Wednesday, August 31, 2005

انقلاب مفاجىء في التحقيق حصره في القريبين من بعبدا ودمشق

انقلاب مفاجىء في التحقيق حصره في القريبين من بعبدا ودمشق
"لقاء بريستول باريسي" يبحث في ما بعد لحود:
إنتاج سلطة قوية تجسد انتفاضة 14 آذار
كتبت هيام القصيفي:
ماذا حدث منذ التقرير الاجرائي الذي تقدم به رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ديتليف ميليس الى مجلس الامن نهاية الاسبوع الماضي، حتى انكشفت كل الملفات دفعة واحدة، وأثارت ما أثارته امس من تداعيات سياسية وأمنية في بلد لا يزال مفتوحا على كل الاحتمالات؟
مساء الاثنين (أي عشية حملة التوقيفات) بدأـ بعض المعلومات المتعلقة بملف التحقيق الدولي، يتناهى الى مسامع مجموعة من القيادات اللبنانية التي باشرت على الفور عملية تقويم شاملة لما يمكن ان تحدثه اي خطوة قد يقدم عليها ميليس في اتجاه الكشف عن أسماء المتهمين باغتيال الحريري، وانعكاس هذه الخطوات عملانيا على الساحة اللبنانية. بعض هذه القيادات كان يستعد للسفر الى باريس في ما يشبه الاعداد لعقد "لقاء بريستول باريسي" من اجل التحضير لمرحلة ما بعد تقرير ميليس وهو ما عبّر عنه صراحة النائب وليد جنبلاط في حديثه امس باعتقاده ان الرئيس اميل "لحود لن يبقى رئيسا للبنان". أما البعض الآخر من القيادات فعكس توجسه ومخاوفه في لقاءات عقدها مع قريبين منه، من "اعصار كاترينا" الذي سيضرب لبنان وسوريا معا، في حال ذهاب ميليس بسرعة الى كشف حلقة المتورطين في الاغتيال من بيروت الى دمشق، قبل نهاية المهلة المحددة له منتصف الشهر الجاري.
والواقع ان المعلومات التي وصلت الى هذه القيادات على اختلاف توجهاتها السياسية المحلية، عكست سيناريوين لمرحلة ما بعد صدور التقرير، وفقا لمعلومات رشحت من التقرير وتداولتها في الساعات الاخيرة اوساط سياسية وأمنية على نطاق ضيق.
ماذا أولا في المعلومات، قبل الدخول في السيناريوين المطروحين للتداول؟
في المعلومات ان التقرير الاجرائي الذي قدم على انه شكلي، كانت فيه كمية من المعلومات بقيت طي الكتمان، وان ميليس وضع لائحة بأسماء (حدد انها على الاقل خمسون اسما) من يود التحقق من معلوماتهم بعدما تبين ان افاداتهم متناقضة. من هنا جاء توقيف الضباط الامنيين لمواجهتهم ببعضهم البعض بغية التحقق من صحة افاداتهم.
أما الشق العملاني من المعلومات المتعلقة بجريمة الاغتيال فهي بحسب ما رشح أمس من الاجتماعات التي عقدت في بيروت وعلى اكثر من مستوى، تضمنت النقاط الآتية:
-- سيارة البيك آب الميتسوبيتشي جهزت في لبنان، وليس في خارجه.
-- المتفجرات يعتقد انها ليست من نوع الـ"ت. ان. ت" السائد والمتداول. والمواد متطورة وشديدة الانفجار، وقد عرف بلد منشأها، والشركة المصنعة لها.
-- السائق الانتحاري عراقي الجنسية، وقد دلت التحقيقات ان فحص الحمض النووي مما تبقى من احدى الجثث، وهي قطع أشلاء صغيرة، ليس مطابقاً للحمض النووي لاي من الضحايا، ولا لأبي عدس، ولا حتى للعمال السوريين الذين قيل ان احدهم فقد في المكان.
وأشارت المعلومات أيضاً الى ان الانتحاري أبلغ ان عمليته تستهدف رئيس الوزراء العراقي سابقاً اياد علاوي الذي كان يعد لزيارة بيروت في تلك الفترة.
هذه المعلومات الامنية رشحت امس من متابعين لملف التحقيق قادت القيادات اللبنانية المعنية الى التعامل معها على خلفية انتظار استكمال الصورة وخصوصاً بعدما تردد ان ميليس يعقد مؤتمراً صحافياً يواكب فيه ما جرى في الساعات الاخيرة.
واستكمال الصورة الامنية ينطلق من أمرين : أولاً ان انقلاباً مفاجئاً حصل في الساعات الاخيرة لجهة الايحاء بالجهة المخططة للاغتيال وحصرها حتى الآن بالقيادات الامنية المرتبطة برئيس الجمهورية وبسوريا، في حين ان ثمة اجواء اشيعت في الاسبوع الماضي عن مسؤولية ما لـ"حزب الله"، فيها، واضطر الامين العام للحزب الى "تسخيفها".
الامر الثاني، ان كرة الثلج التي بدأت بأسماء محددة للتحقيق معها والمقارنة بين أقوالها، قد تطول كثيرين ممن لم يخطروا على البال.
إلام أفضت هذه الأجواء أمس؟
بدا واضحاً ان كلام رئيس الوزراء فؤاد السنيورة في توجهه الى اللبنانيين مطمئناً، عكس جواً من الترقب والحذر، وخصوصاً ان انتشاراً كثيفاً وعالي المستوى للجيش سجل في بيروت، وكأنها حال طوارئ غير معلنة، في وقت كان السياسيون اللبنانيون يتابعون بدقة مجرى التطورات على خلفية الاحتمالات المطروحة لما بعد مرحلة التحقيق.
فعشية التوقيفات الأمنية، كانت الحركة من بيروت الى باريس تتكثف لعقد لقاءات تقييمية وتحديد طريق للمرحلة الجديدة، في وقت كان يستعد اكثر من قيادي للمغادرة خلال الايام المقبلة لتوسيع حلقة الاجتماعات ودرس الاحتمالات المطروحة. وفي لقاء مع بعض هؤلاء، بدا واضحاً ان ثمة جدول اعمال من بند واحد هو الاستعداد للمرحلة الجديدة عبر التحضير لانتخابات رئاسية مبكرة الامر الذي لم ينفه جنبلاط، وهو في اساس خلافه مع العماد ميشال عون.
ففريق جنبلاط لا يضع احتمالاً ولو ضئيلاً للقبول بعون رئيساً للجمهورية، وعون يعرف ذلك تماماً، وان يكن يتهم بعض الشخصيات المسيحية القريبة من جنبلاط، بانها تغذي هذا الرفض. من هنا كان البحث في لائحة مرشحين جديين للرئاسة، وطرحت اسماء اربعة منهم جدياً، اثنان من النواب الخاسرين في الانتخابات، وآخر من الفائزين، وثالث يشكل مرشحاً حزبياً. لكن هذه الاسماء عرضة للغربلة، وخصوصاً ان ثمة من يعتبر ان المطلوب حالياً رئيس لتقطيع المرحلة على غرار فترة حكم الرئيس الراحل الياس سركيس. وان الرئيس الوسط أمر غير ممكن، لأن الزمن لا يسمح بكتلة تشبه كتلة "النواب الموارنة المستقلين" التي قدمت الرئيس الياس الهراوي ورنيه معوض. ولا الزمن هو زمن الاتيان بسليمان فرنجية (الجد) حلا وسطاً بين الحلف الثلاثي والنهج الشهابي.
وتسير اجتماعات باريس على قاعدة ان تقرير ميليس سيكون اول انعكاساته المحلية تطيير النظام اللبناني الحالي، بكل ادواته، مما يسمح باعادة انتاج سلطة قوية تقوم على مبادئ انتفاضة 14 آذار، فمن اراد الالتحاق بها، فليعجل.
اما السيناريو الثاني، فيقوم على ان كرة الثلج هذه لن تتوقف في لبنان، ولن تنحصر تداعياتها المحلية بالتركيز على اسقاط الرئيس اميل لحود فحسب، بل ستطول اولاً النظام السوري ثم النظام اللبناني وكل من سيظهر متورطاً في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وفي رأي المدافعين عن هذا السيناريو، ان تقرير ميليس سيسمي مسؤولين سوريين رفيعي المستوى. اما في لبنان، فان الوضع لن يقتصر على محاولة اسقاط لحود، لان ذلك سيصبح من نوافل التفاصيل المحلية، بل ثمة متغيرات قد تودي بأكثر من فريق، من دون اغفال تجريم عناصر من "حزب الله". وهنا المفارقة، بحسب هؤلاء في تحييد الحزب كقيادة والاكتفاء بتسمية متورطين من الحزب من دون علم القادة، كخرق امني واضح المعالم. واذا حصل ذلك، فهذا يعني ان ما هو مرسوم للبنان ليس واضحاً بعد بدقة، وقد يتعدى اطار التغييرات على مستوى الاشخاص.

Jumblat Counsels Lahoud to Find 'Safe Spot to Crawl into,' Predicting Early

Jumblat Counsels Lahoud to Find 'Safe Spot to Crawl into,' Predicting Early
DownfallNaharnet.com August 31, 2005
Walid Jumblat has contended that the arrest of President Lahoud's former commanders of the nation's main security services would accelerate his downfall, doubting that the 11th post-independence president of Lebanon would be able to find a safe spot to crawl into.
"The countdown for catching Martyr Rafik Hariri's assassins has begun," Jumblat said in Paris upon learning of the detention of Jamil Sayyed, Ali Hajj and Raymond Azar in Beirut by the U.N. commission investigating Hariri's murder.
"The truth is going to be attained and Hariri's blood will not go to waste," said the Druze leader, who flew secretly to Paris with his cabinet ministers Ghazi Aridi and Nihmeh Tohmeh on Monday as lawmaker Gebran Tueni revealed from the French capital the existence of a list of politicians and journalists marked for assassination in Lebanon.
"Big heads will roll in Lebanon and other countries as a result of the U.N. probe," Jumblat went on. "If I am in Lahoud's place, I would seek a safe spot to crawl into. But I don't know if there is a safe place for Mr. Lahoud nowadays."

Lebanon police raid 'Hariri bomb plot apartment'

Lebanon police raid 'Hariri bomb plot apartment'
August 31, 2005
Police raid apartment building in southern Beirut reportedly used by former security chiefs to plan Hariri murder.
By Salim Yassine - BEIRUT
Lebanese police on Wednesday raided a Beirut flat reportedly used by former security chiefs to plan the attack that killed former premier Rafiq Hariri six months ago, an AFP correspondent reported.
The move came after four former pro-Syrian security chiefs were arrested and grilled by Lebanese judges and UN investigators over their alleged involvement in the February bombing, increasing the pressure on President Emile Lahoud.
Lebanon's investigating magistrate is expected to question the four again and determine whether to release them, put them under house arrest or issue formal arrest warrants which would mean their continued detention.
The arrests were the first major development in the probe into Hariri's killing in a Beirut bomb blast on February 14 that has been widely blamed on former power broker Syria and its political allies in Lebanon at the time.
Al-Mostaqbal newspaper, which is owned by the Hariri family, charged that the four had "held meetings to prepare for the crime" in a Beirut apartment.
"They also inspected the site of the attack the day before ... and (afterwards) tampered with evidence at the scene to put investigators on the wrong track."
Police raided the apartment building in southern Beirut's Moawad district and arrested the owner, Salim Nassar, the AFP correspondent said.
The head of Lahoud's presidential guard Musfafa Hamdan, who turned himself in Tuesday, was questioned by UN investigators along with former general security chief Jamil al-Sayed, ex internal security head Ali al-Hage and former army intelligence director Raymond Azar.
Former pro-Syrian lawmaker Nasser Qandil, who was also detained in the probe, was freed after appearing before the UN commission of inquiry in Beirut on Tuesday.
Syria's government daily Ath-Thawra expressed fears of "seeing pressure from certain quarters to politicise the commission report" adding that "despite all the attempts to put the blame on Syria, we have no doubt that the commission will confirm its innocence."
The United States described the arrests as a "very dramatic development," noting the officials' long-standing ties to Syria, and reiterated its complaint over the lack of cooperation from Damascus.
Tuesday's arrests came just days after German prosecutor Detlev Mehlis, who heads the UN commission, submitted an interim report to the Security Council.
Mehlis, whose commission has rounded up about 240 people for questioning since April, is due to hold a press conference in Beirut on Thursday.
The arrests have also ratcheted up the pressure on Lahoud, the Damascus protege who himself has long denied allegations of complicity in the assassination and resisted pressure to stand down.
"The commission is tightening the noose around President Lahoud," the mass-selling As-Safir newspaper said, while prominent anti-Syrian politician, Druze leader Walid Jumblatt predicted: "President Lahoud is finished."
The murder triggered massive opposition protests and heightened international pressure on Syria, which pulled its troops out of the country in April after a three-decade military presence.
Legislative elections were held in May and June which for the first time saw anti-Syrian politicians dominate parliament.
Since the Hariri attack, there have been 11 bomb blasts in Lebanon, and several anti-Syrians including a politician and a journalist have been killed. A number of prominent figures, including Saad Hariri, now spend much of their time outside the country for fear of assassination.

عون لـ«الديار»: تحالفت مع «الاقل سورية» من وليد جنبلاط الذين أمّنوا له السلاح


نبيه بري كما لويس الرابع عشر لمدى الحياة رئيس لمجلس النواب
عون لـ«الديار»: تحالفت مع «الاقل سورية» من وليد جنبلاط الذين أمّنوا له السلاح
خدام قال ان الحريري رئيس بـ2010 فكان الدعم السوري المطلق له
علّق العماد النائب ميشال عون في حديث خاص لـ«الديار» على ما جرى يوم امس من توقيفات لقادة الاجهزة الامنية وبعض المسؤولين بأنه الاسلوب الصحيح الذي يجب ان يتبع ولكن ينتظر تحديد المسؤوليات، على ان يكون القضاء المرجع الاساسي لكي يدين... وقال بأنه يفضّل ان تتم محاكمة المتهمين امام محكمة مختلطة دولية لبنانية، لأن ذلك يعطيها حصانة وشفافية اكبر.
وعن خشية من علاقته «التحالفية» مع بعض المقربين من هذه الاجهزة، واذا ما كانت سوف تتغير او تنقطع في المستقبل، اصرّ الجنرال على توضيح معطيات هذا التحالف الذي جرى في الانتخابات النيابية الاخيرة مشددا على «انني اخترت اقلّهم «سورية» لاتحالف معهم»، مشدداً على ان «اي منهم لم يتخذ اي مواقف متصلـّبة ومتقدمة بالنسبة للسوريين اكثر من وليد جنبلاط الذي امنّوا له السلاح والمال لكي يحارب من اجل المشروع السوري».
والجنرال الذي اكدّ على عدم تبديل تحالفاته هذه، ذكر انه الوحيد الذي لم يتعاون مع سوريا والا لما أبعد عن لبنان لمدة 15 عاماً.
وعن الذي يحاولون خلق البلبلة من الخارج ربما، قال الجنرال بأن بلبلتهم هذه «لن تستمر لان ليس لديها مدّ حيوي داخل الشعب اللبناني لانه رافض لها».
وتساءل فيما يتعلق بالموجودين اليوم في فرنسا: «لماذا كانوا يشعرون بالاطمئنان عندما كان الامن سورياً ولماذا هربوا اليوم عندما اصبح لبنانياً».وهنا نص الحوار.
حاورته: دوللي بشعلاني
*ما هو تعليقكم على ما حصل من توقيفات بحق الاجهزة الامنية المشتبه بها بحادثة اغتيال الرئيس رفيق الحريري على ذمة التحقيق؟
- هذا الاسلوب الصحيح الذي يجب ان يُتبع عندما يكون هناك اتهامات وتحقيقات. وكلنا ينتظر تحديد المسؤوليات بعد هذا التحقيق، على ان يكون القضاء المرجع الاساسي حتى يدين، وحالياً يجب ان يتوقّف الكلام السياسي حول الموضوع وننتظر النتائج القضائية.
*سبق وقيل انه على اثر انتهاء لجنة التحقيق الدولية من تحقيقاتها، سوف يتمّ تحويل المتهمين الى محكمة جنائية دولية، لماذا اليوم الحديث عن تحويلهم الى القضاء اللبناني، وايهما الافضل بحسب رأيك؟
- هناك احتمال بأن ينظر القضاء اللبناني بالقضية، واحتمال آخر بأن تكون هناك محكمة مختلطة دولية - لبنانية. انا افضل ان تكون المحكمة مختلطة مؤلفة من قضاة دوليين لأن ذلك يعطيها حصانة وشفافية أكبر.
*على ان تتم المحاكمة في لبنان؟
- في لبنان طبعاً...
*الا تخشون مما يُقال بأن الجنرال الذي تحالف في الانتخابات النيابية الاخيرة مع بعض المقرّبين من الاجهزة الامنية كالنائب ميشال المرّ، على سبيل المثال، قد يكون اليوم محرجاً بعلاقته بهم؟
- العلاقات المشبوهة! لنكن صريحين، انّ الخلافات التي حصلت في لبنان كانت بين المجموعة الواحدة، ميشال المرّ، المير طلال ارسلان، الوزير سليمان فرنجية كانوا شركاء مع الحريري وجنبلاط في الحكم خلال 15 سنة. لا يعني ان الخلاف بينهم يعطي صفة، اي ان يصنّف الواحد الآخر. الجميع كانوا مع السوريين وتشابكوا فيما بينهم، وقد اخترت من بين المرشحين أقلّهم «سورية» - اذا شئت - لكي أتحالف معهم.
* لكن من أسميتهم جنرال، يصنّفهم الناس من ذوي الخط السوري المحض؟
- أولاً، لم يتخذ أي منهم مواقف متصلّبة ومتقدّمة بالنسبة للسوريين اكثر من وليد جنبلاط الذي أعطوه كلّ السلاح، وأمنوا له كلّ العتاد والمال بواسطة الدول أو مباشرة، لكي يحارب من اجل المشروع السوري.
ثانياً، عبد الحليم خدام كان يقول عندما ابتدأ الحريري في الحكم انه سيبقى لسنة 2010 رئيساً للحكومة اللبنانية، كان هناك دعم مطلق للحريري. والاستاذ نبيه برّي، كما لويس الرابع عشر، لمدى الحياة رئيس المجلس النيابي. ثم حلف حزب الله مع سوريا هم ابطال 8 آذار ونعرف موقفهم. لكنني لا اذكر ان المير طلال ارسلان كان في موقع متقدّم، طوال حياته السياسية، مع سوريا. واعتقد انّ ميشال المرّ ترك لبنان وسافر بعد صدامات بين القوات اللبنانية، كانت كلّفته حياته وحياة ابنه. اما سليمان فرنجية فهو على صداقة شخصية مع العائلة الحاكمة، لم يكن الرجل رستم غزال ولا الرجل غازي كنعان، حيث كان يذهب الآخرون ويدّعون انّ البطولة بمقاومة سوريا:
* مهما أتت عليه نتائج تحقيق القاضي ديتليف ميليس، لن تغيّر تحالفاتك هذه؟
- لماذا أغيّر، هل هم مذنبون إذا كانوا مع سوريا؟! لكن يجب الا ننسى أنّ الوحيد الذي لم يتعاون مع سوريا هو العماد ميشال عون وأُبعد لمدة 15 سنة عن لبنان. وأكثر من ذلك الذين تحالفوا مع سوريا كانوا تحت ضغط دولي اميركي واوروبي اي انهم كانوا يريدون ان تصبح سياستهم هكذا. لهذا فليس من لوم على أناس كانوا يقاومون الاجتياح السوري ايضاً وعادوا ورضخوا الى الأمر الواقع لكي يبقوا موجودين على الساحة السياسية بينما الآخرون والذين يدّعون مقاومة سوريا كانوا ناشطين لإدخالها. والمير طلال لم يكن ناشطاً لإدخال سوريا، ميشال المرّ لم يكن ناشطاً لإدخال سوريا، إلا بعدما أُبعد عن لبنان وسليمان فرنجية كان من المقاومين طوال مدة محاولات الاجتياح في الشمال. هو على علاقة شخصية، كلّ الناس لديهم علاقات شخصية.
لقد مررنا بمرحلة: «من لم يتعاون مع السوريين ويذهب الى سوريا»؟ إنما أرفع مستوى علاقة كانت بين السوريين واللبنانيين هي مستوى علاقة فرنجية.
«لن يحصل سوء»
* هل تجدون أنّ المرحلة الحالية خطيرة ودقيقة جداً، وسوف تحصل خلالها اغتيالات جديدة وتفجيرات، وبرأيكم لمصلحة من تصبّ مسألة زعزعة الامن والاستقرار في البلاد، وهل سوف يُستفاد من هذه المرحلة أكثر وقد سمعنا الرئيس فؤاد السنيورة يُطمئن اللبنانيين من السوء الذي يمكن أن يحصل؟
- لماذا سوف يحصل أمر سيئ؟! ما دام هناك إقرار بإقامة العدل وهناك تحقيق يجري وعلى أساسه تُحدّد المسؤوليات... هذا ما يرغب فيه كلّ لبناني.
أما إذا كان هناك اناس من الخارج يحاولون خلق بلبلة، فهذه البلبلة لن تستمر لأن ليس لديها مدّ حيوي داخل الشعب اللبناني، فالشعب اللبناني رافض.
* هل تعتقد بأن نتيجة التحقيق الدولي، سوف تُقال حقيقة كما هي، أم انها سوف تُوظّف لمصلحة الولايات المتحدة الاميركية او سواها؟
- هنا ثمة شذوذ بالتفكير اللبناني دائماً والذي يعتقد أنّ الناس يعيشون على اشاعة او مصلحة لحساب الخارج في لبنان. ما هي مصلحة اميركا ان يكون احد الناس المسؤولين او غير المسؤولين هو المذنب في جريمة كهذه. اميركا لا تزن سياستها بالاوقية والغرامات»...
* لكنها تريد أن تطبّق القرار 1559 من جراء نتيجة التحقيق، كأن تنزع سلاح حزب الله وسلاح المخيمات؟!
ـ أميركا سعت الى تنفيذ القرارات الدولية، سعت أولاً الى تنفيذ القرار 520، هي دولة عظمى والاقدر على الضغط مع بقية الدول. هناك سعي لتنفيذ القرارات الدولية مستندة أىضاً بتنفيذ هذه القرارات الى إتفاق لبناني ـ لبناني. أما إذا كان اللبنانيون يريدون الهرب من مسؤولياتهم، يذهبون الى اتهام أميركا واتهام الغرب. أولا القرار 1559 جاء لتحديد وضع للضغط لتنفيذ «اتفاق الطائف» بما يتعلق بالإنسحاب السوري من لبنان. إذن «الطائف» وُضع في السعودية وكانت أميركا أول المعترفين به، بعدما أبلغها اللبنانيون، وكانت سوريا تهلل له. هذا الطائف. ثانياً، القسم الباقي من الطائف، غير الانسحاب السوري، هناك الفقرة الثالثة من «اتفاق الطائف» هل قرأها اللبنانيون أم لم يقرأوها. هذه الفقرة تنص على انه بعد تطبيق القرار 425، يذهب الجيش اللبناني الى الحدود ويتم نزع سلاح الميليشيات، وتبسط الدولة اللبنانية سلطتها (سيطرتها) على كامل الاراضي اللبنانية.. اليوم يحاولون القيام باجتهادات جديدة، وان أميركا تود أن تستعمرنا، وانها سوف تنقل عنجر الى عوكر.. كل ذلك يقال له بالعربي الدارج «طقّ حناك» لأن النص الذي اتفق عليه اللبنانيون موجود في اتفاق الطائف. يريدون التنصّل منه، ليس بهذا الاسلوب. ليقولوا: «بدّلنا رأينا ولم نعد نريد اتفاق الطائف»، بدلاً من أن «يروقونا ويغدونا ويعشّونا تنفيذ إتفاق الطائف»، وعندما نصل الى تطبيق هذا الاتفاق، يقولون: «ليس كذلك تطبيق اتفاق الطائف». هناك إقرار للعالم بأن لبنان دولة حضارية، لكن نريد أن يقتنع اللبنانيون بأن بلدهم دولة مرتبة وحضارية وان يكون لديهم منطق ويريدون العيش بأمان وديموقراطية.
«لم يحفظ المقاومات»!
* ولكن فيما يتعلّق بحزب الله، نص الطائف على حلّ الميليشيات، والحزب مقاومة وليس ميليشيا؟
ـ لم ينص على حفظ المقاومات لأنه لم يعترف أن هناك مقاومة. الآن اذا أرادوا تغيير التوصيف، فليجتمع اللبنانيون مرة ثانية في الطائف، وليقولوا انه تبين لنا انه لدينا مقاومة نريد الحفاظ عليها.
* ماذا عن لائحة الإغتيالات التي أعلنت الصحف أسماء الواردين فيها؟
ـ ثمة أشخاص يودّون الذهاب «لشمّ الهوا» وضعوا لائحة الاغتيالات هذه.
* ذهبوا هم الى فرنسا بعد أن عدتم أنتم جنرال من هناك، ما رأيك بذلك؟
ـ قد يكونون شعروا أن البلد لا يتسع للطرفين. عندما كان الأمن سورياً، كانوا يشعرون بالاطمئنان، وعندما أصبح الأمن لبنانياً لا أدري لماذا هربوا.
* لماذا تُتهم الاجهزة الامنية بوضع المتفجرات لزعزعة الإستقرار بعيداً عن أذية الناس؟
ـ هذه استمرار لإلهاء الناس. ليس من أجهزة أمنية.
* من يقوم بها؟
ـ قد يكون رجل «أخوت» (مجنون) مثل ذلك الذي قتل 14 شخصاً في واشنطن، لأنها بدائية ليست سيارات مفخخة بل حقائب متفجرة توضع تحت السيارات. الجرائم الثلاثة (محاولات الاغتيالات) التي حصلت هي جرائم منظمة، وهنا على الاجهزة الامنية يجب ان تتعب وتجهد لكي تكتشف مرتكبيها أما باقي التفجيرات فهي بدائية جداً.
* لماذا لا يقبضون على واضعيها؟
ـ الاجهزة الامنية شلت بعد تقطيع رؤوسها أو عدم إعادة هيكليتها، ومن المؤكد انها فرغت من شبكات المخابرات وأصبح لديها نوع من العجز. هذا ما يحتاج الى سرعة باعادة تكوينها وهي أحد الاسباب.
* هل سنراك قريباً رئيساً للجمهورية؟
ـ يضحك ويقول: على قدر ما تصلّون!!

جلول: الحص حاول تسخير القضاء اللبناني


جلول: الحص حاول تسخير القضاء اللبناني
لسجن الحريري بتهم باطلة وملفات مزورة
شجبت النائب الدكتورة غنوة جلول الموقف الذي اعلنه الرئيس الدكتور سليم الحص والذي شكك فيه بصدقية لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئس الشهيد رفيق الحريري وقالت: «لم نستغرب كلام الرئيس الحص هذا وهو الذي تحامل على الرئيس الشهيد رفيق الحريري في حياته وحاول تسخير القضاء اللبناني لسجنه بتهم باطلة وملفات مزورة يعرفها القاصي والداني.
اضافت: ولم يكتف الرئيس الحص بهذا التحامل على الرئيس الشهيد في حياته وهو يواصل هذا التحامل عليه حتى بعد اغتياله ويشارك في الحملة المسعورة للدفاع عن المجرمين القتلة ويحاول طمس الحقيقة والتشكيك في صدقية التحقيق الدولي.
وتابعت: النائب جلول ان الرئيس الحص الذي لفظته بيروت واهلها وعاقبه الشعب اللبناني على انسياقه الاعمى لاوامر النظام الأمني الفاسد الذي انتهى بارتكاب ابشع جريمة ارهابية اودت بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري لا يمكنه الا ان يكون صوت سيده الذي يشعر اليوم ان هرم الامنيين وذوي البزات يتهاوى من تحته، فيلجأ طبعا الى الامنيين المخابراتيين من ذوي الصفات السياسية وعلى رأسهم رئيس حكومة النظام الامني الاولى سليم الحص.
وختمت النائب جلول بالقول ان الحقد الاعمى الذي طبع مسيرة الرئيس الحص السياسية وتعاطيه مع الآخرين يبدو انه ما يزال يتحكم بممارساته ومواقفه تجاه الآخرين حتى اليوم.

مخاوف من سلسلة تفجيرات انتقامية بعد اليوم "المشهود"


مخاوف من سلسلة تفجيرات انتقامية بعد اليوم "المشهود"
بيروت.. سعيدة خائفة .. قلقة .. شبه خالية
بيروت ¯ د ب ا: بدأت مشاعر الخوف تهيمن على شوارع العاصمة اللبنانية بيروت فور ان علم بنبأ اعتقال مسؤولين امنيين بارزين بناء على اوامر فريق تابع للامم المتحدة يحقق في حادث اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.وساورت غالبية المواطنين الذين يمرون بحالة ابعد ما تكون عن الفرحة بسبب وجود ادلة على حدوث تقدم في التحقيق المخاوف من ان هذه التطورات ربما تستثير اعمال عنف انتقامية.وصرح المواطن طلال البابا المقيم في بيروت قائلا »انني قلق وخائف من ان سلسلة من الانفجارات ستعود الى الشوارع الى ان تظهر النتائج النهائية للتحقيق الذي تجريه الامم المتحدة. ورغم ذلك فاننا جميعا نريد الحقيقة مهما كانت النتائج«.وخلت شوارع المدينة من الناحية العملية من المارة صباح الثلاثاء مع ذيوع انباء الاعتقالات حيث لزم المواطنون منازلهم لسماع الاخبار العاجلة عبر شاشات التلفزيون او موجات الاثير«.وتجمع حشد من الجمهور ارتدوا الملابس البيضاء عند مدفن الحريري حيث اضاء بعضهم الشموع وراح اخرون يؤدون الصلاة. وقالت امينة بيضون التي كانت بين الحشد الالمانية »الحقيقة ستظهر قريبا جدا. وسنعرف من تآمر ونفذ هذه الجريمة النكراء.وعلى الرغم من انها وصفت الاعتقالات بانها »خطوة كبرى »فانها اعربت عن خشيتها من ان المسؤول عن الاغتيال ايا كان سيشرع الان في تفجير القنابل وقتل المواطنين«.واطاحت نحو 11 قنبلة بالسلام الهش في بيروت الذي انهى الحرب الاهلية وذلك منذ حادث الانفجار الذي اودى بحياة الحريري في 14 فبراير الماضي. وكان من بين القتلى عدد من الشخصيات المناهضة لسورية بينها سياسي بارز وصحافي.وابلغت مصادر امنية لبنانية بان شخصيات معارضة لسورية مثل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ووزير الاعلام غازي العريضي فضلا عن عضو البرلمان والصحافي جبران تويني قد غادروا البلاد اخيرا متوجهين الى باريس.وذكرت المصادر ان هذه الشخصيات قد تم النصح لها من قبل فريق التحقيق التابع للامم المتحدة الموجود في بيروت والذي يترأسه المحقق الالماني ديتليف ميليس بمغادرة البلاد لانهم ربما كانوا هدفا للاغتيال.وصرح جنبلاط بان التحقيق وصل الى مراحله الاخيرة »ومن الواضح انه يتوجب اتخاذ مثل هذه الخطوات«.وردا على سؤال عما اذا كان قد غادر بسبب تهديدات جديدة لحياته قال جنبلاط »انني دائما على رأس القائمة«.ومن ناحية اخرى صرح تويني من باريس بقوله »لقد تلقيت تحذيرا وقائمة باسماء اشخاص ربما كانوا هدفا لموجة جديدة من الاغتيالات ولكني ساعود الى بيروت. انني هنا فقط في عطلة«.كان اغتيال الحريري وهو رئيس وزراء سابق لخمس فترات ¯ ومعه 20 شخصا اخر قد اغرق لبنان في حالة من الاضطراب السياسي وادى الى انسحاب القوات السورية بعد 29 عاما.وكانت الحكومة اللبنانية السابقة المدعومة من دمشق محل اتهام دائم بالضلوع في حادث قتل الحريري.

ميليس أخلى سبيل قنديل ولحود يقلل من شأن اعتقال "رجاله"


ميليس أخلى سبيل قنديل ولحود يقلل من شأن اعتقال "رجاله"
قادة "الأجهزة" اللبنانية أحيلوا إلى القضاء
ومداهمة مواقع التخطيط لاغتيال الحريري
بيروت- »السياسة«:أعلنت الوكالة الوطنية للاعلام »رسمية« ان المسؤولين اللبنانيين المقربين من سورية والذين استدعوا بوصفهم »مشتبه فيهم« من قبل لجنة التحقيق الدولية بشأن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري احيلوا امام القضاء اللبناني.وقالت الوكالة ان الرجال ثلاثة رؤساء اجهزة امنية سابقين, وقائد الحرس الجمهوري حاليا »سيتم تسليمهم الى القضاء اللبناني مع محاضر افاداتهم لاجراء المقتضى«.وكان ميليس قد استدعى كلا من المدير العام السابق للامن العام الجنرال جميل السيد ومدير المخابرات السابق الجنرال ريمون عازار والمدير العام السابق لقوات الامن الداخلي علي الحاج وقائد الحرس الجمهوري الجنرال مصطفى حمدان والنائب السابق ناصر قنديل »بصفتهم مشتبهاً بهم وفق ما توصلت له التحقيقات في اعتداء 14 فبراير 2005« حسب ما ذكره مركز اعلام الامم المتحدة في بيروت.وقلل الرئيس اللبناني اميل لحود في بيان رئاسي من شأن ما جرى في لبنان وقال »لم تحصل اي عملية توقيف لاحد.. وان الامر لا يعدو كونه تحقيقات« فيما لفت رئيس الوزراء فؤاد السنيورة في مؤتمر صحافي الى ان التحقيق »معهم سيحدد الخطوات اللاحقة«.من جهة ثانية قالت مصادر امنية لبنانية ان قوات الامن اللبنانية قامت بصحبة محققي الامم المتحدة بتفتيش شقتين في العاصمة »من المفترض ان مؤامرة »الاغتيال حيكت فيهما«.وقالت المصادر »قامت قوات الامن اللبنانية ومحققو الأمم المتحدة فعلا بتفتيش شقتين احداهما قريبة من الواجهة البحرية على مقربة من المكان الذي قتل فيه الحريري«.واضافت ان فريق الامم المتحدة سيفتش ايضا سيارتين »يفترض انهما استخدمتا خلال عملية الاغتيال واحداهما موجودة حاليا داخل العاصم اما الاخرى فهي في منطقة جبل لبنان على بعد 25 كيلو مترا شرق بيروت«.وابلغت المصادر الامنية ان محققي الامم المتحدة في المراحل الاخيرة الحرجة وتم العثور على بعض الخيوط المهمة في الاسبوعين الماضيين من اغسطس الجاري«, واضافت ان الاسابيع المقبلة ستشهد »تطورات مهمة جديدة«.كذلك انتشل فريق من الغطاسين الدوليين والمحليين قطعة حديد من البحر تعود لاحدى اطارات الشاحنة المفترضة التي استخدمت في تفجير موكب رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري.وافاد مصدر امني ان فريق الانقاذ البحري التابع للدفاع المدني عثر قبالة شاطئ فندق السان جورج في بيروت على اطار حديد يعود لشاحنة »متسوبيتشي كنتر« التي قال رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس انها استخدمت في عملية اغتيال الحريري.واشار المصدر ان زورقاً مطاطيا نقل القطعة المذكورة الى زورق كبير في عرض البحر تابع للجنة التحقيق الدولية.وكان فريق الغطاسين قد عثر على كمية من العظام البشرية في البحر قرب شاطئ فندق السان جورج مكان وقوع الانفجار الذي اودى بحياة الحريري.ويضم الفريق الدولي 18 غطاسا من البحرية البريطانية وعددا مماثلا من فريق الانقاذ البحري التابع للدفاع المدني.وتأتي عملية المسح البحري هذه بعد اسبوعين على المسح البري لموقع الجريمة الذي بدأه فريق فني دولي يتمثل بغربلة التراب على امل العثور على دلائل وقرائن تفيد التحقيق.الى ذلك اطلق رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري سراح النائب اللبناني السابق ناصر قنديل بعدما تم توقيفه.وذكر مصدر امني لبناني ان ميليس اطلق سراح قنديل فجرا بعد ان استمع الى افادته واقواله حول الجريمة في ما بقي قادة الاجهزة الامنية الاربعة المشتبه بضلوعهم في جريمة الاغتيال رهن التحقيق وهم قائد الحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان ومدير عام الامن العام السابق اللواء جميل السيد ومدير المخابرات السابق في الجيش العميد ريمون عازار ومدير قوى الامن الداخلي السابق اللواء علي الحاج.وافاد المصدر ان الموقوفين الاربعة نقلوا فجرا بسيارات داكنة الى ثكنة المقر العام في قوى الامن الداخلي التي تبعد نحو 200 متر عن قصر العدل وباتوا ليلتهم الاولى في نظاراتها.وذكر المصدر ان ميليس ارسل صباحا ملف اقوال الضباط الموقوفين الاربعة الى قاضي التحقيق العدلي في قضية اغتيال الحريري الياس عيد.واضاف انه سيتم استدعاء كل من الموقوفين الاربعة كل على حدة بعد قراءة ملف اقوالهم امام لجنة التحقيق الدولية.وأكد قنديل دعمه لعمل لجنة التحقيق الدولية ووضع كل ما تحتاجه بتصرفها.واعلن قنديل في بيان صحافي انه "لن يتطرق في احاديث اعلامية الى طبيعة علاقته بالتحقيق الدولي في جريمة اغتيال الحريري على الرغم من ان احدا لم يطلب ذلك منه«.واضاف »بعدما لمست من عمل المحققين الاحترافية والمهنية والسعي الجدي لكشف الحقيقة ومن ضمنها الذهاب الى النهاية في متابعة اي افادات او تقارير توضع بتصرف اللجنة من جهات ذات صفة لا يسعني الا الاستمرار في الرهان على حيادية ونزاهة عمل اللجنة والاستعداد الدائم لوضع كل ما يحتاجه التحقيق بتصرفها في حال اعتقدت اللجنة ان لدينا ما يمكن ان يفيد هذا التحقيق«.واوضح قنديل "ان اللجنة لا علاقة لها بالتوظيف السياسي والاستثمار الاعلامي وتسرع المسؤولين اللبنانيين في اصابة الكرامات او توظيف التحقيقات لاغراض اعلامية وسياسية«.ومضى الى القول "ان الحقيقة قضيتنا ولان قضية البعض هي الاستمرار في المتاجرة بدماء الرئيس الشهيد الحريري لاهداف صغيرة سنبقى ندعم عمل اللجنة لابقاء مضمون ما نعرفه عن التحقيق ملكا للتحقيق وحده خدمة للحقيقة«.

الحقيقة لحقن الدماء


الحقيقة لحقن الدماء
اذا ما تم الكشف عن الحقيقة, والتوصل الى معرفة من قتل الحريري, والى من أمر وخطط ونفذ لارتكاب الجريمة, فان هذا الكشف سيؤدي الى ضمور عمليات الاغتيال السياسي في المستقبل , وربما الى اختفائها وعدم حدوثها.لقد كان تدبير اغتيال الحريري عملا متقنا, قامت به عقول محترفة جدا في عالم القتل والجريمة, لكن بفضل الاعتماد على التقنيات العالية في التحقيق, وعلى محققين خبروا التعامل مع المافيات ومع أعتى منظمات الاجرام في العالم, سيتم فك كل الرموز والالغاز, وعلى أساس أن القاتل, مهما برع في الاساليب, ونشر الغموض على خططه وأفعاله, لابد له وأن يترك أثرا يدل عليه, كما هي العادة دائما, ويوقعه في شر أعماله.ولا شك فإن اكتشاف قتلة الحريري, وقد اعتبر قتله ارهابا يهدد أمن العالم واستقراره, سيقود الى اكتشاف من ارتكب جرائم الاغتيال الكبرى, ومن قتل رياض طه, وسليم اللوزي, والدكتور صبحي الصالح, والمفتي حسن خالد, والزعيم كمال جنبلاط, والرئيس بشير الجميل والرئيس رينيه معوض, وغيرهم وغيرهم ممن لحقوا باستشهاد الحريري, كالصحافي سمير قصير, والقائد اليساري جورج حاوي.اكتشاف الحقيقة لن يوقف فقط مسلسل الاغتيالات السياسية في المستقبل, بل وسيرفع الغطاء عن الاغتيالات السابقة وعمن ارتكبها وخطط لها ونفذها.وعندما ستكر المسبحة في هذا الاتجاه فان حباتها ستقود الى وكر الثعابين الذين فشلوا في ادارة شؤونهم السياسية فلجأوا الى تصفية خصومهم وممارسة أفظع أنواع القتل.ورغم ذلك, ورغم التفاؤل بتوقف مسلسل الموت بعد كشف الحقيقة, فان جرائم القتل لا توقيت لها, وتمتاز بالفجائية لزوم إيقاع الغدر بالضحايا, وملفاتها مفتوحة, لكنها لن تكون في المستقبل مجهولة الفاعل, او محكمة ومسربلة بالغموض. فبواسطة التكنولوجيا التنقيبية, وفحص البصمات الوراثية (D.N.A), لن يعود هناك مجال للتستر والاختفاء. فبواسطة هذه البصمة تم اكتشاف الكثير من جرائم قتل حدثت قبل 50 سنة, وألقي القبض على فاعليها, رغم نجاحهم في التواري لمدة نصف قرن, واعترفوا, بعد بلوغهم أرذل العمر, واقتيدوا الى السجون. بمعايير التنقيب التكنولوجي, وفحص البصمات الوراثية أصبح من العسير تغطية الحقيقة والهروب من استحقاقاتها, ومن العسير العسير على الجاني ان يستمر طويلا في التخفي, والهروب من يد العدالة.لذلك نسمع هذه الايام ان بهجت سليمان, رئيس فرع الامن الداخلي السابق في جهاز أمن الدولةالسوري, حاول الانتحار, وأن هناك محاولات للهروب والتهرب من المسؤولية تنتشر في بيروت, وابتعاد الاضواء عن رؤساء جمهوريات, كبشار الاسد في سورية وإميل لحود في لبنان اللذين اختفت أصواتهما بتأثير القبض على رؤوس الجهاز الامني من قبل ميليس, ولذهولهما من قرب انكشاف الحقيقة, وما سترتبه عليهما من تبعات غير محمودة. ولن يكون من المستبعد أن نسمع في القريب الآتي عن انتحار قادة أمنيين آخرين, او عن هروبهم واختفائهم, بسبب ان موسى الحقيقة قد اقتربت من اللحى الكثيفة.في مسلسل الاغتيالات الجاري في لبنان من سنين لم يتم الكشف عن القتلة الفاعلين, واليوم سيتمكن المحققون من كشف كل هذا المستور الغامض, والذي سيكون السبيل لتفجير أوكار الثعابين, والقضاء على جرائم الاغتيال السياسي.

في عودة موحشة الى خط الدفاع الاخير وبعد تاكيدات


في عودة موحشة الى خط الدفاع الاخير وبعد تاكيدات
فرنسية باحتمال صدور مذكرة توقيف دولية بحقهما
الأسد ولحود يخططان لتفجير حرب جديدة في لبنان
بيروت - »السياسة«:واشنطن - الوكالات:أحيل قادة أجهزة الأمن السابقون في لبنان وقائد الحرس الجمهوري المعتقلون للاشتباه بتورطهم في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير الماضي الى القضاء فيما أخلى رئيس اللجنة الدولية للتحقيق في اغتيال الحريري القاضي الألماني ديتليف ميليس سبيل نائب سابق موال لسورية بعد استجوابه بالتهمة نفسها كما اطلق القضاء اللبناني سراح أربعة آخرين معتقلين في اطار القضية بينهم شقيق قائد الحرس الجمهوري.وبينما تواصلت التداعيات الدولية لموجة الاعتقالات والتحذيرات الاميركية لسورية بضرورة التعاون مع ميليس وسحب عناصر مخابراتها المنتشرين في لبنان داهمت قوى الأمن اللبنانية أمس شقة يعتقد ان قتلة الحريري استخدموها للتخطيط لجريمتهم.(راجع ص30)وكشفت مصادر فرنسية مطلعة لموقع »ديبكافايل« للاستخبارات الفرنسية على الانترنت امس ان الموقوفين في موجة الاعتقالات الثانية وأبرزهم ماجد حمدان شقيق قائد الحرس الجمهوري اللبناني العميد مصطفى حمدان كانوا على صلة بالأسلحة التي استخدمها من قاموا باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق في فبراير الماضي.وأكدت المصادر الاستخبارية ان نظام بشار الأسد في حالة رعب مع تزايد اقتراب المعلومات التي يحصل عليها فريق التحقيق من دمشق. وفي بيروت يخيم شبح الحرب الأهلية حيث ان عملاء سورية وضباط حزب الله يشاهدون وهم يوزعون الأسلحة على أنصارهم.وهذه أول اشارة على ان الأسد قرر الرد على التهديدات التي تقترب منه باشعال حرب أهلية جديدة.وكانت تحذيرات من المخابرات الفرنسية نقلت الى القادة اللبنانيين بمغادرة بيروت واللجوء الى باريس, وقال هؤلاء »أحداث كبيرة قادمة«.معظم الوزراء في الحكومة اللبنانية والمصرفيين والشخصيات العامة ورؤساء تحرير الصحف قبلوا العرض الفرنسي, وقد سافر هؤلاء ومعهم سعد الحريري مع أسرته الى باريس.وهناك احساس في واشنطن وباريس ان الحكومتين قررتا وضع نهاية لنظام الأسد.وأوضحت المصادر ان تحقيقات ميليس حققت نجاحها الثاني حين وصل الى باريس هذا الاسبوع عدد من المنشقين من الأمن السوري واللبناني الذين عملوا في الفترة التي كانت فيها دمشق تسيطر على لبنان, فقد سلم هؤلاء للاستخبارات الفرنسية مواد وأدلة تتعلق بالدور الذي لعبه الرئيس السوري والرئيس اللبناني اميل لحود في قتل الحريري.مسؤول استخباري فرنسي رفيع أخبر موقع DEBKAFILE امس ان هذا الدليل واستعداد المنشقين للادلاء بشهاداتهم ضد الرئيسين توفر الأساس لاصدار مذكرتي توقيف دوليتين بحقهما.وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قطعت اجازتها يوم الاربعاء أيضاً لتشارك في مؤتمر صحافي مع تيري لارسن, مبعوث الأمم المتحدة الى الشرق الاوسط الذي زودها باحدث المعلومات حول تحولات قضية الحريري.وكان خافيير سولانا منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي على وشك التوجه الى بيروت لكنه غير رأيه.وبقي القادة الامنيون اللبنانيون الاربعة الموالون لسورية قيد التوقيف الاحترازي حيث بدأ المدير العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا التحقيق معهم في التهم المنسوبة اليهم.والموقوفون وبينهم ثلاثة مسؤولين سابقين هم رئيس لواء الحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان المعاون المقرب من الرئيس اميل لحود والمدير العام السابق للامن العام اللواء جميل السيد والمدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء علي الحاج ومدير المخابرات السابق في الجيش العميد ريمون عازار.كذلك استدعي النائب السابق الموالي لسورية ناصر قنديل امام اللجنة لكنه افرج عنه بعد استجوابه بحسب ما افاد مصدر قضائي لبناني.وقد احيل قنديل والقادة الامنيون الاربعة مع محاضر استجوابهم الى القضاء اللبناني الجهة الوحيدة المخولة اتخاذ الاجراءات المناسبة.واتهمت وسائل الاعلام التي تملكها اسرة الحريري امس الضباط اللبنانيين الاربعة بالتخطيط لاغتيال الحريري.واكد تلفزيون وصحيفة »المستقبل« انهم »كانوا يراقبون عن كثب حيثيات تنفيذ الجريمة كما تفقدوا عشية الاغتيال (الذي نفذ في 14 فبراير) النقطة التي سيتم فيها اغتيال الرئيس الحريري«.وكتبت الصحيفة ان الضباط الاربعة »عمدوا الى بعثرة الادلة وتشتيت التحقيق وتضليل المحققين بعد تنفيذ جريمة الاغتيال«.من جهتها ذكرت صحيفة النهار ان ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري قرر استدعاء الضباط الاربعة بناء على معلومات »استقاها من ضباط سوريين لجأوا اخيرا الى احد البلدان الاوروبية حيث التقاهم وتزود منهم معلومات ومعطيات«.وتابعت النهار ان ميليس »عمل على التأكد من بعض (هذه المعلومات) بعد عودته الى بيروت وكلها تقود في المحصلة الى ضرورة توقيف جميع قادة الاجهزة السابقين«, مؤكدة ان »التحقيق لن يتوقف عندهم بل سيشمل شخصيات اخرى لبنانية وغير لبنانية«.وسعى لحود الذي تم التمديد له بايعاز من دمشق عند انتهاء ولايته في سبتمبر للتقليل من شأن استدعاء القادة الامنيين فقال ان »ما جرى يدخل في اطار التحقيقات التي تجريها اللجنة ولم تحصل اي عملية توقيف«, كما اشاد بقائد الحرس الجمهوري معاونه المقرب وقال ان »العميد حمدان هو من افضل ضباط الجيش اللبناني«.غير ان قسما كبيرا من الصحف اللبنانية اعتبر ان الطوق يضيق حول الرئيس اللبناني.وعنونت صحيفة السفير »ميليس يحاصر لحود بالشبهة ويوقف فريقه الامني« وصرح الزعيم الدرزي وليد جنبلاط احد اقطاب الغالبية النيابية الجديدة المعارضة لسورية ان »لحود انتهى« متوقعا »المزيد من الاعتقالات« ورحيل اميل لحود قبل انتهاء ولايته.وكان ميليس التقى الجمعة في جنيف ضباطا في المخابرات السورية كانوا يعملون في بيروت عند اغتيال الحريري ولم ترشح اي معلومات حول مضمون »اللقاء«.وترافقت عملية توقيف قادة الاجهزة الامنيين والتحقيقات التي تجريها لجنة التحقيق الدولية مع عمليات مداهمة وتفتيش لبعض المنازل والامكنة في منطقة معوض في الضاحية الجنوبية لبيروت يقال انها استخدمت لاغتيال الحريري وللتفتيش عن اسلحة وذخائر ربما وصلت معلومات حولها من قبل اجهزة متابعة لعملية التحقيق التي تقوم بها لجنة التحقيق الدولية بمؤازرة الدولة اللبنانية وتعاونها على مختلف الصعد.وتأتي هذه العمليات للاستدلال الى عناصر جرمية جديدة قد تفيد البحث عن كشف حقيقة اغتيال الحريري والتفجيرات الاخرى التي توزعت في فترات غير متباعدة في منطقة يغلب عليها الطابع المسيحي في ضوء الشائعات حول وجود عناصر اصولية متطرفة تتخذ بعض احياء بيروت مقرا ومنطلقا لها من اجل زرع الفتنة في لبنان وضرب الاستقرار الامني والمسار السياسي الجديد الذي افرزته الانتخابات النيابية الاخيرة.واصلت فرقة الغطاسين التابعة للجنة التحقيق الدولية وعناصر الدفاع المدني عملهم في البحث عن ادلة في البحر قبالة فندق »السان جورج« قد تساعد على كشف ملابسات الجريمة.وعلم انه تم انتشال قطعة ملاصقة لاطار تعود الى »بيك آب« وقد تم سحبها وتسليمها الى لجنة التحقيق.من جانبه التقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة سفير روسيا سيرغي بوكين, وعرض معه العلاقات الثنائية والتطورات الراهنة.وبعد اللقاء, قال بوكين: »بحثت مع الرئيس السنيورة في بعض المواضيع المتعلقة بالعلاقات الروسية ¯ اللبنانية وبعض المواضيع المتعلقة بالقرار 1559 والقرار 1595 ومواضيع اخرى تهم البلدين«.وحول موقف روسيا من موضوع التوقيفات الاخيرة قال بوكين : »يدور الحديث بين السلطات اللبنانية ولجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الرئيس الحريري بموجب الاتفاقية المعقودة بينهما في هذا الصدد.ونعتبر الاحداث الاخيرة من الشؤون الداخلية اللبنانية ولا اعلق عليها«.وردا على سؤال حول النقاط التي تم البحث فيها بالنسبة للقرار 1559 و1595 اكد السفير الروسي »بحثنا في كل النقاط المتعلقة في هذين القرارين«.في غضون ذلك ترددت معلومات في بيروت امس عن إلقاء القبض على منفذي انفجار الزلقا الاثنين الماضي في سابقة هي الاولى من نوعها في مسلسل التفجيرات الارهابية, بدءا بمحاولة اغتيال الوزير والنائب الحالي مروان حمادة مرورا باغتيال الرئيس رفيق الحريري وباسل فليحان وسمير قصير وجورج حاوي, وصولا الى استهداف وزير الدفاع الياس المر في الرابية وما تخلل ذلك من تفجيرات في سد البوشرية, وجديدة المتن, والكسليك, وبرمانا والاشرفية »شارع مونو« واخيرا في الزلقا.وقد يشكل هذا التطور الجديد في عمليات التفجير بداية لتحديد الجهة او الجهات التي تتعمد ضرب الاستقرار في البلاد واثارة الفتنة بين اللبنانيين خصوصا وان هذه العمليات تقع في منطقة معينة وكأنها تستهدف طائفة ومنطقة معينة يغلب عليها الطابع المسيحي التقليدي.واوضحت المصادر ان هناك ضغوطا كبيرة تمارس على السلطة من اجل عدم الكشف عن انتماءات وخلفيات هؤلاء الاشخاص المتهمين, لان فضح هويتهم السياسية قد يؤدي الى بلبلة كبيرة واتهامات خطيرة تطال الجهات النافذة التي تقف وراءهم, لان التفجير الاخير يعتبر جزءا من كل ما نفذته تلك الجهات عينها وليس مستبعدا ان تكون التوقيفات الاخيرة لرؤساء الاجهزة الامنية مرتبطة بما آلت اليه التحقيقات في تفجير الزلقا.ولقيت الاعتقالات الاخيرة في لبنان استجابة دولية سريعة ومرحبة فقد عقد مجلس الامن الدولي جلسة مغلقة لمتابعة تقرير قدمه ميليس بخصوص تطورات التحقيق في اغتيال الحريري واعتقال قادة الاجهزة الامنية السابقين وتضمن التقرير تأكيدا من كبير المحققين الدوليين بان سورية لم تستجب بعد لمطالبه ولاتزال ترفض تقديم اي شكل من التعاون مع اللجنة من جانبها قالت نائبة السفير الاميركي في الامم المتحدة آن باترسون ان اعتقال الضباط الاربعة المشتبه بهم يعد تطورا دراماتيكيا مؤكدة انهم جميعا كانوا على علاقة دقيقة جدا مع سورية.في غضونه كشف النقاب عن لقاء غير معلن جمع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس مع الموفد الخاص للامم المتحدة لتطبيق القرار 1559 تيري رود ¯ لارسن في واشنطن.ورغم ان وزارة الخارجية الاميركية لم تؤكد او تنف اللقاء فقد اكد مكتب لارسن انه التقى رايس دون مزيد من التفاصيل.وأبدت وزارة الخارجية الاميركية مزيدا من القلق حول النشاط المحتمل للاستخبارات السورية التي لاتزال تنشط في الاراضي اللبنانية وامكانية قيامها باعمال تؤثر على مجرى التحقيق الدولي في اغتيال الحريري وبقية الجرائم الارهابية في لبنان.

غزالة سيكون أول المعتقلين


غزالة سيكون أول المعتقلين
قالت الاوساط المقربة انه في الخطوة اللاحقة لتحقيقات ميليس في دمشق سيتم القاء القبض على رئيس جهاز المخابرات السوري الذي كان يعمل في لبنان سابقا رستم غزالة, وايداعه السجن لانه هو الذي سهل عمليات اغتيال الحريري, وما الحماية التي يحظى بها من النظام السوري الآن, ويحظى بها غيره وامثاله, الا بسبب الخشية من ان يفضح كل شيء ويقول عمن أمره وحدد له مهمته لتنفيذ الجريمة.

خوف في دمشق من تداعيات اعتقالات ميليس


خوف في دمشق من تداعيات اعتقالات ميليس
واجتماعات عليا تباحثت في المستقبل والمصير
لحود والأسد لن يصمدا حتى آخر أكتوبر
دمشق - بيروت - خاص:في إثر توقيفات رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري القاضي ديتليف ميليس, والتي شملت رؤوس النظام الأمني السوري - اللبناني أول من أمس, انعقدت في دمشق اجتماعات على أعلى مستوى لتقليب الأمر, ووضع التوقعات, والتكهن بما سيجري في المستقبل, وقد تخلل هذه الاجتماعات العالية اتصالات هاتفية مكثفة مع بيروت في محاولات اضافية لمعرفة طبيعة الخطوة التالية, وماذا سيحدث فيها.وأفادت أوساط مقربة وشديدة الخصوصية »السياسة« ان ما زاد الضغط على المجتمعين, ورفع مستويات القلق عندهم, المعلومات التي تسربت اليهم وتفيد بأن أعلى رأس في لبنان سيذهب, وقد يتم احضاره للمثول أمام محكمة دولية خاصة ستتولى محاكمة كل من كان لهم صلة باغتيال الحريري, كما ان هذه المعلومات أفادت أيضاً ان الرئيسين اللبناني والسوري لن يصمدا طويلاً, وإذا صمدا فلمدة لا تتعدى نهاية شهر اكتوبر المقبل, وقد عطف الاجتماع العالي في دمشق هذه المعلومات الى معلومات اخرى سابقة تتصل بطلب الرئيس الفرنسي شيراك, من شخصية عربية, بأن ينصح صاحبه (...) بأن يترك لاننا نعرف من منفذ العملية, وان ميليس هو الذي أبلغ الرئيس الفرنسي بهذه القنبلة, أثناء زيارته السابقة الى باريس.وأفادت الأوساط المقربة ان اجتماع كبار رموز النظام في دمشق, انتهوا بعد مداولاتهم الطويلة في احتمالات المستقبل, الى قرار يشبه النصيحة يقضي بعدم توجه الرئيس السوري الى نيويورك لحضور القمة العالمية التي ستنعقد بمناسبة مرور ستين عاماً على تأسيس منظمة الامم المتحدة, خشية وقوع تطورات داخلية قد تحدث في غيابه, وقد أيد آخرون في الاجتماع هذه النصيحة, إذ ان عدم سفر الرئيس سيجنبه ايضا التعرض الى انتقادات الدول, وإهمال رؤسائها له, الأمر الذي قد يضعه في عزلة لا لزوم لها, وقد تقرر في الاجتماع أيضاً ان القمة العالمية مهمة, لكن يبقى الوضع الداخلي السوري وتماسكه هو الأهم.وقالت الأوساط المقربة على هذا الصعيد المتصل ان النائب اللبناني السابق ناصر قنديل الذي استدعي من دمشق للمثول أمام ميليس والتحقيق معه, كان قصد مكتب آصف شوكت رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية, لكن شوكت أمر مدير مكتبه بعدم اعطائه موعداً رافضاً بذلك استقباله, وقد أبدى قنديل امتعاضه من هذا الجحود, وهو المتعاون الأول مع الأمن السوري, والداعية الأكبر والمروج للسياسات السورية في لبنان, وعبر منابر الفضائيات كلها, وقد عزا البعض الافراج عن قنديل أمس الى انه أبدى استعداداً للتعاون مع ميليس وإمداده بمعلومات ثمينة, وبالكشف أمامه عن أمور كثيرة تتعلق بأسرار عملية اغتيال الحريري, والى ان هذا الاستعداد جاء رداً على تنكر السوريين له ولاغفال تعاونه معهم والقتال في صفوفهم وفي ضوء معاملة دمشق لقنديل, وتسليمها له ليكون بين أنياب ميليس, بدأ كثيرون من المتعاونين مع النظام السوري داخل اجهزة الامن اللبنانية, وكثيرون من رجال السياسة, يعيدون تقييم مواقفهم وخياراتهم السابقة, بعد ان شعروا انهم اصبحوا بلا حماية, بعد بروز توجهات سورية للتخلي عنهم وتركهم الى مصائرهم, وبعد ان أخذوا يلاحظون الضعف الذي بدأ يدب في أوصال الأوكار المخابراتية السورية التي كانت تحكم لبنان, والتي لم يعد لها تأثير يذكر.وتؤكد الأوساط المقربة ان تسليم قنديل, وعدم توفير الاستقبال اللائق له في دمشق كان بمثابة رسالة سورية واضحة لأعوانها اللبنانيين, الذين فهموا المقصود, وأخذوا يظهرون المرونة فيما يتعلق بالتعاون مع لجنة ميليس بشكل ايجابي, كما أكدت الأوساط ان واقع تخلي سورية عن أنصارها في لبنان, تغيير وجهتهم نحو التعاون مع التحقيق الدولي قد أصبح في متناول علم رئيس الوزراء فؤاد السنيورة, وعلم عائلة الحريري, وفي ضوء هذا الواقع بدأ كثيرون في لبنان يرون ان خيوطاً اخرى ستنكشف بذاتها في الأيام المقبلة بعد ان انقلب الحلفاء على الحليف الذي تخلى عنهم.وتبدو الجهات العليا السورية منزعجة, كما تقول المصادر, مما جرى امس على يد ميليس, ولا تعرف كيف تدير شؤونها وتتدبر الأمور, خصوصا وانها لم تعد قادرة على حماية حلفائها, ولا حماية رجالها الامنيين في الداخل من هجمات ميليس الى جانب انها بدأت تعاني من الأبواب العربية المقفلة في وجهها, بحيث لم يعد أمامها باب مفتوح إلا باب ايران التي تعاني بدورها من استحقاقات دولية داهمة تهدد بمخاطر كبيرة.أما في جانب عائلة الحريري فتحدثت الأوساط المقربة انها مرتاحة لقرب الكشف عن الحقيقة, وتعلن صراحة ان معلومات كثيرة حول حادث الاغتيال متوفرة لديها من زمان لكنها لا تعلنها وتفضل ان تصل الى ميليس ليعلنها بنفسه, وما يزعج عائلة الحريري الآن هو وجود »اللائحة السوداء« التي تتضمن أسماء شخصيات لبنانية مطلوبة للاغتيال من ضمنها عميد العائلة الآن الشيخ سعد الحريري, الذي قتلوا أباه ويريدون أن يقتلوه من بعده.

ضباط في دمشق يتدربون على الإجابات أمام ميليس

إيلي الحاج من بيروت : سيحتاج اللبنانيون إلى وقت طويل ليصدقوا أن الضباط الأربعة الذين لعلعت وسائل الإعلام بأسمائهم أمس يقبعون في زنزانات جُهزت خصيصاً لهم في طبقة تحت الأرض (عفوا، تتحدثون عن جميل السيد و… أو عن سمير جعجع؟).
أبرز "عزيز قوم قد ذل" بينهم هو جميل السيد . يروي لإيلاف أحد الذين شاركوا في دهم منزله – مشترطاً عدم ذكر اسمه- أن المحققين الدوليين كادوا يأخذونه إلى مقرهم في محلة المونتيفردي بثياب نومه . فبعدما أيقظه حرس منزله في محلة بئر حسن في بيروت نحو الخامسة فجراً واجه السيد قائد القوة الأمنية التي أرادت تفتيش منزله بالسؤال هل يحمل مذكرة قضائية تخوله ذلك؟ أجابه نعم وأبرز المذكرة. كان رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس أيقظ مدعي عام التمييز سعيد ميرزا الساعة الثانية فجراً طالبا إصدار مذكرات التفتيش والإحضار، الذي سمي "اصطحاباً"احتراماً للمقامات. أيام جميل السيد، نائباً لمدير مخابرات الجيش ومديراً عاماً للأمن العام، كان رجال الأمن أو "زوار الفجر"، يضعون في جيوبهم الواسعة عشرات من مذكرات مماثلة موقعة من القضاة المعنيين، لكن خاناتها تبقى بيضاء ليعبئها رجل الأمن لاحقاً بالأسماء والتهم المناسبة إذا دعت الضرورة. تغيّرت الأيام . وكان السيّد يحاول إقناع قائد القوة بأن وضعه الشخصي لا يسمح له بمغادرة منزله بغير سيارته المصفحة ومرافقيه . قال له حددوا إلى أين تريدونني أن أذهب فأذهب . أو يلحق موكبي موكبكم - شدد على هذه النقطة لأن الشكليات مهمة في مثل هذه الأوضاع ، فالنيات تفضحها طريقة التعامل – لكن المحققين الدوليين كانت لهم الإمرة ورفضوا. أقصى ما قبلوا به في النهاية بعدما كاد صبرهم ينفد أن يستقل سيارته المصفحة بدون أي مرافقين ويقود السيارة أحد عناصر قوة الدهم التابعة الموضوعة بتصرف المحققين الدوليين . وتحوط السيارة من الأمام والخلف، اليمين واليسار، أربع سيارات تقود الموكب ولا يكون للسيد رأي في الطريق. وهكذا كان. جميل السيد؟ كان اللبنانيون يلفظون إسمه همساً عند ذكره. ومثله رفاقه مصطفى حمدان (الحرس الجمهوري) ، ريمون عازار(مخابرات الجيش) ، علي الحاج (قوى الأمن الداخلي) ، الذين أمضوا والنائب السابق ناصر قنديل نهاراً وليلاً خاضعين إلى استجوابات المحققين الدوليين. ليخلى سبيل قنديل فجراً ويساق الأربعة مخفورين كل منهم إلى زنزانته الإنفرادية في المقر العام لقوى الأمن الداخلي في محلة الأشرفية في بيروت. زنزانات تبين أنها جهزت منذ نحو أسبوع، وعديدة تستوعب موقوفين كثيرين في القضية.طلبنا من مسؤول أمني وصفاً لها ، فاكتفى بالقول: "إنها كقاعات انتظار في مطار. من يمكث فيها يصل إلى لاهاي". ويبدو انطباعه في محله ، فالأجواء في بيروت تجمع على أن المحاكمة في قضية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري ورفاقه لن تجري في بيروت، خصوصاً أن المتهمين سيكون بينهم لا محالة ضباط غير لبنانيين. وفي السياق يروي سياسي لبناني عائد من باريس أن مسؤولين فرنسيين على علم بأن دمشق تدرِّب ضباطاً أمنيين خدموا في لبنان على الإجابة على أسئلة ميليس وأعضاء فريقه عندما يقومون بالتحقيق معهم. لئلا تتضارب إفاداتهم ويقعوافي مأزق ، ومعهم نظام بلادهم . وبالعودة إلى بيروت ، دهم المحققون الدوليون مع قوة أمنية لبنانية شقتين في محلتي خلدة على مدخل المدينة الجنوبي وحي معوض في الضاحية الجنوبية في ضوء معلومات عن أنهما استُخدمتا غرفتي عمليات لتنفيذ جريمة اغتيال الحريري . كما ضبطوا سيارتين استخدمتا في المراقبة وأدوات اتصال. ورفع رجال الأدلة الجنائية بصمات وأدلة من الشقتين والسيارتين ، لكن كل هذه المعلومات تبقى معلقة في انتظار إصدار المحققين الدوليين أو قوى الأمن بياناً رسمياً يؤكدها اليوم. وسيق الضباط الأربعة إلى قصر العدل في بيروت حيث استمع قاضي التحقيق اللبناني في القضية الياس عيد إلى إفاداتهم وأعيدوا إلى زنزاناتهم بدون إحالتهم على النيابة العامة أو إخلاء سبيلهم . ويحق للقضاء في إبقائهم محتجزين بصفة مشبوهين 48 ساعة، أي إلى صباح الخميس. وفي هذا الوقت يقول المسؤول الأمني إن الزنزانات ستمتلىء قريباً.

Friday, August 26, 2005

رواية عن إغتيال الحريري

إيلاف - باريس: تحدثت معلومات في العاصمة الفرنسية عن تطور جديد في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري ورفاقه. وفي المعلومات - التي تتحفظ "إيلاف" مرحلياً عن ذكر الأسماء الكاملة فيها- أن الأجهزة الامنية الفرنسية تحقق منذ أيام مع ضابط سوري منشق، هو الرائد زهير ص. الذي ادعى انه مدير مكتب رئيس شعبة المخابرات العامة سابقا في الجيش السوري اللواء حسن خ. وذلك بعد وصول ص. الى الاراضي الفرنسية طالبا اللجوء السياسي، بسبب ما ادعى انه خوف من القتل والتصفية على يد الاستخبارات السورية.
واستنادا الى المعلومات المتوافرة، سبق التحقيق الفرنسي تحقيق آخر أجراه نائب رئيس لجنة التحقيق الدولية الفنلندي ماتي راتيكسنت مع الضابط السوري المنشق حول ما ادعى انه تفاصيل عن عملية اغتيال الرئيس الحريري، اضافة الى شروح كاملة عن بنية أجهزة الاستخبارات السورية في لبنان وسوريا وآلية عملها والمتعاونين معها في لبنان من شخصيات وقيادات، إضافة الى تفاصيل اخرى مثيرة.
ورشح ان الضابط السوري قدم أدلة ثبوتية ومعلومات موثقة خلال التحقيق عن الإعداد عملانياً للاغتيال. وفيها أن مجموعة تشكلت للاشراف على التنفيذ، فتولى الضباط السوريون، ومنهم العقيد عبد الكريم ع. والعقيد حسن د. وضابط لبناني يدعى فؤاد (اسم وهمي) مهمات الرصد والاستطلاع والمراقبة. وجرى استطلاع المواقع المفترضة لتنفيذ الاغتيال مرات عدة.
وقال الضابط السوري ان محاولات عدة سابقة جرت لاغتيال الحريري زرعت في إحداها عبوات ناسفة عند جسر الاولي وكانت المواد المتفجرة من صناعة اسرائيلية، وذلك لتنفيذ الاغتيال عند دخول الحريري الى صيدا أو خروجه منها ، لكن قرارا غامضا اتخذ بإلغاء العملية في ذلك الوقت فجرى ابلاغ السلطات اللبنانية باكتشاف محاولة زرع عبوات عند جسر الأولي.وقيل انها كانت لأغتيال رئيس مجلس النواب نبيه بري لتضليل التحقيق.
وتلتها محاولة ثانية لاغتيال الحريري بواسطة أربع سيارات مفخخة جرى تجهيزها وكان يفترض تنفيذها عند المحاور المؤدية الى منزله، لكن العملية ارجئت أيضا. واستعيض عنها اخيرا بعملية الاغتيال الانتحارية التي قر الرأي على تنفيذها في منطقة الجريمة بعد درس ومراقبة طويلين.
وفي المعلومات أيضا ان الضابط السوري المنشق كان مديرا لمكتب رئيس شعبة المخابرات العامة اللواء حسن خ. قبل ان يتولى رئاستها اللواء آصف شوكت . وكشف انه بعد صدور القرار 1559 اخذت تصل الى مكتب المخابرات السورية وشايات متواصلة من مسؤولين ونواب لبنانيين تتهم الحريري ومروان حماده وغيرهما بصناعة القرار الدولي (...).
وعن التنفيذ قال الضابط السوري ان المخططين درسوا كل الاحتمالات: ممرات الحريري الإجبارية، طرق عبوره يوميا، وطرق نزهاته التي جرى رصدها. وجمعوا المعلومات كاملة عن المواكبة والسيارات وجرى التحضير لاصطياده في مكان الجريمة أو في حال مروره في اماكن اخرى . وقال ان الموكب كان مراقبا منذ لحظة صعود الحريري الى السيارة امام مجلس النواب، وخلال مروره عبر طرق بيروت وصولا الى مكان التفجير، وذلك للتأكد من عدم انتقال السيارة التي كان يستقلها من الأمام الى الخلف. ونفذ عملية المراقبة فريق سوري على رأسه المدعو عبد الكريم ع، في حين تولى الضابط ظافر ي. الاختصاصي في المسائل الالكترونية تعطيل عمل أجهزة الاتصال والتشويش والتنسيق. وجرى ارسال هؤلاء الضباط في دورة تدريبية للتمويه الى لبنان لكنهم تمركزوا في شكل دائم قرب مكان الجريمة . وأدت اجهزة التشويش وتعطيل الإرسال دورا رئيسيا في العملية.
وحسب المعلومات، قدم الضابط السوري معلومات عن تجهيز السيارة الانتحارية في منطقة الزبداني في سوريا وقال انها اشتريت من السوق الحرة السورية. وان "ابو عدس" الذي أعلن تبنيه تنفيذ الجريمة كان متوجها الى العراق للانخراط في العمليات العسكرية هناك، لكنه اعتقل وجرى اقناعه بأن الحريري أميركي وصهيوني وأنه متعاون مع رئيس الحكومة العراقية السابق أياد علاوي ويجب القضاء عليه. وطُلب منه تلاوة التصريح الوارد على شريط الكاسيت وبعد ذلك جرت تصفيته ووضعت جثته في البيك آب. أما سائق السيارة الانتحاري فهو عراقي يدعى نور الدين، وقد جرى انتقاؤه هو أيضا من المتطوعين الذين كانوا في سورية تمهيدا للانتقال الى العراق واقنعه الضباط المكلفون بالعملية بأن الحريري حليف لعلاوي وعلى اتفاق معه، وهذا يكفي سببا للقتل(...).

Saturday, August 20, 2005

Party Poopers


Party Poopers
السفير 20/8/2005 - خالد صاغيّة :
لم يعد النظام السوريّ هو الحاكم الفعليّ في لبنان. لم يعد يحكم بواسطة زعماء الطوائف، كما كانت الحال في زمن غازي كنعان. ولم يعد يحكم بواسطة قادة أمنيّين، كما في زمن رستم غزالة. وعلى الرغم من التجاذب الحاصل الآن، فإنّ الحكم ليس في يد رئيس الحكومة، ولا في يد رئيس الجمهوريّة. الحاكم الفعليّ للبلاد اليوم هو جاك مارتان. وسيبقى هو من يدير المسرح، إلى أن يأتي دور ضيف الشرف ديتليف ميليس. ليس على اللبنانيّين أن يتبرّموا. فهم من أوقعوا أنفسهم في هذا الضجر، منذ أن رفعوا ذلك الشعار الساقط فنّيّاً: <<الحقيقة>>. المشهد السياسيّ، إذاً، هو مسرح <<مدرسة الهواة>>. ولا بأس من تعديل شعار <<ثورة الأرز>> إلى: <>. مفاعيل الانتخابات لاغية، والأحكام القضائيّة كذلك. يرفع المشتركون أيديهم ليصوّتوا، فينال الجميع: عشرة على عشرة.
يُتّهم إميل لحّود بأنّه <<رأس النظام الأمني>> الذي خطّط ونفّذ الاغتيالات، ثمّ يؤتمن على البيئة والقضاء والدفاع. يُتّهَم بأنّه قد ساهم في تهميش الدور السياسي للمسيحيّين، ثمّ يصبح الأمين على هذا الدور. عشرة على عشرة لإميل لحّود. لا يجد <<حزب اللّه>> وسيلة لحماية المقاومة أنجع من القتال من أجل شيعيّة المناصب. عشرة على عشرة. يثبت نبيه برّي أنّه رجل كلّ المواسم القاحلة. عشرة على عشرة للأستاذ. يهاجم وليد جنبلاط ما يسمّيه الرأسماليّة المتوحّشة والليبراليّة الاقتصادية بعد سنوات من التحالف والتواطؤ مع <<تيّار المستقبل>>. يصرخ <<أين الليبراليّون الشيعة؟>>، ثمّ يعود ليبحث عنهم في المربّع الأمنيّ. عشرة على عشرة لوليد جنبلاط. لا يقبل ميشال عون بما هو أقلّ من علمنة المجتمع برمّته، ولا يكسب معركة انتخابيّة إلا في المناطق الصافية مسيحياً. يرفع لسنوات شعار <<السيادة>>، ثمّ يترجمه في نصرة ميشال المرّ على نسيب لحّود. عشرة على عشرة لميشال عون. وفي هذه الزحمة، يمارس فؤاد السنيورة سياسة الBusiness as usual، فينال، هو الآخر، عشرة على عشرة.
لا رغبة لأحد في إفساد هذا الحفل التلفزيونيّ. لقد تدرّب المشتركون على أداء دور الأولاد العاقلين بانتظار لحظة <<الحقيقة>>. ولعلّهم يدركون أنّ ما يقومون به إنّما يفسد حفلاً آخر كان بعضهم، ويا للصدفة، من قادته. ألا يبدو غريباً ألا يتلو أيّ من السياسيّين، وهم يقومون بما يقومون به، فعل ندامة على المشاركة في تظاهرة 14 آذار؟ وحدهم بعض المعلّقين تراجعوا عن فائض حماستهم. ومنهم من اعتبر أنّ المشهد كان خادعاً، وأنّ العين قد رأت ما كانت ترغب أساساً في أن تراه. أمّا قادة التظاهرة فقد فضّلوا القيام بدور مختلف. إنهم يتصرّفون كما لو أنّهم قد دعوا إلى حفلٍ يريدون له أن يستمرّ، ويريدون في الآن نفسه إفساده. انتظروا حتّى أصبح الراقصون في أوج حماستهم، فجاؤوا ورموهم بمياه باردة. شيء يشبه المزاح الثقيل. أحضروا ال<<دي.جاي>>، ثمّ لعنوا الموسيقى الصاخبة، قبل أن ينتبهوا فجأة الى أنّ لائحة المدعوّين غير مكتملة أصلاً. لكن، رغم كلّ شيء، بقي الجميع في الحفل، ولم يغادر أحد للنوم.
النائم فعلاً هو البلاد نفسها. بيروت، مرّة أخرى، <<مدينة موقوفة>> بانتظار... تقرير. تقرير يعدّه ضيف الشرف. فهل سيحمل الضيف هداياه لجميع المشتركين، كما اقتضت العادة؟ حتى لو لم يفعل ميليس ذلك، فإنّ طبيعة البرنامج التلفزيوني تفرض ألا يغادر المشتركون المسرح إلا سعداء. فالأهل ينتظرون في القاعة، وكذلك الطوائف.

من هو الرائد محمد سعيد صديق ؟


هل التقى المحقق ديتليف ميليس ضابطا سوريا منشقا في جنيف ؟ ومن هو الرائد محمد سعيد صدّيق !؟
المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية - الحوار المتمدن - 2005 / 8 / 20 :
معلومات ينبغي التعاطي معها بحذر رغم جديتها :
ضابط سوري من مكتب اللواء حسن خليل التقى " ميليس " أول أمس في جنيف بعد أن قدم " أدلة مفتاحية" في قضية اغتيال الحريري ووصل إلى باريس اليوم حيث يجري التحقيق معه .. الرائد " محمد سعيد صدّيق " فرّ إلى السعودية بمساعدة وحماية جهاز استخباراتها الخارجي !!؟
معلومات " المجلس " : يوجد ضابط بهذا الاسم ، لكن لا دليل على أنه كان في مكتب اللواء خليل !
فيما قطع التحقيق في قضية اغتيال الرئيس الحريري شوطا كبيرا باتجاه وضع اليد على الجناة المباشرين وغير المباشرين كما تؤكد المعلومات المسربة من بيروت ، ذكر مصدر مقرب من أوساط " تيارالحريري " في باريس أن " الشخص الذي قدم المعلومات المفتاحية للجنة التحقيق الدولية هو ضابط المخابرات السوري (م . ص ) الذي عمل في مكتب اللواء حسن خليل رئيس شعبة المخابرات العسكرية السورية السابق حتى تاريخ إحالته على التقاعد أواسط شباط (فبراير ) الماضي بعد أن بلغ السن القانونية " . وقال المصدر في حديث خاص مع أحد أعضاء " المجلس " إن الضابط المذكور " فر إلى السعودية بترتيب مع جهاز استخباراتها الخارجي الذي نسق العملية مع أجهزة استخبارات دولية وإقليمية أخرى تخترق المخابرات العسكرية السورية منذ سنوات طويلة " . وأضاف المصدر " إن الضابط الذي يقيم الآن في السعودية بضيافة وحماية جهاز استخباراتها ، كان قدّم لرئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس أدلة مفتاحية ساعدته في فك لغزين أساسسين على الأقل من الألغاز المحيطة بعملية اغتيال الرئيس الحريري ، وهما قضية أحمد أبو عدس وشريطه التلفزيوني من جهة ، وقضية المادة المتفجرة C4 من جهة أخرى " . لكن المصدر لم يحدد ما إذا كان هذا الضابط قد التقى رئيس لجنة التحقيق مباشرة ، أم أنه سلمه معلوماته بطريقة غير مباشرة عبر طرف ثالث؟ إلا أن معلومات وردت إلى باريس ليلة أمس من جنيف تفيد بأن " ميليس " التقى أول أمس ، وقبل ساعات قليلة من عودته إلى بيروت ، الضابط السوري المزعوم ( م. ص ) في مقر البعثة السعودية بالأمم المتحدة ، حيث كان الضابط يرتدي لباسا خليجيا جعله يبدو كما لو أنه من طاقم البعثة " ؟ وفي تطور لاحق ، علم " المجلس " أن الضابط المذكور ليس سوى محمد سعيد صدّيق ، وقد وصل اليوم إلى باريس قادما من جنيف أو ماربيا في إسبانيا حيث يقيم رفعت الأسد " للمشاركة في مؤتمر لمجموعات سورية معارضة يعقد نهاية الشهر القادم برعاية وتمويل من جهات أمنية فرنسية ومكتب رفعت الأسد في فرنسا الذي يديره قريبه المدعو عقيل الخيّر " ، بحسب ما ذكره لـ " المجلس " مصدر ديبلوماسي سابق ينتمي للحزب الاشتراكي الفرنسي . وقد أشار هذا المصدر إلى أن الضابط المذكور " يخضع منذ وصوله إلى باريس اليوم لاستجواب السلطات الأمنية الفرنسية " . وقال المصدر " إن السلطات الأمنية الفرنسية اتصلت عبر طرف ثالث بالمعارض السوري نزار نيوف للمساعدة في تقديم معلومات عن الضابط المشار إليه باعتباره ( أي نيوف ) خبيرا بشؤون الاستخبارات السورية ويمتلك أرشيفا مهما جدا عن ضباطها ، إلا أن نيوف رفض التعاون مبررا ذلك بأن الفرنسيين في ظل حكم اليمين الديغولي لا يمكن الوثوق بهم بسبب علاقاتهم المشبوهة مع النظام السوري ، والتي لم تنقطع رغم تدهور العلاقات السياسية والديبلوماسية . وكانوا العام الماضي قد تسببوا في اعتقال ضابط سوري ووفاته لاحقا هو المقدم علي فاضل . والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين " ! إلا أن نيوف ، وحين الاتصال به للتعليق على هذه المعلومات ، رفض تأكيد أو نفي ما قاله المصدر الفرنسي ، مؤكدا على أن " ملف الضابط المنشق الذي وصل إلى باريس ، وعلاقاته ، وما يتصل بملف اغتيال الرئيس الحريري ، على درجة كبيرة من الحساسية لا أحب الخوض فيه الآن " .
على أي حال ، يستشف مما ذكره المصدر أن الضابط المذكور " كان أرسل معلومات عبر السعودية إلى ميليس ساعدته في توجيه تحقيقاته باتجاهات معينة ، وهو ما دفع ميليس وشجّعه على السفر إلى جنيف للقاء الضابط " . كما ويستشف من أقوال المصدر " أن الضابط حدد الجهة السورية الضالعة في الجريمة ومستوى ضلوعها ، وأشار إلى أن الجهة المنفذة كانت جهة أصولية بالفعل ، لكنها مخترقة ومدارة من قبل جهات سورية ، وأن قضية أبو عدس وشريطه التلفزيوني تمت فبركتهما فعلا في دمشق بالاشتراك بين الحرس الجمهوري الذي يقوده ماهر الأسد ، وجهة مخابراتية سورية قد تكون مرتبطة باللواء بهجت سليمان الذي جرّد قبل عدة أسابيع من وظيفته كرئيس لأهم فرع في المخابرات العامة (الفرع 251 ) ووضع بتصرف القيادة العامة للجيش دون أي عمل " . كما يستشف من المصدر أن " الضابط الذي لعب دورا أشبه ما يكون بدور شاهد الملك King’s Evidence قدم أدلة مفتاحية تثبت امتلاك سورية للمادة المتفجرة C4 المستخدمة في جريمة الاغتيال ، والتي يقتصر إنتاجها على الولايات المتحدة ودول أخرى أعضاء في حلف شمال الأطلسي مثل بريطانيا وإيطاليا ، فضلا عن إسرائيل . وإذا كان الضابط لم يحدد الدولة التي حصلت منها سورية على هذه المادة ، إلا أنه كشف عن أن رجل أعمال سوريا لعب دور الوسيط في حصول سورية على مادة RDX ، التي تشكل 91 بالمئة من نسبة الخليط الداخل في تركيب C4 ، من شركة Chemko التي تقع مصانعها في مدينة Strazske شرقي سلوفاكيا ، وأن إبرام الصفقة تم في مدينة استانبول التركية قبل عدة سنوات تحت إشراف اللواء آصف شوكت رئيس المخابرات العسكرية السورية الحالي " . وفي اتصال سابق كان أجراه " المجلس " مع الخبير التشيكي ستانيسلاف بريبيرا في إطار تحقيق شامل حول " السوق السوداء والشرعية لمادة RDX في الشرق الأوسط " ، أكد الخبير " امتلاك سورية وإيران وحزب الله لهذه المادة " ، وبالتالي " قدرتهما على إنتاج متفجر السي فور بسهولة " . وحين واجهناه بكلام ضابط الاستخبارات والديبلوماسي السابق جوني عبده ، الذي أكد في مقابلاته الصحفية الأخيرة " عدم امتلاك سورية للسي فور " ، قال الخبير التشيكي " هذا الجنرال يهرف بما لا يعرف . وإذا كان قال ذلك فعلا ، فإنه أكثر ضباط المخابرات في الشرق الأوسط جهلا " . ( سينشر " المجلس " أقوال الخبير التشيكي كاملة في سياق التحقيق الصحفي الشامل الذي أجراه أحد الزملاء حول هذه القضية في عدة عواصم أوربية وشرق أوسطية . وذلك حين يتم الانتهاء من الجانب المتعلق بالتجارة غير المشروعة لمادةRDX في الشرق الأوسط ) .
من هو الرائد محمد سعيد صديق ؟
في التحقيق الذي أجراه " المجلس " في دمشق حول شخصية محمد سعيد صديق لم يجد أي دليل على أن هذا الرجل كان يعمل في أي وقت من الأوقات في مكتب اللواء المتقاعد حسن خليل رئيس شعبة المخابرات العسكرية السابق في سورية الموضوع الآن في ما يشبه الإقامة الجبرية ، والممنوع من السفر . إلا أن المعلومات تشير إلى أنه " متزوج من سيدة من جبل العرب في سورية ( تنحدر من الطائفة الدرزية ) وتمت بصلة قرابة للنائب والوزير اللبناني مروان حمادة الذي تعرض لمحاولة اغتيال العام الماضي في بيروت " . وتقول المعلومات المتعلقة بالضابط المذكور " إنه كان على صلة باللواء بهجت سليمان وبرفعت الأسد ، وبأنه زار رفعت الأسد أكثر من مرة في مقر إقامته بجزيرة ماربيا في إسبانيا . وهذا ما يفسر قدومه إلى فرنسا للمشاركة في أعمال مؤتمر جماعلت سورية معارضة الشهر القادم " ، حسب مصدر خاص في دمشق .
أيا تكن جدية المعلومات المذكورة أعلاه ، ينبغي التعاطي معها بحذر بالغ ، نظرا لأن أكثر من جهة إقليمية ودولية دخلت على خط القضية ، ولكل منها أجندتها الخاصة التي قد لا تكون معنية بالبحث عن " الحقيقة " في اغتيال الرئيس الشهيد ، بقدر ما هي معنية بالبحث عن مكاسب سياسية وديبلوماسية . فليس اغتيال الرئيس الحريري ، على صعيد لبنان والمنطقة ، بأقل أهمية وخطورة من نسف برجي نيويورك كما سبق وقلنا لحظة الغدر بالرئيس الشهيد !