Tuesday, April 24, 2007

انتقد لغة الشتائم والسباب وأكد أنه لن يترشح لرئاسة الجمهورية

انتقد لغة الشتائم والسباب وأكد أنه لن يترشح لرئاسة الجمهورية

جعجع يفتح النار على "حزب الله": مستعد لفتح ملفات الحرب وجرائمكم بحق الشيوعيين والجيش



بيروت - »السياسة«:
أعلن رئيس الهيئة التنفيذية في »القوات اللبنانية« الدكتور سمير جعجع أنه غير مرشح لرئاسة الجمهورية وتوجه إلى »حزب الله« بالقول »فليطمئنوا أنا غير مرشح«. وسأل: من خول الحزب أن يعطي الحق بالكلام أو غير الكلام للبنانيين.
وأكد جعجع أنه »إذا أردنا أن نفتح صفحة الماضي فكم عدد الاغتيالات التي قام بها»حزب الله« وتحديدا في ما خص الحزب الشيوعي فقط لأن لديه سياسة تختلف عن سياسته? وأيضا كم من الاغتيالات التي طاولت ضباطا في الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي? وأشار الى ان المجرم هو من يتجنب أو لايريد المحكمة ذات الطابع الدولي.
واعتبر أن »حزب الله« شكل محكمة دستورية قررت من الآن شرعية أو عدم شرعية الرئيس المقبل.
رد جعجع على ما ورد على لسان المسؤولين في »حزب الله« جاء خلال لقاء جمعه بطلاب كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية - الفرع الثاني على اثر فوزهم في الانتخابات الطلابية.
وهنأ زعيم القوات الطلاب على الفوز الذي حققوه وعلى سعيهم في ابقاء »الشعلة مضيئة«, حال القوات جميعا, وقال إن الذي يربح معركة صغيرة يكون مهيئا للفوز بأخرى كبيرة لا بل بحرب كالتي تشن علينا راهنا . فاللامنطق يسود في بعض الأوساط.. وأسف لأن تكون بعض المجموعات الحزبية وصلت الى هذا الدرك والانحطاط لا سيما أننا كنا نتمنى لها مستوى أرقى ولكن استغرب اصرار المسؤولين عنها على التصرف بهذا الشكل بحيث يظهرون جوانب من داخلهم لم نكن نعرفها كما الشعب اللبناني وبالتالي فهم يقللون من حظوظهم المستقبلية ويخسرون أنفسهم أكثر فأكثر.. إننا لانحبذ مفهوم التشفي من أحد بل نضع النقاط على الحروف ونوضح الأمور لما فيه المصلحة العامة ومن ضمنها مصلحتهم.
وانتقد جعجع أسلوب طرحهم غير اللائق الذي لا يجوز في التخاطب السياسي, معددا بعض نقاط هذا الطرح ومنها كيفية الرد على »سيد المقاومة« الذي نحترمه لسبب أنه طيلة تاريخنا كنا اسيادا للمقاومة وكما نحترم يجب أن نحترم كما أننا لا نقلل من قيمة احد على الاطلاق وكيف بالحري إذا كانوا اشخاصا عندهم تاريخ وخاضوا معارك في وقت من الأوقات كانت مهمة, ولكن في الوقت نفسه لا يسمح أحد لنفسه أن يسمح لغيره بالكلام أو عدمه, معتبرا أن »حزب الله« كغيره من الأحزاب اللبنانية وهو مخطئ إذا اعتقد ان الله منحه »وكالة حصرية« في الكلام والطرح السياسي.
وأبدى جعجع حقه بالرد كمواطن لبناني له حقوقه الدستورية والقانونية الى جانب الحق الذي منحنا إياه اجدادنا ونضالهم الطويل في سبيل تأسيس الوطن..
واقترح ان يفتح »حزب الله« مكتبا »يخصص عمله في اصدار الهوية اللبنانية للذين يريدونها بدلا من وزارة الداخلية.. وأكد أن حق الرد بالنسبة إلينا ينبع من أمرين: تاريخنا ووجودنا في البلد وحقوقنا القانونية من خلال الدستور اللبناني.
وحذر جعجع الذين يعتقدون بأن تهويلهم السيكولوجي وضغطهم و»غضنفرياتهم« ستخيفنا وتمنعنا من طرح رأينا الذي طرحناه وسنبقى نطرحه وبكل بساطة نقول تعبنا منهم وانه لا احد وكلهم علينا ولا نريد ذلك منهم«.
وذكر جعجع بنظامنا الديمقراطي الذي يسمح لكل مواطن لبناني بقول ما يريده في اطار الفكر والنطق السياسي في ما هم يتحدثون خارج الاطار المذكور معتبرا انهم لا يؤمنون بالديمقراطية التي يتحدثون عنها دائما وقال: »اذا كانوا يعتبرون انفسهم رجالا فليردوا على الطرح وليس بالسباب والشتائم« وطمأن جعجع خوفهم بالقول: فليطمئنوا لست مرشحا لموقع رئاسة الجمهورية.
واضاف: النقطة الثانية هي حديثهم المستمر عن الاجرام وان بحقنا احكاما صادرة عن الذين مثلكم ومن السلطة السابقة نحن نفتخر بهذه الاحكام واحكام السلطة المذكورة غير قانونية وغير عادلة. وتابع: »دعوناكم مرارا الى فتح حسابات الحرب الاهلية كلها لنرى من المجرم من دون التحدث من قبل طرف واحد كوننا نحن لا نريد العودة الى المرحلة الماضية ونسعى الى كيفية بناء لبنان وانتم مستمرون في الكلام والاستفادة منه وكأننا لا نسمعكم ولا نعلم شيئاً عنكم واذا اردنا تذكيركم بالامور التي فعلتموها في الماضي لاقشعرت الابدان ونبقى كلبنانيين نعيش في اجواء الحرب الماضية وكأنه لا وجود لاتفاق الطائف الذي لم تعترفوا به يوما والدليل ما تقومون به.. وقال: حيث تفعلون »العظيم وما جرى والسبعة وذمتها« تسمونه مقاومة اما حين نهاجم نحن من جيش منتشر في قرانا ومدننا لندافع عن انفسنا تسمون ذلك اجراماً.
وسأل: ما رأيكم لو اذكركم بمجموعة من الاغتيالات التي قمتم بها في السنوات 85 و86 و87 والتي طالت انذاك مسؤولي الحزب الشيوعي ومنظمة العمل الشيوعي مثل سهيل طويلة الى محمد حدرج وغيرهم والسبب يعود الى اختلاف طرحهم السياسي عن طرحكم. وهل اذكركم بضباط الجيش اللبناني والامن الداخلي الذين اغتلتموهم واحداً اثر الاخر في البقاع عام 1986 كالعقيد مظلوم (قائد القاعدة الجوية في رياق) ام العقيد زيادة.
واذا كنتم تريدون فتح ملفات الحرب ليكن والان بدأنا بفتحها واذا استمررتم سنكمل بالموضوع ولكن هذا ليس من مصلحة احد كون الشعب اللبناني شبع حروباً وقتلاً واغتيالات وكل هذا المنطق وانتم مصرون على العودة الى هذا الاخير لانكم تفتقرون الى منطق اخر.. واذا كان لديكم المنطق الاخر تفضلوا وواجهونا به ونحن بانتظاركم مشيرا الى ان هذا المنطق الذي نتحدث به الان هو مدمر وانتم الذين اجبرتمونا على التحدث به لنذكركم بمدى تدمير هذا المنطق لربما تعون ماذا تفعلون وبالتالي تعودون الى منطق اكثر بنيانا وايجابية.
وجدد جعجع التأكيد على قيام المحكمة الدولية مهما قلتم والتي تضم قضاة لبنانيين تحت اشراف مجلس القضاء الاعلى اللبناني الذي وضع قانونها بالتعاون مع قضاة دوليين وبالتالي لا تعتبرون انفسكم وطنيين اكثر من غيركم وان كل الناس خونة ومرتزقة وعملاء مذكرا بتاريخ المحاكم الدولية.
ورأى ان المجرم الحقيقي هو الذي يهرب من هذه المحكمة متهما اياهم بتسييسها متسائلاً عن كيفية تسييسها في ظل وجود مئة قاض ومحقق سيزيد عددهم في ما بعد ينتمون الى ثلاثين دولة معلنا ان هذه المحكمة ستعمل على مرأى من الجميع وليس كباقي المحاكم.

Thursday, April 12, 2007

بايخة؟ فعلاً بايخة

بايخة؟ فعلاً بايخة

لأ أعرف لماذا يذكّرني قول الامين العام الاشهر عن الرئيس رفيق الحريري انه شهيد بقول الرئيس المصري انور السادات عن الزعيم جمال عبد الناصر "الله يرحمو".
كان السادات يسعى الى محو كل ما يشير الى انجازات عبد الناصر في ذاكرة المصريين، وحتى العرب، فيما كان يتلفظ بدعاء الرحمة له، الى ان سد المنافذ الى ذكراه بزيارة القدس الشهيرة و"طيّنها" في كمب ديفيد: الثورة المضادة تحققت بعد نحو اقل من 30 سنة على ثورة الضباط الاحرار.
السيد الأشهر، منذ تعهد في قريطم السعي الى محاكمة القتلة، لم ينفك يرفع عقيرته بالحرص على ذلك، بما يتناقض وما تواتر عن مظاهر فرح (فردي او جماعي) في مناطق هيمنته الامنية والسياسية والشرعية، بعد الساعة الاولى من يوم 14 شباط 2005.
وظل الاعتقاد العام بنهاية موقفه هذا سائدا، على رغم الاعتكاف الوزاري عام 2005 والاستقالة عام 2006، الى يوم خطاب الوعد بنصر الهي في الداخل قبيل نهاية العام الفائت، حين وصف قيام المحكمة بأنه لب المشكلة الداخلية، واصر على سرية الملاحظات، وارتقى بها، الاحد الماضي، الى مرتبة السر الالهي العصي شرحه حتى على سوريا وايران (الحليفتين)، والسعودية (راعية البحث عن وفاق لبناني) على ما اشار. بمعنى آخر، حوّل الخلاف المستتر على المحكمة ذات الطابع الدولي، ازمة مستعصية "حتى يتوافر غطاء جدي لمناقشتها"، وهو غطاء لا يعرف سواه كنهه ومقوماته.
لكن هذا الموقف لا يمكن شرحه استنادا الى مذكرة نواب قوى 14 آذار الى الامين العام للامم المتحدة. فحتى الرئيس نبيه بري سعى قبل خطاب الاحد الى تبين طريق اعادة مشروع المحكمة الى مجلس النواب. وفي علم المتابعين ان الرئيس السوري بشار الاسد استبق وصوله الى الرياض بحديث الى صحيفة "الجزيرة" السعودية ذكّر فيه المملكة بفائدة التعاون مع دمشق، معطيا مثلا على ذلك اتفاق الطائف. ولكن يبدو ان ما سمعه في اجتماعه مع الملك عبدالله بن عبد العزيز وكبار المسؤولين السعوديين، ثم في لقائه مع وزير الخارجية الامير سعود الفيصل، لم يعكس تجاوبا كان ينتظره. فجدد بري العرض السوري تحت ما سماه تعاون S.S. اي سوريا والسعودية، لرعاية حل الازمة اللبنانية. لكن تحديد السفير السعودي الوزير عبد العزيز خوجه في حديث صحافي حرص بلاده على رعاية التفاهم اللبناني، بانه ليس توليدا له بل تشجيع عليه فحسب، سد الباب امام تفاؤل بعودة سوريا رسميا الى لبنان ببركة عربية، فجاء كلام الامين العام الاشهر ليطوي الملف ويفتح الازمة على افق مظلم اضافي.
الافق الجديد، لا يعني ان "حزب الله" ترك المحكمة لسكتها الدولية، بل هو تجديد لعنوان قديم عمره من عمر اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هو تقويض الاسس القانونية اللبنانية التي تستند اليها القرارات الدولية المتعلقة بانشاء المحكمة ذات الطابع الدولي اي زعزعة الحكم في لبنان. والاساليب الجديدة لم يخفها الامين العام وبعضها كان معروفا. اولها استمرار دولة "حزب الله" ضمن الدولة اللبنانية، واستمرار سلاحه. والحجة الجديدة لبقائه هي حماية مصادر المياه. يأتي بعد ذلك انكار شرعية الانتخابات النيابية السابقة، ومعها تبرؤ الحزب وحركة "امل" وحلفائهما، من اقرار اجرائها على "قاعدة قانون غازي كنعان" في مجلس النواب السابق ذي الاكثرية الآتية من كنف الوصاية.
ويرفد كل ذلك باستمرار وضع اليد على مؤسسات امنية معينة، وتحويل الجيش موضوع تشكيك يمارسه من يزعم عدم قدرته على حماية لبنان، وينسبه الى خصومه اي موقع الغالبية.
فوق كل ذلك، واستنادا الى التمرد على الدولة، يدعو الامين العام الى انتخابات مبكرة تسترضي شريكه الصامت الذي يتوهم عودته باكثرية مسيحية مطلقة، او الى انتظار سنتين مزروعتين بالقلق لانتخابات في موعدها، متجاهلا الحاجة في الحالتين الى قانون انتخاب تضعه حكومة الغالبية، والى وضع امني يستلزم توافره تسليما بسلطة الدولة، والدولة وحدها، وانهاء للمربعات الامنية، ركاما وخيما.
وفي طريقه الى تمديد الازمة، لم ينس الامين العام انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فقد لمّح الى المكمن المنصوب علنا من الآن بعنوان اكثرية الثلثين المفضلة لدى الاقلية المعارضة. ولمزيد من الزعزعة، اعتبار احالة المذكرة النيابية على مجلس الامن الغاء دور المؤسسات الوطنية، لا سيما القضاء.
خطاب الاحد لم يكتف باعلان تمديد الازمة، والتخويف بحرب اهلية، وصولا الى ظروف مؤاتية تسقط المحكمة المرفوضة اقليميا، بل مدد في اتجاه الحكومة حرف الغضب العام، والشيعي اساسا على الحرب التموزية التي قال الامين العام مرة انها لتحرير الاسرى، ومرة انها حرب استباقية، وثالثة انها حرب الامة من اجل فلسطين، ورابعة انه لم يكن على علم بانها ستقع، واخيرة انها بايعاز من قوى 14 آذار الى الاميركيين والاسرائيليين.
طبعا. من كل هذا الكلام، لا يعني النائب العماد ميشال عون سوى التنديد بالانتخابات السابقة، والمطالبة بانتخابات مبكرة او بمجلس دستوري يعيد اليه مقاعد نيابية لا يكل عن التفكير بانها سلبت منه. اما تمديد الازمة، ورفض المحكمة الدولية علنا باسباب غير علنية، وتهديد مصير الانتخابات الرئاسية، وتهديد البورجوازية اللبنانية، ولا سيما المسيحية، في دورها وحقوقها. فالحلم بكرسي بعبدا كفيل تقزيمها.
قال الامين العام في خطابه "هزلت وصارت بايخة". فعلا صارت "بايخة" وواضحة في ذلك. فلا احد يجهل ارتباط المحلي بالاقليمي: من تمييع المسؤولية عن الحرب ونتائجها، الى حماية المسؤولين عن مسلسل الاغتيالات.

راشد فايد