد له بالدفء والإنسانية ودماثة الأخلاق، الأمر الذي كان يأسر عقول كل من سنحت له فرصة لقائه. ومن المذهل أنه استمر في التحلّي بكل هذه الخصال أثناء أداء مهامه سواء في الشرطة القضائية أو في الأمن العام لاحقاً، وذلك على الرغم من تعاطيه مع أظلم دركات الإنسانية ولا سيما في منطقة كان للسياسة والدين فيها رصيد من الدم والكراهية ألقى بظلاله على النفوس وشحنها بجرعة قوية من التشاؤم... بيدَ أنه تمكن خلال ولايته من البقاء بعيداً عن كل هذه الأمور، والمحافظة في الوقت نفسه على تواضعه ودفئه وكبريائه في آن واحد بطريقة لا تليق سوى باللقب الذي كان يحمله. وفي تلك الأثناء واصل الأمير وفريقه كتابة أعظم صفحات تاريخ أجهزة الأمن في لبنان وهم يحلمون بدور كبير لهذا البلد الصغير يتخطى حدود المنطقة ليصل الى العالم بأسره.(..) كان الأمير صاحب مبادئ ثابتة لا يحيدُ عنها، وينظر الى نفسه كواحد من "كبار خدّام الدولة" الذين يغلّبون ولاءهم للدولة ولحكم القانون على ما سواه من أمور حتى لو اقتضى ذلك التضحية بمصالحهم الخاصة... وهذا ما فعله والدي في أكثر من مناسبة.وبعد أن استقال من مديرية الأمن العام في أيلول (سبتمبر) من العام 1958، أصبح واحداً من أبرز السفراء اللبنانيين في العالم بعد أن ساهم في فتح سفارات في افريقيا الاستوائية، وعايش بداية الاضطرابات في تونس، ليستقرّ أخيراً بالقرب من بلاده في قبرص أثناء سنوات الأزمة. ثم تقاعد وعاد أدراجه الى لبنان في العام 1996 ليصبح مرشحاً جدياً الى منصب رئاسة الجمهورية في العامين 1970 و1976. وخلال تلك الفترة، كانت الحكومات والشركات تطلب مشورته لاعتقادها، وهي محقة في ذلك، بأن شبكة اتصالاته القديمة كانت تبقيه على بيّنة من أهم الأحداث والمجريات وتتيح له معايشة الأحداث سواء من الجانب الرسمي أو غير الرسمي.وابتداء من العام 1982، قرّر والدي أن الوقت قد حان لتدوين شهادته عما عايش أو صنع من أحداث تاريخية بحيث يتسنّى لأجيال المستقبل معرفة ما حصل في حقيقة الأمر. وأخال الأحداث التي عصفت بلبنان، وما سُمّي عن خطأ بـ"الحرب الأهلية" التي اندلعت في العام 1975، كانت دافعاً أساسياً لتصميمه على تحقيق هذا الأمر. وأنا على قناعة راسخة بأن حدثاً رئيسياً معيّناً عزّز لديه هذا التصميم في خضمّ انتحار ـ اغتيال لبنان. فقد كان يرفض رفضاً قاطعاً مغادرة منزله الكائن في المنطقة التي عُرفت حينها بـ"بيروت الغربية" بعد اندلاع الحرب، الى أن تعرّض لمحاولة اغتيال فاشلة فتولّدت لديه قناعة بأن البقاء فيها لم يعد ذا جدوى، فتمّ ترتيب خروجه عبر خطوط التماس التي كانت تقع، ويا لسخرية القدر، بمحاذاة مقرّ الأمن العام باعتبار أنه كان المعبر الوحيد من بيروت الغربية الى الشرقية. وكان مقاتلو حركة "فتح" الفلسطينية التابعة لياسر عرفات قد أحرزوا تقدّماً على الأرض واحتلوا في تموز (يوليو) من العام 1976 مقرّ الأمن العام وقاموا برمي الملفات والوثائق في الشوارع. وبعد ظهر ذلك اليوم بالذات، سارت السيارات التي أقلّت والدي فوق أكوام تجاوزت 30 سنتمتراً من الملفات المبعثرة في مختلف أنحاء الكورنيش، فرأى بأمّ عينه جهدَ حياته والمؤسسة التي بناها والبلاد التي ضحّى من أجلها كثيراً تتناثر أشلاء تحت الدواليب... والتقينا بُعَيْدَ ذلك بأسابيع قليلة. كان قد مرّ قرابة سنة على آخر لقاء معه، فشعرت وكأن العمر تقدّم به فجأة عشر سنوات أو أكثر. إلاّ أن شخصيته، كالعادة، ظلّت متحدية. وتحدثنا عن ضرورة تدوين التاريخ، ولاحظت أن شيئاً ما قد تغيّر فقد أصبح الآن أكثر تصميماً على ذلك.
من ملاحظات الأمير فريد
يشير الأمير فريد شهاب، في أكثر من موضع في أوراقه الخاصة، الى سجلات التنصت على الهاتف التي نظمتها المديرية العامة للأمن العام في لبنان خلال السنوات التي تولى فيها الأمير فريد رئاسة المديرية بين 1948 و1958، وكان المتعارف عليه أن سجلات التنصت الخطية ترفع الى الأمير فريد الذي يراجعها ويضع ملاحظاته ومطالعاته عليها قبل أن يعاد طبعها ورفعها الى الجهات العليا التي يعتقد بأنها تشمل رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء ووزارة الداخلية وبعض الجهات الأمنية الأخرى.متى بدأ التنصت على الهاتف في لبنان؟الوثائق الموجودة في أوراق الأمير فريد لا تعطينا أي جواب واضح. لكن أول إشارة الى ذلك تعود الى 25 تموز 1946، علماً أن معلومات أخرى تتحدث عن بدء التنصت على الهاتف في ظل الانتداب الفرنسي قبل أن تنتقل المهمة لاحقاً الى السلطات الاستقلالية اللبنانية، وآخر إشارة ترد في الأوراق الخاصة للأمير فريد كانت في الأول من أيلول 1958 أي انتهاء الأحداث الدموية في تلك السنة وانتقال الأمير فريد من الأمن العام الى السلك الديبلوماسي الخارجي.يبدو أن عملية التنصت في لبنان كانت مناطة رسمياً بالمديرية العامة للأمن العام. ولا نستطيع أن نجزم بطبيعة المقاييس التي اعتمدت لوضع هواتف أشخاص معينين تحت المراقبة، وإن كنا نرى بأن المقياس الأول هو الموالاة أو المعارضة لسياسات العهد في فترة محددة. فعلى سبيل المثال، توضح ملاحظات الأمير فريد في سنتي 1950 و1951 أن التنصت ركز على الشخصيات التي كانت تعارض رئيس الجمهورية بشارة الخوري. في حين يظهر أن التنصت في الأعوام 1956 و1957 و1958 كان يتابع القوى والشخصيات التي رفضت التجديد للرئيس كميل شمعون. وتكشف المعلومات التي تركها الأمير فريد في أوراقه الخاصة أن التنصت في العام 1958 شمل القيادات العسكرية والسياسية التي تورطت في الاضطرابات الأمنية، بما في ذلك بعض الجهات الديبلوماسية الداعمة للمعارضة.كان الأمير فريد يسجل في أوراقه الخاصة انطباعاته وآراءه عن الأحداث اللبنانية، ومن الطبيعي أن يستخدم ما هو متوافر لديه من معلومات رسمية وغير رسمية بهدف الاضاءة على المرويات التي أرادها معبرة عما يشهده لبنان، خصوصاً في الأزمات العصيبة التي مر بها في الخمسينات من القرن الماضي. ولذلك نستطيع نحن الآن، اعتماداً على ما خلفه لنا من أوراق وملاحظات وإيضاحات، أن نكون صورة عن تلك الفترة تكون أكثر شمولية مما هو متداول من المرويات السياسية والتاريخية.
التنصت على الهاتف
من الأمور المهمة التي واجهها الأمير فريد شهاب فور تسلمه رئاسة الأمن العام بعض التهديدات التي أطلقها حسني الزعيم ضد شخصيات سياسية وإعلامية لبنانية وسورية كانت تتخذ من بيروت مقراً لها، واتهمها بأنها تؤيد مشروع سوريا الكبرى الذي دعا إليه العاهل الأردني الملك عبدالله في أربعينات القرن الماضي. وفي الملاحظات التي دوّنها الأمير فريد مقاطع من تنصت على حديث هاتفي بين الصحافيين سعيد فريحة وحنا غصن بتاريخ 10 أيار 1949 تناول تهديداً وصل الى الصحافي كامل مروة، حيث قال سعيد لحنا: "بتعرف شو صار اليوم؟ باعتين يهددوا كامل مروة". وعندما سأله حنا عن مصدر التهديد، أجاب: "حسني الزعيم، باعت يهدده مع مراسله. بتعرف شو عم يقول له: قال له منسحبك من نص دين فرشتك.. أما السبب فهو "لأنه عم يؤيد الهلال الخصيب". ولكن سعيد أضاف: "أنا اتصلت بالأمير فريد قبل ما راح على الشام، قال لي انه لح يحلها".في مطلع العام 1950 بدأ التحرك ضد رئيس الجمهورية الشيخ بشارة الخوري، وراحت القوى اللبنانية المعارضة تنظم صفوفها لإرغامه على الاستقالة أو لمنعه من التجديد. وتسجل أوراق الأمير فريد، اعتماداً على ملاحظات دوّنها نقلاً عن سجلات التنصت على الهاتف، تطور هذه الحركة السياسية.بتاريخ 10 آذار 1950 كتب : "الاجتماع السري المعقود في منزل كمال جنبلاط كان موجود: كميل شمعون، كمال جنبلاط، جورج عقل، بيار اده، صلاح لبكي، نسيب مجدلاني، نعمة ثابت، مأمون أياس، نصري معلوف. ومن الصحافة المعارضة كان موجود: فاضل عقل، غسان تويني، كسروان لبكي".لقد استطاعت المعارضة النجاح ضد بشارة الخوري وأوصلت كميل شمعون الى سدة الرئاسة الأولى. لكن لم تمض سنتان على ذلك حتى تدهورت العلاقات بين شمعون وحلفائه في المعارضة. وأوراق الأمير فريد الخاصة ترصد منذ مطلع العام 1955 كيف سارت الأمور باتجاه التصعيد، الى أن وصلت الى صيف الدم سنة 1958.في معرض الحديث بين عبدالله مشنوق وعدنان الحكيم في 27 كانون الثاني 1955، قال الأول: "إن كميل شمعون يعتقد بأن الأمور تسير على ما يرام طالما هو متفاهم مع عبد السلام جنون والدكتور محمد خالد. كلا، إنه على خطأ، فباستطاعتنا نحن أن نقفل المدينة ساعة نشاء، وعندئذ فليأت عبد السلام جنون وليفتح المدينة بخيزرانته".وترافق هذا الوضع الجديد مع طرح سلسلة من المشاريع الدولية في المنطقة منها حلف بغداد، الأمر الذي أحدث انقساماً على المستوى السياسي الداخلي، زادته حدة التدخلات المصرية والسورية الناجمة عن السياسة الاشتراكية التي انتهجتها القاهرة بقيادة جمال عبد الناصر، ويسجل الأمير فيرد في أوراقه الخاصة بتاريخ 7 آذار 1955: "إتصل الحاج حسين العويني بالأستاذ عبدالله اليافي وأخبره عن وصول الصاغ سالم إلى بيروت بعد ظهر أمس واجتماعه بالسيد سامي الصلح في منزل السفير المصري، وعن الاجتماع الذي عقد مساء في القصر الجمهوري والذي حضره وزير الخارجية الأستاذ ألفرد نقاش وأخبره بأنه تقرر أن يقف لبنان على الحياد. وقد أظهر السيد العويني للأستاذ اليافي استياءه من هذا الموقف وقال له بأنه يعتقد بأن السيدين أيدن وشارل مالك كان لهما التأثير الكافي لكي يقف لبنان هذا الموقف (...).وبعد ذلك اتصل السيد العويني بالسيد صائب سلام وأخبره بنفس الشيء بطريقة مثيرة، فأظهر هذا الأخير استياءه الشديد من هذا الموقف وقال بأن على لبنان ألا يقف موقفاً محايداً. كما استاء ايضاً من المسؤولين لاتخاذهم هذا القرار دون استشارتهما والوقوف على رأيهما من هذا الموضوع. وأخيراً اقترح على السيد العويني أن يجتمع به بأقرب فرصة لدرس الموضوع واتخاذ التدابير اللازمة بهذا الشأن".أما في 9 آذار 1955، فنقرأ في ملاحظات الأمير فريد ما يلي: "طلب جنبلاط من (نسيب المتني أن يكتب قطعة في جريدة التلغراف يقول فيها إن جميع اللبنانيين المخلصين يطلبون من الشيخ بشارة (الخوري) أن ينزل لميدان السياسة (...) لأن نزوله لهذا الميدان يكون معاضدة للاشتراكيين بموقفهم ضد الأحلاف". وتحمل أوراق الأمير فريد متابعة لهذا الجانب بتاريخ 10 آذار: "اتصل الاستاذ نسيب المتني صباح اليوم الخميس 10 الجاري بالاستاذ ريمون اده ليقنعه بضرورة الاشتراك بمقررات اجتماع اليوم، لكنه فوجىء بقول اده انه لن يحضر الاجتماع مطلقاً لأنه علم أن كمال جنبلاط قد أعد مسبقاً مقررات المؤتمر المذكور".وبعد الاجتماع وإعلان المقررات، اتصل العويني بسفير مصر في بيروت عبد الحميد غالب وسأله اذا كان راضياً عن الاجتماع في مكتب الحزب التقدمي الاشتراكي ومقرراته، فأجابه السفير بأنه راض كل الرضى، وطلب أن يرسل اليه نسخة رسمية عن كل المقررات.وفي 30 آذار اتصل جنبلاط بالمتني وقال له: "إنه علم من مصدر موثوق جداً بأن فخامة الرئيس شمعون الموجود خارج البلاد حالياً ارسل برقية الى وزارة الخارجية يطلب فيها أن ترسل اليه نص مادتي الدستور اللبناني 52 و54 اللتين تخولانه عقد احلاف. وقد أبدى تخوفه الشديد من أن يوقع فخامة الرئيس ودولة سامي الصلح احلافاً في تركيا. وطلب من الأستاذ المتني شن هجوم عنيف في جريدته لهذا الموضوع وتحريك الرأي العام في المدن اللبنانية لاعلان الإضراب العام في هذا السبيل".نكتشف في أوراق الأمير فريد الخاصة حالات عدة تحولت فيها خلافات ادارية بسيطة إلى ازمات طائفية مستعصية، وبات بعض رجال السياسة يقدمون تفسيرات مذهبية لمعظم الخطوات التي تتخذها الحكومة، ونقف كذلك على نماذ ج من الاستغلال السياسي الذي لا يأخذ في الاعتبار حساسيات التركيبة اللبنانية خصوصاً في ظروف اقليمية ودولية بالغة التوتر.
القطيعة بين سوريا ولبنان
سمعت وأنا في ضيافة السيد أكرم الحوراني في زيارتي الأخيرة عن قضية مقاطعة سوريا ولبنان، إذ قال السيد أكرم بك الحوراني "أن القطيعة بين سوريا ولبنان سوف لا تنتهي وأن الشعب السوري يأمل خيراً ونجاحاً من هذه القطيعة والكلمة متفقة حول هذه القضية خصوصاً وان الحكومة الحاضرة ضعيفة وغير قادرة على حل هذه المشكلة".وقد صرح السيد أديب الشيشكلي قائلاً: "ان القطيعة سوف تدوم إلى أن تأتي حكومة أقوى من هذه لأن حكومة حزب الشعب من عادتها المراوغة، والمحاولة والمطاولة ولذلك فإن القطيعة ويا للأسف سوف لا تنتهي قريباً كما قال أخي أكرم بك".كما إني علمت من رئيس ارباب العمل السيد شريف شراباتي والعالم بخفايا هذه القطيعة "ان حكومة ناظم القدسي ونفوذ رشدي كيخيا ونواب الجمعية التأسيسية المختلفين المتنابذين لا يمكن أن ينتهي في أيامهم شيء في البلاد يعود لخيرها".إن حكومة ناظم القدسي محكوم عليها بالفشل دائماً وأن اختلافات حسن جبارة وزير المالية وشاكر العاصي وزير الاقتصاد الوطني لا يدل على خير يناله الشعب السوري. ان القطيعة سوف تدوم بين لبنان وسوريا لأن المنافع الاحتكارية والشخصية ونفوذ أكابر التجار لاتزال هي المؤثرة في البلاد وخصوصاً وأن مداخلة الجيش في كل شيء وخوف وجبانة حكومة ناظم القدسي لا تبشر بمستقبل باهر وأن الأمة في استياء عظيم.البلاد قادمة على انقلابات كبيرة والأمة اصبحت تفضل الحكم اليهودي على الحكم الوطني، وقد أكد لي هذا بالذات أن محافل التجار والأمة مستاءة جداً من هذه القطيعة التي أوقعت البلاد في أضرار لا يمكن تلافيها.
12/42بيروت: في 20/10/1950الموضوع: تشكيلات الشعبة السياسية السورية وشبكتها في بيروتما كادت المؤامرة على سلامة الدولة السورية تظهر للعيان في سوريا، ويصرع العقيد محمد ناصر، حتى أخذت سلطات الجيش السوري تمتد إلى كل صغيرة وكبيرة من شؤون الدولة، وقد بسط العقيد الشيشكلي يده، من حيث الواقع، على جميع هذه الشؤون، إلى ان وقع حادث محاولة اغتياله، فضاعف من سلطات المكتب الثاني وشرطة الجيش، وامتلك زمام الدولة ورجال الشرطة والأمن العام، وأصبح المقدم بكري قوطرسن رئيس المكتب الثاني هو الآمر الناهي على هذه المؤسسات الخاصة بالأمن الداخلي ويساعده رئيس شرطة الجيش الرئيس حسن العابد.ولقد اصبح لدى الشعبة السياسية التابعة لمديرية الامن العام 87 موظفاً من الرجال "بالأرقام" السرية و40 موظفة "بالأرقام" من النساء ووضع المقدم محمود شوكت مدير شرطة الأمن العام نظاماً خاصاً لسير أعمالهم ونسقها بشكل جديد، ولا يعرف أحدهم الآخر، ويقدمون تقاريرهم إليه مباشرة بحيث يضعونها في صناديق خاصة، وفي اوقات متفاوتة، وجعل لهم عدة صناديق في البريد، فيضعون تقاريرهم في غلاف يسجل عليه رقم صندوق البريد، وقد انطلق هؤلاء الموظفين يحصون علي الناس أنفاسهم في دمشق، هذا بالإضافة إلى عدد كبير جداً من أمثال هؤلاء الموظفين والموظفات في المكتب الثاني وشرطة الجيش.وقد كان عدد هؤلاء ذوات الأرقام السرية في عهد القوتلي 16 شخصا فقط، ثم تدنى الى ان وصل لستة فقط، ثم ارتفع هذا العدد في عهد حسني الزعيم الى 50 فقط، وانخفض في عهد الحناوي الى 25 فقط.وقد خصصت الشعبة السياسية الى لبنان شبكة جديدة من 12 موظفا سرياً بالأرقام ثمانية منهم من أبناء لبنان انفسهم، وأربعة من اللاجئين الفلسطينيين، وست نساء أربع لبنانيات واثنتان من اللاجئات، ولا يعرف هؤلاء جميعهم بعضهم بعضاً، ويؤمنون ارسال تقاريرهم الى مديرية الامن العام بدمشق بواسطة موظف مسؤول يقيم في نقطة جديدة يابوس على حدود سوريا ـ لبنان، ويشرف على ادارة هذه الشبكة عبد الوهاب البقجاتي احد موظفي دائرة الامن، وكثيرا ما يحضر اليهم في بيروت ويتناول منهم التقارير مباشرة ويعود الى دمشق. وقد كان سرح من الأمن ولكنهم اعادوه مجدداً وسلموه هذا الموضوع.ويعتمد رئيس المكتب الثاني المقدم قوطرسن، ورئيس شرطة الجيش حسن عابد والمقدم محمود شوكت مدير الشرطة والامن العام الآن على الموظف السري ذات الرقم "1" في الشعبة السياسية المدعو عبد الله عكة، ومنذ حادث محاولة اغتيال العقيد الشيشكلي اخذ يتردد على بيروت كثيرا، وقد وصلها صباح امس وشاهدته بنفسي، ولم يكتم عني مهمته، بعد جهد وعناء، اذ ادعى اولا انه استقال من الامن العام وأنه عين في السلك الخارجي وسيرسل الى البرازيل، ولكنه عاد، بعد احراجه، وقال لي: انه اتى ليلاحق السوريين الذين وصلوا الى بيروت ومعرفة اتصالاتهم ومراقبة نشاط جمال طوقان وزير الاردن المفوض، واستقصاء ما امكن من المعلومات عن اللواء الحناوي وصحبه، كما قال لي: انه سيعود مع المساء الى دمشق أو يصل الى الحدود ويعود ثانية إلى بيروت هذا اليوم، أو يوم الاثنين 23 الجاري وأن العقيد الشيشكلي بذاته ينتظر منه تقريراً مفصلا عن جميع ما ذكرته.وأما مهمة الشبكة الدائمة في بيروت فهي: ارتياد المقاهي والبارات وأماكن اللهو الليلية والفنادق ومراقبة دور المفوضيات الاميركية والفرنسية وخاصة البريطانية ومعرفة السوريين الذين يزورونها والوقوف على مهامهم وأسباب زياراتهم، ويحمل افراد هذه الشبكة رجالا ونساء "تصاريح" دائمة لدخول سوريا والخروج منها في أي وقت كان، وربما كانت بأسماء مستعارة، ويستوفي افراد هذه الشبكة الرواتب المغرية باستثناء نفقات السفر أو التي يدفعونها في البارات والملاهي.12/43من مراسلكم في حلب 22/10/1950

إعتصام في دمشق ومظاهرة وإصابات


إعتصام في دمشق ومظاهرة وإصابات
GMT 15:00:00 2005 الأربعاء 5 أكتوبر
. بهية مارديني
بهية مارديني من دمشق: فرقت قوات الأمن السورية بالقوة ظهر اليوم تجمعًا من الأكراد الذين اعتصموا في ساحة الشهبندر بدمشق ، مما أدى إلى حصول إصابات لم يتحدد عددها من دون تسجيل اعتقالات . وأخفق وفد كردي من المعتصمين في لقاء أي مسؤول سوري لتسليمه مطالب واحتجاجات في ذكرى احصاء عام 1962 الذي جرد الالاف من الجنسية السورية.
وجاء الاعتصام السلمي ، الذي لم تتمكن "إيلاف" من احصاء المشاركين فيه لتفريقهم في العديد من الشوارع المتفرعة من ساحة الشهبندر، استجابة لنداء لجنة التنسيق الوطنية للدفاع عن الحريات الأساسية وحقوق الإنسان ، واعلنت لجنة التنسيق ان "المظاهرة تحققت رغم تدخل عناصر الأمن واستخدامهم الهراوات والعنف في مواجهة المواطنين الذين كانوا يمارسون حقهم في حرية التعبير والاجتماع، مما أدى إلى إصابات جسدية لبعض المواطنين المشاركين". أضافت أن الاعتصام والتظاهر "اتسما باسلوب سلمي وحضاري خلافا لممارسات السلطات".
وأعلن المكتب السياسي لحزب ازادي الكردي في سورية عن اصابة مصطفى جمعة عضو مكتب الامانة العامة للحزب حيث كسرت احد اصابع يده وجرحت ساقه . وقال متحدث باسم المكتب لـ"ايلاف" انه اثناء تفتيش الأمن لحقيبة احدى السيدات الكرديات تم دفع الاكراد ومن بينهم جمعة ، مؤكدا ان الامن شتمهم وحاول التهديد بالاعتقال ، معتبرا ان "هذا اسلوبه غير الحضاري وهذه ثقافته القمعية".
واستنكر فؤاد عليكو عضو المكتب السياسي لحزب يكيتي الكردي في تصريح مماثل "الممارسات القمعية في منع المواطنين من التعبير عن ارائهم وتطلعاتهم باسلوب ديمقراطي" ، ورأى "ان هذه الممارسات تدل على افلاس النظام وتعبر عن عقلية استقصائية ولاتمثل المرحلة".
وعن المشاركة المحدودة من الجانب العربي قال عليكو انه لايستطيع تحديد اسبابها، علماً أنه تم الاتفاق على المشاركة الفعالة للعرب والاكراد، ونفى نية الاكراد اليوم تسليم رسالة بمطالبهم إلى الرئيس السوري بشار الاسد ، لكنه اشار الى انه كان لدى الاحزاب الكردية الاستعداد لتشكيل وفد للقاء الرئيس الاسد او رئيس الحكومة لايضاح وجهة نظرها الا ان التعامل الامني الذي مازال ساريا منعهم من ذلك، وطلب منهم مقابلة لواء في الشرطة فرفض الاكراد هذا اللقاء . ونوه بأن الاكراد حملوا لافتات وشعارات باللغتين العربية والكردية ترفض اثار الاحصاء وتشدد على العمل من اجل سورية الا ان الظروف الامنية المرافقة للاعتصام لم تسمح لهم بترديد الشعارات وحمل اللافتات طويلا.
ولفت عليكو ان يكيتي يدعو إلى التنمية في منطقة الجزيرة على ان تكون بمشاركة شعبية "فنحن لسنا مع التعامل مع الجهاز البعثي في المنطقة الذي اثبت فساده".
وحول الظروف المحيطة بالبلاد واعتبار الاعتصام في غير وقته نظرا إلى الضغوط التي ُتمارس ضد سورية، قال عليكو ان "هذا الكلام لايغني من جوع، وهذه الظروف الدقيقة تمر بالنظام منذ الستينات". وطالب السلطات بالعودة الى الداخل ورص الصفوف ، ورأى ان هناك "عقلية شوفينية داخل النظام السوري تمثل عقلية البعث الاقصائية وتمنع من العمل ايجابا تجاه قضايا الاكراد".
اما مشعل التمو الناطق الرسمي باسم "تيار المستقبل الكردي" فقال لـ"ايلاف" : "رغم ان لدينا ملاحظات متعددة على الاعتصام شاركنا في ضوء قرارنا بالمشاركة في اي اعتصام مدني سلمي ذي طابع وطني ينعش الحراك السياسي في المجتمع السوري ، لكن المشاركة هذه لاتنفي موقف تيار المستقبل" الذي لخصه التمو بانه " كان المفترض ان يكون حراك المعارضة الوطنية في المرحلة الراهنة يصب في اتجاه تكثيف الفعل السياسي في المستوى الوطني والديمقراطي ويخرج عن اطار المطالبات التي لاتجد اذانا صاغية" ، معتبرا ان هناك "لحظة سياسية لها معطياتها جعلت النظام مرتبكا كنتيجة طبيعية لمجمل سياساته الخارجية الغير متوازنة وسياساته الداخلية المبنية على نظام الطوارىء وقمع الحريات، لذا كان الافضل ان يكون الحراك في اتجاه جدي خارج اطار الروتين الذي اعتاده الحراك الوطني والديمقراطي السوري".
واضاف ان اصدار بيان باسم لجنة التنسيق للدعوة للاعتصام بمناسبة الاحصاء اللاانساني دون مشاركة جدية من الاطر والاطراف العرب يعيد الامر الى مجرد رسالة سياسية وجهها بعض ذوي الشأن في لجنة التنسيق. والرسالة هذه في اتجاهين: الاول للفاعل السياسي الدولي مفادها انه حتى الكتلة الكردية يمكن التحكم بها، والثاني للسلطة ومفادها اننا لا زلنا نراهن على حزب البعث والنظام الامني ونرى فيه خير من يستجيب لمطالب انسانية غيبها لاربعة عهود خلت. ومن جهة اخرى أسف التمو لحال "القوى الكردية التي لا تزال تراهن على سراب هنا وحوار هناك، رغم تجاربها الكثيرة والتي اثبت فيها النظام عدم جديته في حل اي قضية مطلبية او سياسية".
وقال ان "تيار المستقبل يعتقد بان الحراك السوري مطالب بتحديد موقعه من مجمل التداعيات المحتملة في الراهن السياسي القادم ومدى امتلاكه القدرة على تنظيم صفوفه وفق برنامج سياسي ووطني وديمقراطي يؤسس لنقل سورية من دولة امنية الى دولة ديمقراطية ، دولة حق وقانون يعترف دستورها بالقومية الكردية كثاني قومية في وطن تسود فيه المواطنة والمساواة والعدالة".
الى ذلك اعلنت جمعية حقوق الانسان في سورية ان الدكتور محمود حسين صارم (من قرية الجبلية التابعة لقضاء جبلة ), والذي يناهز السبعين عاما قد اعتقل في دمشق منذ اكثر من اسبوعين في احدى الجهات الامنية بدون اسباب معروفة وفي شكل مخالف للقانون.
ولاحظت الجمعية في بيان تلقت ايلاف نسخة منه ، تزايد حالات الاعتقال غير المشروع وطالبت السلطات المعنية بالافراج الفوري عن المعتقلين السياسيين والتوقف عن الاعتقالات التي لاتؤدي الا الى تصعيد التوترات الداخلية . وكانت منظمات سورية حقوقية كشفت أخيرا عن اعتقالات طالت العشرات من الاسلاميين في محافظات دمشق وريفها وحلب والرقة .

سورية تقدم لأميركا عرضاً سخياً ومفصلاً


سورية تقدم لأميركا عرضاً سخياً ومفصلاً
GMT 16:00:00 2005 الأربعاء 5 أكتوبر
إيلاف
يشمل التعاون في العراق ولبنان ويضمن إنقاذ ماء الوجه سورية تقدم لأميركا عرضاً "سخياً ومفصلاً"
لندن: يقود سياسيون من الحزب الجمهوري الأميركي الحاكم وعسكريون متقاعدون محاولة للاستعانة بسورية في "انقاذ المشروع الأميركي في العراق". وفي هذا الإطار عاد إلى واشنطن وفد أميركي غير رسمي بعدما اجرى محادثات مع نخبة من صناع القرار السوريين في دمشق، تمكن خلالها من الحصول على عرض سوري بتعاون فعال لتحقيق الاستقرار في العراق، لقاء ضمان عروبة العراق وعدم تهديد الاستقرار داخل سورية.وقد نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية عن مصدر قريب من دوائر صنع القرار في واشنطن، إن العرض السوري تضمن الإشارة إلى استعداد دمشق لتسمية سفير سوري في بغداد على الفور، وفتح السفارة إثباتا لحسن النية. وجاء العرض السوري، وفقا للمصدر الأميركي، ردا على اقتراح من التيار المعتدل في الحزب الجمهوري، باتخاذ سورية حليفا استراتيجيا في المنطقة، في حال تنفيذها المطالب الأميركية المعلنة، والمساعدة على استمرار العملية السياسية الجارية في العراق. وقال المصدر إن الرد السوري كان «كريما ومفصلا» ويصعب على الإدارة الأميركية الحالية رفضه، لأنه «الخيار الأسهل لإنقاذ ماء وجهها في العراق»، كما أنه يتضمن الإشارة إلى قدرة سورية على التعاون الميداني لتحقيق استقرار العراق، جنبا إلى جنب مع القوات الأميركية، في حال تلقي طلب من واشنطن بذلك. واشار الى ان المسؤولين القريبين من الرئاسة السورية، الذين شاركوا في المحادثات الأسبوع الماضي، شددوا على ضرورة التعامل مع السوريين باحترام والحفاظ على الهوية العربية للعراق. ووفقا لتأكيد المصدر عاد الجانب الأميركي في المحادثات من دمشق محملا بالتفاؤل، ويعكف حاليا على تقديم تقرير الى صناع القرار في واشنطن، يتضمن التوصية بالعمل على كسب دمشق حليفا استراتيجيا في المنطقة، إذا ما وفت بوعودها، والعمل على تنمية سورية اقتصاديا وديمقراطيا، ليصبح المشروع الأميركي في المنطقة مشروعا مزدوجا يشمل سورية والعراق في وقت واحد، من دون الحاجة الى سفك المزيد من الدماء، أو التضحية بأرواح الجنود الأميركيين. والتقى الوفد لدى عودته من دمشق بمسؤولة تنفيذية في ادارة الرئيس جورج بوش، متخصصة في الشأن السوري، ونشب خلاف بين هذه المسؤولة وممثلي التيار المعتدل، من مدنيين وعسكريين، حيث نقل هؤلاء وجهة النظر السورية المتعلقة بأهمية الحوار البروتوكولي والاتفاقات الواضحة، في حين كررت ممثلة الإدارة المطالب الأميركية المعلنة، مشترطة أن يبدأ الجانب السوري بخطوات عملية على الأرض قبل بدء أي حوار مباشر وليس مجرد إبداء الالتزامات. وأشار أحد المشاركين في الحوار إلى أن الإدارة أبدت رضاها عن العرض السوري بإرسال سفير إلى بغداد، وأثارت في الوقت ذاته أهمية إرسال سفير سوري إلى بيروت وفتح سفارة سورية في لبنان، إضافة إلى ترسيم الحدود بين لبنان وسورية والاعتراف بالاستقلال الكامل للبنان، والمساعدة على اقناع الرئيس اللبناني الياس لحود بالاستقالة، وعدم التدخل في اختيار الشعب اللبناني لرئيس جديد. كما دعت الحكومة السورية إلى تنظيم عملية قدوم الشباب العرب إلى دمشق من بلدان معينة وأعمار معينة، بحيث تفرض عليهم الحصول على تأشيرات دخول أو تسجيل عناوينهم في سورية وتشديد الرقابة عليهم للتأكد من عدم توجههم الى العراق. ورفض المصدر الإفصاح عن تفاصيل العرض السوري فيما يتعلق بالقضايا الأخرى، لكنه قال إنه تضمن معالجات لأوضاع الفصائل الفلسطينية في سورية وأوضاع لبنان، علاوة على الاستعداد الكامل لإطلاق الحريات داخل البلاد والقبول بالتعددية وإعادة بناء الدولة بشكل ديمقراطي. وقال المصدر نقلا عن مشارك أميركي في المحادثات، إن السوريين لا يبدو عليهم قلق من نتائج التقرير المرتقب للقاضي الألماني ميليس، بشأن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري، وانهم على استعداد لمعاقبة أي متورط سوري محتمل في الجريمة أمام القضاء السوري. واضاف ان أحد المفاوضين السوريين تحدى أية جهة أن تثبت وجود أي عنصر استخبارات سوري داخل لبنان. وقال مسؤول سوري آخر، إن سورية اتخذت خيارا استراتيجيا بعد المؤتمر الأخير لحزب البعث، بالتقارب مع الغرب وعدم استعداء الدول العظمى، وبدء مرحلة البناء الداخلي. ورأى المصدر أن التقارب الأميركي السوري إذا ما تم فسوف يصب في مصلحة البلدين والشعبين، وسيوفر على الإدارة الأميركية عناء الضغط الداخلي بسبب الأزمة في العراق ويوفر على الحكومة السورية عناء الضغط الخارجي المتصاعد عليها.
لكن مسؤولاً في الخارجية الأميركية نفى أن تكون الوزارة على علم بأية محادثات مع الحكومة السورية، لافتاً إلى أن السفارة الأميركية في دمشق مفتوحة والدبلوماسيين الأميركيين يؤدون عملهم، وبإمكان السلطات السورية أن تبلغهم بأي تغيير حقيقي في سياساتها، ومؤكدا أن أي مسؤول أميركي لم يتحدث عن تغيير النظام في سورية مطلقا، وان كل ما تأمله واشنطن هو «تغيير في السلوك السوري حيال قضايا محددة يعرفها السوريون جيدا».